خلوك سمارة وزين

 


 

 

يعتبر انهيار سور برلين وتفكك الاتحاد السوفيتي وسقوط النظام الاشتراكي والذي كان يتقاسم الهيمنة مع الولايات المتحدة انتصاراً للنظام الرأسمالي الليبرالي والتي أظهرت ما يسمى بالنظام العالمي الجديد الذي يدعو إلى النظام الرأسمالي وتبني أيدلوجية النظام العالمي. إن سقوط النظام الاشتراكي أدى إلى تحول العالم من " نظام الحرب الباردة " المتمركز حول الانقسام والأسوار إلى نظام العولمة المتمركز حول الاندماج وشبكات الإنترنت " تتبادل فيه المعلومات والأفكار والرساميل بكل يسر وسهولة" وانتصار الرأسمالية على الاشتراكية أدى إلى تحول كثير من الاشتراكيين إلى الرأسمالية والديمقراطية باعتبارها أعلى صورة بزعمهم وصل إليها الفكر الإنساني وأنتجه العقل الحديث حتى عده بعضهم أنه نهاية التاريخ.
مع عبور المزيد من البشر بحثًا عن الوظائف والأمن ومستقبل أفضل. أصبحت هناك تيارات في دول عدة ترفع شعارات الحاجة إلى مواجهة الغرباء أو استيعابهم أو طردهم من قبل النظم السياسية، كما لا يوجد مكان تكون فيه المشكلة أكثر حدة مما هي عليه في أوروبا. تم بناء الاتحاد الأوروبي ملاذ المهاجرين من أفريقيا على الوعد بتجاوز الاختلافات الثقافية بين الفرنسية والألمانية والإسبانية واليونانية. وقد تنهار بسبب عدم قدرتها على احتواء الاختلافات الثقافية بين الأوروبيين والمهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط. ومن المفارقات أن نجاح أوروبا في بناء نظام متعدد الثقافات مزدهر اجتذب الكثير من المهاجرين في المقام الأول كما أن ألمانيا لديها سجل رحب في استيعاب المهاجرين.
ولدينا في السودان تجربة السودنة وهو مصطلح قانوني وسياسي وإداري ولغة هي لفظ مشتق من لفظ السودان بمعنى جعل الأمور سودانية. ويعني اصطلاحا " عملية انتقال وتحول السلطة في السودان من أيدي الحكم الثنائي إلى الوطنيين من خلال دراسة شاملة لتلك العملية برعاية وإشراف لجنة دولية تشكلت بمقتضى المادة الثامنة من اتفاقية الحكم الذاتي التي وقعت في فبراير 1953 تسمى " لجنة السودنة".
كما قال الشاعر "حباب السودنوك خلوك سمارة وزين" تلك أكثر من ستون عاماً مرت على السودنة.
ياترى هل نحن الآن في حاجة لسودنة الوظائف جميعها بعد أن عاثت حكومة الجبهة الإسلامية بالخدمة المدنية؟. في الوقت الحالي تلعب الإستثمارات طويلة الأجل في مجال تطوير المهارات وتوفير فرص العمل للشباب دوراً مهماً في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام في العالم بشكل عام لتحفيز النمو الاقتصادي من خلال الجنسيات المتعددة. وقد علمت مؤخراً أن تصنيف الجامعات العالمي وفق مؤشرات الجودة يعتد بشكل كبير على قيام تلك الجامعات بتوظيف جنسيات متعددة فيما يعرف بالتعدد diversity. إذاً هل نحن منفتحين على التعدد في الوظائف في السودان في جميع مناحي الحياة العملية أم أننا سنكابر ونقول بأن لدينا موارد بشرية بما يكفي لسد الحاجة إلى تغطية جميع التخصصات والخدمات!

سامر عوض حسين
23 أغسطس 2022

samir.alawad@gmail.com
/////////////////////////

 

آراء