(بحمد الله) تنازل الخندقاوي

 


 

كمال الهدي
22 June, 2022

 

تأمُلات
. أصلاً يا جماعة الخير من الأول الزخم الهائل حول عمومية الهلال ده ما كان (واقع لي)، كما ذكرت في مقال سابق.

. فالأمر لا يستحق كل هذا الضجيج لأن االوطن بأكمله يعيش مرحلة بالغة الخطور والحساسية ويبحث أهله ويقدمون التضحيات بحثاً عن هذه الديمقراطية المفقودة.

. فمن يتحدث عن ديمقراطية في الهلال أو غيره في هذا الوقت يوهم نفسه، هذه كانت قناعتي وقد ترسخت بالأمس أكثر.

. وسبب ترسيخ هذه القناعة هو ذلك الخبر المتداول منذ ليلة الأمس عن انسحاب الخندقاوي من سباق الانتخابات.

. والشيء المضحك والمهزلة الحقيقية أن تجد إحتفاءً في أخبار بعض الزملاء بإنسحاب الخندقاوي و (تنازله) للسوباط.

. أليس غريباً بل وشاذاً أن يكتب بعضنا خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية مُمجداً هلال الحركة الوطنية ومشيداً بالديمقراطية فيه، وما أن (يتنازل) مرشح الرئاسة الآخر تأتيك ذات الأقلام لتحتفي بمثل هذا التنازل (المريب).

. عندما يكتب أي منا ( بحمد الله انسحب الخندقاوي... )، فمعنى ذلك أننا نطوع أقلامنا دوماً للخداع والتضليل والتخدير والتطبيل ونكتب ما لا نؤمن به.

. فمن يؤمن بالدبمقراطية حقيقة لا قولاً لابد أن يكتب في هكذا حالة مثلاً (للأسف انسحب الخندقاوي..).

. لكنه الإفك والكذب المستمر منذ سنوات ولهذا كثبراً ما قلت إن إعلامنا كان أحد أهم أسباب تدهورنا على كافة الأصعدة.

. فهو إعلام يتجاهل الكثير من رموزه القيم والأخلاق ومبادىء المهنية ولا يقيمون لها وزناً، وإلا لما وجد أمثال المجرم البشير ورفاقه من ظلوا يهللون لهم ويرافقونه في طائرته الرئاسية على مدى سنوات عديدة قبل أن يقفزوا في قطار الثورة بعد ذلك.

. وعبارة ( بحمد الله انسحب الخندقاوي) ذكرتني بخبر الأمس الذي وصف فيه محرر ما حادثة جلد (حرامي ليل) لرجل وابنه لأنه لم يجد في بيتهم ما يسرقه ب (الطريفة)!

. عن أي صحافة نتحدث بالله عليكم!

. أين الطرفة يا محرر الهناء في أن يُجلد أب أمام ابنه بعد أن فرض عليه اللص (الحقير) الاستلقاء أرضاً هو وابنه!

. والله لو كنت رئيساً لتحرير الصحيفة التي تعمل بها لطلبت منك تقديم استقالتك بعد هذا الخبر.

. صحيح هي مجرد مفردة واحدة ( طريفة) لكنها تعني الكثير، أو بالأصح (تهدم) الكثير من القيم وتخالف الحس البشري الطبيعي والسوي.

. أعود لمهزلة انسحاب الخندقاوي لأقول أن كل ما يجري (لعب في لعب).

. والسوباط الذي يهلل له بعض الزملاء نفسه لا يمكن أن نعتبره نصيراً للديمقراطية حتى نفتح أنفسنا بهذا الشكل (المقزز) ونكتب صباح ومساء عن تفرد الهلال في هذا الجانب.

. صحيح أن الهلال هو نادي الحركة الوطنية، فالتاريخ لا يُمسح بجرة قلم.

. لكن هلال السنوات الأخيرة اختلف كلياً عن هلال ذلك التاريخ البعيد والسبب في رأئي أن جماهيره صارت تساير كل من حمل قلماً ليطبل به لرجل مال يدفع حتى وإن أخذ مقابل ذلك عشرات أضعاف ما يدفعه وإن تجبر واستهتر بأصحاب الفكر والعلماء الأجلاء وحولهم لمجرد (بصمنجية).

. أما انسحاب الخندقاوي فهو يمثل مهزلة حقيقة لأن ترؤس الرجل لتنظيم فجر الغد نفسه كان خطوة مستغربة.

. فلتنظيم فجر الغد رئيس ظل بعض الزملاء يبشرون به كرئيس قادم للهلال.

. وقد كتبت مراراً عن التناقصات الكثيرة التي وقع فيها الكوارتي وكنت أدرك انها ستلقي بظلالها على أي ترشح محتمل له لهذا المنصب.

. ويبدو ان أعضاء التنظيم النشط قد فطنوا للأمر ووعوا حقيقة أن الكوارتي لا يمكن أن ينافس على رئاسة الهلال في هذا الوقت بعد تقلبه المتكرر في المواقف ( آخرها تحالفه مع مجموعة معتصم جعفر).

. ولذلك بحث أهل التنظيم عن منافس (معقول) في نظرهم يملك بعض المال، فوجدوا ضالتهم في الخندقاوي الذي كان همه دائماً أن يصبح رئيساً للهلال بأي شكل، ولهذا تخلى عن تنظيمه بين عشية وضحاها وانضم لمرشحي فجر الغد.

. ورأيي الشخصي أن الرجل لا يملك مؤهلات هذا المنصب.

. وقد تبدى ذلك جلياً من مواقفه، بدءاً بهدايا هواتف الجلاكسي التي قدمها لبعض الصحفيين خلال زيارتهم للدوحة وانتهاءً بتأسيسه لصحيفة الأهلة.

. فقد تابعت من على البعد بعض خطوات تأسيس تلك الصحيفة ووقفت على الكم الهائل من العشوائية في إدارة أمر التأسيس من الناشر وتساءلت في نفسي كثيراً حينذاك " كيف يحلم مثل هذا الرجل برئاسة نادي الهلال".

. لكن من الواضح أن رئاسة الهلال صارت أسهل من شرب الماء، ومن حق أي كائن أن يحلم بها طالما أن الأمر أصبح مجرد دفاتر شيكات.

. لم أكن من مؤيدي فكرة طرح رأيي في مرشحي الرئاسة في هذا التوقيت، لكن بعد أن (جاب) المرشحان (آخرهما) وانسحب أحدهما فلن يؤثر هذا الرأي في اختيار أحد لأن السوباط سيتفوق على نفسه وهذا ما يريده بعض من يتشدقون بالديمقراطية هذه المفردة الرنانة التي يتغنى بها من لا يؤمنون بها طمعاً في تكبير الكوم.

. كان الله في عون مؤسساتنا وسلم رب العزة هذا الوطن من بعض أبنائه.

kamalalhidai@hotmail.com
//////////////////////

 

آراء