بعد تمديد إغلاق المجال الجوي.. قصف مدفعي وغارات في الخرطوم واشتباكات في الجنينة

 


 

 

الخرطوم/ دبي-رويترز/الشرق

تعرضت أجزاء من العاصمة السودانية الخرطوم لقصف مدفعي وجوي، الأحد، وسط غياب أي دلائل على استعداد أي من طرفي الصراع للتراجع عن موقفه في أزمة أودت بحياة المئات، على الرغم من توقيع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على "اتفاق مبدئي" في مدينة جدة السعودية.

وذكر مراسل وكالة "رويترز" وشهود أن "قذائف مدفعية سقطت على مدينة بحري، وتعرضت أم درمان لغارات جوية في وقت مبكر، الأحد".

وقالت سلمى ياسين، وهي مدرّسة تعيش في أم درمان: "وقعت غارات جوية مكثفة قريباً منا في منطقة صالحة، هزت أبواب البيت".

وأضافت: "لا نعرف إلى متى ستستمر هذه الحرب.. البيت أصبح غير آمن، وليس لدينا ما يكفي من المال للسفر خارج الخرطوم. لماذا ندفع ثمن الحرب بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو؟".

وجاء القصف بعد ساعات من إعلان سلطة الطيران المدني في السودان تمديد إغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران، الذي بدأ في منتصف أبريل الماضي مع انطلاق شرارة الاشتباكات حتى 31 مايو الجاري.

لكن السلطة استثنت في بيانها "رحلات المساعدات الإنسانية والإجلاء، بعد الحصول على تصريح من قبل الجهات ذات الاختصاص".

وتركز الصراع منذ بدء القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل شهر في الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان، الواقعتين قبالتها على الجانب الآخر من فرعي النيل الأبيض والأزرق، بالإضافة إلى إقليم دارفور في غرب البلاد.

وأسفر القتال عن سقوط المئات، ولجوء 200 ألف شخص إلى الدول المجاورة، ونزوح 700 ألف آخرين داخل السودان، وهو ما تسبب في كارثة إنسانية، وهدّد باستقطاب قوى خارجية إلى الصراع، وزعزعة استقرار المنطقة.

اشتباكات دارفور

وقالت هيئة محامي دارفور في بيان، إن عدد الضحايا الذين سقطوا، الجمعة والسبت، في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، تجاوز 100 شخص، بينهم إمام المسجد القديم بالمدينة.

وألقت المنظمة الحقوقية المحلية مسؤولية أعمال القتل والنهب والحرق في الجنينة، حيث قتل المئات في أعمال عنف الشهر الماضي، على هجمات شنتها جماعات مسلحة تستقل دراجات نارية، وعلى قوات الدعم السريع التي نفت مسؤوليتها عن الاضطرابات.

وأسفرت الاشتباكات في إقليم دارفور الواقع على الحدود مع تشاد، وفق الأمم المتحدة، إلى سقوط 450 ضحية حتى الآن، في حين يشارك الطرفان المتحاربان في هذه المعارك، إضافة إلى مقاتلين ينتمون إلى قبائل متناحرة ومدنيين مسلحين.

اتهامات متبادلة

وانتهك الجيش والدعم السريع مراراً اتفاقيات للهدنة، لكن الولايات المتحدة والسعودية تتوسطان في محادثات تجرى في جدة بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

ووقّع ممثلا قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، ليل الخميس إلى الجمعة، "إعلاناً لحماية المدنيين في السودان".

ويقضي الاتفاق بتوفير "ممرات آمنة"، تسمح للمدنيين بمغادرة مناطق الاشتباكات، وكذلك تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، لكنه لم يشر إلى هدنة، وتحدث عن مزيد من المشاورات للتوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت، ولاحقاً "مناقشات موسعة لوقف دائم للأعمال العدائية".

واتهم الجيش السوداني في بيان، السبت، قوات الدعم السريع بـ"خرق فاضح لاتفاق جدة"، مشيراً إلى أنهم "يستخدمون المواطنين دروعاً بشرية، ويتخذون من المساكن والمرافق العامة منصات للهجوم على قواتنا".

وذكر الجيش أن الدعم السريع "لا يزال يحتل 22 مستشفى ومرفقاً صحياً، حولت معظمها إلى قواعد عسكرية"، معتبرةً ذلك "خرقاً غير مسبوق للقانون الدولي الإنساني وأعراف الحرب وأخلاقيات القتال".

جاء ذلك بعدما اتهمت قوات الدعم السريع في بيان، السبت، الجيش بالقيام بما سمّته "محاولات خبيثة لتجريم الدعم السريع في مسعى مكشوف لمداراة خيباتها وهزائمها"، مضيفةً: "نحن حين أجبرنا على خوض هذه الحرب لم نقم بذلك إلا دفاعاً عن شعبنا".

 

آراء