الإعتداء على الأموات..!

 


 

 



الإنسان الميت، له قدسية اعظم من قدسية الإنسان الحي...لانه فقد الصلة بحياة الدنيا ولا يستطيع الدفاع عن نفسه ويرد من يعتدي على بيته الابدي ...فالمقابر  في كل انحاء العالم  محل احترام  لدي  كافة المعتقدات في الدنيا، سماويها وارضيها..فمن لا يحترمها ويحاول  مسها او تعمد تندنيسها ...كالاعتداء على  المراقد لا ينظر اليه كانسان طبيعي وان ما يفعله يعتبر شذوذا لا يستقيم مع الفطرة الانسانية ... فمن الملاحظ في الاونة الاخيرة، بروز ظاهرة مهاجمة المقابر و القباب المبنية فيها بهدف نسفها وازالتها من الوجود ودوما بعد كل حادثة اعتداء تشير بوصلة الاتهام نحو الجماعات السلفية التكفيرية المتشددة ... الجماعات التي بدأت تنتشر بوتيرة متصاعدة في السودان بعدما عبرت الينا من ماوراء البحر الاحمر... فالهجوم على الاضرحة لا يحل ما يعتقدون انها مشكلة ...فاذا تمكنوا من نسف و تنظيف المقابر من كل الاضرحة فهل يستطيعون ازالة الاضرحة التي في تلك النفوس ..فالمسالة اعمق مما يتصورن وذات ارتباط وثيق وعميق جدا بنفس الانسان وهي محفورة ومنحوته نحتا في قاع عقله الباطني ...وليس من السهل الغوص الي اعماق النفس البشرية لترميمها او اعادة تشكيل تضاريسها الايمانية..! فالانسان يتحرك في كل الاتجاهات بوقود قناعاته المكتسبة حديثا او المورثة جيلا بعد جيل،فالاعتقاد في الشيوخ وكراماتهم اصبح صبغة قوية غير قابلة للزوال بمجر ازالة ضريح ...فهي عميقة  لدرجة انها اصبحت هوية وصفة وتقليد لا يستطيع بدونها البعض  الحياة .. و لا يتصورن انفسهم خارجها اطلاقا...فاتباعها جزء اساسي في كيانهم ووجودهم ... فكان عليكم ايها السلفيون، البدء بازالة ما نفوس اؤلئك ما تعتبرونه شركا  وكفرا يحول بينهم وبين الدين الصحيح..يجب عليكم اقناعهم بالتي هي احسن وليس الاخشن.. اقناعهم بوجه نظركم ..فاذا اقنعتوهم تأكدوا تماما بانه  لن يذهب احدهم الي التبرك بالاضرحة والتمسح بها املا في شفاء او مولود او رد ظلم او توسيع ابوب الرزق ا و ربما حتي الاستوزار..! سيهجرون تلك الاضرحة و المراقد التي ستتحول الي مساكن للعنكبود..! فنهج  الاعتداءات الخشن علي تلك الاضرحة الذي تزرعونه بين الناس لن  يثمر غير الكراهية ..فالدعوة الي الحق لم تكن بالعنف والاكراه و ارغام الاناس قسرا للامتثال لتعاليم الدين...فحتي الرسول الكريم الذي تزعمون بانكم ما الاكثر التزاما بنهجه وتسمون انفسكم باسم سنته خاطبه الله تعالي جل شأنه بان لا يكون قليظا فظ القلب في دعوته للناس حتي لا ينفضوا من حوله ..   

mohamad sharafaldin [msharafadin@yahoo.com]

 

آراء