تمزيق الصحف .. التضامن مع جعفر السبكي ورفاقه

 


 

مصطفى سري
7 November, 2010

 

نقطة ... وسطر جديد


لا شئ يرهب عصبة الانقاذ سوى الصحافة والاعلام الحر – وليس بالطبع صحف الطيب مصطفى واسحاق احمد فضل الله – وطوال فترة حكم البشير للسودان ظلت الحريات الصحافية والصحافيين الاحرار هم اوائل المستهدفين ، من تقييد للحرية الصحافية ، اغلاق الصحف ، الرقابة القبلية للنشر ، حجب المعلومات  ، الاعتقالات الجزافية ، الاحكام المتعسفة ، وتزوير ارادة الصحافيين في العمل النقابي باتحاد صحافي كسيح ومتملق لا يدافع الا عن مصالح قيادته المتماهية مع الحزب الحاكم .
واذا عدنا الى تاريخ  العصبة  الحاكمة، نجد ان قيادات الحركة الاسلامية  عندما كانت تتمرن في السياسة من خلال النشاط السياسي  الطلابي كانت تمارس ذات العنف اللفظي والبدني ، اذ كانت ترفض الراي الاخر وتقوم بالاعتداء على قادة التنظيمات الاخرى ( بالسيخ والملتوف) ، فقد شبت هذه الجماعة على هذا النهج  والسلوك غير الاخلاقي ، ومن من ضمنها تمزيق الصحف الحائطية لمخالفيهم ، وكنا نرى كيف يأتون باكراً الى النشاط الطلابي ( وهذا السلوك في كل جامعة في داخل السودان او خارجه ) لتقوم كوادر العنف بالاعتداء على الصحف بتمزيقها وهم يهللون ويكبرون كأنهم دخلوا ( القدس ) .
وبعد ان استولت الحركة الاسلامية  على السلطة بليل ، فانها قنتت  نهجها التعسفي في رفض الاخر ،لكن هذه المرة  بقوة السلطة والقانون وبسلاح الترغيب والترهيب ، وقد مرت مجموعات كبيرة من الصحافيين الشرفاء على بيوت ( الاشباح ) وسجون السودان الاخرى منذ يونيو 1989 ، كما تمت محاكمات لعدد من الصحافيين واول الصحافيين الذين تمت محاكمتهم الاستاذ محمد الفاتح المرضي في العام 1990 ، كما طالت ايضاً ممن كانوا ينتمون الى فكر الحركة الاسلامية ، منهم الاستاذ محجوب عروة صاحب جريدة ( السوداني ) والذي تم تعذيبه والتشهير به بانه عميل للمخابرات المصرية في العام 1994  ، ولم يعفيه انتماءه السابق للحركة الاسلامية ، من توجيه تهمة التخابر ، رغم ان المؤتمر الوطني وقادته يحجون الان الى القاهرة بين الفينة والاخرى .
وبعد الانشقاق الشهير في الحركة الاسلامية  في ديسبمر العام 1999 فان قادة الحزب الحاكم زادوا من التضييق على اخوتهم السابقين ومنها مصادرة جريدة ( راي الشعب ) واغلاقها ( بالضبة والمفتاح ) اكثر من مرة، وتقديم عدد من صحافيي الجريدة الى المحكمة ( ابو ذر الامين ورفاقه الاخرين ) وتمت محاكمتهم بصورة قاسية وفاجرة في يوليو العام 2010 ، كما ان صحف اخرى تمت مصادرتها مثل صحيفة ( الوطن ) لصحابها الراحل سيد احمد خليفة ، وصحيفة ( الوان ) لحسين خوجلي لاكثر من عامين ، الى جانب تعرض الصحافيين الى الاعتقالات والترهيب ، وما زالت عدد من الصحافيين والصحف تواجه المحاكم في عدد من البلاغات .
ان سياسة تمزيق الصحف  وكبت الحريات التي يستمر فيها النظام الحاكم ، توضح بجلاء ان قضية الحريات الصحافية وحرية التعبير تواجه عنتاً وضيقاً كبيرين ، كما ان اعتقال الصحافيين وارهابهم تعبر عن تجليات ازمة النظام ، وقد سبق ان قامت الاجهزة الامنية في الشهرين الماضيين بايقاف اجهزة البث على موجات ( الاف ام ) لهيئة الاذاعة البريطانية ، واذاعة مونت كارلو ، واليوم تحيك التآمر على راديو دبنقا الموجه لشعب دارفور ، باتهام صحافيين بانهم يعملون مع هذه الاذاعة ، في محاولة لارهاب الصحافيين في تناول قضية الاقليم الذي يشهد في الفترة الاخيرة تداعيات كبيرة وخطيرة ، جراء ما يسمى باستراتيجية السلام التي تعبر عن استراتيجية الحل الامني والعسكري .
ندعو جميع الشرفاء الى وقفة تضامنية قوية لاجل اطلاق سراح الصحافي الحر جعفر السبكي ورفاقه ، ووقف الحملات الجائرة والتعسفية التي تقوم بها الاجهزة الامنية ومنها الامني الشعبي ضد الصحافيين والصحف من انتهاك حرياتهم المنصوص عليها في الدستور وتفوق النظام في التعدي والاستهزاء والاستهتار به اي تصور ,

 mostafa siri [mostafasiri@yahoo.com]

 

آراء