انتشار سرطان التمكين في الجامعات !!
عجبت وحزنت للتصريح المنسوب للدكتور علي الحاج زعيم حزب المؤتمر الشعبي يدعو لاقتسام ادارات الجامعات الحكومية والمواقع القيادية في الخدمة المدنية بين حزب المؤتمر الوطني وأحزاب " قوي الحوار .. يعني ان تخصص مناصب مديري بعض الجامعات للموتمر الوطني يختار الحزب لها مديرا من كوادره او قياداته الحزبية ، واخري للمؤتمر الشعبي ولاحزاب مشاركة في حكومة الوفاق الوطني تختار لها من يواليها مديرا او عميدا !!
لاحول ولا قوة الا بالله ونعوذ به من سرطان التمكين الذي عّم وانتشر وتمكن من جسم الخدمة المدنية وكاد يدنو بمثل هذه التصريحات والدعوات لاقتسام " الغنائم " لمرحلته الاخيرة القاتلة من الكبد..... كبد التعليم العالي .
تصورا أيها العلماء والاكاديمين والأساتذة الإجلاء والطلاب الطامحين مدير جامعتكم مؤتمر شعبي وآخر عضو المكتب القيادي للوطني وتالث من العدل والمساواة ورابع وخامس حزب أمة جناح فلان وجناح علان ..... وكمان مدير جامعة أنصار سنة ! ولن يكون مستغربا من بعد ان يختار كل من هؤلاء البروفيسورات / السياسيين عمداء كلياتهم ورؤساء الأقسام فيها من الموالين لحزبه او لطائفته ، وهكذا تتحول جامعاتنا من موءسسات للتعليم العالي لمؤسسات للتمكين السياسي الحزبي علي هدي شعار ثورة التعليم العالي الأثير: الأسلمة والتأصيل ..... مؤسسات تدين بالولاء لا للحقيقة والعلم والمعرفة والمنهج العلمي وإنما للحزب ولأيديولوجية وللزعيم .
صحيح ان ماوصف بثورة التعليم العالي التي تم تدشينها قبل نحو ثلات عقود أسفرت عن زيادات مضطردة مهولة في إعداد القبول ولكنها تمخضت في ذات الوقت عن تدني مضطرد بالمثل في المستويات الأكاديمية والثقافية للخريجين وبالتالي ارتفاع معدلات البطالة عاما بعد عام.
انني اربا بصديقي ودفعتي الدكتور علي الحاج ، وكلانا تخرج في نوارة ونورالتعليم العالي جامعة الخرطوم ، ان يلوذ بالصمت حول ما نسب له من تصريحات فجة تزيد طين التمكين بلة وتهدم الاستقلال الاكاديمي والاداري لجامعاتنا....... او مابقي منه ! ادعوك للتحلل مما نسب إليك " وماتخليها مستورة. "
حسن عابدين
خريج جامعة الخرطوم ١٩٦٥