المتغيرات في الحكم وإدارة البلاد .. تشاد نموذجاً

 


 

 

في عام 1989م حدث تغيير في حكومة تشاد وتم ابعاد الرئيس حسين هبري من الحكم، وهومن قبائل القرعان. تم التغيير بخطة محكمة من الحكومة السودانية وقتها حكومة الإنقاذ. كيف تم ولماذا تم أيضاً؟
في نفس العام حضر وفد بقيادة المهندس الشهيد داود يحي بولاد إلى أديس أبابا قادماً من المملكة العربية السعودية بغرض التنسيق والتفاكر مع الحركة الشعبية لتحرير السودان. وصل إلى مكتب الحركة آنذاك في أديس وطلب مقابلة الدكتور جون قرنق. كما طلب د. جون إحضارهم إلى المناطق المحررة بغرب الاستئوائية منطقة يامبيو بالتحديد. وفي نفس الفترة حضر وفد القيادة الشرعية للقوات المسلحة بقيادة الفريق أول فتحي أحمد علي والفريق عبد الرحمن سعيد والعميد الهادي بشرى وتخلف منهم أخر يدعي صلاح جلال ممثل حزب الأمة. عند وصول وفد داود ورفقائه إلى توريت أرسل د. جون قرنق إشارة إلى القائد آنذاك بمنطقة الاستوائية كُوَلْ ﻣﻨﭼاق بان يحضر شخصي معه إلى غرب الاستوائية. وصل وفدنا إلى هناك والتقى د. جون قرنق وقيادات أخرى وقرر رئيس الحركة أن يتم الاجتماع بشرق الاستوائية لأن هناك وفد أخر وصل إلى شرق الاستوائية بقيادة الفريق فتحي أحمد علي. تحرك الوفد بقيادة د. جون إلى توريت وتم استدعاء كل قادة الحركة السياسية والعسكرية العليا إلى اجتماع طارئ في منطقة إسوكي بجبال الأماتونج. التقى الفريق فتحي أحمد علي مع القائد د. جون وقررا الاجتماع فوراً وانتهي الاجتماع الساعة الواحدة صباحاً. وتحرك فوراً الوفد إلى أديس أبابا ومن ثم إلى القاهرة ثم قام الاجتماع الأخير مع مجموعة داود بولاد وانتهي أيضاً صباحاًز غادر الوفد متجهاً إلى أديس أبابا وعند رجوع الوفدين بعد التشاور مع الحركة حدث هناك تسريب لمعلومات من أحد المرافقين للفريق فتحي إلى الخرطوم ونتج عنه الإسراع في تغيير الحكم في تشاد عندما كنا نجهز للدخول إلى جبل مرة. حدث التغيير في تشاد، وذهب الرئيس حسين هبري ووصل إدريس دبي إلى السلطة مسنوداً من أهله ومن الخرطوم مباشرةً. وقطع الطريق أمام تقدم الحركة الشعبية في دارفور. هبري كان ينوي إعطاء أبناء دارفور قاعدة أبشي لوصول الإمدادات العسكرية حتى تسهل عملية تحرك القوات. تعطلت الفكرة وانتهت.

الأوضاع الآن في تشاد:
يبدو أن الأوضاع تتغير على الصعيد السياسي. حدثت متغيرات هناك وفي فترة الرئيس إدريس دبي خلال فترة حكمه هي الانقلابات العسكرية من الداخل والغزو الذي تم من السودان بقيادة محمد نور، وتيمان أردمى. وأفشله الفرنسيون. كذلك العمليات والتمرد وقيادة الحرب بواسطة الرئيس إدريس دبي بنفسه حتى قتل. وأعقبه ابنه الحالي محمد.
يبدوا أن الأمور في داخل تشاد جلها ضد قبيلة الزغاوة والأمور كلها تتجه نحو الشمال التشادي. ويتجه محمد دبى لترك العشيرة والتحالف مع قبائل التبو والقبائل الأخرى كالوداي والسارا والعرب بمختلف اتجاهاتهم (بني هلبة، السلامات وأولاد راشد) قد تكون كلها متحدة مع الرئيس الحالي وهذا متغير جديد في تشاد إذا ما تم سيكون له ما بعده، والتأثير على السودان وخاصة شمال دارفور وفي ظل المتغيرات الجديدة التي تحدث الآن في السودان وليبيا فالصيف القادم سوف يكون صعباً.
(كلاب كان داوسوا بخت أرنب)
نواصل

aljidayali50@gmail.com

 

آراء