تبادلنا التجاري مع دول الاتحاد الأوربي وماذا تريد منا فرنسا ؟

 


 

 

sanous@yahoo.com
6 فبراير 2023م

هل لدول الاتحاد الأوربي مصالح اقتصادية في السودان ؟

بيرطانيا ودول الاتحاد الأوربي الأخرى تتطابق مصالحها و المصالح او المخاوف الامريكية تطابقا قد يكون تاما ولذلك تنسق مع الولايات المتحدة فيما يخص السياسة و الموقف تجاه السودان. فمعاملات الاتحاد الأوربي التجارية مع السودان ليست بذلك الحجم. ففي عام 2017 صدر الاتحاد الأوربي سلع للسودان بلغت قيمتها 665 مليون يورو و استورد منه ما قيمته 255 مليون يورو. وعلينا مقارنة هذه الأرقام ومبيعات شركة اوربية واحدة من المانيا لعام 2021م و هي شركة سيمانس . فقد بلغت مبيعات الشركة 75 مليار يورو و برغم ان المثل يقول (الرزق تلاقيط) ، الا انى لا اري شيء يلقطه الاتحاد الأوروبي من السودان . فإجمالي صادرات الاتحاد الاوربي للعالم اجمع لعام 2020م بلغت 2،175،000،000،000 دولار(اثنين ترليون ومائة خمسة وسبعين مليار دولار) ووارداته بلغت 1،935،000،000،000 دولار ( ترليون وتسعمائة خمسة وثلاثين مليار دولار ). والان سعر صرف اليورو الواحد تقارب الدولار الواحد. طبعا بيرطانيا خارج الاتحاد الأوربي وتجارتها مع السودان ليست من ضمن هذه الأرقام. فلا تصدقوا ما يدعيه المخمنون من ترصد الغرب، دولا وشعبا او لهم مصالح اقتصادية كبرى مع السودان او ان همهم الشاغل هو نهب موارد السودان.

ماذا تريد منا فرنسا

بالرغم من لفرنسا مصالح تتطابق كليا مع المصالح الامريكية ومصالح الاتحاد الأوربي المذكورة بالمكتوب او المقال السابق ، الا ان لفرنسا مصالح اقتصادية مباشرة خاصة بها تتمثل في شراك نصب واحتيال ونهب نصبتها في مستعمراتها السابقة في افريقيا . استقرار السودان ووجود دولة عادية فيه هما مطلبان ضروريا لأمن واستقرار هذه المستعمرات الفرنسية السابقة ، لكى يستمر و يستدام نهبها من قبل الفرنسيون . من تلك الدول توجد دول مجاورة مباشرة للسودان ، مثل دولة تشاد وافريقيا الوسطي ودول غير مجاورة للسودان و لكن تتأثر بأمن واستقرار بدول الجوار السوداني . من تلك الدول دولة مالي و النيجر و بوركينا فاسو و الكنغو برازفيل و الجابون وغربا يمكن حتى السنغال وغينيا وبنين و غيرها. . الطلب الفرنسي بأمن واستقرار السودان تعاظم في السنوات الأخيرة بعد دخول روسيا كنهاب اخر و منافس لفرنسا و بلجيكا وإسرائيل والصين. مع كل ذلك فانا يمكننا القول ان ليس لفرنسا مصالح اقتصادية مباشرة في السودان وذات أثر. فرنسا سوف تذبل و تنزوي وتخرج من المسرح الدولي يوم ان تفقد سلطانها على مستعمراتها الافريقية السابقة . لذلك تدفع المال و تقتل و تبيد وتحرق وتغري وتهدد وتغتال ,وتقلب حكومات و تستبدل حكام و تستعمل كل السبل من اجل المحافظة على شريان حياتها المغروس في جسم افريقيا.

للتحكم الكامل في مستعمراتها الافريقية، قامت فرنسا في عام 1945 بإنشاء عملة تسمي ( سيفا فرانك) (CFA Franc) وتعنى عملة الفرنك لوسط افريقيا . هذه العملة ربطت بالفرنك الفرنسي و أصبحت العملة المتداولة في جميع مستعمراتها في وسط افريقيا. من بعد الاستقلال استمرت المستعمرات في استعمال نفس العملة والتى كانت مربوطة بالفرنك الفرنسي وفق سعر صرف ثابت. في عام 1999م عندما تم تبنت دول الاتحاد الأوربي عملة اليورو ، بما فيه فرنسا ، والغاء الفرنك الفرنسي ، تم تحويل ربط السفا الى اليورو الأوربي. الوجود الفرنسي العسكري في هذه الدول و تنصيبها للحكام و شبه الاحتكار التام للتجارة مع هذه الدول ، جعل من الفكاك من قبضة فرنسا امرا شبه مستحيل . الدول المنضوية تحت هذه العملة هي ستة وتشمل ، تشاد و الكميرون وجمهورية افريقيا الوسطي و الكنغو برازفيل و غينيا الاستوائية ( مستعمرة اسبانيا ودخلت في بيت الطاعة الفرنسي) و الجابون . هذه الدول لا يتحكم اى منها باى ناحية تخص العملة. فالبنك المركزي الذى يصدر هذه العملة يسمي بنك دول الوسط الافريقي وتوجد له فروع فى كل من العواصم الستة لهذه الدول، الا ان 50% من عملة اليورو التي تدعم قيمة السفا مودعة لدى الخزانة الفرنسية . كما ان هذا البنك يتحكم في ميزانيات هذه الدولة وانفاقها وايراداتها . فمثلا لا يستطيع اى نظام من الخروج عن بيت الطاعة الفرنسي دون ان يجد نفسه قد قطع وريده ماليا ، وفى تلك الحالة عليه استبدال الاستعمار الفرنسي باستعمار اخر. الامر الأهم ان هذه الدول المسكينة تجد اقتصادها عرضة لتقلبات سعر صرف اليورو في الأسواق العالمية دون ان تكون هي طرف في السياسات المالية و الاقتصادية و السياسية و غيرها و التي تؤدى لتقلب قيمة اليورو.

اما للمستعمرات الفرنسية السابقة في غرب افريقيا ، فالأمر مشابه لحال المستعمرات الفرنسية السابقة في وسط افريقيا . فكما فعلت فرنسا لدول وسط افريقيا من عملة السفا، أيضا عملت عملة اخري بذات الاسم وهو السفا لدول غرب قارة افريقيا . تلك العملة يصدرها بنك يسمي البنك المركزي لدول غرب القارة الافريقية وسعر صرفه يساو واحد سيفا لدول وسط افريقيا . فالدول المنطوية تحت هذه العملة هي دولة بنين (داهومي) وبوركينا فاسو وساحل العاج وغينيا بيساو ومالي والنيجر و السنغال و توجو. وكل ما ينطبق على عملة سيفا دول وسط افريقيا ينطبق على سيفا دولة غرب افريقيا... الان اذا اضفنا تونس و المغرب و الجزائر و موريتانيا، فأننا نعرف تماما لماذا لا تقبل فرنسا ان يدنو أحدا من مستعمراتها السابقة فى افريقيا، دنو لخير او لشر. هذه المستعمرات هي وريد التغذية للفرنسي النهم قليل الرأفة والمروءة والإنسانية . فأي قائد في هذه الدول يفكر في موالاة و خدمة شعبه يتم قتله وتنصيب عميل في مكانه. وأي قائد افريقي مجاور او بعيد يحاول تهديد المصالح الفرنسية في هذه الدول أيضا يتم قتله. فالمراكز الغربية وكل دوائر الاستخبارات الأخرى تجمع ان فرنسا ، منفردة او متضامنة مع اخواتها الاوربيات قتلت 22 ( اثنان وعشرون) رئيسا افريقيا ، فقط خلال المدة من 1963م و الى اليوم . من اشهر ضحايا الاغتيال الفرنسي ، الرئيس البوركيني الملهم توماس سنكارا ورئيس بنين سلفينويس اولمبيو ورئيس النيجر إبراهيم بري . اما الذين أطاحت بهم فرنسا و نجوا من الاغتيال فهم ضعف هذا العدد. فرنسا قتلت مثقفي مستعمراتها والقادة الفاعلين و المعارضين لعملائها وعاثت في الأرض فسادا لا يوصف.

الان اتى الوقت والذي ظهر فيه متحدون ومنافسون لفرنسا في مستعمراتها السابقة. ففي الوقت الحالي فقدت فرنسا احد مستعمراتها السابقة المهمة في افريقيا . تلك الدولة هي دولة افريقيا الوسطي المتاخمة للسودان من الناحية الجنوبية الغربية. فأفريقيا الوسطي طوال تاريخها الحديث، عبارة عن مزرعة تنصب فيها فرنسا أحد خدمها وتقدم له الحماية العسكرية ويستغل شعبه لحصاد كل خيرات بلده و تسليمها لفرنسا. افريقيا الوسطى هي منجم طبيعي للماس و الذهب و اليورانيوم، و الاخشاب والبن و المطاط و القطن ووجهه سياحية تدر العملة الأجنبية . دولة افريقيا الوسطي تحدها دولة تشاد ودولة الكمرون وجمهورية الكونجو الديمقراطية (زائير- كنشاسا وهى مستعمرة بلجيكية تتحدث الفرنسية) وجمهورية الكنغو (برازفيل). هذه الدول كلها تقع تحت النفوذ الفرنسي. كما ان دولة فريقيا الوسطي تجاور دولة جنوب السودان من بعد الانفصال. مشكلة افريقيا الوسطي انها جاورت السودان من الناحية الشمالية الشرقية. فالسودان تدخل في شان كل الدول التى حوله ولذلك تدخل في شان افريقيا الوسطى لسبب يعمله اهل الإنقاذ. اختصارا ، دأبت فرنسا في تنصيب و خلع رؤساء افريقيا الوسطي منذ استقلالها الاسمي في 1960م. فبالرغم من ان المسلمون هم فقط 15% من الشعب هنالك ، الا انهم جزء اصيل من جبهة تمرد سابقة حكمت البلد خلال عامي 2012 و2013م. تدخلت الدول الغربية و خلعتهم و اجرت انتخابات شبه نزيهة. من بعد ذلك أيضا لم تستقر البلد الا قليلا و من ثم ظهر التمرد مرة أخرى و أيضا جبهة سليكا طرفا فيه و لكن هذه المرة حليفا لعدوها السابق فرنسا و الدول الغربية. فمن سخريات القدر ان جبهة السليكا و حلفائها و التى كانت تقاتل الرئيس بوزيز المدعوم غربيا وفرنسيا و أمريكيا وتشاديا و كانت تدعمها روسيا و حكومة البشير و ليبيا و زائير. والان نفس جبهة سليكا عادت للتحالف مع فرنسا و الدول الغربية وتشاد لتقاتل حكومة الرئيس الحالي فوستين تاديرا. فالرئيس الحالي فوستين تاديرا اتى بانتخابات شبه نزيهة ولكنه رجل متعلم و مثقف و حاصل على شهادتي دكتوراه في فرعين من علم الرياضيات ، احدهما من جامعة ابيدجان في ساحل العاج و الأخرى من جامعة ياوندي في الكمرون. الرئيس الانقلابي السابق بوزيزي هو في الأصل ليس مواطنا من افريقيا الوسطي ، وانما مواطنا ولد لامتداد قبيله في دولة الجابون. لذلك كان همه كله هو السلطة و نهب الدولة و بيعها حتي. لذلك كان حليفا فرنسيا وخدم فرنسا اكثر من شارل ديجول الذى هرب و ترك عاصمته باريس يحتلها الفوهرر اودلف هتلر في عام 1940م و اختبا في الجزائر يلعلع من محطة راديو سرية ينادى عبرها الافارقة ، من ضمن اخرين ، للتجنيد وتحرير فرنسا له من الالمان . بطبيعة الحال نادرا ما تجد رجلا متعلما مثل الرئيس فوستين يرضي ببيع دولته او مقايضتها او يتخلى عن شرف امته لضباط صغار من دولة فرنسا، ولذلك وقع خلاف بينه و بين فرنسا و اذنابها، بالرغم من ان فرنسا هي من ضمن الشاهدين بنزاهة الانتخابات. لعلمه بحجم التآمر الفرنسي ، فقد غير الرئيس تحالفه ووقع عقود تنقيب مع شركات روسية و أتت فاقنر لمساعدته امنيا. علاقته مع روسيا ووجود فاقنر جعل فرنسا والدول الغربية تشتاط غضبا و ذهبوا للبحث عن عدوهم القديم ، وهم جبهة سليكا للتحالف معها لإسقاط حكومته وفى ذلك يحاولون تجنيد مرتزقة من السودان ومن تشاد و بمساعدة بعض الأطراف السودانية لغزوا افريقيا الوسطي و اسقاط حكومتها و اخراج الروس من هنالك و تسليم البلد لمن يحكمها بالإنابة عن فرنسا. تصريحات البرهان وحميدتى المتضاربة و المناهضة و المناقضة لبعض سببها ان البرهان يريد ان يجرب خدمة الغرب في افريقيا الوسطي ، عسي ولعل يرق قلبهم و ينصبوهم دكتاتورا في السودان ، وحميدتى من جانبه له علاقات مع روسيا او حتى استثمار في المناجم في افريقيا الوسطي ولذلك لا يريد للحكومة هنالك ان تسقط . لذلك سعى البرهان عن طريق اذرعه الاستخباراتية لتجنيد مرتزقة ليعبروا الحدود لأسقاط الحكومة في افريقيا الوسطى . اما حميدتى من جانبه فقد ارسل جنودا من الدعم السريع لقفل الحدود مع افريقيا الوسطي لقطع الطريق على مجموعة سيلكأ وجماعة البرهان و التي تنوي الذهاب لإسقاط الحكومة في افريقيا الوسطي . في هذا الملف أيضا تدخل يوري موسفنى و اتهم حكومة افريقيا الوسطي بانها تمول جيش الرب ، وهو كلاما نفهم منه ان الدول الغربية وضعت كل جنودها وعامليها من رتبة فريق اول ومشير في حالة تأهب لغزو افريقيا الوسطي ولا يهمهم ان مات مليون شخص. فالكبار لهم حق ارتكاب جرائم مليونية من قتل وذبح وانتهاك لحقوق الانسان و اغتصاب و حرق ، و المشكلة ان بعضا من الصغار و الصغار جدا ظنوا ان ذلك من حقهم أيضا . فالألوف من مواطني افريقيا الوسطى و السودان و تشاد و الاوغنديين سوف يموتوا في هذه الحرب و لن يتم تسجيل ارقامهم في أي دفتر.

قبل الخوض في ثقب اخر بدا يظهر في الهيمنة الفرنسية على بعض من الدول الافريقية ، علينا سؤال انفسنا سؤالا مهما. السؤال هو ، ما الذى يدفع مليارات الدولارات لتمويل منظمة بوكو حرام و جيش الدولة الإسلامية لقتل وترويع الناس في وسط شمال القارة الافريقية و يحرق القري و يقتل المارة و يغتصب الفتيات و لعشرات السنين و في رقعة جغرافية تمتد من تشاد الى بوركينا فاسو الى مالي و النيجر و الكمرون و نيجيريا؟ الإجابة بكل بساطة بعض من الدول الغربية . ففرنسا و اليمينين اليسوعيين الانجلكانيين في أمريكا ودوائر غربية أخرى تقوم بدفع تلك المليارات . ففرنسا تريد دولا خائفة وهشة لكي تزيد الاعتماد على فرنسا لكى تحكم قبضتها عليها. اليسوعيين الانجلكانيين يعلمون ان المنطقة بها حوالي 300 مليون مسلم و 200 مليون مسيحي. وفى بالهم ان الطفل المسلم الذى يصحو من النوم خائفا من انه قد لا يبقى حيا حتى المساء لو هجمت عليه هذه الجماعات الإسلامية المتشددة ، يشب وهو متشكك في هذا الدين الذى روعه وهو طفلا. اما طفل غير المسلمين فانه يشب و يصبح عدوا لهذا الدين.. نظام تبشيري بحت ، لكن بطريقة فيها المتعصبون اليسوعيون يستغلون الجاهلين من المسلمين ، وهنا التقت مصالح فرنسا و كثير من الدوائر الدينية و الاستخباراتية الغربية.

بوركينا فاسو، والمجاورة لكل من مالي و النيجر و بنين وتوغو وغانا ، قد انهكها القتلة الماجورين من الجماعات المتشددة. الشعب من جانبه يكن كرها مقيتا لفرنسا منذ ان قتلت الرئيس توماس سنكارا في عام 1987م بيد نائبه بليس كومبري. الهجوم المتكرر و القتل و الحرق الذى تقوم به الجماعات الإسلامية المتشددة و موقف فرنسا المتذبذب و أحيانا متماهى مع أفعال هذه الجماعات ، جعل الحكومة الحالية في بوركينا فاسو و التي يراسها الانقلابي النقيب إبراهيم تراوري ، ان تتعاون مع روسيا لقتال المتشددين. فرنسا تري ان هذا انقلاب على مصالحها ولذلك الان تخطط مع الدول الغربية لإخراج روسيا من هنالك ولو دعي الامر قلب الحكومة البوركنابية. المشكلة التي تواجهها فرنسا هنالك ان الشعوب تكرهها كره الثعبان و لن تجد دولة تتعاون معها لغزو بوركينا فاسو ابدا. لكن يمكن لفرنسا ان تستغل أراضي في مالي و النيجر ، التي خارج سلطة هذه الدول ، و تنفذ ما تريد في بوركينا فاسو و لكن سوف يكون الثمن غاليا.

نشاط الجماعات المتطرفة هذه في دول مثل مالي والنيجر أيضا يؤسس لفوضى قد تجبر حكومات دول اخري ان تتعاون مع روسيا . التعاون مع روسيا قد يؤدى الى فقدان فرنسا لنفوذ وفرص تاريخية للنهب اقتصادي امتد لمئات السنين. وبما ان دول الساحل الغربي لأفريقيا اعقل بألف مرة من ان تعطي سنتمترا واحدا من أراضيها للروس لاستغلاله كقاعدة عسكرية ، فان خوف فرنسا هو من السودان ، الذى اعجز العالم في فهم الطريقة التي يتصرف بها قادته. ففرنسا والدول الغربية لا تريد ان يكون السودان صليحا ومعبرا ونقطة انطلاق للروس لوسط شمال افريقيا و المناطق المجاورة و لدعم قواتهم هنالك . لذلك ترى فرنسا ان وجود دوله مدنية و مستقرة في السودان سوف تكون بعيدة عن روسيا من هذه الناحية و بعيدة عن الغامرات وبذلك لا تحتاج الى ان تعطي ارضها وقواعد بحرية وبرية للروس او غيرهم ليثبتوهم على كرسي اغتصبوه و لا يحتاجون لحماية روسيا في مجلس الامن ولا حاجة لهم لشركة فاقنر لتحميهم من الغدر ومن الانقلابات ومن الشعب ، و من هنا يأتي الدعم الفرنسي لتشكيل حكومة مدنية.

تأكيدا لأهمية موقع السودان بالنسبة للمصالح الفرنسية و المتمثلة فقط في عدم التدخل في مناطق نفوذها في افريقيا، فقد زار وزير الخارجية الفرنسي السابق جان لودريان الخرطوم وقابل الدكتور حمدوك في 16-9-2019 م ، وهو بعد 25 يوما من تنصيبه ، ووعد الضيف الفرنسي بتقديم كل الدعم الاقتصادي و المالي و السياسي للسودان ، و قد اوفوا بذلك. وسارعت حكومة فرنسا في تقديم الدعوة لرئيس الوزراء لزيارتها و هو ما قد تم في حوالي 29-9-2019م. وفى تلك الزيارة قدمت فرنسا دعما حاضرا للسودان بمبلغ 60 مليون يورو وعدت بالمزيد والعمل على رفع العقوبات كلها عن السودان و تخفيف ديونه المهولة. و في مايو 2021م عقدت مؤتمرا اقتصاديا باريس وحشدت للمؤتمر كل ذي شأن لدعم السودان. و في نفس الشهر دفعت للسودان 1،50 مليار يورو لتسديد متأخرات للبنك الدولي و صندوق التنمية الافريقي .اما الجائزة الكبرى استملت في 21-5-2021م عندما عفت فرنسا مبلغ 5 مليار دولار من ديونها على السودان وتواصلت مع المانيا لإعفاء 360 مليون يورو من ديونها على السودان وتعهدات اخري بإعفاء 25 مليار دولار اخري من ديون السودان. فرنسا كانت المتبنى الرسمي لإعفاء كامل ديون السودان ، و البالغة 60 مليار دولار ، وفوائدها السنوية قد تبلغ 5 مليار دولار ، حيث مبلغ الفائدة لوحدة هو اعلي من كامل قيمة صادراتنا السنوية من الذهب ، حسب إفادات الانقلابي جبريل إبراهيم و التي ادلى بها أخيرا.

نواصل

ماذا تريد منا روسيا

 

آراء