جاء يتهادي في خيلاء مثل الطاؤوس وكأنه ولي عهد النمسا

 


 

 

جاء يتهادي في خيلاء مثل الطاؤوس وكأنه ولي عهد النمسا ، علي أذنيه جوز سماعات من الحجم الكبير وكان بهما يبدو مثل طيار علي وشك الهبوط وفي جيبه جهاز تسجيل اكيد أنه محشو بأغاني هابطة وفي يده كوب من القهوة ، يريد الدخول لغرفة الدراسة رغم أن الدرس قد مضي علي

ghamedalneil@gmail.com

هذا المشهد الموثق في العنوان أعلاه حتما أنه من بلاوي المدارس الخاصة التي حولت الطالب الي سيد مطاع تهابه إدارة المدرسة وفي سبيل كسب رضاه وإعطائه مبتغاه من الحرية المدعومة التي يفعل بها مايحلو له ليقف المعلمون حياري أمام هذا الدكتاتور الصغير الذي يعي تماما أن أسرته تدفع من المصاريف الدراسية بالعملة المحلية بالقسم العربي وبالدولار في القسم الانجليزي وهذه المصاريف الباهظة يعجز عن دفعها الكثيرون خاصة في ظروف هذه الحرب اللعينة وهجرة مدارسنا الي أرض اللجوء التي تتاح فقط لمن يدفع الالتزامات كاملة للمدرسة والبقية من المعسرين يقبعون في بيوتهم من غير دراسة ولاتعليم ولاتربية ومعظمهم تكون سلوتهم في افلام الكرتون وقضاء أزمان متطاولة في استعراض مايشاهدونه في الموبايل من مواد لايدري أولياء الأمور عن كنهها شيئا وكما يقال فقد تركوا لهم الحبل علي الغارب وكان الحصاد طفل مدلل متغطرس شرس الطباع انطوائي اناني لايقبل نصيحة ولاتوجيها من أحد واولياء الأمور فيهم المكفيهم ويكفي أنهم نزحوا ولجاوا لبلاد الغير تحت وابل من الدانات والقذائف المدفعية وكافة أنواع الفظائع التي وقف أمامها العالم مندهشا فاغرا فاه !!..
باختصار أن المدارس الخاصة بما تعودنا عليها من اهتمام فقط بالناحية المادية وإهمال النواحي التربوية ووضعها في خانات الأوليات المنسية والغرض منها التجارة والتربح وقد وجدت ضالتها في انهيار وزارة التربية والتعليم التي أصبح وزيرها يتم اختياره في أي تشكيل جديد للحكومة في آخر المطاف وبعد تعيين وزراء الوزارات السيادية وكأنهم يبعثون برسالة للمجتمع علي أن وزارة التربية والتعليم ليست من الخطورة بمكان ويمكن أن تسند لاي وزير من جماعات الحركات المسلحة كترضية وكتمومة جرتق وكديكور فقط مثلها مثل أي شيء هامشي متغافلين أن التربية والتعليم كان من الأجدر أن يكون لها القدح المعلي وان يكون المعلم هو الموظف الذي يجب أن يتقاضى مرتبا أعلي من مرتب رئيس الوزراء بل أعلي من رئيس الجمهورية لدوره ومجهوده الضخم في إرساء قواعد العلم والأخلاق والتفوق في أبناء الوطن ليعيش الوطن في أمن وأمان بعيدا عن الاختراقات وكل الطوابير الخامسة وغيرها ولكي يتنفس أبناء الشعب اوكسجين الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ، وتأتي وزارة الصحة صنوا لوزارة التربية والتعليم تؤاما لايفترق لبناء العقل السليم في الجسم السليم !!..
غدا إن شاء الله سبحانه وتعالى وباذنه ستتوقف الحرب ويعم السلام وكما نعرف فإن السلام يكون مكلفا أكثر من الحرب وعملية البناء اصعب بكثير من عملية الهدم وبناء العقل يحتاج الي تضحيات جسام ونكران ذات ووطنية والمطلوب كاولية إعادة التعليم الحكومي الي سابق عهده والتقليل من منح التصاريح للمدارس الخاصة إلا بضوابط صارمة خاصة في فرض الرسوم التي أصبحت اسعارها تتزايد متل اسعار الأسواق المنفلتة التي غابت عنها رقابة صارمة من أصحاب الاختصاص والأمر كله لايعدو أنه فساد في فساد ، ونريد أيضا للمستشفي الحكومي أن يعود كما كان دقة ونظافة وتطبيب عالي المستوي مقارنة بالمستشفي الخاص ذلك المتجر الذي يرنو بعينه فقط للربح وصحة المريض هي اخر اهتماماته ولا تهمه في شيء !!..
ونرجو تأهيلا عاليا للمعلم وللطبيب ولكافة أفراد الخدمة المدنية ونرجو أن نصبح ولانري كل هذه الجامعات العشوائية التي نمت وترعرعت مثل الحشائش الطفيلية التي يجب أن يتم استئصالها اليوم قبل الغد إن أردنا أن لا تتكرر عندنا تجربة الجنجويد وهذه الحرب اللعينة العبثية التي تعيش وتتغذي علي جهلنا واهمالنا للتعليم والتربية وتقليد الآخرين وبعدنا عن اصلنا وفصلنا وتراثنا الناصع الذي كان يحب علينا أن نعض عليه بالنواجذ ... ولكن معليش .... الجايات أكثر من الرايحات !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .

 

آراء