الورقة الإطارية بين التحالف الحاكم والحكومة !(3)

 


 

 

سلام يا .. وطن
*إنه قد كتب علينا أن ننحاز لشعبٍ كثيراً ما ذاق مرارة الخذلان من جل بنيه الموصوفون بأنهم نخبته ، فأذاقوه الفشل المتوالي وبادلوا ثقته المفرطة فيهم بالهزيمة والتنكر لأحلامه وآماله ، بعد أن سلّمهم عبر مسيرته قراره وقدره ، فما كانوا على مستوى الثقة التي منحها لهم حباً وكرامة ، ولم يراعوا فيه إلاً ولا ذمة ، وتركوه فريسة للفقر والجوع والأمراض ، وطفقوا يتخطفون المواقع ويتحاصصون ويتآمرون وهم أسرى المطامح والمطامع إلا من رحم ربي ، وبالتأكيد إن كاتب الورقة الإطارية للعلاقة بين مكونات التحالف الحاكم والحكومة ، ليس ممن رحم ربي ، ويتصل حوارنا حول عجايب الوريقة الصفراء والتي جاء في البندين الثامن والتاسع منها مايلي: (التشاور المستمر وتقديم الدعم السياسي للملفات المهمة في الحكم والإدارة المدنية ، إستضافة رئيس الوزراء وأعضاء حكومته من الوزراء للمتابعة والتقويم قبل مناقشتها في المجلس التشريعي ). اولا ان التشاور المقصود والذي ربط بالدعم السياسي للملفات عبارة عن كلمات فضفاضة بلامعنى والقيمة، إذ من ذا الذي يحدد ان كان هذا الملف مهم او غير مهم؟! واذا كانت حكومة حمدوك لا تستطيع استقطاب الدعم السياسي فلماذا تبقى حكومة للبلد؟ أوليس الأولى استبدالها ااو إسقاطها والورقة تقدم الفاضل على المفضول عندما يقول البند التاسع استضافة رئيس الوزراء وأعضاء حكومته للمتابعة والتقويم قبل مناقشتها في المجلس التشريعي، بربكم هل رأيتم عبثاً وسخفاً اكثر من حكومة يستضيفها من هو أدنى منها صلاحية وسلطة؟ وكأنه يريد أن يقوم مقام الالفة في فصل من المهرجين الاغبياء ليصحح لهم ولا ندري كيف يقبل رئيس الوزراء لنفسه ما جاء في هذه الورقة التي تتدخل حتى فيما ستقدمه حكومته للمجلس التشريعي؟ لا نقول إن هذه الورقة تحتاج مراجعة بل نقول انها تحتاج محاسبة.
*أما التضخم الزائد عن الحد في الورقة هو مطالبتها بإعتماد معايير وآليات اختيار الوزراء الولائيين وإختيار الوظائف القيادية في الحكومة، الإرباك الذي نراه هو ما هي القيمة المضافة عند هذه المجموعة التي تخولها التدخل في اختيار الوزراء في الولايات والوظائف الولائية في الحكومة وكأنها مخلب قط يعمل على نهش رئيس الوزراء طواعية واختياراً خاصة عندما يتحدثون في الفقرة الحادية عشرة، والثانية عشرة اللتان تتحدثان عن إجراء تقييم شامل للأداء الحكومي والوزراء وتقديم مشروع التقويم والتعديل المطلوب وتقديم مقترحات بخصوص المفوضيات وترشيحات للمفوضيات وفق معايير يتفق عليها مع رئيس الوزراء) نلاحظ أنهم يضعون كل شئ واخيرا يوضع رئيس الوزراء كشاهد زور، هذه الوريقة كأنها تقول ستتحكم في الاداء الحكومي والوزراء وتقديم مشروع التقويم ومقترحات بخصوص المفوضيات وترشيحات للمفوضيات وفق معايير يتفق عليها مع رئيس الوزراء، يالفرحتنا.. يعني كاتب الوريقة يأتي بهذه الكتلة من الصلاحيات وعلى استياء يكتب : وفق معايير يتفق عليها مع رئيس الوزراء!! ان هذه الجزيئات وحدها كافية ليمسك رئيس الوزراء بهذه الورقة ويمزقها ويقذف بها في اقرب سلة مهملات، ثم ينادي على من قدمها له ويعزله فورا ويأتي بكل اطراف الورقة ويمنعهم نهائيا من دخول مكتبه ويعنفهم على هذا الاستهزاء والإقصاء الذي يفتح المجال واسعا فضفاضا لتكون رئاسة مجلس وزراء مظلة تخفي رئاسة وزراء من وراء حجاب، أو مخفية تسحب صلاحيات رئيس الوزراء الاصيل وسنواصل بقية الورقة المهينة .. وسلام ياااااااا وطن
سلام يا
نقف محتارين امام الايام الثلاثة التي ستقضيها حكومة الدكتور حمدوك في خلوتها العجيبة.. هل تريد ان تنغلق في سوبا على طريقة المحفل الماسوني؟! يعني بلادنا ستكون على مدى ثلاثة أيام بلاحكومة والحكومة في معسكر مقفول؟! قادر الله .. همسة بسيطة ان كانت بلادنا قادرة على ان تسير ثلاثة ايام بلا حكومة _ لحسن حظنا _فما الداعي لهذه الحكومة التي لم نشعر حتى بأثر غيابها؟ قال صاحبي لا تحزن سنعتبر الحكومة في إجازة صحية.. وسلام يا
الجريدة السبت 26/6/2021م

 

آراء