نحو عالم خال من الطغاة والغلاة
كلام الناس
*بقدر ما تزعجنا المواقف العدائية التي بدأت تطفع على سطح المجتمعات الإنسانية، نسعد بإستمرار وجود المواقف الإيجابية الداعمة للتعايش السلمي مع الاخرين بمختلف مكوناتهم العقدية والإثنية والثقافية والسياسية.
• لم تعد زعيمة حزب أمة واحدة النائبة الأسترالية البرلمانية بولين هانسون تثير الإنتباه بتصريحاتها العدائية ، يكفي أنها تخسر كل يوم من رصيدها حتى وسط الأستراليين المحافظين أنفسهم.
• لقد لقنها وزير العدل النائب العام الفدرالي في أستراليا جورج براندس درساً في الأخلاق والقانون وهو يؤكد إحترامه لحرية العقيدة، وقال عقب المسرحية الهزلية التي قامت بها هانسون في البرلمان الأسترالي لحظرإرتداء الملابس الدينية : إنني أحذركم .. وينبغي أن نكون حذرين جداً من الجريمة التي قد تقومون بها تجاه الحساسيات الدينية.
• أيضاً بقدر ما تقلقنا تصريحات الرئيس الامريكي المثير للتوتر داخل أمريكا وخارجها بتصريحاته ومواقفه المشاترة، نتفاءل بإستمرار تنامي المواقف الإيجابية في جميع انحاء العالم والتي يجسدها عملياً في الولايات المتحدة الامريكية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
• * ففي أعقاب الهجوم الإرهابي بشارع شارلو تتاريخ كتب أوباما في تغريدة مقولة رئيس رئيس جمهورية جنوب أفريفيا السابق المناضل الأشهر نيلسون مانديلا : لاأحد يولد وهو يكره الأخر بسبب لون جلده أو خلفيته أو دينه .. الناس يجب أن تتعلم الحب لان الحب هو الأقرب لطبيعة القلب.
• نحن لا ننحاز للرئيس الامريكي السابق أوباما لأن بعض أصوله أفريقية أو لأن والده كان مسلماً، إنما لأنه كما عبر عن ذلك البروفسير السوداني عبد الملك محمد عبدالرحمن مدير جامعة الخرطوم السابق على صفحته في الفيس بوك : مازال حتى وهو بعيد عن المكتب الرئاسي يسهم بصورة إيجابية في التبشير بقيم الحب والتعايش السلمي بين الناس اجمعين.
• *لذلك لم نيأس رغم تنامي الجرائم الإرهابية التي تأكد لكل صاحب بصيرة أنها مدفوعة بخبث من أعداء السلام والتعايش المجتمعي في العالم لتأجيج الفتن الداخلية في بلادنا، بل نتفاءل بتصاعد المواقف الإيجابية الداعمة لتعزير حقوق المواطنين الوطنية والعقدية والثقافية والسياسية في جميع بلدان العالم.
• *هذا يتطلب منا أن نكون مشاركين فاعلين في نشر ودعم ثقافة وقيم ومعاملات السلام والحب والعدل والتعايش السلمي داخل مجتمعاتنا التي تضررت أكثر من الفتن المجتمعية، وفي العالم المحيط الذي يستوعبنا جميعاً.
• *هذا يفرض علينا مواجهة الواقع بشجاعة وصدق للخروج من الدوائر الجهنمية الناجمة من الهيمنة الأحادية والقهر السياسي والظلم الإقتصادي والإجتماعي في بلداننا، والإصطفاف الإيجابي لإسترداد العافية المجتمعية المرتكزة على أنظمة حكم ديمقراطية تهئ لمواطنيها الحياة الحرة الكريمة وتكفل لهم كامل حقوقهم المشروعة في بناء أوطانهم في عالم خال من الطغاة والغلاة.
نورالدين مدنى
noradin@msn.com
///////////////