تأمّل في معنى القصيد: الحلقة الحادية والعشرون

 


 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

 

لغتان ...... عبدالرحيم حسن حمزة

abdelmoniem2@hotmail.com


وتظهر الثقة الطاغية لعبدالرحيم حسن حمزة فهو كأنَّه يثأر لنفسه من كلِّ نساء الأرض فتحوَّل الفعل عنده إلى ثورة حتى أنَّ الكلام لم يعد كافياً للتعبير عن حاله وأفعاله:
"إنّي ملاكيّ النّجابة، مرمريّ الوجه، بين يدي قمر
فتجاذبته الفاتنات إلى مخيّمهن ..قد أغوينه
وسقينه باللثم في قدح الشقاء وليتهنّ روينه
علّمت منطق طيرهنّ وإنّني الإرهاف لو آذينه
أنشأت أقتل من لساني كلّ غازية فسدّد دينه
وبحثت عن لغة الكلام فلم أجد منها أثر!!"
وهو يذكِّرني بعض نهج عمر بن أبي ربيعة مع الغانيات:
"مرَّ بي سرب ظباء رائحات من قباء
زمراً نحو المُصلي مسرعات في خلاء
فتعرَّضت، وألقيتُ جلابيب الحياء
وقديما كان عهدي وفُتُوني بالنِّساء"
ونرى كيف طوَّر عبدالرحيم هذه العلاقة لعلاقة حيَّة ومتفاعلة وذات غرض أوسع من التعرُّض للنساء والتشبيب بهنّ وهو المعركة الدائمة بين الحياة والفناء، ونري أيضاً حيلته في الزجّ بالمقارنات التي تظهر المعنى إذ أنّه يستخدم تشبيه وجهه المرمريّ بالقمر، ولعلّ القمر الذي بين يدىّ الشاعر استعارة للمحبوب، ثمّ يخبرنا بأنّ الفاتنات قد اقتتلن عليه فتجاذبنه بينهنّ وهربن به إلى خدرهنّ بعيداً عن الأعين حتّى يفعلن به ما شئن بلا رقيب أو حسيب، أو اقتلعنه من بين يدىّْ حبيبته حسداً أو فتنة أو غَيْرَةً.
وقد ظهرت قدرتهنّ، بعد الانفراد به، على إغوائه بالوعد والفعل، ولربما رضخ لهذا الإغواء إن كان تحت نظر المحبوبة حتى يثير غيرتها، ولكنّ أرض الشاعر جافّة لا تندى مهما سقينه من رضاب، أو كما في قول أبى الفتح البستي:
جفّوا فما في طينهم للذي يعصره من بِلّةٍ بِلَّةْ
والبلّة الأولى تعنى البلل والثانية تعنى الخير وما ينتفع به، فهو شقىٌّ بحبِّ أخرى لأنّه شاعر وُلد، كما قال نزار قبّاني، من رحم الشقاء:
(هل يولد الشعراء من رحم الشقاء؟
وهل القصيدة طعنة في القلب ليس لها شفاء؟)،
وقدحه قُدَّ من شقاء، والقدح إناء يسقى شخصاً أو شخصين، ولكنّ قدحه لا يمتلئ إذ لا قاع له وكل سلسبيل الفاتنات لن يملأه. والدكتور إبراهيم ناجى، رحمه الله وأحسن إليه، سبق بمعنىً مشابه:
"ليلى! حببتُكِ كالحياة وذقت في ناديكِ كأساً بالأماني تطفحُ
فتكسَّرت قدح المني ورجعت من سقمِ الهوى وهزاله أترّنحُ"
فمن ذاق من رحيق كأس الحبيب لا يستسيغ كأس أخريات ويصير قدح مناه قدح شقاء.
ولا بد أن نذكر أنهنّ لا يرقين لمرتبة محبوبته البشريّة إذ هنّ مجرّد دميات بُلُهْ سطحيّات بلا عمق ولأنّ السّقيا التي يرجوها مثل إكسير الحياة تردّ الرّوح في رميم عظامه لينشزها ثمَّ يكسوها لحما.
ولا تقف صفات الشاعر على صفاء الأصل (ملاكيّ)، والمقصود ملائكي، ولكنّ الأصل ملأك وحذفت الهمزة للتخفيف، ومعنى الملاك أو الملك الرسالة، وبذا نعود لثيمة اللغة ووظيفة الكلام في التبليغ ممّا يثير السؤال الفلسفي عن العلاقة بين اللغة والكلام. وهذا علم وضع أساسه إمام عصره الجرجاني، رضى الله عنه، سبق به العالمين في كتابه (أسرار البلاغة) وقد اعتمد على مؤلفاته فيردناند سوسير في القرن السابق فلم يبلغ معشار عمقه والنّاس في يومنا هذا لا تذكر عالم العرب وتذكر عالم الفرنجة تحقيقاً لقول المعرّىّ:
"استنبط العُربُ لفظا وانبرى نبط
يُخاطبونك من أفواه أعــراب"

وبعد أن يضيف الشاعر نقاء الشّكل (مرمريّ) يتجاوزه إلى العلم الخاص المبذول للخواص (علّمت منطق طيرهن).
ومرّة أخرى يستفيد الشاعر من آيات القرآن الحكيم:
)‫(وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ‬‬‬‬‬
والذي يعلم لغة الآخرين يأمن شرّهم ويتهيّأ للدِّفاع عن نفسه وصاحب الألسنة أعلم من غيره وأنفع.
ونراه يحذّرهنّ بأنّه مثل السيف المرهف رقيق الحواشي الذي لا يتردّد في قتلهنّ إن هنّ غزون ساحته وآذينه، وبذا يكون قد سدّد دينه نتيجة ضعفه ووقوعه تحت غوايتهنّ وسماحه لهن بأن يفعلن به ما يشأن وهو ملك أخرى، فكأنّه اقترض منهنّ زاداً يساعده على الصّمود حتى ينال مبتغاه.
"وبحثت عن لغة الكلام فلم أجد منها أثر"
وبعد أن فرغ، وسيفه يقطر دماً، انعدمت لغة الكلام، أو كما قال أمير الشعراء شوقي: (وتعطلت لغة الكلام) فكأنّها هربت بجلدها، لأنّ للغة الفعل غلبة مثل فعل الحبّ أو الحرب، وهو ترجمة ذكيّة لقول سيّد الشعراء المتنبّي:
"السيف أصدق أنباءً من الكتب في حدّه الحدّ بين الجدّ واللعب"، فهل القوَّة الماديَّة تفوق القوة الفكريَّة؟ وهل لقوَّة فكريَّة أن تنتشر وتسود بدون قوَّة ماديَّة؟
ولكن هل قتل الشاعر، من لسانه لكلِّ غازية، استخدام لسيف اللغة أم لسيف مهنّد؟ فاللسان رمز للّغة، ونحن نعلم أنّ جرح اللسان أبقى وأكثر إيلاماً من جرح السنان:
"جراحات السنان لها التآم ولا يلتام ما جرح اللسان"
فهل غلبت عليه الرّحمة أم القسوة؟ في ظنّي أنّه وقع في حبائلهنّ فرقَّ لهنَّ لأنّه لمّا التفت لحسام الكلام لم يجد منه أثر.
وتطفو اللغتان مرّة أخرى لينبّهنا الشاعر للبِّ القصيدة قبل أن تسرقنا صوره الشعريّة الممتعة عن المغزى.
"كان يخاطبني - فلم أصغ إليه – وينفجر
من لست أفهمه عدا أن أستميل يد القدر
وتركته قبحاً يجود فساءني..وانسلَّ سِرْ
ولئن تميّز لحظه غيظاً فإنّ مع المطر
برق ورعدٌ واحتمالٌ وفراشاتُ زهرْ
خاطبته-وأنا التّوتّر-بالكلام.. فلا يفر:
"أرجوك خاطبني ...فهل غيرى بشر؟".
القالب يغلب عليه النّفس والمفردات القرآنية وأيضاً موسيقى رائيّات نزار قبّاني وعشقه للمطر. فكلمات مثل (فلم أصغ)، وهي تعنى إمالة الأذن للسمع،
)‫ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ‬ (‬‬‬‬
دليل على أنّه استهان به برغم مناشدته له بالمخاطبة حتّى انفجر المحبوب غيظاً أو بكاءً دليلاً على إحساسه بالعجز.
وقد يبدو الموقف متناقضاً ولكنّه يصوّر مراحل الفقد الشعورية، والتي أشكّ في أنّ الشاعر كان على علمٍ بها ولكنّها عبقريّة الشعر حينما تستخدم الحدس في اكتساب العلوم. والنظريّة أقام دعائمها طبيب الأطفال والمحلّل النفسي (جون بولبي) وسمّاها "نظرية العلائق"، أي تعلّقنا بالذين يوفّرون لنا الحماية والرعاية والمحبّة والغذاء. وعندما يكون التّعلّق قويّاً بشخصٍ ويختفى فجأة من حياتك بدون عذر فإنّك تمرُّ بثلاث مراحل أوّلها الاعتراض والثورة على الفقد المفاجئ، فيظهر الغضب والرجاء والوعود آملاً في لقاءٍ قريب، ولمّا لا تجد استجابة وتتأكّد من الفقد ينتابك الاكتئاب وحالة الحزن ولكن لا يزال هناك بصيص أمل في لقاء، ثمَّ يضرب اليأس أطنابه في دارك فتحمى نفسك من ألم الفقد باللامبالاة وقطع العلاقة الشعوريّة.
ولذا عندما خاطبه محبوبه، بعد كلّ هذا الانتظار، تجاهله فانفجر الأخير غيظاً والانفجار مرتبط بالماء والحجارة، ولعلّه أشار لقسوة قلب حبيبه التي قد تكون أكثر من الحجارة مستعيراً المعنى القرآني:
" ‫ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ‬ "‬‬‬‬
ويبدو أنّ شاعرنا، قد مرّ بكلّ المراحل من قلقٍ وثورة ثمّ نزق امتصّ ماء حياته، وهو تصوير بديع لحالة الاكتئاب لأنّ المكتئب يحسّ بخواء في داخله وكأنّه ميّت.
وعندما نصل لنهاية القصيدة نجد أنّه قد وصل إلى مرحلة اللامبالاة الكاملة والتي أبدى أسبابها وهي عدم الفهم للهجران فقال:
"من لست أفهمه عدا أن أستميل يد القدر"
ولا تتزعزع العلاقة بين اثنين إلاّ في حالة أنّ المهجور إمّا أنّه صغير السنّ ليس له قوّة إدراك تامّة، أو أنّ الهاجر اختفى من غير إبداء أسباب. وإذا تخيّلنا موقف محبين أخبر أحدهما الآخر فجأة بأنّه لا يرغب في رؤيته أبداً بدون إبداء أسباب فإنّ المهجور سيكون في حالة انفعال شديدة وغضب ويشتكى لطوب الأرض حتى يجد تفسيراً لهذا الهجران الظالم ولكن بعد أن تمرّ الشهور ويقلّ الأمل فسينقلب الإحساس إلى حزن واكتئاب ومع مرور السنين لا يأبه إذا قابل هاجره في يوم ما إذ يكون قد أصابه تبلّد الإحساس تجاهه أو ربما يكمن الإحساس في أعماقه كمون القيح وينفجر إذا التقيا إذا كان الجرح قديماً أو افجار الدم إذا ظلَّ طازجاً ونجد في قصيدة الأطلال لإبراهيم ناجي مثالاً للموقف الأخير:
"أيّها الساهر تغفو
تذكر العهد وتصحو
وإذا ما التأم جرحٌ
جدَّ بالتذكار جرحُ.
فنرى شاعرنا يستميل يد القدر، بعد أن رفض أن يميل (لم أصغ) ناحية المحبوب، والاستمالة بالقلب والإصغاء هو الإمالة بالسمع، فانظر إلى بلاغة الشاعر في تحديده أنّه رفض أن يميل بسمعه وهي حركة جسديّة لا غير تبدى النّفور ولكنّه استمال يد القدر كأنّه يخطبها وهو فعلٌ شعوري يسعى للقرب. تَسَلُّحنا بالقضاء والقدر هو خطّ دفاعنا ضدّ ما لا نعلم له سبباً ولا نردّ له ضرّاً عند إحساسنا بالعجز كما في قول إبراهيم ناجي:
يا حبيبي كل شيء بقضاء .. ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا .. ذات يوم بعد ما عز اللقاء
فإذا أنكر خل خله .. وتلاقـــينا لقاء الغــــرباء
ومضى كل إلى غايته .. لا تقل شئنا فإن الحظَّ شاء
وتصريح الشاعر بأنّه تركه تأكيد على مرحلة اللامبالاة بل أضاف إليها تبخيساً لمحبوبه (قبحاً يجود) فهو ليس قبيحاً فقط بل يوزّع قبحه ذات اليمين وذات الشمال بسخاء شديد أو أنّه يتقن القبح، لأنّ الجود تعنى السخاء والإتقان، وكأنّى به يقصد (قيحاً بدلاً من قبحاً) لتظهر نتانة رائحته ويتأكد التّبخيس لقيمته والاستهانة بأمره وبدلاً من الرضاب السلسبيل الحلو الذي كان سقياه في الماضي يكون الحاضر:
)‫(وَيُسْقَى مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ‬‬‬‬‬
ولكن الأمر ساءه. فهل ساءه أن يصير محبوبه هكذا أم ساءه أن يكون حكمه على النّاس غير سوىٍّ أصلاً فأضاع حياته في حبِّ شخص لا يستحق؟ وهنا أيضاً استخدام لمفردات وسياق القرآن الكريم:
(وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ). وما هو السرّ الى انسلّ في غفلة من الأمر بخفية؟ هل هو سرّ حبّ محبوبه له برغم ادّعائه الإهمال والكراهيّة؟ هل لم يستطع المحبوب الهاجر أن يحتفظ بحقيقة مشاعره داخل نفسه فخرج من بين شقوق الحاجز الذي أقامه حول مشاعره حين انفجر؟ يبدو أنّ الشاعر فطن لذلك ولذا فقد رأى في غضب بركان المحبوب وحراكه سحباً ممطرة وليست ترابية وماذا بعد المطر غير الطهر من الأدران كأنّ النّاس يعمّدون بها ومن بعدها الخصب.
وفيه الاستعارة القرآنية:
" ‫"تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ‬‬‬‬‬
أي تتقطّع من شدّة الغيظ فتختلف ألوان حممها وأيّ الأشياء أبين لهذا الغيظ غير اللحظ الذي كالسماء المربدّة المتغيّرة الألوان والأضواء، تبرق فيها البروق وترعد فيها الرعود مع المطر، أو كما في بلاغة الرحمن سبحانه وتعالى:
"أو كصيّب (مطر) من السماء فيه ظلمات (تميّز اللحظ بالغيظ) وبرق ورعد".
"فإنّ مع المطر
برق ورعد واحتمال وفراشات زهر"
والمولى عزّ وجلّ يقول:
‫أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا" ‬ "‬‬‬‬
" ‫وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ‬ "‬‬‬‬
فبين المطر ببرقه ورعده احتمال لبعث الحياة وإخراج الثمرات والزهر والفراشات كلوحة لا نهائيّة تعجز عن إدراك حدّها الأبصار، أو كما قال نزار قبّاني:
" الشعر يأتي دائما مع المطر.
ووجهك الجميل يأتي دائماً مع المطر.
والحب لا يبدأ إلا عندما تبدأ موسيقى المطر".
فهل شاعرنا بنت في أرضه الأمل فانتابه التوتّر كما بدأ بالقلق خوفاً من أن يهرب منه محبوبه مرّة أخرى بعد دورة الحياة هذه التي بعث ومات فيها وبُعث مرّةً أخرى؟
"خاطبتُهُ-وأنا التوتّر-بالكلام.. فلا يفرْ
أرجوك خاطبني...فهل غيرى بشر؟"
والتوتّر لا يتم إلا إذا اهتممنا بما يمكن أن نفقده. ونلاحظ أنّه في هذه المرّة خاطبه بالكلام لأوّل مرّة، فنحن لا نعلم كيف خاطبه في بداية القصيدة وقد أكّد لنا أنّ لغة الكلام، عندما افتقدها، لم يجد لها أثر.
فهل استعاد أخيراً لسانه ولغته الثانية الخاصّة التي اجتهد لخلقها؟ لغة تصير استعارة لمحبوبه فيتّحد المحبوب واللّغة؟ كما نظم نزار قبّاني، رحمه الله:
"أريد أن أكتب لك كلاماً
لا يشبه الكلام
وأخترع لغة لك وحدك
أريد أن اصنع لك أبجديّة غير كلّ الأبجديات
أريد أن أجعلك اللغة".
وقد هرب منه المحبوب من قبل ولربما خاطبه بلغة العيون أو لغة الانتظار، نعم فللانتظار لغة تعتمد على افتراضيّة أنّ الآخر يعرف أفكارك، وهو سبب الكثير من انفصال العشّاق الذين يتّهمون المعشوق بأنّه لم يعد يفهمهم وقد تغيّر. فهل تعلَّم شاعرنا لغة المباشرة بدلاً عن التلميح أو الإيحاء؟ وهل سيجاب طلبه هذه المرّة فيُنهى عزلته الوجوديّة بعد أن تعلّم أبجدية لغته الجديدة الثانية؟ وهل في نيّة الشاعر أن يظفر بمن نفاه من الوجود حتى يثبت وجوده ومن ثَمَّ يأخذ بثأره أمّ أنّه لا يوجد بدون الآخر؟ المعنى سيظل في بطن الشاعر وسيبقي لكم الخيال لتطيروا بجناحيه أينما شئتم.
ودمتم لأبي سلمي

 

آراء