حي الدباغة بمدني

 


 

 

محمد عبد الله الصايغ
أنا الدّابي
إن كَمَن للزول بِعيقو
… وأنا المأمون عَلي بنوت فَريقو
حي الدباغة بمدني
سيده تبكي في يأس أمام الكاميرا. مباني ، على تواضُعِها ، ساواها القصف بالأرض وأرسل ساكنيها إلى حيثُ لا يُظلَمُ أحَد.
أنا على يقينٍ تام أنّ قائد الجيش ومجلِسَهُ ، إن تَرَكنا أمر التأهيل كعساكر جانباً ، ليس لديهِم أدنى مُقَوّمات الإنسانيه بصفَةٍ عامه والأهَم أنّهُ ليست لديهِم ( النخوه ) والشهامه السودانيتين الّلتين عُرِفَ بهما الشعب السوداني نساءً ورجالاً على مَرّ تأريخِه.
كانَ قَدَر الله تعالى علينا أن تَمُر ثورة ديسمبر بكلّ هذه المُنعَرجات الخطيره وأن تكون قياداتها على هذه الشاكِلَه عسكراً ومدنيين حتى يُسَلّمونا للمُصيبَةِ تِلوَ المُصيبه رغم أن بلادنا تتمتع بمن هُم أجدَرُ .. أمانةً وأخلاقاً.
إنّ الهزيمَةَ الأولى التي مُنينا بها على مرّ التاريخِ العسكَري هي هزيمَة القَسَم العسكَري ( للسودانِ وشَعبِهِ حدودِهِ وإقليمِه ) ولو أدّى ذلكَ للمجازَفَةِ بِحباتي .. إن كانَ القَسَم الذي حَوّلَتهُ الإنقاذ للمؤتَمَر الوطني بدلاً عن الوطن وشعبِهِ أقولُ إن كان القسَم لكوادِرِهِم المُنضمه لهذه القوّات فهذا مفهوم ولكن أن يُقسم ضباط كانوا بالخدمه قبل مجيئ الإنقاذ وهنالكَ قَسَمٌ سَبَق على رِقابِهِم فهذا هو المُحزِن .. ومَن كَذبَ على الله فلا يُرجى منه أكثر مما يفعلَهُ المجلس العسكري وكبار ضباط القوات بالوطن وشعبه الآن.
لم أتصور أن تُغتَصَب النساء لحظياً في كلّ أرجاء الوطن ويُمارَس السلب والنهب بهذه الهمجيّه ويظل البرهان وأركان حربه قابعين في بورتسودان وهم يتبادلون الضحك والابتسام امام الكاميرات. وأُقسِمُ لو أن الجنجويد قرروا التوجه إلى بورتسودان فإن هذا القيادات ستغادر تاركةً الجميع لمصائرِهِم.
لا قوة إلا بالله.

melsayigh@gmail.com
//////////////////

 

آراء