تحديات الثورة السودانية بين حرية الرأى والتجنى عليها

 


 

 


و ما انتفاع اخى الدنيا لناظره
اذا استوت عنده الأنوار والظلم.

دخل السودان بعد ثورة الشباب مرحلة جديدة، معقدة و متشابكة، وضجت الساحة باراء وأفكار منها المفيدة الساعية لانارة الطريق وزرع الأمل لغد مستقر يستحقه هذا الشعب الابى، ومنها آراء ظنت أن حرية الرأى فك زمام الألفاظ الغليظة والاساءات المرة على صعيد الأشخاص وحتى الامم فى مساع تزيد الأوضاع ظلاما، وتنتفخ اوداج هؤلاء فخرا وعزا كلما ارتفعت أصواتهم ذما، وطربوا لتهليل بعض قاصرى النظر وعدوه نصرا لرؤاهم المبتسرة.
وساسعى فى نقاط تبيان ما يمكن أن يدرج تحت لافتة (حرية الراى) ..وتلك الاراء التى تجنى على حرية الرأى وتسهم بدراية أو بدون دراية إلى إدخال البلاد فى نفق الاحتراب والاقتتال ثم التشظى..


(2)
** الحرص على إصلاح مسار الثورة، ونقد تغول بعض مكونات المشهد السياسى وخروجها من ما تم الاتفاق حوله..وايضا نقد توسع بعضها فى مجالات لم تمنح لها..يمكن إدراجه تحت باب التقييم الموضوعى ..وحرية الراى..،شريطة الإيمان بأن الساحة تستدعى تضافر جهود الصادقين لجمع شعث القوى الداعمة لإصلاح المسار.
،** من الجانب الآخر وصف بعض المتنفذين بعبارات تقريرية(خائن ) أو(مرتشى) و(ماسورة) و(عميل) دون أدلة يدرج تحت باب إساءات شخصية، ومن حق الذين تساء سمعتهم الدفاع ، وهذه العبارات المسيئة لا تسهم فى تحقيق مرامى الصادقين لجمع شتات الساعين لجمع الشتات من أجل وحدة البلاد..ولا يمكن إدراج المتماهين مع مثل هذه الاتهامات تحت باب حرية الرأى!

** وصف بلاد معينة بأنها تخطط لوأد اقتصاديات البلاد مع إيراد أدلة واضحة عن المخطط فى شكل أرقام و معطيات حسب رؤية مؤيديه، والدعوة للحوار حوله لاستجلاء الحقائق يمكن إدراجه تحت بند حرية الرأى.
ولكن من الجانب الآخر إبراز بعض التجاوزات الفردية من تهريب وتزوير وغش، وتفسيرها كمخطط استراتيجى تتبناه هذه الدول المعنية لتركيع السودان، اتهامات لا ترقى أن توضع تحت بند حرية الرأى ، ولكنها تعتبر آراء متحاملة لخدمة أهداف غير حقيقيةو، والتصرفات غير القانونية التى تطرأ من أفراد فى كل مجتمع يجب أن توضع تحت بند قضايا الفساد ضد هؤلاء الالى لا يخلو مجتمع من وجودهم فى اى مكان..
**- إضافة لما ذكر اعلاه إضفاء،عبارات غليظة ووصف بعض البلاد بأنها مصدر المصائب وبلاد المرابين والقوادين، يعتبر تعميما مخلا لمجتمعات واسعة فيها الصالح والطالح، و يخرج مثل هذا التصرف من إطار حرية الرأى ويدرج تحت باب إثارة الكراهية وتأجيج الخلافات ...لتمتلا الاسافير باساءات متبادلة !!!!
**--اتهام بعض الشخصيات النافذة فى أصولهم والإشارة بانها من العناصر المدسوسة لتحقيق أهداف غير وطنية لا يمكن إدراجه تحت باب حرية الرأى و يستحق مروجوه التعرض للمساءلة القانونية لأنها اتهامات وبذاءات تطلق فى الهواء و لا تقدم أدلة تفضى لشىء مفيد!!!!
*---
إبداء التخوف على أمن البلاد من انتشار لمليشيات مسلحة وسط المدن، ونقد بعض التصريحات التى يشتم منها نزعات استعلاء وتكبر..يعتبر تخوفا مشروعا ومن المفترض أن تقرأه جهات الاختصاص بعناية واهتمام حتى لا تنجرف البلاد إلى فوضى ..و التركيز على نقد هذه التصرفات يمكن إدراجه تحت باب حرية الرأى.
ولكن من الجانب الآخر وصم المليشيات المسلحة بأنها قادمة من خارج السودان. وقادتها مشكوك فى وطنيتهم واصالتهم يعتبر تقييما خارجا من بند حرية الراى، ويسهم فى تأجيج الاحتقان لامة تلتمس طريقها للاستقرار والتنمية.

*التماهى غير الرشيد مع بعض المتحدثين عن المكونات الاثنية والثقافية ، و إعطاء صورة قاتمة عن الشروع فى مواجهات ابادة على أسس عنصرية ونقل الحرب إلى المدن، واتخاذ الأسلوب الفج المماثل لا يعتبر اتجاها لترسيخ فكرة ، حرية الراى..ولاسيما حين ينفعل إعلاميون مهنيون واكاديميون..ويتبنون لأجندات معاكسة مؤديةالى مزيد من عوامل الانقسام والكراهية .
ولان النار من مستصغر الشرر يصبح ويضحى ويمسى ضروريا من عشاق حرية الرأى أن يشرعوا أقلامهم لتقزيم دور هؤلاء القاصرين فى رؤاهم...و السعى لكشف خبث نواياهم. وهنا يكون لحرية الرأى دورا ايجابيا
...* خلاصة القول هناك خيط رفيع بين حرية الرأى والنقد البناء، وذلك الذى ينطلق كالبارود الطائش بلا وازع أو إدراك لمسائل تعمق الاحن وتنذر بمستقبل مظلم لبلادنا.


samihsalah2018@gmail.com


///////////////////

 

آراء