*درجت في كل عام على الإحتفال معكم بيوم الحب Valentine day خاصة وأن الإنسان السوداني لا يعاني فقط من الاختناقات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تنغص عليه حياته وإنما هناك منغصات أخرى خانقة مثل الاختناقات العاطفية. *لذلك أحرص مع سبق الإصرار والتعمد على الإحتفاء بيوم الحب الذي يحاول فيه بعض الشباب والأحباب الاحتفال به في الرابع عشر من فبراير من كل عام بقدر المستطاع. *هذه فرصة لإحياء قيمة راسخة في ديننا لا نكاد ننتبه لها في ظل اللهاث اليومي لإشباع حاجاتنا المادية، وأعني بها قيمة المودة التي جعلها الله سبحانه وتعالى ركناً أساسياً من أركان الحياة الزوجية السعيدة. *الإختناقات العاطفية ناجمة في جانب من جوانبها إلى التربية التي نشأنا عليها لأنها تفتقد الكلام الجميل والإطراء، الأمر الذي أفقد الإنسان السوداني قاعدة الحب اللغوية في حياته وأوصله - إلا من رحم ربي - إلى حالة الجفاف العاطفي والأمية التعبيرية في هذا الجانب الحيوي من حياتنا. *لذلك نحتاج إلى نشر ثقافة الحب بيننا ليس فقط في يوم الحب الذي ارتبط بمناسبة موقوتة ننتهزها فرصة للتعبير عن مشاعر الحب النبيل، وإنما في كل أيام حياتنا. *لا داعي للمظاهر الخارجية المصاحبة للإحتفال بيوم الحب مثل الملابس الحمراء أو الزهور أو الهدايا، لأن الأهم هو تعزيزالحب في حياتنا، ليس فقط مع شركاء الحياة الأسرية ومشروعات المستقبل الأسري وإنما مع كل المحيطين بنا إبتداءً من الأطفال الأكثر حاجة للحب وليس انتهاء بالآباء والأمهات الأحق بالحب وحسن القول والفعل. *نقول هذا ونحن نعلم أن قسوة الحياة المادية عقدت علاقات الشباب وأدخلتهم في متاهات ضيقة ومحبطة أفقدتهم الثقة في العلاقات السوية النقية.. وهؤلاء أكثر حاجة للأخذ بيدهم وإنارة الطريق أمامهم/ن لإسترداد عافيتهم/ن النفسية والإنسانية. *إن العلاقات النفعية والإنتهازية التي طغت كادت تطفئ شموع الأمل وتقتل في نفوس الشباب بهجة النقاء الروحي والصدق الإنساني الذي لا ينمو ولا يزدهر إلا بالحب النبيل. * لذلك - والكلام موجه للشباب خاصة - افتحوا نوافذ نفوسكم ولا تحرموا دواخلكم من المشاعر النبيلة الصادقة الأهم لتأسيس حياتكم في المستقبل على ركائز المحبة والرحمة والاحترام المتبادل. * كل عام وأنتم ونحن وكل من حولنا أقدر على نشر الحب في نفوسنا وعلى من نحب خاصة مع من خلقهن الله سبحانه وتعالى لنسكن إليهن بالمودة والرحمة.