أليس فيكم من رجلٌ رشيد؟
بتول مختار محمد طه
16 July, 2023
16 July, 2023
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
الأنفال (61)
الحرب لا تاتي بالديمقراطية.
لم نَكَدْ نفق من الاقتتال الداخلي، حتي دخلت البلاد في حالة من الغزو الخارجي الهمجي .. مجموعات من الشباب مدججون بالسلاح يقتلون الأبرياء بصورة عشوائية و يحتلون منازل المواطنين ، ويزهقون الأرواح بدمٍ بارد. ينهبون الممتلكات، يفسدون ويحيلون السودان الي جحيم ..
كل هذا بدعوي جلب الديمقراطية .. الديمقراطية هي أمل الشعوب .. وهي كما عُرِّفْت حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب . وليس هناك نظام للحكم أفضل منها. دعاوي تطبيقها كثيرة، وتحقيقها ضئيل ..وهي تقوم علي درجة من الوعي وممارسة "حق الخطا". الحديث الشريف ( إن لم تخطئوا و تستغفروا فسيأتي الله بقوم يخطئون ويستغفرون فيغفر لهم ) وعلى هذا النهج تتربي الشعوب علي احترام حقها وحقوق الأفراد و الجماعات .. ولهذا ، فالديموقراطية لا تُفرض عن طريق الحرب .فقد قال الأستاذ محمود محمد طه (إنك لا تصل للنتائج الصحاح بالوسائل المراض )، وليس هناك من وسيله مريضه اكبر من الحرب ..
الصراع الدموي الرهيب الذي يدور الآن في السودان ويتصارع فيه الأقوياء والطامعون، ويديرونه من وراء الكواليس ، ليس لمصلحة الشعب، و إنما هو صراع من أجل الثروة و السلطة، ولا يجني منه السودان إلا الإفقار و الإذلال و الموت و الدمار . فقد قضت هذه الحرب علي البنية التحتية للبلاد وشرّدت أكثر من 4 مليون سوداني هجروا العاصمة الخرطوم، وهاموا علي وجوههم داخل البلاد وخارجها وفي بلاد الجوار . تجدهم في شوارع القاهرة، يتسول بعضهم، يُسامون سوء العذاب، ويلاقون الردع والإهانة وبشكل خاص النساء اللائي يأتين بما يسيئ الي سمعة الشعب السوداني. نحن شعبٌ كريم في أصله وفي سلوكه .
كما اننا شعبٌ متعلمٌ ، رشيدٌ وحكيم ، وبيننا عقلاء وموجهون، وضعتنا هذه الحرب اللعينه -التي لا جدوي منها- وضعتنا تحت وصاية شعوب نحن قمنا بتعليمهم و إيوائهم في أوقات الشدة .. اليوم هؤلاء يقيمون المؤتمرات ، و يكونون اللجان ، ويقيمون الاجتماعات و يُخرجون التوصيات المتشابهه والمكررة ، بخصوص وقف الحرب في السودان، و كأننا فقدنا الحكمة والرأي السديد .. يجتمعون في جده ، و في اثيوبيا ، و القاهرة ودول الايقاد International Governmetal A Development و التي تحولت من منظمة تنمية ، وعجزت عن دورها فتحولت الي السياسه لتتدخل في شؤون السودان..وكل هذه التوصيات المكررة المتشابهة، كما قلت ، ليس منها مصلحة للسودان ولا تأتي بجديد. فالحربُ- و التي هي مشتقّة المعنى من الحرَبِ- لا تزال مشتعله، و الغرض منها فقط هو إظهار قوة هذه الدول المتدخله و إضعاف موقف السودان ..
السودان بلد قوي و متحضر و أهله علي خلقٍ قويم ، وما عرّضَهُ لتدافع الدخلاء عليه ، هو حُكَّامُه وقياداتُه الضعيفة الذين قال عنهم الأستاذ محمود محمد طه ( الشعب السوداني شعبٌ عملاق يتقدمه أقزام) .
اتركوا السودان للسودانيين:
يجب أن يدرك السودانيون -شعبا وحكومة- أن هذه الحرب لا مصلحة لهم فيها. و إنما تعمل لتدمير السودان وتدمير مقدراته و إهلاك شعبه. يجب أن تقف هذه الحرب فورا و أن يقف السودانيون يدا واحدة لإيقاف هذه الحرب. و ليعلموا أنه مهما عُقدتْ المؤتمرات وقُدمْت التوصيات ،ليس هناك مَنْ هو أقدر من السودانيين أنفسهم على إيقاف هذه الحرب .( تذكروا حرب قيتنام ووقفة شعبه الذي بالعزيمة أجبر أقوى دولة في العالم على وقف القتال، و من ثم التفاوض) .
يتحتم علي الجهات المتحاربة العودة إلي رشدها ووضع السلاح ومقابلة الموقف بشجاعه فالرجوع للحق فضيلة
والاعتراف بأن قرار الحرب منذ البداية كان قراراً خاطئاً. فيجب الإقلاع عنها والاعتراف بالخطأ والاعتذار للشعب السوداني، ثم البداية في إزالة آثارها ومواصلة الإعمار . بهذا وحده ُيقفل الباب أمام الطامعين والمتربصين بوطننا العزيز ..
عاش السودان حراً مستقلاً .
هذا وعلى الله قصدُ السبيل .
د. بتول مختار محمد طه
(( وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
الأنفال (61)
الحرب لا تاتي بالديمقراطية.
لم نَكَدْ نفق من الاقتتال الداخلي، حتي دخلت البلاد في حالة من الغزو الخارجي الهمجي .. مجموعات من الشباب مدججون بالسلاح يقتلون الأبرياء بصورة عشوائية و يحتلون منازل المواطنين ، ويزهقون الأرواح بدمٍ بارد. ينهبون الممتلكات، يفسدون ويحيلون السودان الي جحيم ..
كل هذا بدعوي جلب الديمقراطية .. الديمقراطية هي أمل الشعوب .. وهي كما عُرِّفْت حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب . وليس هناك نظام للحكم أفضل منها. دعاوي تطبيقها كثيرة، وتحقيقها ضئيل ..وهي تقوم علي درجة من الوعي وممارسة "حق الخطا". الحديث الشريف ( إن لم تخطئوا و تستغفروا فسيأتي الله بقوم يخطئون ويستغفرون فيغفر لهم ) وعلى هذا النهج تتربي الشعوب علي احترام حقها وحقوق الأفراد و الجماعات .. ولهذا ، فالديموقراطية لا تُفرض عن طريق الحرب .فقد قال الأستاذ محمود محمد طه (إنك لا تصل للنتائج الصحاح بالوسائل المراض )، وليس هناك من وسيله مريضه اكبر من الحرب ..
الصراع الدموي الرهيب الذي يدور الآن في السودان ويتصارع فيه الأقوياء والطامعون، ويديرونه من وراء الكواليس ، ليس لمصلحة الشعب، و إنما هو صراع من أجل الثروة و السلطة، ولا يجني منه السودان إلا الإفقار و الإذلال و الموت و الدمار . فقد قضت هذه الحرب علي البنية التحتية للبلاد وشرّدت أكثر من 4 مليون سوداني هجروا العاصمة الخرطوم، وهاموا علي وجوههم داخل البلاد وخارجها وفي بلاد الجوار . تجدهم في شوارع القاهرة، يتسول بعضهم، يُسامون سوء العذاب، ويلاقون الردع والإهانة وبشكل خاص النساء اللائي يأتين بما يسيئ الي سمعة الشعب السوداني. نحن شعبٌ كريم في أصله وفي سلوكه .
كما اننا شعبٌ متعلمٌ ، رشيدٌ وحكيم ، وبيننا عقلاء وموجهون، وضعتنا هذه الحرب اللعينه -التي لا جدوي منها- وضعتنا تحت وصاية شعوب نحن قمنا بتعليمهم و إيوائهم في أوقات الشدة .. اليوم هؤلاء يقيمون المؤتمرات ، و يكونون اللجان ، ويقيمون الاجتماعات و يُخرجون التوصيات المتشابهه والمكررة ، بخصوص وقف الحرب في السودان، و كأننا فقدنا الحكمة والرأي السديد .. يجتمعون في جده ، و في اثيوبيا ، و القاهرة ودول الايقاد International Governmetal A Development و التي تحولت من منظمة تنمية ، وعجزت عن دورها فتحولت الي السياسه لتتدخل في شؤون السودان..وكل هذه التوصيات المكررة المتشابهة، كما قلت ، ليس منها مصلحة للسودان ولا تأتي بجديد. فالحربُ- و التي هي مشتقّة المعنى من الحرَبِ- لا تزال مشتعله، و الغرض منها فقط هو إظهار قوة هذه الدول المتدخله و إضعاف موقف السودان ..
السودان بلد قوي و متحضر و أهله علي خلقٍ قويم ، وما عرّضَهُ لتدافع الدخلاء عليه ، هو حُكَّامُه وقياداتُه الضعيفة الذين قال عنهم الأستاذ محمود محمد طه ( الشعب السوداني شعبٌ عملاق يتقدمه أقزام) .
اتركوا السودان للسودانيين:
يجب أن يدرك السودانيون -شعبا وحكومة- أن هذه الحرب لا مصلحة لهم فيها. و إنما تعمل لتدمير السودان وتدمير مقدراته و إهلاك شعبه. يجب أن تقف هذه الحرب فورا و أن يقف السودانيون يدا واحدة لإيقاف هذه الحرب. و ليعلموا أنه مهما عُقدتْ المؤتمرات وقُدمْت التوصيات ،ليس هناك مَنْ هو أقدر من السودانيين أنفسهم على إيقاف هذه الحرب .( تذكروا حرب قيتنام ووقفة شعبه الذي بالعزيمة أجبر أقوى دولة في العالم على وقف القتال، و من ثم التفاوض) .
يتحتم علي الجهات المتحاربة العودة إلي رشدها ووضع السلاح ومقابلة الموقف بشجاعه فالرجوع للحق فضيلة
والاعتراف بأن قرار الحرب منذ البداية كان قراراً خاطئاً. فيجب الإقلاع عنها والاعتراف بالخطأ والاعتذار للشعب السوداني، ثم البداية في إزالة آثارها ومواصلة الإعمار . بهذا وحده ُيقفل الباب أمام الطامعين والمتربصين بوطننا العزيز ..
عاش السودان حراً مستقلاً .
هذا وعلى الله قصدُ السبيل .
د. بتول مختار محمد طه