بعيداً عن المبالغة والتعظيم أو التحامل والتخذيل

 


 

 

 


كلام الناس

*كانت أمسية المنتدى الأدبي السوداني بسدني يوم الثلاثاء الموافق السابع من مارس الجاري حول أهمية إعادة قراءة تأريخ السودان بعيداً عن التقديس الأصم أو تجريح الذات‘ وقد ركز مقدم الورقة أستاذ التاريخ محمد تاج السر حجوج قراءته على فترة الثورة المهدية وعلى الإخص مرحلة حكم الخليفة عبدالله التعايشي.

*في البدء طرح حجوج سؤالاً حول فكرة المهدية ومن أين جاءت في بيئة صوفية‘ ثم عرج على مرحلة الخليفة عبدالله التعايشي الذي إستطاع بذكائه ودهائه التقرب من الإمام محمد احمد المهدي حتى جعله خليفة له.
* قال حجوج إن إنتقال الإمام محمد احمد المهدي المبكر إلى رحمة مولاه لم يمكنه من إكمال مشروعه حيث طغى الجانب الثوري على مهام بناء الدولة‘ وشهدت فترة الخليفة التعايشي صراعات قبلية في داخل السودان ومعارك خارجية خاسرة مع مصر وأثيوبيا.
*أحدث الخليفة عبدالله إنقلاباً إجتماعياً جمع فيه أبناء أهله وقبيلته إلى جانبة في مواجهة القبائل الأخرى خاصة "الأشراف" من ال المهدي‘ إضافة لتصعيد الصراع ضد الطرق الصوفية.
*عزا مقدم الورقة طمجاعة سنة سته" إلى غياب المشروع الفكري للدولة خاصة في جانبه الإقتصادي‘ إضافة للمعارك الخاسرة في جبهتين من أجل تثبيت حكمه الامر الذي تسبب في سقوط الدولة المهدية.
*خلص حجوج إلى أن سبب سقوط الدولة المهدية هو تفاقم الصراعات القبلية الذي أدى لإضعاف الحبهة الداخلية التي حاولت الثورة المهدية تعزيز تماسكها بتقوية الحس القومي‘ إضافة لدخوله في معارك خارجية مكلفة بشرياً وإقتصادياً.
*أمنت مداخلات الحضور على أهمية إعادة قراءة تاريخ السودان في كل مراحله بموضوعية وتجرد بعيداً المبالغة في تقدير الرموز والمواقف والاحداث أو تجريح الذات ومحاولة إغتيال الرموز السياسية أو التقليل من شأن الأحداث المفصلية.
*إن أخطاء الماضي للأسف تتكرر بصورة تكاد تكون كربونية حيث تنامت في العهد الحالي النعرات القبلية والعصبية الجهوية بسبب تغييب الديمقراطية والحراك السياسي الفاعل‘ إضافة لجر السودان في معارك مفتعلة مع الأقربين خاصة مع دولة جنوب السودان ومع جمهورية مصر على سبيل المثال .
*وفي هذا يتفق معنا الإمام الصادق المهدي الذي قال في محاضرته"رؤية تأرخية تأصيلية" في المؤتمر التداولي (المسلمون والعالم من المأزق إلى المخرج) التي عقدت في الأردن في الفترة من ١١-١٢ مارس الجاري : لاينقذنا من هذا التردي إلا ان ندرك أنسنة تأريخ أمتنا و أن ننتزع القدسية من التأريخ ونستخدم أدوات العلوم والتدقيق البحثي لإعادة قراءته.

noradin@msn.com

 

آراء