الأخلاق والجمال في المجتمع السوداني
د. محمد شرف الدين
11 February, 2012
11 February, 2012
بدعوة فاضلة من مركز التنوير المعرفي حضرت إحدي منتدياته الذي قدمت فيه ورقة بعنوان "اشكاليات المعايير الاخلاقية و الجمالية في المجتمع السوداني " قدمها البروفسور مصطفي عبده استاذ الجماليات بجامعة النيلين وقدم المنتدي الدكتور الباقر عمر السيد استاذ الفلسفة بجامعة بحري،عنوان الورقة جميل وشيق وجميل جدا ان تطرح مثل هذه المواضيع الان ،ربما لا يصدق احد بان هناك بقعة ما في الخرطوم وفي هذا الظرف المعيشي الطاحن الذي تمر به البلاد و المجتمع ان يناقش نفر من العلماء و الاكاديميين هاكذا موضوع و قد يظنه البعض نوعا من ترف العلماء و تبزير الوقت سدي ، ولكن في واقع الامر ان موضوع المنتدي هو ما نتحتاجه الان ...يحتاجة كل المجتمع و كل فرد منا فالخلاق هي روح الانسان وبدونها لا يمكنه الاتصاف بصفة الانسانية لان كل البشرية تلتقي في العديد من القيم الانسانية بغض النظر عن الاعتقاد و الجنس او اللون ،فمساعدة الاخرين مثلا كقيمة انسانية موجودة لدي كل شعوب الارض و كذلك الابتسام كقيمة جمالية تشرق في وجه كل انسان علي وجه الارض ،فالمجتمع السوداني مجتمع قيم فريدة و نادرة وشهد بها الاجانب في كل مكان و لكن هذه القيم التي نفاخر بها الاخرين اعتلت و اصابها الضمور و تراجعت ام انتشار تقافة اللا اخلاق ،و كلكم تسمعون شبه يوميا من يعدد محاسن الاخلاق السودانية الكريمة التي ماتت ...اما الجمال سمة خصلة اساسية من خصال الانسان وظل يبحث عنها وتجسيدها في ملابسه و مسكنه و اشعاره و منحوتاته وجسمه ،واكد دين السلام مسالة الجمال و حض علي المسلم ان يكون جميلا في كل شئ ،والتحلي بالاخلاق الفاضلة في كل معاملاته مع اخوته المسلمين و اخوة الانسانية بل حتي الحيوانات يحض الاسلام علي التعامل معها وفقا للاخلاق النبيلة ،فالانسان الذي تجسد الاخلاق في سلوكه و تعامله مع الاخرين حتما لن يكون قاسيا عليهم او يرتكب في حقهم الشر لان الاخلاق تعصم الانسان عن الوقوع في الشر مثلما يعصمنا الالتزام القطعي بتعاليم ديننا الاسلامي، فالاسلام دين الاخلاق و الفضائل و الجمال ولكن معظم افراد مجتمعنا لا يطبق تعاليم الدين التي تحض علي هذه المعاني السامية بل يفعلون عكسها تماما علي الرغم من انهم مسلمون .
mohamad sharafaldin [msharafadin@yahoo.com]