لتعزيز قيم وممارسات التسامح الديني في العالم

 


 

 


كلام الناس
noradin@msn.com

*لسنا بمعزل عن ما يجري في العالم‘ بل إننا تأثرنا سلباً من بعض أفعال جماعات الغلو والعنف والتكفير التي طفحت على سطح مجتمعنا المسالم منذ سنوات واستهدفت المسلمين في مساجدهم‘ وهي جماعات تغذت من الخارج بل أسهم في تنفيذها بعض الأجانب أمثال الخليفي.

*لا نريد اجترار هذه الأحداث المؤسفة التي شهدها السودان‘ ونحمد الله الذي حفظ بلادنا من الفتن التي كان من الممكن تأجيجها وتوسيع نطاقها لولا فضل الله ورحمته بنا‘ لكننا نشارك العالم قلقه المشروع من ازدياد الجرائم الإرهابية التي للأسف تتبناها جماعات تدعي أنها تعمل لصالح دولة الإسلام والإسلام بريء من أفعالهم الإجرامية.
*كما قلنا ليس في الإمكان عزل أنفسنا عن العالم‘ وقد تبنى السودان في سنوات الإنقاذ الأولى مشروع المؤتمر الشعبي القومي الإسلامي بهدف تعزير أواصر التضامن مع المستضعفين في العالم‘ لكن عندما أدرك المخاطر الناجمة من بعض الممارسات السالبة التي يمكن أن تحسب سلباً السودان تم حله والتبرؤ منه.
*مع ذلك استمرت جماعات الغلو والعنف وكراهية الآخر تتنامى خاصة وسط الشباب وبدأت عمليات استقطابهم وتجنيدهم للمشاركة في تنظيمات وكيانات محسوبة على الإسلام وبعضها يمارس جرائم بشعة ضد المسلمين انفسهم.
*نقول هذا بمناسبة الخبر الذي نشرته شبكة "السوداني" في وقت سابق عن سفر وفد صوفي إلى الولايات المتحدة الأمريكية ضمن برنامج لمدة أسبوعين للمشاركة في فعاليات ثقافية لشرح دور الإسلام في حماية التنوع العقدي والإثني وتعزيز التسامح وحوار الأديان.
*إننا نبارك هذا الحراك الصوفي الإيجابي المكمل لدور الطرق الصوفية المعروف في نشر الإسلام في السودان وفي افريقيا وفي العالم‘ وتعزيز قيم وممارسات التسامح الديني والتعايش الإيجابي بين كل مكونات الأمم والشعوب.
*كما نبارك الحراك الإيجابي للمنتدى العالمي للوسطية الذي يقوده في السودان الشيخ عبد المحمود أبو الأمين العام لهيئة شؤون الانصار التي استطاعت تحت رعاية الإمام الصادق المهدي الانتقال من مجمومة صماء كانت تقود حملات إقصاء الآخرين بالقوة في العهود الماضية إلى هيئة دعوية مستنيرة فاعلة في المحافل المحلية والإقليمية والدولية.
*إن الحاجة تزداد لتكثيف الجهود الرامية للتصدي لجماعات الغلو والعنف بالحجة والمنطق وبالتي هي احسن بدلاً من ردود الفعل الانفعالية والحروب التي تخرب العمران ولا تفرق بين المجرمين والأبرياء‘ بل اتجه البعض بها لمحاربة منابر الإسلام الذي انتشر في العالم بسماحته واعتداله وتسامحه.
*إن الإسلام الذي ربط الإيمان بالله بالإيمان بملائكته وكتبه ورسله دون تفريق بينهم بريء من الجرائم الإرهابية التي ترتكب باسمه التي تتبناها جماعات متهمة بأنها مخترقة من أعداء الإسلام الذين يهدفون لتشويه دين الرحمة والسلام والإخاء والخير والنور الهادي للبشرية جمعاء.

 

آراء