المهيدي.. ذاكرة القرية المستدامة (13)
د. حامد البشير إبراهيم
9 July, 2012
9 July, 2012
hamidelbashir@yahoo.com
وفجأة عم فناء الراكوبة صمت فجائي عميم مع قليل من الدهشة الجماعية المتزامنة مع الصوت النسائي الخافت الذي أتى بارداً وحزيناً من خلال مساحات الراكوبة التي تأتي بالضوء وبالأوكسجين.
- أصبحتو طيبين ياجماعة؟ كان صوت كلتومة بت الناير.. إمرأة ودود ولود أنجبت عشرة من البنات وثلاثة من الأولاد.. لا تكل ولا تمل.. رضيانة بالـــ (في) وبالـــ(مافي) ..مرة مستورة ماسكة بيتها وساكتة على خشمها .. خَشُمْها وهي سِتُّو". كما كان يحلو للحاجة مريم أم المهيدي توصيفها.
رد الجميع (في الركوبة) بجماعية معهودة: وعليكم السلام أهلاً وسهلاً...إتفضلي قِدام .. إنشا الله كويسين وعيالك طبيبن وماعندكم عوجة.
- كلتومة: الحمدلله.
- حسن خميس (زوج كلتومة) (يهمس بكلمات لجماعة الرجال في الراكوبة وهو يشعر بزهو غامر): والله كلتومة دي الليلة عندها كلام، قامت من الصباح قلبها شين وبتبكي "ساكت" .. بتبكي على طول من الصباح بدري.. زاد حسن شارحاً حال كلتومة.
- إتفضلي أم محمد، إنشا الله ما في عوجة، جاء صوت رجالي من الراكوبة.
- كلتومة: الحمدلله، خلّو إتنين تلاتة من العيال في الراكوبة يجوا يشيلوا الكرامة .. بليلة الله يرفع البلاء والغلاء.
- الجميع: كتَّر خيرك، رد الجميع بصوت متجانس وزادوا بعفوية إفتقدت التجانس بعض الشئ: بارك الله فيك إنشاء الله الكرامة خير؟ إنشاء الله سبب الكرامة خير؟ الله يوصِّلها معناها.
- كلتومة: (لا رد) ثم صمت ولا رد على سؤال الرجال بالراكوبة، فتزايدت دهشة الراكوبة وقاطنيها.
تعجب الجميع .. وكرد تلقائي لما حدث خرج الفكي الصادق (ممسكاً بسبحته) ليجد كلتومة جالسة تتنهد وتبكي بحرقة بجوار الحائط الغربي للراكوبة الذي يفصل بينها وبين حوش النسوان.. كانت الدموع تنهار من عينها بغزارة وجوارها حفيدتها الصغيرة وهي تنتحب بحرقة أيضاً.. وكأن الخضوع والبكاء هو جزء من ميراث تتوارثه الحفيدات عن الأمهات والجدات في إرثنا الإسلامي والحضاري المعاصر.
هذا المكان من طرف الراكوبة هو حائط المبكى أحياناً حيث درجن نساء القرية ــ حينما تضيق وتفيض عندهن مواعين الإحتمال ــ يأتين ويجلسن هنا ثم يبكين وهن يحكين مشاكلهن من وراء جدار عازل .. يبدو أن هذه الجدران العازلة قد لازمتنا منذ زمن بعيد ونحن نعيد إنتاجها بصورة مختلفة عبر العصور والأمكنة .. حتى في الحاجز، هذه القرية الغابرة الغبراء التي يمر بجوارها الخط الناقل للبترول إلى ديار بعيدة وإلى أناس بعيدين .. ناس كويسين وخايفين الله وخايفين أمريكا (كما يصفهم عم ماهل أحياناً).
فكي الصادق: إنشاء الله خير "يالقصارية" بت الناير ؟ إنشاء الله مافي عوجة يا أختى؟ يسأل الفكي الصادق وهو واقف بجوار "الحُرمة" كما يسمي جادين الوهابي أي إمرأة في القرية خلال السبعة سنوات الأخيرة. وقبل ثلاثة سنوات إشتبكت معه حليمة بت أبو سكين مستنكرة لفظة حُرمة وقد فهمتها بأنها تعني الحرامية.. وقد عُقدت جودية كبيرة في القرية لكن فشل الجميع في إيراد المعني المقبول والمقنع لحليمة بت أبوسكين وزوجها وعيالها، فتطور الأمر إلى أن وصل للعمدة وأخيراً توصل الأجاويد إلى رضوية (ترضية) مالية قدرها 100 جنيه لحليمة للتنازل عن موضوع الحُرمة وما أدراك مما أتي به جادين الوهابي.
أما عم ماهل فكان يقف بجوار كلتومة وهو يربت على كتفها بحنو أبوي غامر (هو جارهم في الحلة لأكثر من ثلاثين سنة) بعض من تلك السنوات تزيد شهورها عن العشرين وبعضها تقل عن العشرة.. وكل ذلك يعتمد على المعاني التي تكتسبها الأيام والشهور وهي تجري من المشرق إلى المغرب مع حركة شمس السافنا في هذه الأنحاء من البلاد.
حسن خميس: تعالي جوة وكلمي الجماعة في الراكوبة.. ديل كلهم إمَّا عيالك وإمَّا أخوانك وإمَّا أبهاتك، مافي خجلة .. تعالي قدام ..أدخلي جوة الراكوبة.
كلتومة تخطو بخطوات متباطئة نحو راكوبة الرجال حيث كل أعضاء جسمها وعقلها ترسل إشارات تشئ بعبور مناطق غير مألوفة من قبل مئات السنين، وفي الأثناء تستعدل ثوبها وتمسح على وجهها الذي أبت دموعه إلا أن تتوالي في الإنهمار على أخاديد حفرتها "طورية" الزمن وعوامل تعرية الصحراء على خدود تلك المرأة التي يبدو أنها كانت جميلة وآسرة يوماً ما من أيام الحياة الأولي.. لكنها حتماً الآن كل شئ فيها يحكي عن تفاعلات حياتها: التي قضت ثلاثة أرباعها في بؤس والربع الأخير في مأساة. مازالت كلتومة بطرف ثوبها البالي ــ كأيام الصيف الذي تجدد في هذه القرية مئات المرات دون جديد ــ تمسح على أنفيها اللتان أصابتهما عدوى البكاء حتى توالتا مع الدموع .. وهذا هو التوالي الذي يدركه أهل القرية ــ الحاجز.
الفكي أحمد أبوكرش: إنشاء الله مافي عوجة يا بتيِّ؟ إنشاء الله مافي زول مات ولا حاجة؟ كان السائل يسأل بحنو يختلف من عادته عند التخاطب مع عم ماهل حيث تجيره ــ في العادة ــ نبرة سلطوية مع قليل من عدم المحبة.
تجلس كلتومة القرفصاء في راكوبة الرجال ــ في الركن الجنوبي الغربي منها بجوار المدخل وكأنها تتأهب للخروج المستعجل عند الضرورة.. كان رأسها مطأطأ وعيناها لا تفارقان الإدماع حتى تأثر الجميع من رؤية إنسان طيب حينما يكون حزيناً، وبجوارها حفيدتها التي تتبع حبوبتها (جدتها) بثيابها المهترئة ــ المتسخة وبوجهها الذي جفت عليه الدموع حتى بدت وكأنها آثار خريف إنتهى باكراً وترك شروخاً حزينة في نفوس الفلاحين وخواطرهم كما ترك جفافاً على مآقي الخيران والجداول التي جفت قبل الإبتلال. إن دموع تلك الحفيدة في حالة إستنفار مستديم وقابلة لأن تتجدد في أي زمان ومكان، فقط في إنتظار إشارة من أي من حواسها السبعة، إنها دموع الإشارة.
في الحاجز.. الجدة والحفيدة كل يبكي على طريقته ولسببه الخاص... هذه ربما تبكي بحثاً عن لبن أو حلوى والأخرى تبكي بحثاً عن طعم للحياة.
السكر أصبح غالي.. غلبنا خلاص صاح ود العريبي.
كان المكان صامتاً تماماً إلا من ثغاء ماعز أضناها الجوع والعطش وهي مربوطة على جانب الحوش الجنوبي الشرقي في مواجهة الراكوبة الكبيرة (راكوبة الرجال) وهي مربوطة على الدوام خوفاً من أن لو أعطيت كامل حريتها أن تدخل رأسها في الجرة فيصعب الأمر .. والبصيرة أم حمد في ديار بعيدة من هنا في دار صباح.
كلتومة: والله ياجماعة أنا جيت خير وجبت ليكم كرامة البليلة ده عشان أمبارح جاني المهيدي أبوعبلة في النوم .. جاني والله ووشو (وجهه) سمِّح .. وهدومه بُيُّض نصيفات زي حالتو في دار الدنيا وسبحان الله ماسك سبحتو ذاتها بإيدو وماشي بِسْرَعْ (بسرعة) زي عادتو... (صمت .. وتنهار كلتومة في البكاء وولده الصادق ود المهيدي يصرخ بصوت عالي وتخنقه العبرة الهيستيرية وهو يبكي بكاء الرجال: الله .. الله ... الله .. لأن الرجال هنا يبكون لله، وفي بلاد أخرى يبكُّون الرجال والنساء والأطفال وحتى الأوطان الممزقة لله أيضاً. ثم يستغفرون .. الجميع يستغفررون وهم يمسحون دموعهم وأنوفهم وكل حواسهم المدمعة بهدومهم المتسخة في محاولة للإنتقال إلى صفحة أخرى وبوجه آخر. إستغفر الله... المات سدَّ فرضو العليهو .. إلا أنحن الله يهون علينا .. قالها سعدالله وهو يبكي وتبكي معه أنفه بصوت عالي .. فيضطر إلى أن يأخذ الإبريق ويغادر المكان.
فكي أحمد أبوكرش: سبحان الله يا بنتي كلتومة، المهيدي ده من أهل الجنة… ما شفتيهو ماسك سكينو بضبح في الغنم والضأن للضيفان؟.سبحان الله بكون هناك هو ذاتو ضيف عزيز بضبحو ليهو.. تلقاهو بياكل في مطايب الجنة. ثم يصمت المكان والزمان والناس خاصة وهم المتغير الوحيد في هذا الثالوث.
تواصل كلتومة: جاء وقعد في العنقريب في الراكوبة محل شجرة الجهنمية وسويت ليهو البن وإتونس معاي مسافة وقال لي إنت عارفة يا كلتومة: أنا ما مبسوط من ناس الحاجز ديل في تلاتة حاجات:
أولاً: البنت حليمة بت عوض الكريم دي يتيمة وقاعدة بعيد من أهلها في حِلة الصُباغ، متزوجة هناك من ناس خشم بيت عيال قمر، وراجلها العسكري ود سليمان أبورجيلة مشى حرب الجنوب ليهو سبعة سنين وخبرو مقطوع: ولا بقي شهيد جابو لأهلو شوال سكر وصرفوا ليهم حقوقو ولا جاء راجع لعيالو. البنت زوجتو ظروفها صعبة مع عيالها الإثنين وجدهم (جد العيال) وهو رجل كبير وعضير (كرعينو كعبات وشوفو شين) المفروض البنت ده ناس الحاجز إما يجيبوها تقعد مع خالتها كلتومة هنا في الحاجز أو الناس يقطعوا ليها شُغل (جُعُل) سنوياً: عيش ومصاريف وكسوية (كسوة) بصورة راتبة وكمان كان في طريقة يشوفوا ليها بقرة لبن (منيحة) من حاج البشير.
أنا في قولي، وزادت كلتومة: المهيدي بكون لاقي أبوها عوض الكريم ود الشيخ في النوم وأبوها بكون إشتكي ليهو. أبوها من زمان عندو خُوُّة ومحبة مع المهيدي وما بلبِّد منو حاجة.. بحكي ليهو بكل شئ.
وكأن الحاكي يريد أن يقول أن صداقة هؤلاء القوم تعبر مساحات الزمن عرضاً وإرتفاعاً حتى شرفات البرزخ حيث تتواصل الأرواح بين عالمي الغيب والشهادة. كان بعض الحضور يزرف الدمعات دون مورابة من الآخر وبعض من الجلوس في الراكوبة قد قاوم ذلك (بالصنقاع) من خلال النظر إلى أعلى .. إلى سقف الراكوبة تأملاً في ذات العنكوب الذي شاطر الناس المساحة العليا في الراكوبة من قبل أربعين عاماً أو تزيد، وآثر بعضهم أن يشخبط ويرسم بعصاته على رمال الراكوبة خطوطاً متداخلة وأخرى متقاطعة تماماً كتلك التي مع الجار القريب والجار البعيد .. في الجزء الآخر من ضفة النهر. وفي أحد جوانبها فهذه الخطوط التي يرسمها الناس بلا وعي هي أحياناً تمثل خطوط حياتهم في الحاجز في فصل الصيف وخاصة في هذه الراكوبة التي تشهد مسرحية حياتهم لأكثر من سبعين سنة دون تغيير يذكر. وحينما يحدث ذلك التغيير يختلف الناس حول كنهه وإيجابيته: كان الحاكم خواجة عندو شنبات ولابس رِدَه قصيِّر وعيونو خُدُر. بعد داك جاء حاكم ود بلد لابس أفرنجي وحالق دقنو وحالق شنبو وبعد داك جاء واحد لابس جلابية وشال .. لكن طلع ... الله بس يدي العافية .. إلا الدنيا ما فبها فايدة .. الله يسمَّح عمل الآخرة...
وبعدين (تواصل كلتومة): المهيدي قال لي هو ما مبسوط من ناس الحلة في كلام توزيع الراوكيب (الأكشاك) في سوق الحاجز عشان في ظلم وقع على خديجة النوباوية .. المرة ده مسكينة وراجلها متوفي وكان هو مؤذن في الجامع بتاع حلة كازقيل .. قال لاقي راجلها هناك ولقاهو قاعد يأذن هناك كمان في الآخرة.. سبحان الله العوين المعاها كلهن اللجنة أعطتهن رواكيب (أكشاك) لكن ظلمتها هي.. وهي لحدي اليوم ده ماعارفة السبب شنو؟ ياعشان ماعندهم الرسوم ولا عشان كلام العنصرية الجديدة دي. لكن سبحان الله ودعمتها عبدالله كورينا عضو في اللجنة بتاعة الأكشاك. المهم الناس يتكلموا مع ناس اللجنة وإن بقت ماعندها قروش الرسوم الناس يتخاتتوا (يتشاركوا) ليها ويتقاسموا دفعية الرسوم ليها.
ونمرة تلاتة: المهيدي .. تنهدت ثم تنهدت كلتومة قبل أن تكمل محاورة الرؤيا والأحلام في الوصول بين عالم الغيب والشهادة .. بين دارين .. وأرواح آثرت البقاء في الراكوبة وأخرى أثرت تجاوز هذا المكان ... ثم أنفجرت كلتومة باكية وتواصل الباكاء الذي زادت حدته فتأثر جميع الحضور وتوالياً (مع) وعطفاً (على) ذلك فقد تجدد بكاؤهم أيضاً كل حسب طريقته وخصوصيته في البكاء.
وفي الأثناء أتت من داخل حوش النساء المجاور الرضية التي أخذتها من يدها وربتت في ذات الوقت بحنو على كتفها وذهبتا إلى مساحة زمنية أخرى هي حوش العوين، حيث واصلت كلتومة البكاء ــ ربما بأريحية أكثر ــ حتى دخلت في غيبوبة كاملة وهاج الناس هنا وهناك في داخل حوش العوين رشوها بالموية (نثروا عليها الماء) كإجراء إسعافي أولي والماء هنا هو إسعاف الطوارئ "وجعلنا من الماء كل شئ حي... الآية".
في راكوبة الرجال يصر حسن ود خميس على الجميع لتناول الكرامة .. كرامة البليلة والتي نثر جزء منها للطير والجداد خارج الراكوبة وربما للنمل الذي يملاء كل مساحات المكان أيضاً خاصة السفلية منها. ويبدو أن كل الكائنات الحية هنا في الراكوبة ومعها الناس متجانسون ومتوائمون ومتحابون .. ما في عنصرية من أي نوع.
كل إمرأة في هذه القرية يسكنها جرح غائر دفين .. يعبر عن نفسه أحياناً بإسم مستعار يسميه أهل البلد: الزار ويفسرونه بصورة أقرب إلى جماعية القرية بقولهم: فلانة عنها الجماعة (أرواح الزار) أو يسكنها الجماعة.. يسكنهنالجماعة يسكنهم الجماعة .. ويسكننا الجماعة ثم يسكنون أنفسهم كان صبحي الحداد (الحلبي) المخمور دائماً يخاطب الميدوبي المجنون على طول .. الجماعة...
وفي الأثناء بدأت مجموعات من الرجال تتوافد من الراكوبة على حوش النسوان وكأنهم يعبرون حاجزاً ذهنياً قدره 500 عام من إتفاقية البقط .. وهو تاريخ يجب أمين بشير فلين السياسي النوبي أن يحكي به طرفته حينما كان صبياً في المدرسة الثانوية (نيالا) سألة ذاتى مرة ضابط الشرطة بقصد أن يستخرج له شهادة جنسية سودانية: متى دخل أجدادك السودان (الإجابة التقليدية لأبناء القبائل العربية أن يردوا منذ دخول العرب السودان)، وطالما أن أمين بشير فلين من النوبة (النيمانج الملقبين بالألمان) فأجاب بكرياء نوبي معهود لا أدري لكن المهم دخلوا قبل العرب. الآن أمين بشير فلين ترك بلاد العرب وغير العرب وأختار أن يكون لاجئاً في بلاد الخواجات.
خلاص ياجماعة مافي حاجة .. كلتومة عندها زار وخلاص عملنا ليها البخور عندها الجماعة ديل ما أظنهم حبش .. الحبش بشربو السجائر ديل شايفنهم قالوا دايرين دم .. آي في واحدين بشربوا الدم سبحان الله. آي ديل الجماعة .. نعم جماعة والله ياهم ذاااتهم.
الفكي الصادق: ياجماعة ناس أبودربان ديل خلاص دايرين المشي جيبوا ليهم حميرهم...
محمد البرشوت: حمير وين يا أخوي؟؟ والله الحلة كلها مافيها ضنب واحد.. الجفاف ماترك لينا ولا بقرة ولا غنماية ولا حمار الجوع كتَّل البهايم كلها وهسع شايل فراروا وحايم .. ماشي علينا أنحن ذاتنا، زاد في الحديث اليائس.
أستاذ إبراهيم: الحكومة ما أدتكم حاجة .. إغاثة .. زكاة .. مساعدة يالبرشوت؟
عم ماهل: الحكومة دي مابتدي، الحكومة دي بتشيل .. بتقلع من الناس.
فكي أحمد أبوكرش: كلام العنصرية الجديدة دي خرب الواطة.. خرب لينا البلد .. الحكومات القبيل عرفناها من زمن الإنجليز بتبقي للزول زي أبوهو، لكن حكومتنا دي تبقى ليك زي راجل أمك.
الدنيا في السودان ــ رد شيخ كوال ــ بقت زي آخر البليلة وآخر التعليلة (الونسة) وجواز المرة الكبيرة .. كلها مافيها فايدة.
وكل جر عكازته وبسيقانهم النحيلة يبدؤون مشوار الأميال الثلاثين مشياً على الأقدام في حر السافنا الحارقة... حر من فوقهم وحر من تحتهم وكأن الحكومة تقرأ عليهم:
"﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ …. النساء: 56﴾