انضمام كيكل إلى الدعم السريع … بُعد جديد !

 


 

 

معطيات:
لم يكن الذين أشعلوا حرب الخرطوم مدركين أنها ستنتقل من ميادين الوغى،إلى ميدان المفاهيم لتروي أطروحات قديمة تيبست في أضابير الأنفس فأحيتها من رميم ... ،أطروحات تشرئب من حين لآخر، فتثور ثائرة الخرطوم مزمجرة تُجيش جيوشها على حساب مشاريع التنمية التي تعطلت طويلاً وتشتري السلاح بسخاء لإخماد أي حركات مطلبية على نحو باطش دون معرفة الاسباب...أطروحات الظلم والتهميش والاستبداد والانتقائية أو مايطلق عليها دولة 56، هذه الدولة فيما يبدو أن قوى الهامش أجمعت على تفكيكها في العقول والأفئدة وذلك من خلال المخاطبات الحثيثة أمام الجنود الأسرى وبعض المواطنينن يدعونهم إلى إلى الكفر بدولة 56 مبشرين بقرب إندثارها وقيام دولة المواطنة المتساوية ...،فهذه الحرب منذ تفجرها إتسمت بالعنف الكثيف المستمر،فلم يسمع في أيامها الأولى غير صوت الرصاص والقصف الشرس المتبادل،فلا مجال للحديث إلا لأزيز الطائرات والقذائف والدانات...بيد أنها بدأت رويدا رويدا بعد مائة يوم ونيف تأخذ طابعاً خطابياً،فتتحول أحياناً إلى أركان نقاش يتوسطها قائد ميداني دعامي أو مخاطبات جماهيرية يعتليها قائد آخر للحديث خاصة في الاحياء الطرفية،ومن خلال ذاك الاتصال الجماهيري ، حاول الخطباء تسليط الضوء على بعض المفاهيم والمقولات المتغلغلة في الرؤس،وظلت تسري صامتة في جسد المجتمع السوداني على مدى سنوات عجاف ذاق فيها شعبنا مرارة البؤس والشقاء والتشرد في دول العالم وصار بعض شبابها طعاما لاسماك القرش فهضمهم بحلامهم بواقع جديد في أروبا، ظلت بعض القضايا محرم على المواطنيين الحديث عنها جهرةً ،فغالبا ما يتداولها المهتمون بالشأن العام في جلسات أنسهم الخاصة فيتباوحون الأسى والزفرات....،ربما لاحظ الجميع وتابع المخاطبات التي يقوم بها بعض القادة الميدانيين للدعم السريع،ابرزهم المك أبوشوتال الذي إنضم مؤخراً لهذه القوات، وايضاً المقدم الفاتح قرشي وغيرهما،ولعل الحديث عن دولة 56 شكل قاسماً مشتركاً لأحاديثهم أمام الناس ،غير أن إنضمام أبوعاقلة محمد أحمد كيكل إلى قوات الدعم السريع في إعلان داوٍ الاثنين الماضي مرتجلاً خطبة حماسية يحفه جنده ورهط من قوات الدعم السريع الذين لم يكفوا عن التهليل والتكبير رافعين البنادق إحتفاءاً به ،فالرجل في حديثه حمّل الإسلاميين وزر إشعال الحرب،ودلف في الحديث عن الظلم الواقع على المهمشين في السودان في كل جنباته.ودعا إلى تفكيك دولة 56 الظالمة كما أسماها.
إن إنضمام كيكل يعطى بعداً جديداً للحرب ويشكل ضربة عاصفةلكل الذين ظلوا يؤكدون بإستمرار عدم سودانية منسوبي الدعم السريع هاهو إبن البطانة العريقة يعلن إنضمامه اليهم، تحدث الرجل وتسآءل ممتعضاً كيف لرجل غير سوداني أن يصبح نائبا للرئيس ؟... مستنكراً حديث من يقولون بأن الدعامة ليسوا بسودانيين.
يعطي إنضمام كيكل قائد قوات درع السودان - الذي كان محسوباً على الإسلاميين - يعطي مزيدا من البعد القومي لقوات الدعم السريع إلى جانب المك شوتال ،وهذه التطورات من شأنها سحب العديد من الكروت من يد الذين أشعلوا هذه الحرب،وأهمها كرت عدم قومية قوات الدعم التي ظلوا يلوحون بها لكسب التأييد والتعاطف...ظنا منهم ان ذلك سيشكل دافعا قويا يسند إصرارهم على استمرار الحرب مهما كلف وحتى ولو اريقت كل دماء السودانيين ...أو كما كان يقول الإسلاميون طوال الثلاثين عام وهاهى أمانيهم قد تحققت ..!
سيعطي أيضاً إنضمام الرجل دفعة معنوية وعسكرية قوية لقوات الدعم السريع ويقوي مركزها التفاوضي ،خاصة إذا فكرت قيادة الدعم إلحاق أبوشوتال وكيكل إلى اي مفاوضات قادمة في حال إستئنافها ،أما إذا قررت قيادة الدعم تنصيبهما نائبين لحميدتي فمن شأن ذلك إعطاء المزيد من الزخم والتأيد في مناطق أخرى بعيدة عن مناطق الحواضن التقليدية للدعم السريع ...
كل هذه المعطيات تعتبر مؤشراً قويا على اتساع رقعة المؤيدين للدعم السريع في مناطق نفوذ كيكل وابوشوتال،وربما قد تضرم مزيداً من نيران الحرب لا سيما أنها قد تفتح مياديين جديدة للقتال في مناطق ربما مازالت خارج دائرة ميادييين المعارك الحالية،فضلا عن ذلك، فانها لا تبشر بتاتا ً بنهاية قريبة للحرب البغيضة.

msharafadin@hotmail.com

 

آراء