كُتب هذا التنقيب يوم الخميس الماضي قبل التوقيع على اتفاقيّة المجلس العسكري وقوى الحريَّة والتغيير، ونُشر يوم الجمعة الماضية بملف (الممر)، صحيفة السوداني، تأخر نشره سبب الانترنت بالطبع، وعدم توفّري على خطّ، لذلك ربما يجده القارئ متأخّراً عن الأحداث الجارية.
[إنني لا أتحدّث هنا عن مجموعة صغيرة من الكتاب والفنانين، إنني أتحدث عن طَبَقةٍ شاسعةٍ من المتمرّدين تشكّلت في السودان، وبطرقٍ سحريّة سحرَ الفن، لمقاومة الخسف الذهني الذي مُورِسَ على شعب السودان، والذي يصل اليوم إلى أبشع أشكاله: الحرب.
شمال عيادة جامعة الخرطوم المعروفة باسم (الكِلِينيك)، في الشارع الضيِّق الذي تَغيَّرت ملامحه تماماً، حتَّى أنني لا أستطيع تذكّر شكله الماضي؛ شمالها وعلى امتداد الحائط الذي يُضَيِّق الشارع حتَّى يكاد يصيرُ زقاقاً ويصل إلى شارع النيل كبري الثوّار، تشكَّلَ مَعرضُ رسمٍ على الحائط،
سمعتُ حديثاً لأحد المواطنين، كان حديثاً مُحمَّلاً بشعارات ومحمولات سياسيَّة لا تمتّ لخطابٍ يمسّ احتياجات المواطنين ويُحرِّضهم، من خلال الحديث عن المظالم وانعدام العدالة والمآسي التي دفعت بالشعب إلى الخروج في مدينة عطبرة، بل وطرد "الكيزان" وكسب انحياز الجيش
انتهى عصر الفئات المحدودة المُطلَّة على العالم الجديد والواقع الحديث، وذلك بأن أنشَبَت الشبكة خيوطها في الهاتف الجوّال، حُرّ الحركة؛ حاصرته وهَصَرته، تمدّدت داخله وسيطرت عليه تماماً مثلما يفعل العنكبوت، ثمَّ أصبح جزءاً من مملكتها.
