حميدتي (جراداية) في سروال الحكومة الانتقالية!

 


 

 

* " جراداية في سروال مابعضي، لكن قعادو ما حلو"، من الأمثال الشعبية الدارفورية التي يمكن ضربها على حالة حميدتي مع الثورة عامة والحكومة الانتقالية خاصة..

* ( لكن هل حميدتي ما بعضي؟!"

* لم يكن حديث د.حمدوك عن توحيد السياسة الخارجية حديتاً عفوياً، فالمعلوم أن حميدتي داهية، لكن إمكانياته المعرفية لممارسة دهائه في ( لعبة الأمم) قاصرة عن المطلوب، ولا تؤهله لمجاراة المحترفين الأكابر المتربصين بالسودان لابتلاعه، مستخدمين طُعمةً في شخص حميدتي المتهافت للجلوس على (الكرسي نمرة واحد) في البلد.. وفي توهماته أن بإمكانه ممارسة (اللعبة الأممية) بمنآى عن شركائه في السلطة الانتقالية، مدنيين كانوا أم عسكريين..

* في أواخر يونيو 2021، نشر موقع ( والا) الإسرائيلي أن طائرة خاصة قادمة من إسرائيل هبطت في الخرطوم، وعلى متنها مسؤولون من الموساد اجتمعوا بجنرالات ميليشيا الجنجويد، ثم غادروا أدراجهم إلى من حيث أتوا..

* حدثت الزيارة من وراء ظهر كل من الجنرال البرهان، رئيس المجلس السيادي، والدكتور حمدوك، رئيس مجلس الوزراء.. وكان حميدتي يبغي أن تكون الزيارة في طي الكتمان (Top Secret) بينه وبين جنرالات ميليشياته والموساد.. ولكنها انكشفت!

* لم تكن تلك أولى اللقاءات السرية التي يجريها حميدتي مع الموساد الاسرائيلي.. فقد نشر موقع (سودان موشن) يوم 22 - 08 - 2020 مقالاً جاء فيه:- " كشفت مصادر خاصة لصحيفة العربي الجديد عن قيام الإمارات بترتيب لقاء، غير معلن، بين نائب رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي) ورئيس الموساد يوسي كوهين، مؤخرًا.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن اللقاء شهد مشاركة مسؤولين إماراتيين رفيعي المستوى، كان بينهم مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد.. وأن حميدتي وصل على متن طائرة خاصة في سرية تامة وقتها...."

* وذكرت الصحيفة أن السيد محمد الفكي سليمان، المتحدث الرسمي باسم مجلس السيادة الانتقالي، نفى علمه بالاجتماع المذكور، وأوضح أن مجلس السيادة لم يناقش شيئًا من هذا القبيل.. وأن اتفاقًا حصل بين مجلس السيادة ومجلس الوزراء وقحت على إحالة ملف التطبيع برمته للجهاز التنفيذي، ممثلاً في مجلس الوزراء، للنظر والتقرير فيه.. لأن إدارة ملف العلاقات الخارجية شأن تنفيذي وفق ما نصت عليه الوثيقة الدستورية..

* في يونيو 2019، نشر موقع (الأناضول)، نقلاً عن صحيفة (غلوب آند ميل) الكندية، تقريراً ذكر فيه أن شركة علاقات عامة كندية يديرها عميل الموساد المتقاعد، آري بن ميناشي، وقّعت عقدا مع النظام العسكري في السودان بقيمة 6 ملايين دولار لتلميع صورته في الخارج والداخل.. وأن التوقيع تم بين مدير الشركة، آري بن ميناشي، ومحمد حمدان دقلو حميدتي نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني....."

* إجتهادات حميدتي لخلق قنوات اتصال مستقلة مع إسرائيل تمثل تمهيداً لوصوله إلى ( الكرسي نمرة واحد) في السودان.. وهذا ما يراه العارفون بتحركاته منذ أسماه المخلوع (حمايتي) !

* ويطِّل سؤال من بين الأسئلة العويصة حول إتصالات حميدتي الخارجية، وعلاقاته المريبة مع إسرائيل:- أين تم توقيع إتفاق تلميع صورته؟ ومن الذي عرَّف حميدتي بالعميل آري ميناشي، رجل الموساد المتقاعد؟ وهل تم التوقيع في مونتريال، مقر شركة العلاقات العامة إياها، أم في الخرطوم، مقر حميدتي، أم في أبوظبي، مقر من يعتمد عليههم حميدتي مادياً ومعنوياً؟ ثم لماذا يدفع حميدتي هذا المبلغ المهول لتلميع صورته؟

* تحدث حميدتي، قبل أيام، عن أن أهل الوسط والشمال النيلي لا يريدون اعتلاء أحد من غرب السودان (الكرسي نمرة واحد).. وأنهم يستكثرون على شخصه حتى (الكرسي نمرة إتنين).. وهنا ذكرني بالمثل الشعبي (النية زاملة سيدها).. ونية اعتلاء (الكرسي نمرة واحد) هي الدافع لاستخدامه دهاءه الواضح ومكره الصريح لبلوغ مراده!

* وما الاجتماع بين رئيس الموساد وحميدتي في أبوظبي وما الاجتماع الآخر بين جنرالات الجنجويد ورجال الموساد في الخرطوم؟! وما محاولته لتلميع صورته بواسطة رجل الموساد السابق سوى تمهيد للوصول إلى ذلك الكرسي.. وهذا التمهيد مزعج للحكومة الإنتقالية!
الإنتقالية
* نشرت صحيفة الشرق الأوسط، بتاريخ 26 يونيو 2021، فحواه أن مسؤولين في الحكومة السودانية عبروا للسفارة الأميركية في الخرطوم عن استيائهم من الاتصالات التي تجري بين إسرائيل وحميدتي، وناشدوا إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إيقاف ذلك العبث..

* هذا، ولم يكن طموح حميدتي يقف عند أبواب الموساد، في الواقع.. فهو يتدخل، عَدَاً عن ذلك، في العديد من الملفات الخارجية.. مثل إعلانه عن المساهمة في تعزيز الاستقرار في ليبيا بتقديم المساندة للحكومة الشرعية وتم الاتفاق مع (تركيا وايطاليا وممثل لحلف الناتو) على الاجتماع لمناقشة الموضوع شريطة مشاركة الامارات في المفاوضات.. وتم الاجتماع في روما التي زارها حميدتي بدعوى شراء معدات من مصنع ايطالي ينتج معدات صناعة الالبان.. كما زار تركيا، بعد ذلك وعاد حميدتي من تركيا ليعلن، في مؤتمر صحفي عقده بمطار الخرطوم، عن أنه اتفق مع الأتراك على إحياء استثمارات قديمة في السودان بما مقداره 10 مليار دولار!

* أيها الناس، لم يطالب د.حمدوك بتوحيد السياسة الخارجية إلا لأن حميدتي (جراداية) في سروال الحكومة الانتقالية، (قعادو ما حلو)!!

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء