5 June, 2023
من مجزرة فض الاعتصام لفض الخرطوم
تمر الذكري الرابعة لمجزرة فض الاعتصام في ظروف الحرب اللعينة التي استكملت المجزرة بفض الخرطوم.
تمر الذكري الرابعة لمجزرة فض الاعتصام في ظروف الحرب اللعينة التي استكملت المجزرة بفض الخرطوم.
ذكرنا سابقا أن ليل الاحتلال الأجنبي خيم واسدل الستائر علي البلاد منذ تكوين المليشيات والجيوش المرتبطة بالمحاور الاقليمية والدولية الخارجية ، وصراعها علي السلطة والثروة الذي انفجر بشكل عنيف في الحرب الجارية بين اللجنة الأمنية وقوات الدعم السريع ، وأدت للدمار الهائل الذي فصلناه سابقا، وخرق للهدن ، مما زاد من خطر التدخل الخارجي كما في العقوبات الأمريكية الأخيرة علي شركات الجيش والدعم السريع ، وتحميل الأطراف المتحاربة مسؤولية العنف وتحدى إرادة الشعب السوداني، اضافة الي تزايد وتوسيع خطر التدخل
1 جاءت جرائم انتهاكات الحرب الفظيعة الجارية حاليا امتدادا وتتويجا لجرائم النظام المدحور منذ الانقلاب المشؤوم الذي قام به الإسلامويون في 30 يونيو 1989 ، بعد أن توصلت الحركة السياسية الي حل سلمي لمشكلة الجنوب ( اتفاق الميرغني – قرنق) وبدأت الترتيبات لعقد المؤتمر الدستوري، لكن جاء الاتقلاب ليشعلها حربا جهادية لاتبقي ولاتذر لواحة للبشر، وتم تكوين مليشيات الدفاع الشعبي ، والدعم السريع التي ارتكبت جرائم حرب وابادة جماعية في دارفور جعلت البشير ومن معه مطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، كما
1 ذكرنا سابقا أن القضية العاجلة هي وقف الحرب دون شروط فقد استمرت جرائم الحرب بعد أن تم خرق الهدن التي تم الاتفاق عليها مما ينذر بخطر التدخل الخارجي، واستمر ت آثار الحرب المدمرة ، كما في الآتي: – احتلال المواقع الحيوية مثل البنوك والجامعات كما حدث في الحريق الضخم بجامعة المشرق بالخرطوم ونهب كلية الهندسة جامعة أم درمان الإسلامية ، و احتلال وقصف مطابع سك العملة.
بات واضحا أن الحرب الدائرة رحاها في البلاد لها ارتباط وثيق بالصراع المتفاقم بين المحاور الاقليمية والدولية لنهب ثروات وأراضي البلاد وافريقيا ، والصراع حول الموانئ والنفوذ على البحر الأحمر والقرن الافريقي، وفي هذا الاتجاه كان انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي جاء لتصفية الثورة وتحقيق أهداف تلك المحاور، وبعد فشل الانقلاب حتى في تكوين حكومة بعد المقاومة الواسعة له ، جاءت التسوية لتحقيق ما فشل فيه الانقلاب في الاتفاق الإطاري الذي قاد للحرب بعد الخلاف حول دمج الدعم السريع في
أشرنا سابقا الي خطر تكوين مليشيات الدعم السريع على وحدة واستقرار البلاد التى لا تحتمل وجود جيشين ، بعد أن خرجت من رحم الحركة الإسلاموية، منذ إجازة برلمان الانقاذ لقانون الدعم السريع 2017 وحعله تابعا لرئاسة الجمهورية، ، وجاءت الوثيقة الدستورية 2019 التي اعتبرت الدعم السريع جزءا من القوات النظامية، وبدأ حميدتي يعمل بشكل مستقل عن الجيش ، بعد بناء امبراطورية عسكرية واقتصادية ومالية من استثماراته في الذهب وغيره ، وبناء علاقات خارجية موازية لقنوات الدولة الرسمية مع موسكو والامارات
1 جاء اتفاق جدة الأخير خطوة الى الأمام ، وأكثر تحديدا في تسهيل المساعدات الانسانية الطارئة واستعادة الخدمات الانسانية ، فقد حدثت جرائم حرب خطيرة من الدعم السريع واللجنة الأمنية رصدناها بتفصيل في مقالات سابقة ، وجاء الاتفاق ليتضمن تحقيق قضايا مهمة لوقفها مثل: – الالتزام باعلان جدة السابق في عدم انتهاك حقوق الانسان والقانون الدولي.
انفجرت الحرب حول السلطة والثروة بين الدعم السريع واللجنة الأمنية بعد الخلاف حول دمج الدعم السريع في الجيش الذي اشار له الاتفاق الإطاري ، فبينما اصر حميدتي على عشر سنوات ، اصرالبرهان عامين.
1 أشرنا سابقا الي الاضرار البليغة التي احدثتها الحرب في البلاد وهى تدخل شهرها الثاني ، بحيث يصبح واجب الساعة وقفها فورا ، فهي حرب المتضرر منها شعب السودان وبنيات الدولة الأساسية وكنوزها الثقافية والأثرية التي تم حرقها وتدميرها، مما أعاد البلاد لعصر التتر والمغول في حرق المكتبات مثل: حرق مكتبة محمد عمر بشير، وتدمير متحف التاريخ الطبيعي ، وحرق الوثائق التي تثبت ملكية الآرض كما في حرق وتدمير مجمع محاكم دار السلام وتسجيلات الأراضي وتدمير كل الملفات، اضافة لحالات
1 بعد شهر من الحرب اللعينة التي أحدثت دمارا كبيرا في البلاد ، تحولت أمال كل من طرفيها في انتصار حاسم وسريع الي عصف مأكول بعد أن طالت الحرب واستطالت، مما يتطلب وقفها فورا ، فهي لا ناقة ولا جمل فيها لشعب السودان الذي اكتوى بنارها.