الانقاذ حانت مواجهتها … انها جبهة عريضة … بقلم: د.ابومحــمد ابوامــنة

 


 

 


انها جبهة عريضة تلك الذي سنواجه بها الانقاذ. جنودها هم من خبرتهم السجون والمعتقلات وبيوت الاشباح ومشردي الخدمة المدنية والعسكرية, هم جند نازلوا الاجرام في عقر داره, هم الطلاب, هم الصحفييون, هم النقابيون, هم المزارعون, هم العمال, هم جيش العطالي, هم شرفاء الوطن الصامدون.لقد ضمت معتقلات النظام وبيوت اشباحه خيرة ابناء شعبنا, من ديموقراطيين وشيوعيين واتحاديين وامة وبعثيين ومؤتمر بجا .. جنوبيين الي جانب الشماليين ودارفوريين.
انها تكتل سوداني لا يستثني احداً الا من يساند الرجعية ويهابها.
لابد من تقديم التضحيات عندما تواجه عدو شرس كالانقاذ, وجنودنا هم عاركوا السلطة الاجرامية من قبل, وخبروا اساليبها الاجرامية, ولم ينهاروا, انما زادتهم المواجهات صلابة فوق صلابة, انهم من رجال من فولاذ لا يمكن صهره, انهم سيتقدمون الصفوف ويفتحون صدورهم للرصاص عندما يستدعي الحال.
ان جبهة التغيير ستستفيد من تجارب نضال شعبنا السابقة, سنستفيد من تجارب التجمع الوطني الديموقراطي. ان ركز التجمع نشاطه في الخارج وكانت هذه احدي نقاط ضعفه, فان جبهة التغيير ستجعل  اليوم ميدان المواجهة في الداخل, ستصعد نضال شعبنا علي التوالي من اعتصامات, وندوات واحتجاجات, ومسيرات سلمية, ومظاهرات عارمة.
تسعي جبهة التغيير ان يعم تكوين فروعها كل القري والمحليات والاقاليم.  
الجماهير هي التي ستختار قياداتها من القاعدة حتي الهرم. لن تفرض قيادة فوقية لا تعمل او تفرمل العمل الثوري او تساوم به. حتي هذه القيادة سيتم محاسبتها علي ادائها بشكل متواصل.

 لابد من كسب مساندة دول الجوار ومنظماتها الديموقراطية والمجتمع الدولي من حكومات ومنظمات مدنيةوالامم المتحدة ومنظماتها المساندة لحقوق الاتسان. سيتم عزل النظام اقليميا ودوليا بكشف جرائمه بالتعاون مع الهيئات المدافعة عن حقوق الانسان.
لقد ظلت في تسعينات القرن الماضي كثير من اعمال النظام الاجرامية غائبة عن الرأي العام العالمي, كجرائم الابادة البشعة والاسترقاق والتهجير القسري التي مارسها النظام بشكل متواصل في الجنوب وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق وعلي حدودنا الشرقية.

الا ان الاعلام اصبح اليوم بفضل التطورات المذهلة التي ظهرت في السنين الاخيرة اجود الوسائل لكشف النظم الديكتاتورية وسلاحا حادا في محاربتها وبالاطاحة بها. ستنشئ جبهتكم اعلاما متطورا لمدكم بالمعلومة اولا باول, اعلاما يكشف الاجرام الانقاذي علي نطاق واسع في كل العالم, اعلاما يقلق النظام ويخلخله, اعلاما يستخدم آخر ما توصلت اليه البشرية من تطورات في هذا المجال من فضائيات واذاعات وصحف وكل ما تقدمه لنا الانترنت.

سنستفيد من خبرتنا في ثورة اكتوبر وانتفاضة ابريل, التي لم يكتب لهما النجاح في تحقيق طموحات الجماهير في وضع ديموقراطي مستقر ومستمر. فما ان تنجح الثورة الشعبية في ازالة الوضع الديكتاتوري حتي تظهر الطموحات والتطاحن علي كراسي الحكم, يظهر الصراع بين جبهة الهيئات والاحزاب وقيادة القوات المسلحة. فتحصل انتخابات, فتجئ هذه بحكومة ضعيفة والمشاحنات تتواصل ويعم عدم الاستقرار, فيجد المغامرون من العساكر الجو المناسب للانقلاب.
لابد من التخلص من هذه الحلقة المدمرة. لذلك تري الجبهة ان تكون هناك فترة انتقالية لا تقل عن 5  سنين تمارس فيها السلطة من قبلقيادات الجبهة العريضة والحركات المسلحة والنقابات ومكونات المجتمع المدني وشخصيات وطنية ذات تاريخ نضالي في الاقاليم والمركز.
تمارس السلطة الانتقالية الشرعية الثورية حتي يتم تقديم كل المجرمين لمحاكم عادلة ويتم نزع سلاح سلاحهم واجتثاث كل مظاهر الظلم والفساد.ولذلك يجب الا تقل الفترة الانتقالة عن 5 سنوات حتي لا تتكرر اخظاء الماضي, تجري بعدها استفتاء علي دستور البلاد وعلي السلطة التنفيذية ومجلس تشريعي  بعد انتهاء الفترة الانتقالية.
 يجب ان ينص الدستورعلي إحترام حقوق الإنسان، التى نصت عليها الأديان السماوية، و المواثيق الدولية، و كذلك يجب النص علي تحقيق المساواة بين جميع أبناء الوطن دون إعتبار للدين أوالعرق أو الجنس, يجب ان يمنع الدستور استقلال الدين للمشاحنات الحزبيةوالمكايدات السياسية ولزرع الفتن بين ابناء القطر الواحد.

خلال الفترة الانتقالية ستطبق الجبهة برامجها لتحقيق العدالة بين جميع طبقات وفئات شعبنا في كل مناطق السودان، وتسعي لتحقيق التنمية المتوازنة بين أقاليمها المختلفة، وتهيئ للإستقرار السياسي
وتوفير المناخ اللازم لتنمية حقيقية، وتعمل على توفير الخدمات الأساسية بالمجان، لجميع أفراد الشعب كالتعليم، والخدمات الصحية الضرورية وتقضي علي غول الغلاء وتحارب المجاعات والامراض.

ان الظلم لا يمكن ان يدوم, والتغييرلا شك قادم.عندما تتجمع كيانات شعبنا تحت قيادة واعية ثورية وتتجه لمقاومة النظام, لا شك انه سينهار.
ان الانقاذ الانقاذ الاجرامية حان دكها, فلتتصاعد المواجهات حتي يكتب لنا النصر.
الطريق ليس مفروشا بالورود, يجب ان نبذل التضحيات ولابد من موت وشهداء وسجناء.
غدا يطل علينا الغد المشرق.ـ


drabuamna [abuamnas@gmail.com]

 

 

آراء