هو بيت للثقافة والتراث والآداب والفنون تم نهبه هكذا بكل بساطة منزل البروفيسور شمو. بقلم: حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي

 


 

 

هو بيت للثقافة والتراث والآداب والفنون تم نهبه هكذا بكل بساطة ومنزل البروفيسور شمو هو بغداد مصغرة حوي ما حوي من كنوز الفكر والعلم قصدوه مثلما قصد جورج بوش الابن أرض الرافدين هدفه سرقة التاريخ قبل سرقة البترول والحقول !!..

أكبر دليل علي غياب الأمن بالكامل وهذه الفوضي العارمة في ربوع الوطن هو هذا النهب المنظم من جهات معلومة واخري لم يكشف النقاب عنها بعد والشرطة ليست هنالك تقوم بدورها المرسوم لها معها كافة الأجهزة الأمنية اختفوا تماما عن المشهد وتركوا المواطن تحت رحمة العصابات من القتلة واللصوص الذين وجدوا الأجواء خالية وعاثوا في الأرض فساداً وسرقوا في وضح النهار وحملوا مانهبوه بالدفارات في جرأة تامة وعدم الاعتبار لأي سلطة رادعة ومما ساعدهم علي فعلهم الشنيع إن السلطة الرادعة انزوت ولم يعد لها وجود في الشارع أو المصانع والأسواق والمساكن والمستشفيات والمرافق العامة !!..
تذكرون بريمر هذا الافاك الذي نصبوه حاكما للعراق لقد سرق حتي الشبع من دولارات البنك المركزي وهرب المال بالشوالات لبلده وعلي يده وتحت بصره نهبت الكنوز الأثرية من المتحف العراقي والقصد النهائي كان افقار أرض دجلة والفرات ارض الرشيد البلد التليد من الثروة والحضارة والعودة بها الي القرون الوسطي وقد نجحوا في حقدهم الدفين هذا وصار العراق كما يشتهون يرزح تحت نير الفقر والفاقة وبلغ الأمر إن تناقصت المياه في دجلة والفرات وصارت الزراعة والثروة الحيوانية مهددة وتصحر شط العرب وماتت أشجار النخيل وهي واقفة !!..
اعجب لنقابة الصحفيين وهي تطلب من الدعم السريع إن يكف عن عدوانه وترويعه للمواطنين والكف عن نهبهم واحتلال بيوتهم وكسر البنوك وحرق الشركات والصناعات ... هل مثل هؤلاء الرعاع يفهمون في القانون والنظام وهل لهم وازع من ضمير وخلق ودين ليكفوا عن إجرامهم ؟!
كنا يانقابة الصحفيين نؤمل في الشرطة صديقة الشعب لتكون لنا درعا واقيا من تفلتات رعايا غرب أفريقيا ومن عموم الجنجويد ولكن الشرطة لم تؤدي الأمانة التي علي عاتقها وهربت من الساحة تاركة وراءها اكبر علامة استفهام ولوحة قاتمة من الخذلان ولذا كان علي نقابة الصحفيين إن يبحثوا عن جهة أخري لحفظ الأمن من غير شرطتنا التي لم نجدها وقت الحارة !!.
نتألم لكل ماحصل لأهلنا وبلادنا بسبب هذه الحرب اللعينة التي حولتنا الي نازحين وطالبي لجؤ بأرض الغير بكل مافي ذلك من ضيم وإراقة لماء الوجه والذلة والصغار !!..
لاشك أننا جميعا تتعاطف مع بعضنا البعض ونقف كالبنيان المرصوص ونتالم أكثر ونحس بالاسي والحزن العميق ليس لدمار بيوتنا ومصانعنا وبنوكنا بل أيضا لدمار هذه المباني العامرة بالعلم والمعرفة والثقافة والآداب والفنون وهذه هي الاشياء التي لا تعوض فالثقافة هي الحياة والرئة التي تتنفس بها المجتمعات !!..
نقول لإبن السودان البار الإعلامي الاول في بلادنا الحبيبة البروف شمو أننا نشاركك الحزن في هذا الموقف العصيب يوم تعدي البرابرة علي منزلكم العامر وقد سرقوا المنتدي والمنبر والكتاب والمايمكرفون وسرقوا الإعلام في ابهي صوره لأنهم ببساطة هم اعدي أعداء الإنسان والحضارة والرقي والتقدم !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء