د. محمد عبد الله الريح يرد على الداعية الإسلامي محمد مصطفى عبدالقادر الذي وصفه بالسافل والمنحط وأن دكتوراته في الكمونية والويكة  

 


 

 

 

 

.. كتب د. محمد عبد الله الريح على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي تفاصيل ذلك قائلاً:
جاءني في بريد إلكتروني رسالة تحمل جزءً من شريط فيديو ظهر فيه شخص يدعى محمد مصطفى عبدالقادر وهو يحمل نسخة من جريدة السوداني ويشير إلى مقال كتب فيها عن ندوة كنت قد تحدثت فيها (ضمن ما تحدثت) عن الضب إجابة لسؤال وجهه أحد الحاضرين. محمد مصطفى عبدالقادر كان يتحدث لمصلين في أحد المساجد وكان منفعلاً لدرجة أنه خبط المايك فهوى به بعيداً.
سبب إنفعاله كما يقول إنني تدخلت في أمر لا يخصني وهو إنني تشككت في حديث يروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر فيه بقتل الضب وإن من يقتل الضب في ضربة واحدة ينال ١٠٠ حسنة وإذا قتله في ضربتين ينال ٧٠ حسنة وإذا قتله في ثلاثة ضربات ينال ٥٠ حسنة. والعلة كما يقول إنه في زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام وعندما أراد الكفار أن يحرقوه كان الضب (العفن) ينفخ النار لتزداد إشتعالاً لتقضي على سيدنا إبراهيم عليه السلام والضب داعية للشرك. فكيف آتي أنا وأقول إن الضب غير ضار وأنه مفيد ولا يجب أن يقتل. وأنني أستبعد أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك الحديث. والرجل يشير إلى المقال في الجريدة ويقول: (دا واحد موهوم واحد حليق دكتور إسمه محمد عبد الله الريح وأنا ما عارفو دكتور في شنو؟ دكتور في الويكة أو الكمونية وقد يكون دكتور عناقريب أو زبالة وزول زي دا يكتبوا ليهو في الجرايد بدل يقبضوه ويجلدوه كم جلدة دا زول سافل ومنحط) ظل محمد مصطفى عبدالقادر يشتم ويسخر مني طيلة خطبته تلك.
أما من ناحية إني حليق، نعم فأنا حليق وهذه حقيقة لا مجال لإنكارها ولكن هل أنا فعلاً موهوم وسافل ومنحط؟
لقد قلت أنني أستبعد أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك الحديث لأسباب كثيرة سأوردها فيما بعد:
أولاً: من حقي أن أتشكك في صحة الحديث المذكور مهما كان قدر الذين قاسوه وفي رأيهم إنه صحيح. والقضية كلها قضية إجتهاد وكما أنهم بشر مثلي احتمال صوابهم وخطأهم وارد فأنا أيضاً يمكن أن أخطئ وأصيب إذ لا أحد معصوم.
ثانياً: في عدد من الكتب الموثوق بها نجد أخباراً متواترة أن النبي صلي الله عليه وسلم كان ينهى عن كتابة أو رواية أحاديث عنه وحتى أبو هريرة نفسه راوي الحديث عن الضب يقول:
(خرج علينا الرسول ونحن نكتب أحاديثه فقال: ما هذا الذي تكتبون؟ فقلنا أحاديث نسمعها منك يا رسول الله. قال: أكتاب غير كتاب الله؟ يقول أبو هريرة فجمعنا ما كتبناه وأحرقناه بالنار).
وفي موضع آخر يقول أبو هريرة:
(بلغ رسول الله أن أناساً قد جمعوا أحاديثه فصعد المنبر وقال: ما هذه الكتب التي بلغني أنكم قد كتبتم، إنما أنا بشر فمن كان عنده شئ منها فليأت بها. يقول أبو هريرة فجمعنا ما كتبناه وأحرقناه بالنار. الخطيب البغدادي تقييد العلم ص ٣٢، ٣٣).
وأبو هريرة نفسه هدده الخليفة عمر بن الخطاب وأنذره بالكف عن التحدث بأحاديث النبي. ولم يكتب أبو هريرة حديثاً حتى مات عمر بن الخطاب ويقول أبو هريرة بعد أن انتقل إلى قصر معاوية بالشام (إني أحدثكم بأحاديث لو حدثتكم بها زمن عمر بن الخطاب لضربني بالدرة) تذكرة الحفاظ للذهبي ج ١ ص ٧)
وحديث أبو هريرة نفسه عن الضب أو الوزغ جاء بوجهين وأبو هريرة يرويه عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويرويه عن سائبة مولاة الفاكه بن المغيرة أنها دخلت على عائشة فرأت في بيتها رمحا موضوعا فقالت يا أم المؤمنين ما تصنعين بهذا قالت نقتل به هذه الأوزاغ فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن إبراهيم لما ألقي في النار لم تكن في الأرض دابة إلا أطفأت النار غير الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله.
ثالثاً: الحديث بروايتيه تلك (في نظري) لا يشبه بلاغة الخطاب النبوي ولا يحمل نكهته (قارنوا هذا الذي يسمونه حديثاّ بجزالة اللفظ وقوة العبارة ونفاذها في خطبة الوداع. أو في مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم لربه يوم أن تعرض للأذى من بني ثقيف بالطائف.
رابعاً: الرسول صلى الله عليه و سلم كان خلقه القرآن بشهادة السيدة عائشة رضي الله عنها. فإذا كان الذي أذنب في زمن سيدنا إبراهيم هو ضب أو وزغ بعينه فكيف يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم بإبادة (أمة الضبوب) وهو يقرأ قول الله سبحانه وتعالى:
﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾ [الأنعام:٣٨].
وقوله تعالى (تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً) سورة الإسراء: ٤٤
أو فوق ذلك كله:
قوله تعالى (لا تزر وازرة وزر أخرى)
وأخيراً أقول لمحمد مصطفى عبدالقادر إن الخلق القرآني الذي كان صفة من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم يشع كالنور الباهر يوم أن جاء عكرمة بن أبي جهل مسلماً فقال لأصحابه عليهم رضوان الله:
يأتيكم عكرمة مسلماً فلا تسبوا أباه لأن ذلك لا يبلغ الميت ويؤذي الحي
فمن أين جاء الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الخلق الرفيع؟
جاء به من قوله تعالى (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) (الأنعام: ١٠٨) .
فكيف به وهو يقرأ قول الله عز وجل (ولاتزر وازرة وزر أخرى) فيأمر بإبادة أمة الضبوب؟
وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد نهى عن سب (الذين يدعون من دون الله) فكيف أجزت لنفسك أن تسبني بأني موهوم وسافل ومنحط وأنا أشهد إنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإن النار حق والجنة حق وإن الله يبعث من في القبور؟
وقد تشككت في صحة الحديث حسب فهمي ومقاييسي الموضوعية.
أقول يا محمد مصطفى عبدالقادر:
أما شتيمتك لي أمام جمع من المصلين وفي بيت من بيوت الله أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وتصفني بأني موهوم وسافل ومنحط فأني أقول: اللهم انت تعلم وأنا لا أعلم فإن كنت تعلم إنني موهوم وسافل ومنحط أسألك بإسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت أن تنتشلني من مستنقع الوهم والتسفل والإنحطاط إلي شرفات الحقيقة والمجد والعز والمغفرة وإن كنت تعلم أن عبدك محمد مصطفى عبدالقادر قد ولغ في اللعن والطعن وفاحش القول وبذيئه أن تنتشله من تلك الأوحال إلى شرفات الكلم الطيب ورحابة الصدر وعفة اللسان الرطب بذكرك فإنه يقود أناساُ أولى بطهارة النفوس والتهذيب.
وأقول لمحمد مصطفى عبدالقادر أن رجلاُ شتم الشيخ العبيد قائلاً له يا كلب فقال له الشيخ العبيد: أنت وضعتني في مقام أنا لا أصله.. إن شاء الله أكون في مقام الكلب، الكلب صاحي وسيدو نايم.. وأنا نايم وسيدي صاحي دا مقاماً أنا ما بصلو.
أكتب قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولمحمد مصطفى عبدالقادر.. فقد أمسك بجناح بعوضة لم يحسن الإمساك به.

نقلا من صفحة الاستاذ ناجي شريف على الفيس بوك

 

آراء