حتى لا تفشل الآلية في مهمتها

 


 

 

أطياف -
لم يفلح النظام الانقلابي الباحث عن مخرج سياسي في صناعة أرضية مناسبة تسهل مهمة الآلية الثلاثية المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا (إيغاد)، وتجاوز عملية تهيئة المناخ التي كان يجب ان تستبق بداية الحوار، فوجود المعتقلين من لجان المقاومة وايقونات الثورة خلف اسوار السجون، وقتل المتظاهرين في المواكب ، تعد من اهم الاسباب التي تعيق سير مهمة الآلية الثلاثية للجمع بين المدنيين والعسكريين وتكشف عدم جدية المكون العسكري الذي لا يتعامل مع الخطوة بنية صادقة.
كمان ان إستمرار استخدام العنف ضد المتظاهرين ،في الوقت الذي يتهيأ فيه الجميع لبداية الحوار قد يعود لسببين اما ان العسكريين يستخدمون العنف كورقة ضغط لرفع سقف التفاوض ،سيما انهم يعلمون ان ثمة أصوات ثورية وسياسية قوية ومؤثرة تطالب بابعادهم عن المسرح السياسي
او ان عناصر النظام البائد عبر جهاز الأمن واذرعها في الشرطة تريد ان تحرج المكون العسكري حيث لا يستقيم القتل مع شعار التصالح والتوافق السياسي، لجهة انها لا تريد نجاح التسوية السياسية التي ستقطع عليها طريق احلام العودة المعبد من قبل قادة الانقلاب مسبقاً.
ففي الوقت الذي تمارس فيه السلطات عمليات العنف المفرط تشهد النيابة العامة حملة تنقلات واسعة استهدفت وكلاء نيابة ورؤساء نيابات داعمين لثورة ديسمبر وكانت لهم مواقف من عمليات القتل التي مارستها السلطات الانقلابية.
فما يحدث ليس ببعيد عن سيطرة النظام المخلوع على دفة القرار وقريب من (فهلوة) العسكريين وخدعهم السياسية التي تقطع خيوط الثقة.
فالطريق الى قاعة الاجتماع التحضيري للآلية الثلاثية ، تقطعه المواكب التي يعلو هتافها بالمطالبة بقصاص الشهداء وربما ترفع صورة الشهيد مجتبى التي عندما ارتقت الى بارئها كانت الاجتماعات تلتئم للتحضير لبداية عمل الآلية الثلاثية، فليس من المنطق ان يكون الاعلان لبداية الحوار هو صوت الرصاص لذلك ان عدم بداية الاجتماع التحضيري يكشف ان الفشل يلقى بغيومه على المشهد، وهذا يؤكده حديث فادي القاضي المتحدث الرسمي باسم بعثة الأمم المتحدة يونتامس الذي قال إن ملامح الأطراف السياسية المشاركة في العملية السياسية لم تتضح بعد، فبالرغم من انه قال ان الجلسات ستنطلق هذا الأسبوع لكنه لم يقطع موعداً محدداً، فبجانب الاسباب آنفة الذكر التي تجعل الوقت غير مناسب لبداية عمل الآلية، يبقى أيضاً تباين مواقف القوى السياسية في الاستجابة للاجتماع التحضيري، وتمسك المجلس المركزي بشروطه، حجر عثرة أمام نجاح العملية السياسية.
وبالرغم من ان عمل الآلية الثلاثية يجب ان يقوم على البحث عن خطة بديلة لتأسيس دستور جديد للسودان، وإبعاد “قادة الانقلاب” من المشهد السياسي واستعادة المسار الديمقراطي المدني في البلاد ، الا ان تشبث العسكريين بالسلطة او بحثهم لسبل ايجاد ضمانات أولاً لعدم محاسبتهم، يرونه أهم بكثير التوصل الى حل سياسي يخرج البلاد والعباد من هذا النفق المظلم الذي دخلوا فيه صم بكم عمي لا يفقهون.
وحتى لا تفشل الآلية في مهمتها وقبل انخراطها في الاجتماعات التحضيرية، يجب أن تبحث عن مواطن الخلل التي تهدد عملها، فان تجاهلتها قد تنسف كل الجهود وتجعل النتائج مخيبة للآمال والطموحات، وكأن فولكر والاتحاد الافريقي يدركان اين هي العلة ويعلمان الثقب الذي يعرض المركب للغرق، لكنهما يقصدان عملية الرتق في مكان ليس به ثقب هذا العبث الذي قد يحدث ثقباً آخر او مجموعة ثقوب ويجعل المركب على حافة الخطر .
طيف أخير
ليس سهلاً ربما أن أغيّر الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم.
شيرين أبوعاقلة
الجريدة
////////////////////////

 

آراء