*منذ سنوات النشأة الاولى في عطبره كنا نعيش مع أخوتنا المسيحيين في سلام وتعايش ومحبة‘ وقتها كانوا يشكلون وجوداً مقدراً في مدينة الحديد والنار.
* كانوا يشاركوننا أعيادنا الدينية ومناسباتنا الإجتماعية ونبادلهم التهاني في أعيادهم ومناسباتهم ونحتفل معهم في مثل هذه الأيام بعيد ميلاد المسيح عليه السلام. * كنا نحتفل مع المسيحيين الكاثوليك من أبناء الجنوب في الخامس والعشرين من ديسمبر من كل عام كما نحتفل مع المسيحيين الأرثوذكس في السابع من يناير من كل عام ‘ حيث تتداخل إحتفالاتنا بمولد خاتم الأنبياء والرسل محمد بن عبدالله مع الاحتفال بميلاد المسيح عيسى بن مريم والإحتفال بعيد الإستقلال والإحتفال بالعام الميلادي الجديد. *تراجعت هذه الروح السودانية الجامعة خاصة في سنوات حكم الإنقاذ بعد أن ألبسوا الخلافات القائمة عباءات دينية حولت الحرب الأهلية القديمة المتجددة إلى حرب دينية مصطنعة. *هذا أدى لتغليب خيار الإنفصال في الإستفتاء الذي أُجري حول تقرير مصير جنوب السودان‘ كما أدى إلى هجرة كثير من الأسر المسيحية ضمن الهجرات المتلاحقة للسودانيين إلى مختلف بقاع العالم. *أنتهز مناسبة عيد الميلاد كي أهنئ الإخوة المسيحيين الكاثوليك في"بلدي السودان" وفي كل بقاع العالم‘ وأهنئ مقدماً الإخوة المسيحيين الأرثوذكس الذين سيحتفلون في السابع من يناير المقبل بسبب فروقات التقويم القمري. * إسمحوا لي أيضاً كي أهنئ الإمام الصادق المهدي بعيد ميلاده الذي يصادف يوم الخامس والعشرين من ديسمبر و تحرص أسرته وأسرة مكتبه وأحبابه الكثر على إقامته داخل السودان وخارجه في تظاهرة إجتماسياسية حميمة. *ما أحوجنا في هذه الأيام التي تتصاعد فيها الفتن الدينية المصطنعة إلى إحياء روح التعايش السلمي بين مكونات الأمم والشعوب كما علمنا ديننا الحنيف الذي ربط خلق الشعوب والقبائل بالتعارف والتنافس على التقوى وفعل الخير‘ كما ربط الإيمان بالله بالإيمان بملائمته وكتبه ورسله. *أسأل الله عز وجل أن تعود علينا الأعياد وبلادنا تنعم بالسلام وتسترد عافيتها الإنسانية والإقتصادية والأمنية بعيداً عن سياسة الهيمنة الاحادية ومعاداة الاخر‘ حتى يعود السودان سيرته الأولى دار سلام ومحبة وتعايش بين كل مكوناته للعمل سوياً من أجل غدٍ أفضل للجميع