العد التنازلي !!

 


 

 

الصباح الجديد -
حددت لجنة الحوار في جدة بين الجيش والدعم السريع 10 أيام لتنفيذ إجراءات بناء الثقة بين الجانبين المتقاتلين.
وعلى ضوء «إعلان جدة لحماية المدنيين في السودان»، تلتزم كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بالالتزامات التالية بالانخراط في آلية إنسانية مشتركة بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لمعالجة معوقات إيصال المساعدات الإغاثية، وتحديد جهات اتصال لتسهيل مرور وعبور العاملين في المجال الإنساني والمساعدات، إضافة الى تنفيذ إجراءات بناء الثقة في ما يخص إنشاء آلية تواصل بين قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. واحتجاز الهاربين من السجون. وتحسين المحتوى الإعلامي لكلا الطرفين، وتخفيف حدة اللغة الإعلامية، واتخاذ إجراءات حيال الأطراف المثيرة للتصعيد والمؤججة للصراع. على أن يتم تنفيذ هذه الإجراءات بالتوازي.
تأتي هذه الخطوة بعد زيارة رئيس المجلس السيادي والقائد العام لقوات الشعب المسلحة إلى كل من نيروبي وأديس أبابا وكانت محصلات الزيارتين هي دعم روتو وأبي أحمد لمنبر جدة ، وبالتالي صعوبة فتح المجال لمنبر تفاوضي جديد.
من الواضح جدا أن الوساطة (السعودية - الولايات المتحدة) كانت مدركة جدا أن تعدد المنابر سيطيل أمد الحرب ويصعب من الحل السياسي وعودة الحكم المدني، ولذلك مُثل الإيقاد والاتحاد الأفريقي في منبر جدة ...وببساطة مشاركتهما تعني أنهما يباركان المنبر ويغلقان الطريق أمام ذهاب الملف إلى مجلس الأمن حتى تفرض الصين وروسيا (فيتو) وتعيدان للأذهان ما كانتا تفعلانه أيام المخلوع البشير وملاحقات الجنائية.
صحيح أن مفاوضات جدة حتى الآن غير مباشرة وتقوم الوساطة باستلام المذكرات من الأطراف بعد أن يسجل كل طرف ملاحظاته ، وأكبر نقاط الخلاف الآن هي حول (الارتكازات) ولتقليل حدته إستعانت الوساطة بخبير لفض النزاعات قام بمحاضرة الوفود المتفاوضة مبديا استغرابه عن الحالة السودانية بحكم التداخل في مناطق السيطرة.
في المقابل التقدم الذي شهده منبر جدة يتمثل في الاتفاق الإنساني واجراءات بناء الثقة .. صحيح الجيش اعترض على إقحام الدعم السريع لأجندة سياسية مثل إعادة قيادات المؤتمر الوطني الهاربين من السجون من ..وبعد حذف (المؤتمر الوطني) وافق على احتجار الهاربين من السجون ، وهنا (مربط الفرس) فلاحجة للجيش غير إنفاذ اجراءات بناء الثقة وفي مقدمتها إعادة الهاربين من السجون سواء كانوا من السياسيين أو غيرهم خاصة المتواجدين في مناطق سيطرته.
النقطة الثانية الأكثر أهمية هي اتخاذ إجراءات حيال الأطراف المثيرة للتصعيد والمؤججة للصراع ووقف التصعيد الإعلامي ، وهذا يعني دخول (البلابسة) في (فتيل) ، وبالمناسبة (البلابسة) هم الداعمين للحرب من الطرفين، ولكن من المؤكد أن اللذين سيبذلون جهداً لمقاومة إجراءات بناء الثقة هم (البلابسة) الداعمين للحرب والرافضين لعودة قياداتهم إلى السجون مرة أخرى ..المهم معظم الهاربين من السجون هم يتواجدون في مناطق سيطرة الجيش فهل يكون القبض عليهم اطلاق رصاصة الرحمة على من أشعلوا الحرب العبثية؟ وإذا حدث ما حدث من هنا يبدأ العد التنازلي لانهاء الحرب.
الجريدة

 

آراء