المؤتمر الوطني والحضارة الغالبة المفترى عليها

 


 

 



maristan1982@gmail.com

نظام المؤتمر الوطني يقصف المدنيين صباح مساء في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة ويبرر لهذه الجرائم بحضارة غالبة في السودان تتعرض للخطر والتهديد على يد أقلية ,,
والحضارة المقصودة هى الحضارة العربية الإسلامية التي يتبناها حزب المؤتمر الوطني ويريد فرضها على السودانيين غير العرب وغير المسلمين بالقوة فرئيسه لا يحب الدغمسة واختلاف الثقافات والأديان , وهكذا فمن الجهاد المشروع تدمير أي ثقافة أخرى تطالب بحقوق أو مكان لها في هذا السودان ,,
والحقيقة أن هذه فرية كبيرة ونفاق بين ليس له علاقة بالإسلام ,,  والدليل على ذلك  أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفرض الإسلام ولا العربية على غير المنتمين لهما وكانت دولته في المدينة نموذجا فريدا للتعايش بين المسلمين واليهود والنصارى ولم يكن مطلوبا من غير المسلمين غير دفع جزية أو ضريبة وكانوا يمارسون شعائرهم وعاداتهم بكل حرية قبل أن ينقض اليهود اتفاقهم ويتعاونوا مع كفار قريش ,,
وكانت دولة الأندلس نموذجا آخر للتعايش بين مختلف الديانات والحضارات والأجناس تحت راية الحكام العرب المسلمين ,
فكيف تكون الحضارة الغالبة في السودان – إن كانت غالبة فعلا – مفروضة قسرا على الأقليات الأخرى ؟؟
إن هذا نهج طالباني إقصائى ليس له في الإسلام حجة ولا دليل ,,  إن العرب المسلمين دخلوا السودان في هجرات متتابعة منذ أيام الصحابي عبد الله بن أبي السرح واتفاق البقط مع النوبة , وكانت القبائل العربية المهاجرة للسودان مصدر ترحيب في الغالب من القبائل السودانية الأصلية , هكذا انتشر الإسلام في السودان سلما وتعايشا لا حربا ولاقتال ,, وسكان السودان الأصليون من النوبة شمالا و البجا شرقا والفور والزغاوة غربا والفونج في الجنوب الشرقي والنوبة في جنوب كردفان أصحاب حق تاريخي في السودان ,, وعلى السلطة الحاكمة احترام ثقافاتهم ولغاتهم ودعمها وتشجيعها بل والتمييز الإيجابي لهم في الوظائف والتعيين في مؤسسات الدولة تماما كما تفعل أمريكا مع أقلياتها ,, فهؤلاء أصحاب حق شرعي وتاريخي لا ينكره إلا أعمى أو مكابر ,, وما تمارسه الإنقاذ بحق هذه الأقليات من محاولات للإقصاء والتهميش ماهو إلا جاهلية وعنصرية ليس لها في دين الإسلام أصل ولا دليل ,, هذه الممارسات تمزق الوطن وتقدم نموذجا سيئا لدولة إسلامية لا تراعي إختلافات الآخرين ولا تحترم ثقافاتهم ,,
وقد تجوز هذه الممارسات من حزب عروبي قومي لكنها لا تجوز من نظام يحمل راية الإسلام ويرفع شعاراته ,, وماهي إلا دعاوي باطلة يراد بها فرض الهيمنة وتبرير التشبث بالسلطة وممارسات الفساد التى غرقت فيها قيادات الإنقاذ حتى طفحت على الواقع السوداني فقرا وجوعا وتشريدا ودمارا وخصخصة ذهبت فيها موارد البلاد ومؤسساتها وشركاتها العامة نهبا وغنائم وأنفال في جيوب المتنفذين ,,
إن العرب المسلمين في السودان ماهم إلا مهمشون آخرون ذاقوا الويلات في ظل حكومات الإنقاذ المتعاقبة , فتذوقوا طعم الفقر  والجوع والمرض والتهميش ,, وذهبت  مواردهم ومشاريعهم الإنتاجية ونتاج حصادهم غنائم في جيوب المتأسلمين ,,
هكذا انتشر الفساد في أرض السودان وظهرت في الخرطوم أحياء البذخ والعمائر المتطاولة والمخططات السكنية الفاخرة والسيارات الفارهة وملاعب القولف والقصور ضاحكة على الجميع عربا وغير عرب مسلمين وغير مسلمين ,,
وهكذا تهمش كل الشعب السوداني وجير لمصلحة حزب صغير يمسك بتلابيب الدولة منذ ربع قرن ,,
ورغم ذلك تجد من المغيبين من يصدق مزاعم الحضارة الغالبة التى تتعرض للإستهداف على يد الأقليات المدعومة من أمريكا وإسرائيل ,,
هكذا مضى الجنوب لحال سبيله وهكذا يستمر البشير في نفس السياسات التى ستجعل من السودان في النهاية دولة جديدة إسمها ( مثلث حمدي العربي الإسلامي ) أو hamdi's Arabic Islamic triangle ( HAIT )    ,,  
وعندما تقدم هذه الدويلة طلبها للإنضمام إلى جامعة الدول العربية سوف تعترض بعض الدول  لأن بشرة شعبها مازالت سمراء ,,

 

آراء