الوعي بالمكان
عبد اللطيف علي الفكي
5 August, 2023
5 August, 2023
abdelatifelfaki56@gmail.com
الدولة كائن حي بمشروعها المتجه دائماً نحو المستقبل، وليس الماضي. ويبقى المكان هو الشاهد المشترَك الذي يقود ذلك التوجُّـه نحو المستقبل. لا لشيء سوى أن المكان حركته – حصراً وحصراً فقط - هي العناية بذلكم المستقبل. وهذه العناية لا تأخذ منطق تحقيقها من ماضٍ كنموذج، بل كتجاوز. فتطور العمران والصناعة والتكنولوجيا في سهولة الاستعمال والتصميم هو تطورٌ يقود لذلك الاتجاه المستقبلي، لتصبح الحياة في متناول اليد في تعدد الخيارات.
المكان كشاهدٍ مشتَرك هو المحقق لذلك الاتجاه المستقبلي. ولهذا قلنا إنه شاهد مشترَك. وأدنى مستوى لتحقيقه هو الحق السياسي. الحق السياسي متجهٌ دائماً نحو مستقبل المكان. لذلك لا يخضع مستقبل المكان لأي نوع من أنواع الإذعان؛ مهما يأتي ذلكم الإذعان بأشكاله المتعددة الظاهر منها والباطن، المباشر منها وغير المباشر. فلنذكر الأقل: الإذعان الأيديولوجي، والإذعان الطائفي، والإذعان القَبَلي، والإذعان الحزبي، والإذعان الديني على سبيل المثال لا الحصر.
الفاعل الذي يحقق هذه العناية المكانية خارج أي إذعان نطلق عليه الذات المكانية. ولأن هذه الذات المكانية هي في التفعيل الإرادي للمكان هي ذات غير قابلة للإحصاء، أو التقسيم الجنسي مذكر، مؤنث، أو متعلم، أمي، أو نسبة الوفاة والولادة، إلخ. فالذات المكانية تفعيل للعناية المكانية، خارج أي نوع من أنواع الإذعان المشار إليه أعلاه. لذلك، فالذات المكانية هي الجزء الأعظم في الإرادة المكانية. الإرادة عزواً لقوة العناية بالمكان. نشير إلى أن العنصر الذي هو قابل للإحصاء في كل أنواعه وأجزائه هو ما نطلق عليه نَسَمَة. النَّسَمَة هي مؤشر التطور اليومي. نفهم اليومي المكاني هنا ما هو معنيٌّ بالتراكم. ولكي أخرجه من مبتذل يومي إلى تراكم، أطلق عليه تراكم اليومياتي. هذا التراكم هو الجهة التي تؤشر دائماً نحو تعديل دستور الدولة.
الذات المكانية التي هي تفعيل للعناية المكانية والجزء الأعظم في الإرادة المكانية نحو الإرادة عزواً للقوة هي على قمة كل أنواع القِوى الأُخَر. بل تفوق كل القِوَى داخل الدولة ككائن حي. هنا تتم الإشارة إلى أن وقود هذه الذات المكانية تتمثل تحقيقاً في الشبابية. وشرط هذا الوقود الشبابي هو درجة الشعور بتخريب العناية المكانية ودرجة تنفيذ العمل على تغيير الخراب. هنا كلمة ’ثورة‘ كلمة مكانية جداً. تعني أن كل شعور يعي بتخريب العناية المكانية وفي نفس الوقت العمل على تغيير هذا التخريب هو ’ثورة‘. أما ما هو نصف ثورة مكانية عند الوقوف في: الشعور بتخريب المكان، دون أن يـمتد إلى تغييره.
العناصر التي تقوم بنصف ثورة مكانية هي عناصر الذات الحيثوية. الذات حيث هي في نقطة ما. هذه النقطة هي دون العمل على التغيير أو المشاركة في وسيلة من وسائله المتعددة. هناك مجموعة – بمعنى أن كلمة مجموعة كلمة محايدة سلباً – هي من صنيع الإذعان تقوم بتبرير الخراب، وهي واقعة تحت وجه من وجوه الإذعان التي أشرنا إليها أعلاه. إنها الذات الـمُخرِّبة. بهذا الوقوع خرجت هذه المجموعة – مجموعة الذات الـمُخرِّبة – من المكان. بمعنى أنها تخرج من مكان الجهتين: جهة الذات المكانية، وجهة الذات الحيثوية، لكنها لا تخرج من المكان جهة النَّسَمَة. لأنها قابلة للإحصاء المكاني. بمعنى أن هذه الفئة المخربة مشمولة في الإحصاء السكاني. يجعل الحياد السلبي امتداداً آخر هو الفعل السلبي في المشاركة في تخريب العناية المكانية. هنا، في هذه الحال، تقع الذات الـمُخرِّبة في حدود ’الآخر‘ بالنسبة إلى الذات المكانية.
ينعدم سلفاً تصنيف ’الآخر‘ داخل الذات المكانية أو الحيثوية. بمعنى أننا لا نصف بالطبع الذات المكانية في خانة الآخر، كما لا نصف بطبعها خارج الإذعان الذات الحيثوية في خانة الآخر كذلك. فالآخر هو في الأصل أجنبي عن المكان. فهو ذات مكانية في مكان آخر له اهتمام العناية في ذلك المكان الآخر. وهنا طالما في النَّسَمَة – حيث لا أجنبي – وقعت مجموعة في الإذعان بتمجيد أو بمشاركة تخريب العناية المكانية، يتعامل معها المكان كـــ’آخر‘ في نفس مرتبة آخرية الأجنبي. هذه المجموعة من المواطنين – داخل النَّسَمَة وبشرط هذا الدخول – لا تفقد مواطنتها. من الملاحظ أن المكان بتطور ثقافة العناية بالمكان قد لا تجد فيه لاحقاً مثل هذه المجموعة التي خرجت لأن تكون ’الآخر‘.
بالإضافة لانعدام ’الآخر‘ عند الذات المكانية، لا توجد مثل التصنيفات: تصنيف الكتلة الميكانيكية (أغلبية/أقلية)، تصنيف الدين (مسلم/ مسيحي/ يهودي إلخ)، تصنيف التحيُّز (للحزب، للعرق، للعائلة، للدين إلخ)، تصنيف يحدد اللغة الرسمية أو الدين الرسمي للبلاد. في الوجه المكاني المتفاعل مع وجه الذات المكانية هذا هناك وجه النَّسَمَة القابل للإحصاء والتصنيفات. لا من أجل تلك التحيُّزات المشار إليها في أول هذه الفقرة، بل من أجل أن تلك الشعوب السودانية ستجد العناية المكانية في متناول اليد. وذلك من خلال التوزيع الموضوعي العلمي للخدمات في المكان. وهو لا يعتمد إلا على ذلك الإحصاء.
في التعداد السكاني الأول ١٩٥٥ للشعوب السودانية كان العدد ١٠ مليون ومائة ألف وستمائة ثمانية وستين نَسَمَة. وعدد اللغات التي تتحدثها هذه الشعوب ١٠٤ لغة، ونسبة الذين يتحدثون عربي في البيت ٤٩٪. بالإضافة إلى استخراج النسبة العمرية للوفاة، ونسبة الأمية، ونسبة التعليم.
وضح الآن أن وجه النَّسَمَة في العناية المكانية تمتد أهميته لتصل وجه الذات المكانية. الذات المكانية تتحصَّنُ في المكان بفعل الحقائق التي ترفدها (نَسَمَة). إنها تبني علاقات تطور المكان من تلك الحقائق، وليس من تحيُّزات الإذعان بأشكاله المختلفة حسب الرغبة الذاتية للذات الحيثوية أو لتلك الذات الـمُخرِّبة.
الدولة كائن حي بمشروعها المتجه دائماً نحو المستقبل، وليس الماضي. ويبقى المكان هو الشاهد المشترَك الذي يقود ذلك التوجُّـه نحو المستقبل. لا لشيء سوى أن المكان حركته – حصراً وحصراً فقط - هي العناية بذلكم المستقبل. وهذه العناية لا تأخذ منطق تحقيقها من ماضٍ كنموذج، بل كتجاوز. فتطور العمران والصناعة والتكنولوجيا في سهولة الاستعمال والتصميم هو تطورٌ يقود لذلك الاتجاه المستقبلي، لتصبح الحياة في متناول اليد في تعدد الخيارات.
المكان كشاهدٍ مشتَرك هو المحقق لذلك الاتجاه المستقبلي. ولهذا قلنا إنه شاهد مشترَك. وأدنى مستوى لتحقيقه هو الحق السياسي. الحق السياسي متجهٌ دائماً نحو مستقبل المكان. لذلك لا يخضع مستقبل المكان لأي نوع من أنواع الإذعان؛ مهما يأتي ذلكم الإذعان بأشكاله المتعددة الظاهر منها والباطن، المباشر منها وغير المباشر. فلنذكر الأقل: الإذعان الأيديولوجي، والإذعان الطائفي، والإذعان القَبَلي، والإذعان الحزبي، والإذعان الديني على سبيل المثال لا الحصر.
الفاعل الذي يحقق هذه العناية المكانية خارج أي إذعان نطلق عليه الذات المكانية. ولأن هذه الذات المكانية هي في التفعيل الإرادي للمكان هي ذات غير قابلة للإحصاء، أو التقسيم الجنسي مذكر، مؤنث، أو متعلم، أمي، أو نسبة الوفاة والولادة، إلخ. فالذات المكانية تفعيل للعناية المكانية، خارج أي نوع من أنواع الإذعان المشار إليه أعلاه. لذلك، فالذات المكانية هي الجزء الأعظم في الإرادة المكانية. الإرادة عزواً لقوة العناية بالمكان. نشير إلى أن العنصر الذي هو قابل للإحصاء في كل أنواعه وأجزائه هو ما نطلق عليه نَسَمَة. النَّسَمَة هي مؤشر التطور اليومي. نفهم اليومي المكاني هنا ما هو معنيٌّ بالتراكم. ولكي أخرجه من مبتذل يومي إلى تراكم، أطلق عليه تراكم اليومياتي. هذا التراكم هو الجهة التي تؤشر دائماً نحو تعديل دستور الدولة.
الذات المكانية التي هي تفعيل للعناية المكانية والجزء الأعظم في الإرادة المكانية نحو الإرادة عزواً للقوة هي على قمة كل أنواع القِوى الأُخَر. بل تفوق كل القِوَى داخل الدولة ككائن حي. هنا تتم الإشارة إلى أن وقود هذه الذات المكانية تتمثل تحقيقاً في الشبابية. وشرط هذا الوقود الشبابي هو درجة الشعور بتخريب العناية المكانية ودرجة تنفيذ العمل على تغيير الخراب. هنا كلمة ’ثورة‘ كلمة مكانية جداً. تعني أن كل شعور يعي بتخريب العناية المكانية وفي نفس الوقت العمل على تغيير هذا التخريب هو ’ثورة‘. أما ما هو نصف ثورة مكانية عند الوقوف في: الشعور بتخريب المكان، دون أن يـمتد إلى تغييره.
العناصر التي تقوم بنصف ثورة مكانية هي عناصر الذات الحيثوية. الذات حيث هي في نقطة ما. هذه النقطة هي دون العمل على التغيير أو المشاركة في وسيلة من وسائله المتعددة. هناك مجموعة – بمعنى أن كلمة مجموعة كلمة محايدة سلباً – هي من صنيع الإذعان تقوم بتبرير الخراب، وهي واقعة تحت وجه من وجوه الإذعان التي أشرنا إليها أعلاه. إنها الذات الـمُخرِّبة. بهذا الوقوع خرجت هذه المجموعة – مجموعة الذات الـمُخرِّبة – من المكان. بمعنى أنها تخرج من مكان الجهتين: جهة الذات المكانية، وجهة الذات الحيثوية، لكنها لا تخرج من المكان جهة النَّسَمَة. لأنها قابلة للإحصاء المكاني. بمعنى أن هذه الفئة المخربة مشمولة في الإحصاء السكاني. يجعل الحياد السلبي امتداداً آخر هو الفعل السلبي في المشاركة في تخريب العناية المكانية. هنا، في هذه الحال، تقع الذات الـمُخرِّبة في حدود ’الآخر‘ بالنسبة إلى الذات المكانية.
ينعدم سلفاً تصنيف ’الآخر‘ داخل الذات المكانية أو الحيثوية. بمعنى أننا لا نصف بالطبع الذات المكانية في خانة الآخر، كما لا نصف بطبعها خارج الإذعان الذات الحيثوية في خانة الآخر كذلك. فالآخر هو في الأصل أجنبي عن المكان. فهو ذات مكانية في مكان آخر له اهتمام العناية في ذلك المكان الآخر. وهنا طالما في النَّسَمَة – حيث لا أجنبي – وقعت مجموعة في الإذعان بتمجيد أو بمشاركة تخريب العناية المكانية، يتعامل معها المكان كـــ’آخر‘ في نفس مرتبة آخرية الأجنبي. هذه المجموعة من المواطنين – داخل النَّسَمَة وبشرط هذا الدخول – لا تفقد مواطنتها. من الملاحظ أن المكان بتطور ثقافة العناية بالمكان قد لا تجد فيه لاحقاً مثل هذه المجموعة التي خرجت لأن تكون ’الآخر‘.
بالإضافة لانعدام ’الآخر‘ عند الذات المكانية، لا توجد مثل التصنيفات: تصنيف الكتلة الميكانيكية (أغلبية/أقلية)، تصنيف الدين (مسلم/ مسيحي/ يهودي إلخ)، تصنيف التحيُّز (للحزب، للعرق، للعائلة، للدين إلخ)، تصنيف يحدد اللغة الرسمية أو الدين الرسمي للبلاد. في الوجه المكاني المتفاعل مع وجه الذات المكانية هذا هناك وجه النَّسَمَة القابل للإحصاء والتصنيفات. لا من أجل تلك التحيُّزات المشار إليها في أول هذه الفقرة، بل من أجل أن تلك الشعوب السودانية ستجد العناية المكانية في متناول اليد. وذلك من خلال التوزيع الموضوعي العلمي للخدمات في المكان. وهو لا يعتمد إلا على ذلك الإحصاء.
في التعداد السكاني الأول ١٩٥٥ للشعوب السودانية كان العدد ١٠ مليون ومائة ألف وستمائة ثمانية وستين نَسَمَة. وعدد اللغات التي تتحدثها هذه الشعوب ١٠٤ لغة، ونسبة الذين يتحدثون عربي في البيت ٤٩٪. بالإضافة إلى استخراج النسبة العمرية للوفاة، ونسبة الأمية، ونسبة التعليم.
وضح الآن أن وجه النَّسَمَة في العناية المكانية تمتد أهميته لتصل وجه الذات المكانية. الذات المكانية تتحصَّنُ في المكان بفعل الحقائق التي ترفدها (نَسَمَة). إنها تبني علاقات تطور المكان من تلك الحقائق، وليس من تحيُّزات الإذعان بأشكاله المختلفة حسب الرغبة الذاتية للذات الحيثوية أو لتلك الذات الـمُخرِّبة.