11 March, 2022
الاستعمار القيصري الروسي
جاء فأر يافع لسرداب ذويه وهو ملطخ (مجلبط) بالعذره؛ فسألته أمه: ماذا دهاك؟ أأحدثت في جسمك؟ فقال: ( لا.
جاء فأر يافع لسرداب ذويه وهو ملطخ (مجلبط) بالعذره؛ فسألته أمه: ماذا دهاك؟ أأحدثت في جسمك؟ فقال: ( لا.
قلت الأسبوع الماضي بهذا المنبر إن الأمر لن يتخطى استعراض العضلات sabre rattling، وإن بوتين لن يقتحم أوكرانيا ويسحق شعبها لأنهم بنو جلدته ولغته وثقافته، ولكنه فقط يريد أن يختبر صبر المجتمع الدولي، إذ أن فريسته الأصليه هي أفغانستان، وجنوده الآن في حالة تدريب dress rehearsal فقط، وخطوتهم القادمة هي بلد لا بواك عليه إسمه أفغانستان.
بوتين وحافة الهاوية Brinkmanship لماذا يحشد الأوليقارك الأمنجي السابق بوتين نيفاً ومائة ألف جندياً روسياً علي الحدود الأوكرانية، يتجشمون الجليد والعواصف والتضاريس القوقازية الوعرة، في نفس الظروف التي أدت لبداية نهاية الغزو النابليوني لروسيا عام 1812، ولبداية نهاية الغزو النازي الألماني قبيل نهاية الحرب الكونية الثانية؟ 1.
في أول مارس 1954 هبطت طائرة الرئيس المصري اللواء محمد نجيب بمطار الخرطوم في زيارة رسمية لافتتاح أول برلمان سوداني؛ ولكنه غادر المطار من باب خلفي، وتسللت سيارته إلي سراي الحاكم العام (القصر الجمهوري)، ثم عاد مسرعاً للمطار ليغادر إلي القاهرة، فلم يرحب به كم هائل من شعب السودان، وقد غطت الشوارع المحيطة بالمطار وبالسراي مليونيات المستنكفين لتلك الزيارة من جماهير حزب الأمة والاستقلاليين الرافضين للوحدة مع مصر التي كان المصريون يسعون لها بالظلف والناب في تلك الأيام.
يسطّر شعبنا أنصع وأجمل الصفحات في كتاب التاريخ هذه الأيام، عبر حراكه العبقري المكمل والمتمم لثورة ديسمبر 2018 العملاقة.
قال الشاعر السوداني محمد سعيد العباسي عن نفسه وعن شعبه: ( ألقي بصبري جسام الحادثات….
لفت نظري الفريق البرهان البارحه، وهو يخاطب مفرزة من ضباطه وجنوده يخيم عليهم الصمت الجنائزي – كأنما علي رؤوسهم الطير؛ كما لفتت نظري نظارته السوداء السميكة مثلما يفعل ضباط الحرس الخاص الأمنجية، وأحسست أنه يريد أن يخفي ما درجنا علي قراءته في عينيه مؤخرا – النظرات الواشيه بالإنهاك من طول السهر ووخزات الضمير، وبالتربص الثعلبي، وبالحقد المرير علي هذه الجماهير التي كلما بطش بها تزيد أعدادها في طرقات العاصمة والمدن الأخري.
ما كدنا نصدق أننا خرجنا من الحكم الديني الثيوقراطي الفاشستي الذي تخلصت منه أوروبا في القرن السادس عشر، حتى أطل علينا من يدعو لمد يدنا لعدو المدنية والديمقراطية وحقوق الإنسان، أي الإخوان المسلمين، كأنما يلقي إليهم بطوق نجاة وهم في الرمق الأخير.
صحوت فجر الثلاثين من سبتمبر بألم حاد في القلب، بينما كنت أعد العدة للانخراط في مسيرات ذلك اليوم احتفالاً ” قيدومة” بذكرى أكتوبر ، واستعراضا لعضلات الشارع الذي كان يحس بأن المكون العسكري ينطوي على نية انقلاب على الوضع الراهن لفرض ارادة اليمين ممثلاً في الفلول و الدولة الاخوانية العميقة و قيادة الجيش المتربصة أصلاً بالديمقراطية.
إلي حد كبير يشبه واقعنا الظروف التونسية: فقد خرج بلدانا من قبضة المستعمر – الفرنسي هناك والبريطاني هنا – قبل ستين سنه، وظل كلانا يمشي مكباً علي وجهه متعثراً مرتبك الخطي منذئذ، بخلاف دول موفقة وناجحة نالت استقلالها معنا في منتصف القرن المنصرم – مثل الهند وإتدونيسيا وماليزيا وغانا؛ وخضع كلانا لحكم عسكري دكتاتوري دام لعقود عديدة اقتلعته ثورة شعبية – تونس فاتحة الربيع العربي عام 2011، وثورة ديسمبر 2018 بالسودان؛ وفي أثناء الفترة الانتقالية التي مر بها البلدان منذ