رئيس وزراء إثيوبيا يزور السودان والبرهان يؤكد أن البلدان “متفقان حول كافة قضايا سد النهضة”

 


 

 

فرانس24
أجرى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الخميس محادثات في الخرطوم مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في أول زيارة للبلاد منذ انقلاب 2021. وتشهد العلاقات بين البلدين خلافات في ملفات عدة، من بينها توترات حدودية إضافة إلى ملف سد النهضة. لكن البرهان قال في ختام اجتماع جمعه مع آبي أحمد بأن البلدين "متوافقان ومتفقان حول كافة قضايا سد النهضة".

يؤدي رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد الخميس زيارة إلى الخرطوم هي الأولى له منذ انقلاب الجيش السوداني في 2021.

وبالمناسبة، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان في ختام اجتماع بالخرطوم مع رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد، أن البلدين "متوافقان ومتفقان حول كافة قضايا سد النهضة"، المشروع الكهرمائي الضخم الذي بنته أديس أبابا على نهر النيل ويثير توتّرات مع كلّ من الخرطوم والقاهرة.

ونقل بيان رسمي سوداني عن البرهان قوله خلال القمة إن "السودان وإثيوبيا متوافقان ومتفقان حول كافة قضايا سد النهضة". في المقابل، نقل البيان عن رئيس الوزراء الإثيوبي تأكيده أن "سد النهضة لن يسبب أي ضرر على السودان، بل سيعود عليه بالنفع في مجال الكهرباء".

وعرفت العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا توترا في الأعوام الأخيرة، بسبب خلاف حدودي، إضافة إلى تدفق لاجئين من إقليم تيغراي الإثيوبي والذي توقفت فيه الحرب قبل شهرين.

وكان عبد الفتاح البرهان، الذي قاد في تشرين الأول/أكتوبر 2021 انقلابا على الحكومة المدنية، في استقبال رئيس الوزراء الاثيوبي.

وأكد مجلس السيادة السوداني في بيان "وصل رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد اليوم الخميس إلى البلاد في زيارة رسمية ليوم واحد"، لافتا إلى أن البرهان وأحمد أجريا محادثات "تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها وتعزيز التعاون المشترك".

وكان المسؤولان قد التقيا في إثيوبيا في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، لكن آخر زيارة لرئيس الوزراء الإثيوبي إلى الخرطوم تعود إلى تشرين الثاني/نوفمبر 2020 إبان حكومة رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك.

ملفات خلافية
وتصاعد التوتر بين البلدين الجارين إثر اندلاع النزاع في إقليم تيغراي بين الحكومة الإثيوبية المركزية وجبهة تحرير شعب تيغراي.
وأجبر النزاع عشرات الآلاف على عبور الحدود إلى السودان طلبا للجوء.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وقعت حكومة أديس أبابا ومتمردو تيغراي اتفاق سلام أنهى عامين من القتال الذي تسبب في مقتل نحو 500 ألف شخص وفق الولايات المتحدة.
وتأثرت علاقات البلدين أيضا بقضية منطقة الفشقة الحدودية، وهي أراض زراعية خصبة على الشريط الحدودي يزرعها مزارعون إثيوبيون، في ظل مطالبة السودان بها. وتطور الخلاف أحيانا إلى مواجهات مسلحة.
وثمة ملف خلافي آخر بين البلدين يتمثل في بناء أديس بابا لسد النهضة الضخم على النيل الأزرق.
وفي شباط/ فبراير 2022، اتهمت الخرطوم والقاهرة أديس أبابا بأنها قررت بشكل منفرد بدء توليد الطاقة الكهربائية من السد المذكور.

ولم يتضح ما إذا كان ملف السد سيتم بحثه خلال الزيارة. وأشار مجلس السيادة السوداني إلى أن أحمد سيعقد اجتماعات مع أحزاب سياسية سودانية خلال زيارته.
وتعمقت الأزمة السودانية عقب الانقلاب العسكري بقيادة البرهان الذي أطاح بالحكومة المدنية التي تولت السلطة بعد إزاحة الرئيس السابق عمر البشير في عام 2019.
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي وقع المدنيون والعسكريون السودانيون اتفاقا سلام يمهد لتشكيل حكومة مدنية وإنهاء الأزمة السياسية.
ومنذ 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق حول ملء سد النهضة وتشغيله، إلا أن جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث لم تثمر حتى الآن اتفاقا. ورغم أن مصر والسودان حضتا مرارا إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد إلى حين التوصل لاتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا العام الماضي إنجاز المرحلة الثالثة من ملء خزان السدّ الذي تبلغ سعته نحو 74 مليار متر مكعب من المياه.

فرانس24/ أ ف ب

 

آراء