محكمة الانقلاب: تنازل بالجملة عن المشروع الحضاري وشريعة الإنقاذ المدغمسة !!

 


 

 

يجب ألا ننسى أننا في حرب فكرية وأخلاقية (سلمية) مع جماعة الإنقاذ والاخونجية والفلول..! وكلهم صفة واحدة و(ماركة مسجلة) تشتمل على أرذل ما في الدنيا من حقد على البشر وعداء للوطن..وكل ما في العوالم السفلى من مخازي ودناءة..وأسوأ ما يمكن أن تنطوي عليه نفوس (البعاعيت) من مكر وغدر وإلتواء..!!
إنها حرب أخلاقية وفكرية لا مناص من أن تنتهي بهزيمة الفكر الظلامي تحت مشاعل الوعي والتنوير في هذه الأرض الطيبة وتحت رايات هذه الثورة المباركة..فثورة ديسمبر ثورة فكرية مفاهيمية إنسانية ووطنية خالصة...ويجب أن ندرك أن ما نراه من محاولات اعتراض مسيرتها الظافرة إنما يعود إلى أفكار هذه الجماعة..وهي ليست أفكار إنما (خزعبلات) وخطرفات وكراكيب جهالات منسوجة في تشكيلة كريهة من الكذب والبهتان والنفاق..!
يمكن أن تقول لي ما المناسبة..؟! أقول لك إنها بسبب حالة الإنكار الغريبة المزرية القبيحة المخجلة المفجعة والهزلية المضحكة التي بدا عليها (قادة المشروع الحضاري) في محاكمة انقلاب الإنقاذ المشؤوم (1989) عندما أنكروا أي صلة لهم بهذا الانقلاب .!! وهي حالة نراها تتكرر في انقلاب 25 أكتوبر القريب..ومن هنا كانت هذه الوقفة مع ما ورد بالأمس في محاكمة جماعة المخلوع..!!
صدق آو لا تصدق .!! . فقد نفى ستة من جماعة المشروع الحضاري في محكمة الانقلابيين بالأمس أي صلة تربطهم بانقلاب الإنقاذ..وأنكروا أي دور لهم فيه إنكاراً تاماً...والستة الأبرياء هم (علي الحاج ونافع علي نافع ويوسف عبد الفتاح والطيب سيخة ويونس محمود وفيصل مدني)..! كيف يتملص هؤلاء القوم من (شرف الفخر) بهذا الانقلاب الذي قاموا به من اجل إقامة شريعة الإنقاذ المدغمسة وإنقاذ السودانيين من الضلال والفساد وسوء المنقلب..؟!!
علي الحاج محمد (وهو كما قال ألماني الجنسية بأصول سودانية) نفى أي علاقة تربطه بالانقلاب؛ وقال إنه كان عند وقوعه يتجوّل في النرويج وربوع اسكندنافيا ويحمل في جيبه دعوة لزيارة الكونغرس الأمريكي..واحتج بأن جواز سفره يثبت هذه التحركات..!! ثم قال إن السبب في زجّه مع الانقلابيين في هذه القضية هو معارضته للوثيقة الدستورية..!!.. هل نسى انه كان يفاخر بدوره في الإنقاذ ويقول إنها كان انقلاباً مشروعاً للحفاظ على وحدة السودان واجتثاث الفساد والضلال من بر السودان..! يا للجحود....لقد أدار الرجل ظهره للمخلوع وجماعته وتناسى انه كان وزير الإنقاذ وسفيرها المدلل وحامل أختامها و(شنطتها الشهيرة) في جولات التفاوض مع الحركات والانفراد ببعض قادتها أيام إعلان فرانكفورت...!
نافع علي نافع (ولدينا تحفظ على جدوي ومدلول اسمه الأول) قال انه لم يشترك في الانقلاب ولا صلة له به وأن الدليل على ذلك عدم ورود اسمه على لسان شهود الاتهام في يومية التحري..!! وأن أول منصب أوكله له الانقلاب هو نائب رئيس جهاز الأمن..!
يوسف عبد الفتاح (مدرب الإنقاذ للجمباز) قال انه سمع بالانقلاب (في اليوم التالي)..! وانه كان ليلة الانقلاب في القيادة العامة ولكنه لم يسمع به (إلا بكرة)..! وأشار إلى أن أول دور له بعد الانقلاب هو تعيينه في منصب والى الخرطوم..!!
يونس محمود الذي يمكن يُقال أنه تعرّض لإصابة وتهتك في حباله الصوتية بسبب شتائمه المسجلة عبر العالم في (الحديث السياسي اليومي) في صباحات الإنقاذ الكبيسة..قال إنه كان منسوباً إلى دائرة التوجيه المعنوي؛ وأكد عدم اشتراكه في الانقلاب ولكن قال: (تم إرسالي برفقة مقدم لآخذ شريط البيان الأول للإذاعة...(ومن ديك وعيك)..!!
الطيب سيخة قال انه يوم الانقلاب كان طبيباً مناوباً بالعيادة الخارجية للسلاح الطبي ولم يكن له أي دور في الانقلاب..إلى أن عينوه وزيراً لرئاسة مجلس الوزراء..!! وقال انه لم يضرب أحداً بالسيخ. ولم ويدق مسمارا في رأس احد... (ولم يعتقل عبد الرحمن سعيد (من قال ذلك).. وأكد انه ليس بمجنون....؟!!
قال فيصل مدني انه لم يشترك في الانقلاب ولكنهم عينوه في مجلس قيادة الانقلاب دون علمه..واعتذر محامي الانقلابات الشهير عن غياب المخلوع عن جلسة المحكمة بسبب إغفاءته في مستشفى فاخر.. وقال إن المخلوع سيدلي بأقواله في الجلسة القادمة...! .يا ترى هل ينفي البشير أي دور أو صلة تربطه بالانقلاب..!! الله لا كسبكم..!!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء