من كان منكم بلا خطيئة قليرمها بحجر

 


 

 


كلام الناس

*ترددت كثيراً قبل أن أكتب عن كتاب "المنتظرة .. سر مريم المجدلية" للكاتبة كاتلين ماك الصادر عن دار الكتاب العربي، الذي ترجمه للعربية هاني تابري لأنني لاأُحبذ الخوض في الخلافات "السيادينية".

• لكنني عدلت عن رأيي لأن تداعيات هذه الخلافات البشرية تتمدد في الحاضر وسط معتنقي الديانات المختلفة، وما زالت تلقي بظلالها السالبة على السلام المجتمعي في كل أنحاء العالم.
• لن أدخل في تفاصيل الخلاف القديم الذي جسدته الكاتبة بصورة درامية مشوقة وهي تنتقل بأبطال الرواية وأحداثها عبر شخصات وأحداث ماثلة على أرض الواقع الإنساني والجغرافي.
• * بطلة الرواية "مورين" التي جسدتها الكاتبة كأنها من سلالة مريم المجدلية عانت أسرتها وعموم أهلها في البحث عن "الكنز المفقود" الذي تامل في أن يساعدها في فهم ماجرى ومايزال يجري في العالم من صراع بين قوى الخير والسلام والمحبة والخير والإخاء الإنساني وبين قوى الشر والعنف والكراهية من الإنكفائيين الرافضين قبول الاخر حتى داخل العقيدة الدينية الواحدة.
• تقول مورين : إن أبناء شعبي لا يحقدون على اتباع يوحنا المعمدان ولم يحقدوا عليهم يوماً فنحن جميعاً إخوة وأخوات، لكن للأسف بعض أتباع يوحنا متطرفون - وأمثال هؤلاء موجودون دائماً - ومازلت احاول العيش وفق تعاليم المحبة والتسامح والتعاطف مع جميع المخلوقات.
• *الرواية محاولة من الكاتبة لإنصاف مريم المجدلية التي ظلمها البعض وأصر على نعتها بالزانية متناسين قول المسيح عليه السلام في "حالها" : من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر، كما تهدف الرواية لإنصاف المرأة في التأريخ لأن هناك نساء نافذات في الأوساط الحاكمة لم يستطع المؤرخون طمس أسمائهن، لكنهم يصورونهن كشريرات وفاسقات بل ومجرمات، عبر دعايات سياسية للحط من قدرهن.
• *بعد أن قررت الكاتبة كتابة الرواية تساءلت إن كانت الكنيسة ستمنعها؟ فجاءت الإجابة على لسان الكاردينال : أنتي حرة لتفعلي ما تشاءين حيث يقودك قلمك وضميرك.
• *قالت الكاتبة كاتلين ماك أنه تكون لديها شك في مسلمات التأريخ لأن التأريخ - في رأيها - لايعبر عن الذي حدث بالفعل وإنما يعبر عن القراءة الخاصة لكاتبه وفي كثير من الأحيان يتلون التأريخ حسب رؤية الكاتب وظرفه الزماني والمكاني والسياسي.
• *في ختام الرواية الشيقة التي لايمكن سرد تفاصيلها هنا قالت المؤلفة إن كل ما تتمناه أن يكون الكتاب معبراً عن رسالة المحبة والتسامح والغفران وتحمل المسؤولية بطريقة ملهمة للقارئ لتجنب إصدار الاحكام التأريخية بتعميم مخل، خاصة وأن تداعيات الخلافات السيادينية القديمة مازالت تهدد السلام المجتمعي في جميع أنحاء العالم.

 

آراء