حان الوقت لوحدة دعاة الاطاري والجذريين .. لا وقت للبكاء على اللبن المسكوب
حمد الناير
1 March, 2023
1 March, 2023
alnaierhamad20@gmail.com
في خضم كل هذا العبث بمقدرات الشعب والتراشق بين عساكر البشير وجيش حميدتي والميليشات التي تعقد مؤتمراتها الصحفية تحت رعاية الجيش المزعوم، حان الوقت الآن أكثر مما مضى للعمل على توحيد المعارضة للانقلاب والمضي بالثورة الى مرحلة أعلى. حان الوقت لإلتقاء دعاة الاتفاق الاطاري ودعاة التغيير الجذري في منتصف الطريق وأخذ زمام المبادرة. إذا غم علينا الأمر في لحظة ما وارتكبت الأخطاء فعلينا إزالة الغشاوة عن أعيننا ، فلم يفت الاوان بعد. بل خيرا من أن نعمه في عمى تاريخي عن انفسنا وتقاليدنا النضالية وتقاليد شعبنا وتاريخه وعن المصير الذي ينتظرنا حال الفشل، فأن التاريخ لا يرحم.
نقولها بوضوخ لدعاة التغيير الجذري: لا سبيل لتغيير جذري في ظل هذا الواقع المتشظي مع كل هذه الموارد المشتتة وهذا الانقسام الكسيح. لا سبيل لتغيير جذري ما لم تتحقق هذه الوحدة. ونقولها بوضوح لدعاة الاتفاق الاطاري: لا سبيل لإنهاء الانقلاب بالتي هي احسن عن طريق اتفاق إطاري مع لجنة البشير الأمنية طالما ظلت قحت يتيمة تجلس لوحدها في مائدة اللئام. ومثلما أن الحديث عن العملية السياسية والوصول الى التحول الديمقراطي عبر الاتفاق مع لجنة البشير الأمنية لا يعدو ان يكون سوى غشامة كبرى فإن الحديث عن تراكم كمي وتحول نوعي للوصول بالثورة الى قمتها لا يعدو أن يكون سوى ميكانيكية ساذجة وتبسيط مخجل بل إهانة للديالكتيك. من أين لك بعصيان مدني واضراب سياسي ونقاباتك محطمة ومشرذمة؟ تيار التغيير الجذري لوحده لا يستطيع إعادة بناء النقابات، فهذا الواقع الشائك ليس اربعينات القرن الماضي وإعادة بناء النقابات بالسرعة المطلوبة قبل فوات الآوان يتتطلب توافق تيارات عديدة. ثم، أن قانون الثورة السودانية الاساسي هو التوافق الجمعي (Societal Consensus). قانون الثورة السودانية ليس هو العصيان المدني والاضراب السياسي العام، بل هذا الاخير هو اداة واحدة من ادواتها، حيث أنه لا يتحقق الاضراب السياسي والعصيان المدني نفسه الا بهذا التوافق الجمعي. وحتى يصل الشعب السوداني الى ذلك فإن القوة الرافعة لتحقيق هذا التوافق الجمعي هى احزابه ومنظماته متوحدة.
كيف تنجز هذا التوافق الجمعي والمجتمع منقسم؟ الإجابة ببساطة هي: هذا مستحيل! ولا تقل لى التراكم الكمي والتحول النوعي مرة اخرى. لم تتحقق انتفاضة واحدة دون هذا التوافق الجمعي. واي انتفاضة أو هبة مجهضة فقد اجهضت لفقدان التوافق الجمعي. اذن انت محتاج ان تعمل مع هذه الاحزاب والمنظمات الاخرى رغم اختلافك معها. عليك البحث عن اخطائك واخطائها والعمل بصبر على تصحيحها بدلا من تضييع وقتك في وصمها بخيانة مزعومة واحكام اخلاقية لا اساس لها الا في عالم اليسارية الطفولية وصياحها الاخلاقي والرضاء الزائف عن الذات. أما الحلم بأن يرث حزب ما جماهير الاحزاب الاخرى فهو حلم طائش يقف ضد واقع الوجود الانساني وتعقده وتنوعه. حلم يقف ضد الارادة وحرية الاختيار. بل حلم اثبت التاريخ خطله على مدى أكثر من سبعين عام.
ومن ناحية اخرى نقول بكل وضوح لدعاة الاتفاق الاطاري: الا ترون من تفاوضون؟ الا ترون تلك الذبذبة والفهلوة والمراوغة من قبل لجنة البشير الامنية؟ والغريب إن ذلك يتم تحت انوفكم على نفس خشبة مسرح العبث البشيري: زيجات جماعية، حاضنات قبلية، مليشيات انقاذية تحت رعاية الدولة، لم يتبق الا كورس البشير ودلوكته ليؤدى البرهان أوالكباشي أوالعطاء رقصة البشير الختامية. انكم بإختصار تفاوضون اقنعة البشير والمؤتمر الوطني. فإن المشهد لا يختلف عن مفاوضات سلطة الإنقاذ منذ لقاء على الحاج بالدكتور لام كول ببرلين الى حوار الوثبة. وواقع الحريات والحقوق لا يختلف عن ايام الانقاذ، بل أسوأ، فكل يوم شهيد وكل يوم دم جديد، كأننا تحت سلطة إحتلال. وتواصل الفساد بوصول اراذل القوم الجدد وعودة القدامى بل ابتدعت حملة بلاغات غير مسبوقة لتكميم افواه الصحافيين النابهين. ماذا تنتظرون لتفهموا وتنفضوا ايديكم من هذا العبث؟
وسط كل هذا الهرج والمرج، الم يسمع الجذريين والاطاريين برفض المسجل العام لتسجيل نقابة الصحافيين؟ هذه هي المعركة الحقيقة التي يجب أن يلتف حولها الاطاريين والجذريين معا للعمل سويا يدا بيد. هذه هي السوح التى ينبغي أن تجمعهم، لينافحوا أقنعة البشير وأقنعة المؤتمر الوطني بدلا عن ورش السياسات العليا في غرف المؤتمرات والتنظير (الثوري) الممل حول التراكم الكمي والتحول النوعي لنضال الجماهير. هكذا تصنع الديمقراطية والحقوق في خضم المعارك اليومية. للتيارين مصلحة في حرية الصحافة والصحافيين، والجميع يعلم إننا امام نظام المؤتمر الوطني وسلطة الكيزان بمسجلها العام ومراجعها العام وقضاتها وجيشها وبوليسها وبقضها وقضيضها. ما الذي يمنع الاطاريين من خوض معركة حماية الحقوق الاساسية مع رفاقهم الجذريين وفي نفس الوقت مواصلة مفاوضاتهم مع العسكر؟ وما الذي يمنع الجذريين من الاستمرار في نقد التفاوض مع العسكر وفي نفس الوقت يواصلوا خوضهم لمعركة الحريات مع رفاقهم الاطاريين؟
والآن، هنالك معركة كبري قادمة حيث يسعى الاطباء الآن لعقد الجمعية العمومية لاطباء السودان يوم 11 مارس لإنتخاب لجنتها التمهيدية. وتتواتر المعلومات أن سلطة الانقلاب الراهنة والفلول في حالة جزع عظيم من إكتمال هذه الخطوة. وسيضع الانقلاب والفلول العراقيل القانونية والادارية أمام ذلك وقد يصل الأمر لحد العنف البدني ضد الاطباء مثلما حدث في دار المحاميين. وبهذه المناسبة لم يكن ليحدث ما حدث من اعتداء آثم على دار المحاميين لولا غياب تيارات بعينها من الالتفاف حول الدار والدفاع عنها. فلم يكن لتواتي الجرأة الفلول تحت حماية شرطة الانقلاب للاقتراب من دار المحامين في حالة توحد الاطاريين والجذريين حول الحقوق والحريات رغم اختلافهم حول وثيقة المحاميين، ولكن الخلاف بين الاطاري والجذري اعطاهم الفرصة والشجاعة لإقتحام الدار.
لا سبيل الا الوحدة فيما يجمع دعاة الديمقراطية، اطاريين وجذريين، فيما ينفع الناس. وإن لم ينجز ذلك ستظل حركة الديمقراطيين اسيرة لسماسرة الانقلاب والدور في حلقات مفرغة بين سوق اتفاقات الانقاذ وحوار الوثبة وبين حلم بعيد المنال في اكتمال الثورة في ظل اسوأ تشرذم تشهده الحركة السياسية السودانية منذ ميلادها.
في خضم كل هذا العبث بمقدرات الشعب والتراشق بين عساكر البشير وجيش حميدتي والميليشات التي تعقد مؤتمراتها الصحفية تحت رعاية الجيش المزعوم، حان الوقت الآن أكثر مما مضى للعمل على توحيد المعارضة للانقلاب والمضي بالثورة الى مرحلة أعلى. حان الوقت لإلتقاء دعاة الاتفاق الاطاري ودعاة التغيير الجذري في منتصف الطريق وأخذ زمام المبادرة. إذا غم علينا الأمر في لحظة ما وارتكبت الأخطاء فعلينا إزالة الغشاوة عن أعيننا ، فلم يفت الاوان بعد. بل خيرا من أن نعمه في عمى تاريخي عن انفسنا وتقاليدنا النضالية وتقاليد شعبنا وتاريخه وعن المصير الذي ينتظرنا حال الفشل، فأن التاريخ لا يرحم.
نقولها بوضوخ لدعاة التغيير الجذري: لا سبيل لتغيير جذري في ظل هذا الواقع المتشظي مع كل هذه الموارد المشتتة وهذا الانقسام الكسيح. لا سبيل لتغيير جذري ما لم تتحقق هذه الوحدة. ونقولها بوضوح لدعاة الاتفاق الاطاري: لا سبيل لإنهاء الانقلاب بالتي هي احسن عن طريق اتفاق إطاري مع لجنة البشير الأمنية طالما ظلت قحت يتيمة تجلس لوحدها في مائدة اللئام. ومثلما أن الحديث عن العملية السياسية والوصول الى التحول الديمقراطي عبر الاتفاق مع لجنة البشير الأمنية لا يعدو ان يكون سوى غشامة كبرى فإن الحديث عن تراكم كمي وتحول نوعي للوصول بالثورة الى قمتها لا يعدو أن يكون سوى ميكانيكية ساذجة وتبسيط مخجل بل إهانة للديالكتيك. من أين لك بعصيان مدني واضراب سياسي ونقاباتك محطمة ومشرذمة؟ تيار التغيير الجذري لوحده لا يستطيع إعادة بناء النقابات، فهذا الواقع الشائك ليس اربعينات القرن الماضي وإعادة بناء النقابات بالسرعة المطلوبة قبل فوات الآوان يتتطلب توافق تيارات عديدة. ثم، أن قانون الثورة السودانية الاساسي هو التوافق الجمعي (Societal Consensus). قانون الثورة السودانية ليس هو العصيان المدني والاضراب السياسي العام، بل هذا الاخير هو اداة واحدة من ادواتها، حيث أنه لا يتحقق الاضراب السياسي والعصيان المدني نفسه الا بهذا التوافق الجمعي. وحتى يصل الشعب السوداني الى ذلك فإن القوة الرافعة لتحقيق هذا التوافق الجمعي هى احزابه ومنظماته متوحدة.
كيف تنجز هذا التوافق الجمعي والمجتمع منقسم؟ الإجابة ببساطة هي: هذا مستحيل! ولا تقل لى التراكم الكمي والتحول النوعي مرة اخرى. لم تتحقق انتفاضة واحدة دون هذا التوافق الجمعي. واي انتفاضة أو هبة مجهضة فقد اجهضت لفقدان التوافق الجمعي. اذن انت محتاج ان تعمل مع هذه الاحزاب والمنظمات الاخرى رغم اختلافك معها. عليك البحث عن اخطائك واخطائها والعمل بصبر على تصحيحها بدلا من تضييع وقتك في وصمها بخيانة مزعومة واحكام اخلاقية لا اساس لها الا في عالم اليسارية الطفولية وصياحها الاخلاقي والرضاء الزائف عن الذات. أما الحلم بأن يرث حزب ما جماهير الاحزاب الاخرى فهو حلم طائش يقف ضد واقع الوجود الانساني وتعقده وتنوعه. حلم يقف ضد الارادة وحرية الاختيار. بل حلم اثبت التاريخ خطله على مدى أكثر من سبعين عام.
ومن ناحية اخرى نقول بكل وضوح لدعاة الاتفاق الاطاري: الا ترون من تفاوضون؟ الا ترون تلك الذبذبة والفهلوة والمراوغة من قبل لجنة البشير الامنية؟ والغريب إن ذلك يتم تحت انوفكم على نفس خشبة مسرح العبث البشيري: زيجات جماعية، حاضنات قبلية، مليشيات انقاذية تحت رعاية الدولة، لم يتبق الا كورس البشير ودلوكته ليؤدى البرهان أوالكباشي أوالعطاء رقصة البشير الختامية. انكم بإختصار تفاوضون اقنعة البشير والمؤتمر الوطني. فإن المشهد لا يختلف عن مفاوضات سلطة الإنقاذ منذ لقاء على الحاج بالدكتور لام كول ببرلين الى حوار الوثبة. وواقع الحريات والحقوق لا يختلف عن ايام الانقاذ، بل أسوأ، فكل يوم شهيد وكل يوم دم جديد، كأننا تحت سلطة إحتلال. وتواصل الفساد بوصول اراذل القوم الجدد وعودة القدامى بل ابتدعت حملة بلاغات غير مسبوقة لتكميم افواه الصحافيين النابهين. ماذا تنتظرون لتفهموا وتنفضوا ايديكم من هذا العبث؟
وسط كل هذا الهرج والمرج، الم يسمع الجذريين والاطاريين برفض المسجل العام لتسجيل نقابة الصحافيين؟ هذه هي المعركة الحقيقة التي يجب أن يلتف حولها الاطاريين والجذريين معا للعمل سويا يدا بيد. هذه هي السوح التى ينبغي أن تجمعهم، لينافحوا أقنعة البشير وأقنعة المؤتمر الوطني بدلا عن ورش السياسات العليا في غرف المؤتمرات والتنظير (الثوري) الممل حول التراكم الكمي والتحول النوعي لنضال الجماهير. هكذا تصنع الديمقراطية والحقوق في خضم المعارك اليومية. للتيارين مصلحة في حرية الصحافة والصحافيين، والجميع يعلم إننا امام نظام المؤتمر الوطني وسلطة الكيزان بمسجلها العام ومراجعها العام وقضاتها وجيشها وبوليسها وبقضها وقضيضها. ما الذي يمنع الاطاريين من خوض معركة حماية الحقوق الاساسية مع رفاقهم الجذريين وفي نفس الوقت مواصلة مفاوضاتهم مع العسكر؟ وما الذي يمنع الجذريين من الاستمرار في نقد التفاوض مع العسكر وفي نفس الوقت يواصلوا خوضهم لمعركة الحريات مع رفاقهم الاطاريين؟
والآن، هنالك معركة كبري قادمة حيث يسعى الاطباء الآن لعقد الجمعية العمومية لاطباء السودان يوم 11 مارس لإنتخاب لجنتها التمهيدية. وتتواتر المعلومات أن سلطة الانقلاب الراهنة والفلول في حالة جزع عظيم من إكتمال هذه الخطوة. وسيضع الانقلاب والفلول العراقيل القانونية والادارية أمام ذلك وقد يصل الأمر لحد العنف البدني ضد الاطباء مثلما حدث في دار المحاميين. وبهذه المناسبة لم يكن ليحدث ما حدث من اعتداء آثم على دار المحاميين لولا غياب تيارات بعينها من الالتفاف حول الدار والدفاع عنها. فلم يكن لتواتي الجرأة الفلول تحت حماية شرطة الانقلاب للاقتراب من دار المحامين في حالة توحد الاطاريين والجذريين حول الحقوق والحريات رغم اختلافهم حول وثيقة المحاميين، ولكن الخلاف بين الاطاري والجذري اعطاهم الفرصة والشجاعة لإقتحام الدار.
لا سبيل الا الوحدة فيما يجمع دعاة الديمقراطية، اطاريين وجذريين، فيما ينفع الناس. وإن لم ينجز ذلك ستظل حركة الديمقراطيين اسيرة لسماسرة الانقلاب والدور في حلقات مفرغة بين سوق اتفاقات الانقاذ وحوار الوثبة وبين حلم بعيد المنال في اكتمال الثورة في ظل اسوأ تشرذم تشهده الحركة السياسية السودانية منذ ميلادها.