إنها جبهة للتغيير الشامل … بقلم: د. ابومحـمد ابوامـنة

 


 

 


يدور منذ اشهر نشاط مكثف بين عناصر قيادية من مختلف الكيانات السياسية السودانية والحركات المسلحة والمثقفين الديموقراطيين  ومشردي الخدمة المدنية والعسكرية وقيادات نقابية في الخارج لتشكيل كيان جامع لا يستثني منه احد الغرض منه التخلص من النظام الاستبدادي الغاشم والرمي به الي مذبلة التاريخ. القائمون بهذا النشاط هم نفر من خيرة ابناء الشعب السوداني, عرفوا بالشجاعة والاقدام في مواجهة نظام الانقاذ الجبروتي وذاقوا صنوف العذاب في بيوت الاشباح ومعسكرات الاعتقال. انهم حين دعوا لقيام جبهة التغيير كانوا يدركون سلفا وجود عدة عقبات كبيرة ستواجه عملهم لكنهم مستعدون لبذل التضحية تلو التضحية لأجل ازالة النظام الديكتاتوري.

فقد دعت الجبهة الجديدة التي يقودها المحامي نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي علي محمود حسنين، الي التخلص من حالة التفكك والتشتت والانقسام التي تواجه كيانات المعارضة وتوافقها علي برنامج الحد الادني للاطاحة بالنظام. ان القيادة تدرك تماما ان الاطاحة بهذا النظام لن تأتي من الخارج, بل تؤكد ان ذلك سيأتي من الداخل هذه المرة. ان الجماهير في مختلف البقاع مدعوة للانضمام لهذا التنظيم وتقويته والالتزام ببرنامجه النضالي. من جانبها ستسعي القيادة عبر وسائل الاعلام المتقدمة ربط الجماهير بها ورفع وعيها لما يدور من فساد في البلد.
ستستعمل الجبهة نفس وسائل الاعلام لكشف ممارسات النظام الاجرامية من كبت للحريات واعتقالات وقتل وابادات وفساد واخفاقات ليس فقط علي النطاق المحلي بل علي النطاق العالمي وتناشد المجتمع الدولي السعي الجاد لتنفيذ استحقاقات نيفاشا ولايقاف جرائم الابادة البشرية في دار فور وتقديم البشير وكل المتهمين للمحاكمة العادلة. ان منظمات حقوق الانسان العالمية ستضغط حتي يتم عزل النظام دوليا واضعافه مما يسهل الاطاحة به.
ان مجرد بروز قيام جبهة التغيير في وسائل الاعلام المختلفة اثار رعب النظام الذي حاول بكل جهد ان يستخلص تصريحات من بعض الاحزاب بالداخل تدين او تتبرأ من جبهة التغيير فلم يجد احدا, فقام وادعي لوحده إن ما يتوفر من حريات سيقف حائلا دون نجاح للجبهة, وقال بمكر ان السودان لا يعاني من ضيق في الحريات حتى يلجأ بعض المعارضين لتشكيل جبهة خارجية، و أن ما تحظى به قوى المعارضة بالداخل من حريات كفيل بتقليل أثر المعارضة الخارجية. ما شاء الله علي الحريات التي يباهي بها النظام الديكتاتوري.
 
لقد عودنا النظام علي الكذب والتلفيق منذ استيلائه علي السلطة عام 1989. فقد قالوا حينها انهم لاينتمون للجبهة الاسلامية, وانما يمثلون القوات المسلحة, ووقعوا تشليحا فيها وقتلا لخيرة قادتها. فرضوا نظاما ديكتاتوريا بشعا وقضوا علي إستقلال القضاء ونشروا الفساد والخوف والرعب ومصوا الدماء.
 ونشروا أجواء التشاحن والبغضاء والظلم والحروب والاقتتال بين  مكونا ت الشعب السوداني , وسرقوا واحرقوا واغتصبوا وقالوا انهم يطبقون شرع الله.
ان  جبهة التغيير ستواصل رفع راية النضال التي حملتها كل الحركات والتنظيمات المناهضة للنظام مستفيدة من تجارب هذه وتلك. ان الانقاذ رغم كبتها وجبروتها ووجهت بمعارضة قوية منها السياسية والعسكرية. فقد واجهها نفر من خيرة ضباط القوات المسلحة بما عرف بحركة رمضان لاسترداد الحرية والديموقراطية للشعب. الا ان الانقاذ غدرت بهم وصفتهم جميعا. قاومها الطلاب في الجامعات بمظاهرات ومواكب هادرة وكانوا نصيبهم الضرب بالرصاص مما ادي الي استشهاد العشرات منهم. وفي الجنوب تواصل نشاط الجيش الشعبي  كما في الشرق حتي التوقيع علي اتفاق السلام.
في دارفور لا زالت المواجهات العسكرية تتواصل حيث لا زالت السلطة تواصل جرائمها من ابادة وقتل للابرياء.
ان طريق مقاومة الانقاذ لن يكن مفروشا بالورود, فكله دماء وقتل وابادات, الا ان شعبنا لن يستكين, والنضال سيتواصل رغم جسامة التضحيات.
 
drabuamna [abuamnas@gmail.com]

 

آراء