انت احفر ليُ وانا

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

حاطب ليل

كثيرة ومتداخلة العوامل  التي حتمت الحوار الوطني الذي يشق طريقه بصعوبة في الواقع  السياسي الحالي  فالنظام الحاكم يتحرك الان  ب (جاز المصافي ) بلغة السواقين فقد نفد وقوده الذي في الخزان (التنك) الاحزاب التي تعارضه مصافيها كلها بائظة دا كله كوم وازمة الحزب الحاكم الداخلية كوم اخر وفي تقديري انها واحدة من اهم العوامل التي دعت السيد رئيس الجمهورية لمبادرة الوثبة في يناير ولقاء القاعة في السادس من ابريل الجاري

انظروا للصراع الذي دار ويدور في شمال دارفور بين الوالي محمد يوسف كبر والمستشار موسى هلال فمثل هذا الصراع الذي كلف البلاد والعباد الكثير هل يمكن ان يحدث  بين قطبين اقليمين  في  حزب واحد ؟ لقد عجزت حتى مركزية الحزب الجمع بينهما ولو كان كل واحد منهما في حزب  لما حدث الذي حدث في سرف عمرة . ان الحرب الاهلية التي تدور بين الحركات المسلحة والحكومة كان ينبغي ان توحد بينهما ولكنها على عكس ذلك عمقت الخلاف بينهما  من جانب وبين الحركات والحكومة من جانب اخر

ان كان الذي يحدث في شمال دار فور مضاربة عينك عينك بين اقطاب الحزب ففي الجزيرة  جرت وتجري مباراة اسمها الحفر بين الاقطاب فالبروفسير الزبير طه الذي غادرها  مقالا في شكل استقالة فمع ايقان الكل بان الرجل في نفسه كان متجردا ولكنه وقع في فخ  الحفر(انت احفر لي وانا بحفر ليك )  فاستاذ علم النفس قد فشل في  فهم نفسيات اقطاب حزبه هناك فظلت كل ايامه هناك معارك  ان الزبير كان ضحية اعضاء حزبه فعامة مواطني الجزيرة  ليس لهم ناقة او جمل في صراع كباتن الوطني في الجزيرة وهم كباتن عينة معظهم استقطبهم الحزب فحفروا لقدامى الاسلاميين  والزموهم بيوتهم وما ابشع وافجر صراع المصالح

الذي حدث في مكتب والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر من سطو على المال العام تلك الحادثة التي غطت   على انجازات الخضر المشهودة من الذي قام بها ؟ اليسوا هم شباب الحزب الذين وثق بهم الخضر ؟ لو تمت معالجة هذة الحادثة بشفافية سوف يظهر فيها حفاري  الحزب في الولاية بصورة تفوق تلك التي حدثت في قضية الاقطان وقضية الاوقاف اللتين هما قضيتان برز فيهما الحفر الحزبي  وهنا لابد من ان نتذكر الحفر الذي اخرج الخضر من القضارف ثم الحفر الذي لحق بخلفه كرم الله

ان السوس لذي نخر عظم هذا الحزب هو السلطة المطلقة ولانها مفسدة مطلقة فلو كانت هناك منافسة حزبية لتكاتف اعضاء الحزب في مواجهة الاخرين ولكن السلطة كتفت لهم خيول الاخرين وجعلت خيلهم وحدها في المضمار فكان لابد من ان تنافس بعضها منافسة غير شريفة وعن طريق الحفر  . ان السلطة في اطلاقها هذا حطمت التجربة الفدرالية  وجعلتها مسخا مشوها فكل والي في ولايته اصبح امبراطورا يسلب السلطة حتى من وزارئه ويحطم كل المؤسسات الا قولوا لي بربكم ما دخل مكتب الوالي في الاراضي والزراعة والتصديقات المالية ؟ اين وزارة التخطيط العمراني ؟ اين وزارة الزراعة ؟ اين وزارة المالية ؟ لقد اصبح  الوالي  الامر الناهي  فكان الصراع عن طريق الحفر . فمتى وكيف يعالج هذا الحزب الاخاديد التي حفرها في وجهه لكي تستقيم الحياة الحزبية في هذا البلد المحفر ؟

(ب )

(اكان ما هندينا اكنا عرينا )

هذا المقال والذي يليه قائم على فرضية ان الندوات السياسية التي بدات تظهر في سماء السودان السياسي بعد ان قرر الحزب الحاكم توسيع كوة الحرية هذة الندوات ليس لها مفعول سياسي يذكر لاسباب موضوعية واجرائية فمن حيث الموضوع فهذا زمان السموات المفتوحة فالشخص وهو مضجع في غرفة نومة امامه مئات القنوات ثم وهو في ذات الحالة يمكنه تناول جواله ليجد في موقع التواصل الاجتماعي كل اخبار  السودان والدنيا

من ناحية اجرائية الذهاب الي الندوة يحتاج لوقت وقدرة مادية فهل هذاين العنصرين متوفرين لدى كل سوداني ؟ المرتاحين اصحاب العربات الخاصة ليس لديهم وقت لاضاعته في الذهاب لندوة لن يسمع فيها شئيا جديدا اللهم الا اذا كان من اصحاب الالتزام الحزبي وفي هذة الحالة سوف يصبح الذهاب  للندوة هو الغاية اما اذا كان من الذين يعتمدون على المواصلات العامة فالامر يحتاج لزمن ومال اولى بهما اولويات اخرى عليه سوف تعتمد الندوة في حضورها على سكان الحي المقامة فيه هذا اذا كانت لديهم اهتمامات سياسية

قبل ان نسترسل في اثبات فرضية ان الندوات السياسية قد باخت وعفى عليها الزمان لابد من رجعة قليلة للماضي القريب فقديما  كانت تسمى الليلة السياسية والفرق هنا ليس في اللغة فحسب بل في المضمون فكلمة ندوة توحى بان الكلام فيها سيكون عقلانيا وبالتالي يحتاج لنبرة هادئة بينما الليلة السياسية تشير لمخاطبة الوجدان والعاطفة  وبالتالي تكون اللغة فيه اميل للانفعال

بعيدا عن التجريد لنضرب لما ذهبنا اليه اعلاه مثلا , فقد شهدت بام عينى في ليلة سياسية في الجزيرة  في 1968 الجماهير وهي تحمل فوق اعناقها الشريف حسين الهندي من سيارته الي المنصة مباشرة حيث ترجل له من المنبر الرشيد الطاهر بكر الذي كان يحكي في قصة تحوله من الاخوان المسلمين للحزب الاتحادي وكانت الجماهير تهتف (اكان ما هندينا اكنا عرينا ) وبدا الشريف خطابه بوصف مزارع الجزيرة بانه جمل الشيل ثم دلف للوضع السياسي العام فسال الجماهير عمركم سمعتو سمك, لبن, تمر هندي اتلموا سوا ؟ فيجيبه الحضور بمل حناجرهم لا لا لا اها ياجماعة دا حصل في الخرطوم طائفي رجعي (الصادق ) ومسلم متزمت (حسن الترابي) وكنسي صليبي (وليم دينق) ديل اتلموا في حاجة اسمها مؤتمر القوى الجديدة . الجديد هنا شنو الاسلام ولا المسيحية ولا الطائفية ؟ انه اللعب بعقول الناس و....

في ليلة سياسية اخرى شاهدت عبد الماجد ابوحسبو في رفقة الازهري فاستمع الناس بشئ من الهدؤ للازهري ولكن ما ان اعتلى ابو حسبو المنصة حتى هاجت المكان وماجت ووصل الهتاف عنان السماء (اضرب اضرب يا ابو حسبو احرق احرق يا ابوحسبو ) ثم يبدا حديثه احرق ماذا واضرب ماذا ؟ اضرب الميت ام احرق ارماد ؟ يد الحرير (يرفع يده اليمنى باسطا كفه) من الدراسة للرئاسة (الصادق المهدي) ثم ينطلق الرصاص في الهواء طاخ طاخ طاخ ويواصل ابو حسبو ثم يقف احدهم ويرفع عكازه في الهواء كما البندقية مصوتا كف كف كف (يعني انا ماعندي بندقية كما الاخرين لكن لازم اعبر عن شعوري ) فيحييه ابوحسبو تحية خاصة ويرد الحضور التحية بهتاف اقوى

هكذا كانت الليالي السياسي التي يشد اليها الناس الرحال فهل يمكن ان ترجع ذات الصور الدرامية ؟ نحن هنا لانقييم انما نوصف فقط  فانتظرونا غدا ان شاء الله

(ج )

وباخت الندوات

هذا المقال والذي سبقه بالامس قاما على فرضية ان الندوات السياسية لم تعد الوسيلة المناسبة لمخاطبة الجمهور وانها اصبحت من الماضي فباخت لاسباب موضوعية واسباب اجرائية  تقع بين وسائل الاتصالات الحديثة من سماوات مفتوحة وتواصل اجتماعي ووسائل مواصلات ومحقة الزمن  وقد فصلنا فيها بالامس ثم اوردنا نمازجا من الليالي السياسية عندما كانت الوسيلة الافضل للتعبئة السياسية وحشد الاتباع للتايثر على السلوك السياسي خاصة الانتخابي

دعونا نطوي الزمان ونقفز الي يومنا هذا فبعد خطاب الوثبة في يناير ولمة السياسييين في قاعة الصداقة في السادس من ابريل هذا ثم صدور القرار الجمهوري الخاص بتنظيم حرية التعبير والتظيم الحزبي حدث حراك سياسي فانعقدت ثلاثة ندوات سياسية  الاولى اقامها الاصلاح الان في ميدان الرابطة في شمبات والثانية في نفس المكان اقامها حزب المؤتمر السوداني لقوى التحالف الوطني والثالثة في ميدان المدرسة الاهلية في ام درمان اقامها الحزب الشيوعي وقد امها تلك الندوات جمهور يحسب ببضع الاف

لابد من طرح السؤال لماذا ؟ ذهب الناس لتلك الندوات هل لسماع شئ جديد ام لممارسة حق سياسي كان مغيبا ام لاثبات وجود ؟ في تقديري ان الجمهور لم يذهب لسماع شئ جديد فان كانت كل تلك الندوات اقامتها احزاب معارضة فان ماتعرضه  الصحف يوميا وما يدور في وسائط التواصل الاجتماعي و في مجالس المدينة لم يترك للانقاذ صفحة ترقد عليها من قضية اقطان الي ارتفاع  دولار الي سرقة مكتب الوالي واستقالة ذلك الوالي مكرها الي ... الي ... ثم ثانيا الاحزاب التي اقامت الندوات موقفها السياسي معروف فالاصلاح مع الحوار والتحالف بما فيه الشيوعي ضد الحوار وكلها تريد اقامة مربع سياسي جديد, عليه يمكننا القول ان الذين ذهبوا لتلك الندوات ذهبوا لتسجيل موقف سياسي وليس لسماع كلام او رؤية جديدة وهذا يعني ان نفس الندوات سيكون قصيرا

من ناحية لوجتسية فان الندوات وان كانت في ميادين عامة وليست في صالات مغلقة فانها مكلفة ماديا وهذا سوف يمكن الحزب الحاكم من اقامة ندوات اكثر حضورا لان منسوبيه سوف يستخدمون مركبات الدولة كما ان خبرته وقدرته المادية  على  التحشيد التي بدات منذ ايام الجبهة القومية الاسلامية في الديمقراطية الثالثة لم تنقطع مع ان الناس في ندواته سوف يسمعون كلاما مكررا

مع العقلية الحديثة لم يعد من الممكن استخدام دراما الليالي السياسية التي اشرنا لها بالامس فالندوة غير الليلة السياسية تخاطب العقل وليس العاطفة لذلك سيكون جمهورها نوعي ومحدود , فالحزب الشيوعي وبخبرته الطويلة فطن لهذا الامر لذلك كانت ندواته قبل الانقاذ مصحوبة بفنانين كبار وفي ندوة المدرسة الاهلية الاخيرة  كان كورال الحزب موجود بالاضافة لاشعار محجوب شريف وحميد  فهذا يعني ان الحزب مقتنع بان الخطاب  العقلاني السياسي  لم يعد كافيا لجذب الجمهور فذهب لمخاطبة الوجدان  لكن السلوك السياسي الناجم من الابداع غير ذلك الناجم من مخاطبة العقل

ان قلنا ان الندوات السياسية زمانها فات وغنايا مات فان هذا لايقلل من فرص الخطاب السياسي بل على العكس تماما مع الطفرة الاتصالية لم تعد هناك اي مشكلة في نشر الخطاب السياسي ولكن شريطة ان يكون  متناسبا مع الوسائط الحديثة فيجب ان يقوم على مخاطبة العقلية الحديثة , فخلاصة قولنا هنا اننا في زمن لاتنفع معه ادوات الزمن الماضي ولاخطاب الزمن الماضي العاطفي  فانتبهوا يا اولي الاحزاب

(د )

الناس كل الناس في اديس

مفاوضات الحكومة مع الحركة الشعبية قطاع الشمال (لندع جانبا الاطاري وغير الاطاري ) لن تصل اي الي اتفاق يمكن تطبيقه على ارض الواقع  حتى ولو استمرت الي يوم الدين في هكذا ظروف ولعل هذا ما يقول به حتى طرفي التفاوض ناهيك عن المراقبين والمحللين السياسيين  والامر هنا لايرجع لشخوص المتفاوضين فالتي بين غندور وعرمان يمكن ان تكون عامرة ولكن لان المفاوضات تجري في زمن كل شئ فيه متحرك  زمن يموج بالمتحركات الداخلية والاقليمية والدولية   زمن تعوزه الثوابت فاي مفاوضات ناجحه يجب ان يكون فيها الحد الادنى من الثوابت التي يبنى عليها وعندما يصبح لسان حال المتفاوضين (النشوف اخرتا ) فلن يصلا الي اتفاق لان نظرهم سيكون مشدودا الي خارج  قاعة التفاوض وتصبح مكان التفاوض للاكل والشراب وتبادل القفشات وحاجات تانية ...

الوضع الميداني  يرجح الكفة الحكومية الامر الذي جعل الحركة تسعى لتعويضه في الميدان السياسي وقدبما عرف عن جون قرنق انه كلما كان مزنوق عسكريا يكون متشددا في التفاوض . دعوة الحكومة للحوار الجامع في خطاب الوثبة ثم لقاء القاعة في السادس من ابريل ربما سحب من قطاع الشمال ورقة الدعوى لبحث كل القضايا القومية في اديس فالخرطوم اصبحت مهياة لهكذا موضوعات . اما الوضع الاقتصادي فهو كعب اخييل الحكومة فهو في غاية التردي ويكفي النظر لحالة الجنيه السوداني فالحركة الشعبية ليس لديها اي التزام اقتصادي او خدمي تجاه اي جهة لابل تعتبر عملياتها العسكرية ورقة تعطيها نصيب مقدر اذا سقط النظام لانها استنزفته ماديا  وحرمته الاستقرار

اقليميا مايجري في دولة الجنوب كان يصب في مصلحة الحكومة فيما يتعلق بالتفاوض اكرر فيما يتعلق بالتفاوض مع قطاع الشمال  ولكن اثناء الجولة الاخيرة تم اطلاق سراح باقان اموم ورفاقه وكل الدلائل تشير الي ان مجموعة اولاد قرنق هي التي سوف تستلم الجنوب فسلفاكير ايامه قد بدات في العد التنازلي اما رياك مشار فقد يتفاوض مع المجموعة العائدة ويقنع من الغنيمة بالاياب . نعم الجنوب قد يحتاج لزمن طويل حتى يستوي على سوقه ولكن ايام قطاع الشمال الحالكة هناك في طريقها للنهاية            اقليميا كذلك يلحظ ان قطاع الشمال قد اصر على ضم حلفائه في الجبهة الثورية الي عملية التفاوض ثم فصل بضرورة ضم الوضع في دار فور الي اجندة التفاوض بعبارة ثالثة لامانع عنده من ان تصبح اجندة التفاوض المنطقتين زائدا دار فور بينما في ذات الوقت كان ال محمود في الفاشر لانفاذ اتفاقية الدوحة المخصصة لدارفور فهنا يظهر لنا صراع الدوحة مع بقية عواصم الخليج

دوليا معلوم ان كل جماعات الضغط وبالتالي الادارات الغربية عامة والامريكية خاصة   تقف في صف قطاع الشمال فكان المطلوب ان ترجع القضية الي مجلس الامن الدولي لكي يرى السودان نجوم النهار ولكن موقف السودان من قضية القرم ووقوفه الي جانب روسيا ضمن 11 دولة فقط في الجمعية ثم سفر كرتي لموسكو بعد ذلك مباشرة ربما يشئ الي ان ملعب مجلس الامن لم يعد كله معاديا او سلبيا تجاه السودان

اذن ياجماعة الخير ان طاولة المفاوضات في اديس التي يتحلق حولها وفدى التفاوض ليست حكرا عليهما بل كل الدنيا موجودة هناك من جزيرة القرم التي بين اوكرانيا وروسيا الي اطلاق سراح  فتيان مكتب الوالي و فرندات اراك اوتيل المغلق حيث دولار ريال شيك سياحي

(ه )

سلم التعليم وثعبانه

النقاش والجدل عن التعليم لم ولن يكون امرا انصرافيا لان التعليم هو الركن الركين لاي نهضة مبتغاة لهذة الامة الجاثية من زمن ولكن الجدل حول التعليم ليس مثل الجدل في الرياضة هلالي ومريخك انما ينبغي ان يقوم على اسس علمية وبنبرة هادئة ولاتنفع معه لغة امسك لي واقطع ليك وفي تقديري ان المسؤلين عن التعليم هم السبب في (الجوطة)  الحالية ومع ايقاننا بانهم مهتمون بالاصلاح التعليمي بداوا  بالسلم التعليمي فالسلم التعليمي مع اهميته فهو الاطار فقد كان ينبغي ان يقدم عليه المنهج المتخلف الذي يحشى به روؤس النشئ في بلادنا وينبغي ان يقدم عليه تدريب المعلم ينبغي ان يقدم عليه اوضاع المدارس الثانوية في الاقاليم التي افسحت الكليات الحيوية لمدارس العاصمة وهناك الكثير من المنقصات والممغصات التعليمية التي كان يمكن تقديمها على حكاية السلم التعليمي

رغم الرمية اعلاه فدعونا نقف مع الواقفين عند حكاية السلم والثعبان التعليمي المطروحة الان للنقاش فالمعلوم ان السلم الحالي 8+ 3 قد مضى عليه اكثر من عقدين من الزمان وقد تم تطبيقه في عهد الوزير الاستاذ عبد الباسط سبدرات وهو رجل قانوني شغل فيما بعد منصب وزير العدل وهو الان محامي مشهور جدا  ولكنه لم يكن خبيرا تربويا ولكن من المؤكد انه  كان محاطا بخبراء تربية فسؤلنا هنا هل تم  تقييم هذا السلم تقييما علميا ؟ هل ضاعت على الذين تخرجوا فيه عناصر تعليمية هامة ؟ هل  اثر  على التحصيل الاكاديمي ؟ ربما تكون قد تمت عملية مراجعة لهذا السلم واكتشف انه قد فوت فرصا هامة للذين تخرجوا فيه الا لما ظهرت الحاجة لسنة جديدة ليصبح التعليم العام 12 عاما مرة اخرى

الخلاف كان  منحصرا  في اين توضع السنة (الرايحة ) هل مع الاساس لتصبح تسعة سنوات ام مع الثانوية لتصبح اربعة سنوات ام تعود المرحلة المتوسطة  ليصبح السلم  ستة , ثلاثة , ثلاثة كما كان ولكل صاحب راى من الاراء الثلاثة هذة حجته . مهما يكن من امر فان هناك سنة لابد من ايجاد مكان لها فهذا هو ما اتفق عليه اهل التربية وبالطبع نحن ليس لدينا ما نقوله على قول اهل الشان ولكننا نلفت نظر الجميع لاحوال البلاد والعباد الاقتصادية المتردية والمتدنية فاى قرار بانشاء فصل اضافي هذا العام في كل انحاء السودان بما فيها مدارس الدانقة  اي تلك التي مبانيها من البروش والشعر سوف يكلف الناس الكثير والمعلوم ان الحكومة سوف تصدر قرارها وتصبح من المتفرجين فعليه لابد من استصحاب الوضع الاقتصادي في اي قرار قادم فهذة السنة وربما التي تليها والتي بعدها من سنوات العسرة

حالة الناس الاقتصادية واحدة اما الثانية فمن ناحية تربوية ان اضافة الفصل الجديد لابد من ان يصحبه تعديل في المناهج والوضع السليم هو ان يبدا المنهج من اولى اساس اي يطبق مع طلاب اولى اساس في العام القادم على اسرع تقدير لتصبح الحاجة للفصل الاضافي بعد ستة سنوات ولعل هذا ما اعلنته السيدة الوزيرة في مؤتمرها الصحفي نهار الاثنين وفي تقديري ان هذا قرار موفق ليس بطريقة (حلك بعد ستة سنين يافي الوزيرة يافي المدراس يافي التلميذ يافي الشغلانة ذاتها) فالتعليم لايحتمل هذة الحركات عليه سيكون جميلا لابل لازما ان يواكب هذا اصلاح المناهج فالمناهج هي سبب ثعبان التعليم السام وليس السلم

aalbony@gmail.com

///////

 

آراء