أمريكا تكشر عن أنيابها!!

 


 

 

الصباح الجديد -
كشرت الولايات المتحدة أنيابها، وقبل أن يجف قرار الخزانة الأمريكية (الأوفاك) والذي قضى بتوقيع عقوبات على مديري جهاز الأمن المخابرات السابقين صلاح (قوش) ومحمد عطا المولى فضلاً عن مدير مكاتب البشير السابق ، أطلق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تصريحات شديدة اللهجة إزاء طرفي الحرب في السودان وإتهمهما بإرتكاب جرائم حرب.
وبعد أن عدد وزير الخارجية الأمريكي الجرائم والانتهاكات التي أرتكبت في حق المدنيين وحذر من التمادي فيها ، طالب الطرفين الالتزام بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وتنفيذ تدابير بناء الثقة التي يمكن أن تؤدي إلى وقف مستدام للأعمال العدائية.
من الواضح أن إدارة الرئيس جون بايدن بدأت تعيد سياساتها إزاء الأزمة السودانية الماثلة وتحاول معالجة فشلها وعجزها الذي بدأ بفشل وزارة الخارجية الأمريكية المسؤولة عن ملف السودان في منع الحرب قبل وقوعها ، ليستمر العجز الأمريكي وتعكسه جولات مفاوضات جدة التي لم تتوصل إلى أي نتائج من شأنها وقف الحرب وهذا يعكس ضعف التأثير الأمريكي.
الولايات المتحدة لن تفرط في السودان وأمنه عندها مرتبط بأمن إسرائيل فهي لن تسمح بأن تعود نفوذ إيران مرة أخرى على البحر في ظل التوتر الذي يسود المنطقة وإستعار المواجهة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتل أبيب ..وتخشى استغلال طهران مجدداً لمنطقة البحر الأحمر لتزويد (حماس) بالوقود فضلاً عن أن وجود إيراني في الحدود الغربية للخليج العربي خطر على حلفائها.
دخول تنظيمات إرهابية ومشاركتها في حرب السودان أيضاً يثير مخاوف الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية ولم تعد المشاركة تحتاج إلى سبر أغوار لإكتشافها فكثير من الذين شاركوا في حروب داعش لقوا مصرعهم في مسارح العمليات بالسودان.
في المقابل ايضاً تحسست الولايات المتحدة اطلالة جرائم الابادة الجماعية من جديد وأنها رفعت عقيرتها بشدة لتعيد لأذهان الرأي العام الأمريكي ما حدث قبل 20 عاماً في دارفور لتنشط جماعات الضغط المناصرة لحقوق الإنسان والرافضة لهدرها.
أهم ما يقرأ من تصريحات وزير الخارجية هذه المرة هو تلميحه بأن الأطراف المتحاربة تتلقى دعماً لوجستياً من أطراف إقليمية وإذا إستمر ذلك يعني أن الحرب العبثية لن تتوقف ، وظهر هذا المنحى أيضاً في العقوبة التي وقعتها (الأوفاك) على طه الحسين لقيامه بتنسيق جهود إقليمية من شأنها أن تقوض السلام وتشعل الحرب ، ولكن المضاف هذه المرة أن بلنكن تجاوز الفرد وإتهم جهات إقليمية لم يسمها وهذا هو مربط الفرس.
تصريحات وزير الخارجية الأمريكية تشير بوضوح إلى أن سياسية الولايات المتحدة ستكون مختلفة وتجاوزت عقوبات الأشخاص غير الرئيسين مباشرة لقيادات الحرب وهذا يعني أنها تعتزم توقيع عقوبات على قادة الجيش والدعم السريع فهل تُغير (الوروره) الأمريكية من المواقف المتعنتة للطرفين في جولة مفاوضات جدة القادمة؟.
الجريدة

 

آراء