الصاوي والاسره ، وهل ان لنا ان نحلم ؟ … بقلم: رباح الصادق
رباح الصادق
3 April, 2009
3 April, 2009
على ها مش المؤتمر السابع لحزب الأمة القومي
في المقالة السادسة ناقشنا بعض الأصوات الإعلامية العاقلة التي انزعجت من نقدنا للتغطية الإعلامية للمؤتمر السابع لحزب الأمة القومي باعتبار ذلك ضيقا بالنقد أو تقليلا من خلافات الحزب وأثبتنا أن بعض الصحف اتخذت مواقف نزيهة ومهنية تظهر الخلافات ومختلف وجهات النظر وبعضها الآخر سقط في ميزان المهنية بالتركيز على رواية من طرف واحد، ونؤكد أن النقد مطلوب كأفضل وسيلة للبناء وأن أي حزب يحتاج للرؤى العاقلة من الخارج مثلما يحتاج لوقفات النقد الذاتي كشروط أساسية للتقويم في أية مؤسسة. نواصل اليوم نقاشنا لصوت إعلامي/ فكري ذي وزن ثقيل قطريا وعربيا، ولمسألة الأسرية وما دار فيها في المؤتمر السابع، وللطاقم الحزبي الجديد وهل يحقق أحلامنا؟. على أن نواصل حول المرأة وهيئة الضبط ورقابة الأداء وحول أفكار وردت في تحليل الأستاذ أبو ذر علي الأمين أمس، لاحقا بإذن الله. نشر الأستاذ عبد العزيز حسين الصاوي مقالا بصحيفة الأحداث في 22 مارس بعنوان (العافية الديمقراطية، وانعدامها أيضا، درجات: جمال مبارك والصادق المهدي والدبلوماسيون التلاميذ) مناقشا ثلاث قضايا أوسطها مؤتمر حزب الأمة الذي وصفه بأنه مثير للاهتمام وزيادة وقال إنه اختار التحايل والتخفي في الوصف كـ (بقايا استنكاف يساري لا شعوري عن الاعتراف بريادية هذه الحزب -الرجعي اليميني الطائفي حسب لغتنا وفكرنا سابقا) مستندا (إلي ارتفاع مستوي الحيوية الداخلية في مؤتمر حزب الأمة مقارنا بمؤتمر الشيوعي زاعما أن الخلافات العلنية الساخنة بعد المؤتمر لن تتجاوز هذا الوصف لأنها لن تؤدي إلي انشقاق يؤبه له. مزيج وزن الزعيم التاريخي للحزب وبعض التحديث الفكري والديمقراطي الذي طرأ علي تكوينه الداخلي سيتكفلان بذلك). ثم يستأنف (ولكن يبقي الانتباه إلي الإطار الذي يأتي فيه هذا الحكم وهو أن العافية الديمقراطية، وكذلك الريادة والتحديث، درجات ودرجات محدودة جدا في سودان ما بعد السبعينات هذا. قبل ذلك كانت عوامل ومشجعات الريادية والتحديث في الأحزاب متوفرة لأن الناس كان لديهم من براح المشاغل والذهن والوعي ما يجعلهم مناخا ملائما لذلك). هذه الكلمات القليلة عددا العميقة في معناها والتي طرقت قضايا كثيرة جدا في أسطر معدودات تغري بالمداخلة ومحاولات الشروح على المتون خاصة للمتتبع كتابات الصاوي المتسقة فهي تنم عن نسيج فكري متكامل. الرجل مشغول بالكدح الديمقراطي اليومي والداخلي لأحزابنا وكياناتنا وقد تعجبت كيف جاز لأستاذي الدكتور عبد الله علي إبراهيم أن يغفل موقفه هذا لجملة جاءت على طريقته هذه المشحونة في مقالة له حول التحول الديمقراطي، فقد كتب أستاذنا إبراهيم في مقالة بصحيفة الأحداث أيضا تحت عنوان (جريدة الميدان: يا عمال العالم.. بلاش دوشة!) منتقدا موقف صحيفة الميدان المخذل لإضراب عمال هيئة البريد والبرق (اليتيم) في أواخر فبراير الماضي برغم كلمتها الشهيرة لعمال العالم، واعتبر موقف الصحيفة متسقا مع (سيادة الفكر القانوني على الذهن المعارض للنادي السياسي). وقال (وجدت حتى كاتب نابه في مقام السيد عبد العزيز حسين الصاوي ممن ينتظرون التحول الديمقراطي يخرج بقانون من الإنقاذ. فقال في مقال أخير إن التحول الديمقراطي (الذي وصفه بالعتيد) لا زال حبيس نصوص نيفاشا والدستور بفضل تلكؤ الإنقاذ وتهربها من استحقاقاته)، ومثل هذه الإشارة لا تنبغي في رأينا في حق الصاوي الذي كتب في هذا المنحى كثيرا ولعل بعض القراء يذكرون مقالته بالصحافة في يونيو 2007م بعنوان (الانتقال الديمقراطي الوسيلة قبل الغاية) بمناسبة تنازل العسكر في موريتانيا عن السلطة وإجرائهم انتخابات عامة ابتعدوا عن التنافس فيها، قال الصاوي إن (الديمقراطية، لا سيما في أقطار العالم الثالث، ليست هدفا أو منتجا جاهزا وإنما هي عملية ومسيرة، هي تكوين ذهني وشعوري يستزرع استزراعا ويستنبت استنباتا لدي الأفراد والجماعات).. (لا يتمني المرء لتجربة الانتقال الديمقراطي الموريتانية أن تكون دليلا علي صحة أفكار هذا المقال ولكن الأرجح أن قصتها لها بقية مخالفة لبدايتها المبشرة). وإن كنا غالطناه حينها إلا أن الأيام جاءت لتصدق توجسه وتقبر بشرانا. ثم في النقاش الذي تلا ذلك المقال أكد بوضوح مقصده الذي ينطبق مع فكرة الدكتور إبراهيم هذه من ضرورة بناء الديمقراطية طوبة طوبة وليس انتظار التغيير.مرتبط بالكدح الديمقراطي اليومي ومسيرته مسألة الديمقراطية داخل الأحزاب، وما رآه الصاوي من محدودية الريادة بعد السبعينات في التكوينات السياسية السودانية. وفي الحقيقة فإن رؤى الصاوي هذه كمحلل ذي نظر ثاقب ينبغي أن تعضد بأبحاث على مستويين تاريخي يغوص في كتابات واتجاهات أجيال المخضرمين ورؤاها وما إذا كانت قد تبدلت أم لا وأسباب ذلك، وآخر تحليلي قاعدي للناشطين وللجماهير الآن. فهل نستطيع مثلا تتبع أسباب صعود نجم الزعيم الأزهري وقيادات المثقفين في خمسينات القرن العشرين وملابسات صعود الختم داخل التكوينات الاتحادية بعدها؟ وهل نستطيع مقارنة صعود قيادات من خارج الأنصار حتى الستينات وملابسات صعود الأنصار بعد ذلك في حزب الأمة كما بينا في مقال سابق، وما الذي أضافه المؤتمر السابع الأخير بانتخاب طاقم قيادي من: السيد صديق محمد إسماعيل، والسيدة سارة نقد الله، ومولانا محمد المهدي حسن وثلاثتهم رموز أنصارية في المقام الأول سواء بالنسبة للجهة التي صعدت صديقا ومحمدا أو بالنسبة للانتماء الأسري والعقدي لسارة. ومقارنة ذلك بالتشكيلة الفائتة أو قل القيادة السياسية الفعلية لها وهل هذا زيادة وعي أم ارتداد؟ وهل يمكن تتبع اتجاهات الفكر والممارسة الديمقراطية في الشيوعي منذ زمان عبد الخالق وحتى نقد؟ وهل يمكن وصف التغير داخل الاتحادي بأنه تغير في نوع الجماهير ذاتها أكثر منه تغير في درجة الديمقراطية الداخلية حيث استطاع الأزهري في زمانه أن يخاطب شرائح عريضة من الطبقة الوسطى رجحت على الكفة الختمية بينما انزوى هذا المكون لاحقا مما رجح بالوزن الختمي؟، وهل يمكن وصف التغير في حزب الأمة بأنه على العكس من ذلك فمع زيادة نسبة المثقفين داخل الحزب إلا أن الاتجاه نحو الأنصارية سببه زيادة الديمقراطية الداخلية ودرجة إشراك الجماهير؟ وكيف يمكن تفسير قلة الحيوية داخل الشيوعي كما لاحظها الصاوي هل هي مرتبطة بانهيار حائط برلين أم بتكلس مفاصل الحزب الداخلية بعد ضربة يوليو القاصمة أم لخليط بينهما؟ وهل ما رآه ركودا بسبب المشاغل وقلة براح الذهن والوعي ناتج من الانشغال بالهموم الحياتية وكذلك من تجريب شعارات المثقافتية في السبعينات وما قبلها وخبو بريقها في السودان وفي المنطقة؟ ومن تأثير العولمة والمصادات الثقافية والهبة الدينية العالمية ونكوص شعارات التحديث بل وأحيانا الانكفاء في قوالب ماضوية لا يهمها العصر وتحدياته في شيء لقطاعات عريضة من الشباب الذي يعطي الحيوية المطلوبة وقودها اللازم؟ وهل يمكن فرز اتجاهات للاستنارة وللانكفاء وللمزايدة داخل الأحزاب وتحديد أدوارها في كل ذلك؟ وهل لم يكن لانسداد شرايين العملية الديمقراطية إبان الشموليات نصيب في هذا وذاك؟.. إنها أسئلة ممتدة، والبحث فيها والدراسة تحتاج للبصيرة وزيادة: لاستطلاعات الرأي والبحوث التي تبحث عن الحقيقة لا الترويج.. وفي هذه المرحلة من النقاش فلا بد أن بصيرة مفكرين أمثال أستاذنا الصاوي تعطي المتلهف للحقيقة ولو بعض زاد..مربوط بهذه الأسئلة التي تسبر غور الكدح الديمقراطي داخل الأحزاب الأسئلة حول الأسرية.. وكنا قد ناقشنا مسألة الأسرية قبل المؤتمر العام السابع وبعض الأقوال التي رفعت في معركة الانسلاخ 2002م والتي تلقفتها بعض الأصوات مؤخرا: أن الصادق يقدم أفراد أسرته الخاصة على رؤوس الناس وبعضهم جاء بكليات خاصة، ويقصى الناس في أسرة المهدي الممتدة. وأن الأسرة ممثلة بالربع في المكتب السياسي. ولكننا لم نناقش مسألة أن الحزب مفتوح للناس من خارج الأسرة باعتبارها معلومة بالضرورة والمنتخبون الآن في قيادة الأجهزة التنفيذية والتشريعية سبعة من ثمانية من خارج الأسرة.الذي يعود لتجربة المؤتمر العام السادس في 2003 يرى أن خمسة من أفراد أسرة السيد الصادق المهدي جاءوا للمكتب السياسي من كليات مختلفة: الحبيبة سارا الفاضل رحمها الله وأحسن مثواها من كلية الهيئة المركزية 1986م، د. مريم من الكلية القومية الانتخابية وقد حازت يومها على الترتيب الخامس في الأصوات (بعد كل من الأحباب حامد محمد حامد وعبد المحمود حاج صالح ونصر الدين المهدي وسارة نقد الله)، الأمير عبد الرحمن من كلية سيوف النصر، صديق الصادق عن ولاية الخرطوم. ورباح الصادق بالانتخاب في كلية 5% اختيار الرئيس للهيئة المركزية 2003م، ومن أصهاره جاء الدكتور عبد الرحمن الغالي بحكم منصبه كنائب للأمين العام والسيد الواثق البرير في القائمة الانتخابية القومية، وترشح في الكلية القومية حينها أخوه عبد الرحمن الصديق المهدي، وصهره إمام عبد الرحمن الحلو ولم يفزا.فماذا كانت النتيجة بعد سنين من محاولة إشانة سمعة الرئيس وأسرته؟ في المؤتمر العام السابع وفي نتائج الكلية القومية الانتخابية للمكتب السياسي حازت مريم على المرتبة الأولى وصديق على الثانية وعبد الرحمن على الثالثة، وكان مجمل الأصوات التي تحصلوا عليها غير مقارن بالبقية (اللهم إلا الرابع الأستاذ محمد حسن التعايشي الذي كان الوحيد الحائز على عدد أصوات تفوق مائتين إضافة لأبناء الصادق الثلاثة) وماذا أيضا؟ احتوت قائمة الفائزين على عدد من أفراد أسرة المهدي: ابن عمه السيد نصر الدين الهادي المهدي، وأخوه السيد عبد الرحمن الصديق المهدي، والمهندس إمام عبد الرحمن الحلو، وصهره الدكتور عبد الرحمن الغالي، وترشح صهر آخر هو السيد كمال هداية الله ولم يفز. صعد للمكتب السياسي أبناء الأئمة الهادي والصديق وعبد الرحمن حيث صعدت في حصة هيئة شئون الأنصار السيدة إنعام عبد الرحمن المهدي، وصهر الإمام عبد الرحمن بروفسور الشيخ محجوب جعفر في حصة الهيئة المركزية (2003). ثم في حصة المرأة للمكتب السياسي انتخبت زينب الصادق حائزة على أعلى الأصوات (بالاشتراك مع الدكتورة نجاة يحي)، وفي حصة الهيئة المركزية (2003) النسوية للمكتب السياسي صعدت رباح الصادق في انتخابات حازت فيها على أعلى الأصوات.. أي أن أبناء الصادق حازوا على الصدارة حيثما وجدت انتخابات ولم يأت منهم أو منهن شخص غير منتخب انتخابا حرا وبالاقتراع السري.. وفي رأيي أن هذا كان لأسباب عديدة منها: الأداء الذي أثبته كل في مكانه، استفزاز بعضهم وإصراره أن يخوض الانتخابات المباشرة حتى لا يتهم بالتعيين، واستفزاز كثير من القواعد بسبب الدعاية السلبية التي شنت بصورة فيها مزايدة في شعار الديمقراطية والمؤسسية ومعلوم أن الإمام الصادق مهندس وراعي المؤسسية الحريص والشفوق داخل حزب الأمة ولو أراد استخدام وزنه الجماهيري والمعنوي لدهس كل من عداه ولكنه ظل يلزم نفسه (لزوم ما لا يلزم) فعل المعري في الشعر فيبكم لسانه كما قلنا وهو الفصيح ليدع المؤسسة تقوى وتكبر بدون أن يمارس عليها تأثيراته التي يعلم قوتها العدو قبل الصديق!. الدعاية السلبية المذكورة أفادت أبناء الإمام والأسرة مجملا كثيرا، وكنا قد بحثنا من قبل نتائج الدعاية السلبية وأنها ترتد على صاحبها أحيانا كثيرة، ومصائب قوم عند قوم فوائد! بقي أن نقول إن دور الناس في أسرة المهدي الكبيرة لم يقتصر على الأسماء المذكورة من أبناء وبنات الأئمة الذين صعدوا للمكتب السياسي فقد شارك في المؤتمر كثيرون كالسيد الفاضل عبد الله المهدي والسيد أبوبكر عبد المجيد الطيب الأمير يعقوب، والسيد محمد البشرى الفاضل المهدي، والسيدة حياة يحي عبد الرحمن المهدي، والسيدة ريم موسى الحلو، وغيرهم وغيرهن مما يؤكد أن الراغب والراغبة في أسرة المهدي يجد طريقا وإن لم تكن سالكة تماما ولمجرد حمل الاسم ولكنها قابلة للتعبيد مع الصبر ومع إثبات الذات كما بينا في التحولات التي حدثت أعلاه. ونضيف ونكرر: هذا الوجود لأفراد الأسرة يتحدث عن بضع عشرات وسط آلاف أربعة! وفي المكتب السياسي نجد الأسرة كلها ممثلة بالمذكورين وسط مائة وخمسين أي حوالي 8% مما يعني أنه رغم صعود نجم الأسرة بسبب إشانة السمعة فالرقم لم يقرب لما روج له الشانئون بقولهم إن ربع المكتب السياسي من الأسرة.هناك أسئلة كثيرة تثيرها هذه الوقائع، فهل حقا أن تحجيم دور الأسرة مطلقا مسألة محمودة أم أن المحمود حدها بالسقوف المؤسسية وبخيار الجماهير؟ وهل حقيقة بروز نخبة أنصارية في القيادة والانتصار المدوي لأسرة الصادق انتخابيا معناها السير عكس التحديث والانفتاح أم هي مبشر بتطابق بين قلب حزب الأمة وحركة يده (حيث كان القلب الأنصاري ينبض في اتجاه والهياكل المؤسسية تعمل باتجاه؟) أو بين مشيه وصوت حوافره على قول أغنية فقيدنا المقيم ود سيد أحمد: غايتو أمشي في الدرب البطابق فيه مشيك صوت حوافرك؟قال لي أحد الأصدقاء الصحفيين الذين خبرناهم منذ أيام الإنقاذ الأولى وجمعتنا معهم دروب العمل الوطني المعارض: أنا مستبشر بطاقمكم الجديد هذا، فقد تابعت حزبكم من موقع لصيق منذ مطلع التسعينات، صحيح لم ألتق السيد صديق محمد إسماعيل حينها وإن كانت كلماته في المؤتمر الصحفي الحزبي الأخير تنم عن قوة الشخصية، ولكن المبشر بالنسبة لي كمراقب هو أن سارة نقد الله ومحمد المهدي حسن وعبد الرحمن الغالي كانوا منذها من القيادات المصادمة، وهم إضافة لذلك من أبرز رموز الانفتاح على الآخر داخل حزبكم وكنت أعتقد منذ حين أن هؤلاء ينبغي أن يكونوا على دفة القيادة، بينما الطاقم الذي نافسهم الآن على رأسه قيادات كانت قد جمدت نشاطها إبان الصدام، وهي من بعد منكفئة في دوائر جزئية وغير قادرة على الانفتاح على الآخر. ونقول، إننا لا زلنا نتوجس من نقل ذهنية القوات النظامية للعمل السياسي اليومي الذي يحتاج صبرا وإحاطة بالتشابكات السياسية وندعو الله أن يستطيع السيد صديق محمد إسماعيل -الأمين العام المنتخب- تجاوز خلفيته الشرطية وعمله فيها إبان (الإنقاذ)، ومثلما نصحناه من قبل ألا يأخذه زهو الانتصار الأنصاري في السير لدمج المؤسستين وإهمال دواعي التمييز، فإننا نخاطبه نصحا بألا يسعى لإدارة وتخطيط ولايته التنفيذية بأثر الشرطة وأوامرها إشراكا للآخرين، وألا يقتصر انتصاحه بأولئك الذين سندوه في انتخابات الأمانة العامة داخل تيار (الخط العام)، بل تمتد مشاوراته لتشمل الجميع خارج التيارات وحتى داخل (تيار التغيير) ففيه أصوات عاقلة وإن كان صوت أقلية نشاز هو الأعلى وهو الذي جر على التيار ريبة لا ينبغي أن تحسب عليه كله.. وأهم النصائح أن ينحو حقيقة لا اسما نحو التغيير الذي كان في رأينا جوهر وسبب فوزه الرئيسي لأن ناخبيه كانوا في الغالب هم البرمين بالأسلوب الذي ساد في الآونة الماضية والناشدين للتغيير الحقيقي.. تغيير نأمل بعده ألا ينعقد المؤتمر الثامن وفق خطة للتصعيد ترجع للمصوتين للحزب في انتخابات 1986 التي مضى عليها أكثر من ربع قرن كما حدث في المؤتمرين السادس والسابع مما شكل سقوطا مدويا في ملف التنظيم، بل نأمل أن يفلح في تنظيم عضوية الحزب ورصدها وتصنيفها ومعرفة مناطق ثقله الحالية الفعلية، تغيير نأمل بعده أن تفعل صفحة الحزب في الإنترنت وكان أول حزب ينشئها فإذا به بتجميدها في المتأخرين، تغيير نأمل بعده أن تصل الأخبار والمعلومات لعضوية الحزب في جميع أنحاء السودان أولا بأول وكذلك لخارج السودان ويشارك الجميع عبر آليات عديدة وإبداعية في الحوار، أوباما الآن يحاور شعبه كله عبر الإنترنت وهذا ليس علينا ببعيد.. تغيير يكون فيه البناء المؤسسي قد اكتمل في التخطيط وفي التنفيذ والتراكم المعرفي فيه حقيقي وملموس.. تغيير ننصرف فيه عن المشاحنات الداخلية أو ما سماه الرئيس "بالشللية" للبناء، نشيع فيه الديمقراطية داخلنا ونمول حزبنا مؤسسيا باشتراكاتنا المنتظمة، ونبني دوره في كل مدينة، ونشيد مدرسة الكادر المؤسسة، ونواصل دور حزبنا الوطني الرائد.. الخ من الأحلام التي ينوم عليها أعضاء الحزب ويقومون.. إننا لا نود أن نقلل من حجم الذي تحقق في الماضي ولكننا لا ننكر أنه كان دون طموحاتنا جميعا وأن ولاية السيد صديق ملقى على عاتقها حمل كبير في هزيمة إحباطات استمرت لفترة طويلة وفي تحقيق أماني كثيرة وفي استنهاض الهمم الخائرة حزبيا ووطنيا.. فهل يا سيادة الفريق صديق نقول: آن لنا أن نحلم؟نواصل بإذن اللهوليبق ما بيننا