الجيل الثاني من مواليد السودانيين في الغرب نموذج جديد للشخصية السودانية

 


 

 

مدينة مانشستر البريطانية هي إحدى المدن الكبرى في البلاد وتبعد عن مدينة لندن حوالي الساعتين بالقطار ويسكنها عدد كبير من الجالية السودانية يقدر بحوالي 12 الف، عدد مقدر منهم من حديثي الهجرة وعدد منهم من قدامى المهاجرين....
والذين وفدوا إلى بريطانيا قديماً منذ مطلع الثمانينات والتسعينات ومعظم القدامى من السودانيين المهنيين من أطباء ومهندسين ومهن مختلفة آخرى وهؤلاء ما اعنيهم في هذا المقال والذين عاشوا في داخل المجتمع البريطاني ولديهم أبناء وبنات ولدوا في هذه البلاد فمنهم من ذاب في المجتمع وأصبح يعيش كما يعيش الفرد الإنجليزي بما كل ما لديه من حسنات وسيئات ومنهم من احتفظ بتراثه السوداني وأخلاقه السودانية ومنهج وروح الثقافة الإسلامية والتي هي جزء لايتجزاء من الثقافة والتراث السوداني.
دعيت بالأمس لحفل زواج سوداني في مدينة مانشستر الكبرى العريس طبيب سوداني ولد ونشأ في بريطانيا ولكن يبدو أن والديه كانا من النوع الثاني الذي أشرت اليه بأنها قد إحتفظا بالإرث والأخلاق السودانية.
أما العروس فهي شقراء بريطانية أماً وأباً وجداً وهي أيضاً طبيبة تعمل معه في نفس المدينة وفي نفس المجال وشاءت الإرادة الإلهية أن تتوج هذه الزمالة بالزواج والذي ندعو لهما الله أن يكون زواجاً سعيداً وأن يكون بالوفاء والبنين.
الذي دعاني لكتابة المقال أن حفل الزواج كله كان بالطريقة السودانية وكانه حفل زواج في صالة من صالات الخرطوم الفاخرة «رد الله غربتها» وقد زاد من بهجة الحفل أن الفنان السوداني إيهاب ايلاند كان رائع الصوت والأداء وقد كان يعزف ويغني في وقت واحد وبدأ الحفل باغنية "الخرطوم يابلد أحبابي" وختم الحفل بأغنية العطبراوي "انا افريقي انا سوداني" وأيضاً "يجو عايدين الخرطوم يجوا عايدين" وتفاعل معه الحضور تفاعلاً كبيراً من مختلف الأجيال صغاراً وشياباً وكباراً...... أنه الحنين إلى الوطن الذي لا يحده حدود أنه الحب الكبير للسودان.
وطن الجدود والذي يقول فيه أمير الشعراء شوقي:
« وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتنى فى الخلد نفسي»
وذلك لان حب الوطن هو فطرة خلق بها الإنسان وسوف يظل الحنين إلى الوطن دائم ومستمر وتظل الذكريات عالقة بالوجدان مهما طال الزمان ومهما كانت روعة المكان وسوف يظل الوطن الام له طابعه الخاص ومكانته المتميزة.
والذي اعجبني أن اهل العروس قد تفاعلوا مع الأغاني السودانية ومع الزغاريد الحارة وقد تمت كل الطقوس السودانية من جرتق وخلافه هذا هو حال الجيل الثاني فهل ياترى سوف يستمر الحال هكذا في الجيل الثالث ام نرى شيئاً آخر مختلفاً تماماً.

دكتور عادل عبد العزيز حامد
Skyseven51@yahoo.com

 

آراء