احذروا.. المجاعة الوجه الآخر للحرب !!
د. محمد شرف الدين
31 July, 2023
31 July, 2023
معطيات:
تخطت الحرب المصطنعة عتبة ال100 يوم، وهى تزداد كل يوم ضراوة بشعة بسقوط العشرات من أبناء الوطن جنوداً ومدنيين...ومعلوم أن السودان في هذا التوقيت من كل عام تنصب كل مجهوداته تجاه فلاحة الأرض وزراعتها مطرياً...تنخرط البنوك في إقراض المزارعيبن والشركات قروضاً زراعية،وبما فيهم صغار المزارعيبن،بينما تنشط الحكومات الولائية في توفير وقود الزراعة ومستلزماتها ،وينتعش قطاع نقل العمال الموسميين إلى مناطق الإنتاج حيث يختلط عرقهم الطاهر بالتراب وحبات المطر ،ولكن الآن تبدلت أولويات الخرطوم و المواطنيين والحكومات الولائية ،فكل الجهود تهدر الان إهداراً لصالح الدمار والقتل في إحتراب وصف بالعبثي...،يذهب الوقود لتشغيل آلات الدمار لا العمار و الزراعية،تعطلت البنوك ونهبت وصارت خارج الدورة المالية والزراعية،أما الاعلام والوسائط صارت ساحة أخرى للحرب وبث الكراهية والتحشيد السالب،أما العمال الموسميون فمنهم من هاجر خارج الوطن،ومنهم من صار وقوداً وسواعد للحرب مع أحد الطرفين،ودفعت الحرب الكثيرين ترك منازلهم فإكتظت القرى وبعض الولايات بسكان العاصمة الشئ الذي يمكن إحداث تغير في الثقافة الغذائية للقادمين ولو مؤقتاً مما يزيد من معدلات الاستهلاك المحلي الذي يعتمد على الزراعة ،وبات جل تفكير الناس الان يدور حول الحرب ومآلاتها دون إكتراث للزراعة واهميتها في تأمين قوت الشعب السوداني،فمن المتوقع أن تحدث آثار الحرب نقصاً كبيراً في الانتاج السنوي للمحاصيل وذلك لعدة أسباب أبرزها بأنه غير معلوم متى تنتهي هذه الحرب ومآلات الحياة مابعدها ،بالإصافة لتخوف المزارعيين من العقبات التي يمكن ظهورها في مرحلة نقل انتاجهم نظراً لانعدام وسائل النقل وندرة الوقود، فضلا عن صعوبات توفير الأيدي العاملة للحصاد التي تم توظيف اغلبها في الحرب، فهذه المعطيات وغيرها وقفت حاجزا صاداً للمزارعيين ومصدر حيرة وتردد مما دفع الكثيرين منهم الاحجام عن الزراعة هذا العام ،فبات في حكم الحتميات المتوقعة حدوث عجز في إنتاج الحبوب في المشاريع المطرية الاساسية قد يتجاوز 60% وهذه النسبة كفيلة بوضع السودان تحت مخالب المجاعة،وتجعله يعول على المنظمات الدولية لسد النقص،خاصة انه سبق وأعلنت الامم المتحدة أن أكثر من 19مليون مواطن سوداني في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية أغلبهم من الأطفال والكبار،وانقاذاً للوضع من الانهيار والمجاعة المحتملة كوجه آخر للحرب ،على المتحاربين الحرص على وقف الحرب لانقاذ الوضع ،فلا سبيل لوقف هذه الحرب إلا عبر التفاوض والاتفاق الشامل لوقفها بشكل دائم وتسخير سواعد الشباب والإمكانيات الهائلة التي أظهرتها الحرب نحو البناء وإعمار الأرض ..!
msharafadin@hotmail.com
//////////////////////
تخطت الحرب المصطنعة عتبة ال100 يوم، وهى تزداد كل يوم ضراوة بشعة بسقوط العشرات من أبناء الوطن جنوداً ومدنيين...ومعلوم أن السودان في هذا التوقيت من كل عام تنصب كل مجهوداته تجاه فلاحة الأرض وزراعتها مطرياً...تنخرط البنوك في إقراض المزارعيبن والشركات قروضاً زراعية،وبما فيهم صغار المزارعيبن،بينما تنشط الحكومات الولائية في توفير وقود الزراعة ومستلزماتها ،وينتعش قطاع نقل العمال الموسميين إلى مناطق الإنتاج حيث يختلط عرقهم الطاهر بالتراب وحبات المطر ،ولكن الآن تبدلت أولويات الخرطوم و المواطنيين والحكومات الولائية ،فكل الجهود تهدر الان إهداراً لصالح الدمار والقتل في إحتراب وصف بالعبثي...،يذهب الوقود لتشغيل آلات الدمار لا العمار و الزراعية،تعطلت البنوك ونهبت وصارت خارج الدورة المالية والزراعية،أما الاعلام والوسائط صارت ساحة أخرى للحرب وبث الكراهية والتحشيد السالب،أما العمال الموسميون فمنهم من هاجر خارج الوطن،ومنهم من صار وقوداً وسواعد للحرب مع أحد الطرفين،ودفعت الحرب الكثيرين ترك منازلهم فإكتظت القرى وبعض الولايات بسكان العاصمة الشئ الذي يمكن إحداث تغير في الثقافة الغذائية للقادمين ولو مؤقتاً مما يزيد من معدلات الاستهلاك المحلي الذي يعتمد على الزراعة ،وبات جل تفكير الناس الان يدور حول الحرب ومآلاتها دون إكتراث للزراعة واهميتها في تأمين قوت الشعب السوداني،فمن المتوقع أن تحدث آثار الحرب نقصاً كبيراً في الانتاج السنوي للمحاصيل وذلك لعدة أسباب أبرزها بأنه غير معلوم متى تنتهي هذه الحرب ومآلات الحياة مابعدها ،بالإصافة لتخوف المزارعيين من العقبات التي يمكن ظهورها في مرحلة نقل انتاجهم نظراً لانعدام وسائل النقل وندرة الوقود، فضلا عن صعوبات توفير الأيدي العاملة للحصاد التي تم توظيف اغلبها في الحرب، فهذه المعطيات وغيرها وقفت حاجزا صاداً للمزارعيين ومصدر حيرة وتردد مما دفع الكثيرين منهم الاحجام عن الزراعة هذا العام ،فبات في حكم الحتميات المتوقعة حدوث عجز في إنتاج الحبوب في المشاريع المطرية الاساسية قد يتجاوز 60% وهذه النسبة كفيلة بوضع السودان تحت مخالب المجاعة،وتجعله يعول على المنظمات الدولية لسد النقص،خاصة انه سبق وأعلنت الامم المتحدة أن أكثر من 19مليون مواطن سوداني في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية أغلبهم من الأطفال والكبار،وانقاذاً للوضع من الانهيار والمجاعة المحتملة كوجه آخر للحرب ،على المتحاربين الحرص على وقف الحرب لانقاذ الوضع ،فلا سبيل لوقف هذه الحرب إلا عبر التفاوض والاتفاق الشامل لوقفها بشكل دائم وتسخير سواعد الشباب والإمكانيات الهائلة التي أظهرتها الحرب نحو البناء وإعمار الأرض ..!
msharafadin@hotmail.com
//////////////////////