دعوة لمؤتمر مائدة مستديرة ثوري عاجل
بورفيسور مهدي أمين التوم
27 December, 2021
27 December, 2021
بسم الله الرحمن الرحيم.
*****
لقد وصل الفِعل والتفعيل الثوري أسوار القصر الجمهوري .. إنها مرحلة جديدة تتطلب رؤى جديدة، و قلباً لصفحة سادت خلال الأعوام الثلاثة الماضية و لم تأتي أُوْكُلاً أو تشفي غليلاً .. إننا الآن في بداية مرحلة تستوجب الإستعداد الفكري والمؤسسي لتغيير وشيك لا يجب أن نتركه يضيع أو يتسرب من بين أيادينا و نحن نتعارك أو نتفرج !! أظن أن هناك حاجة لتفكير و تنظيم خارج أُطر الأجهزة و التكوينات القائمة ، مع كامل التقدير لما نجحت في القيام به، و التفهم لما عجزت عن تحقيقه لأسباب موضوعية أو ربما لظروف خارجة عن الإرادة ، لأننا حسب مجريات المد الثوري الماثل أمامنا على مدى ظرف زمني قصير جداً يفصلنا عن إستعادة السلطة المدنية كاملة من براثن العسكر الجاثمين علي صدورنا حالياً دون وجه حق أو سند دستوري، و من أطماع الفلول الذين لا يستحون من نتائج ثلاثينية الدمار و الإغتصاب ، و سرقات الموارد ، و تقزم مساحات الوطن.
إن الأوضاع التي تبدو ملامحها في أفق ليس ببعيد تتطلب توحيداً عقلانياً جديداً لقوى الثورة ، و تستدعي تحديثاً عملياً لمكوناتها ، و تصوراً مستحدثاً و عاجلاً لميثاق جديد ، و وضعاً لخريطة طريق عملية توضح كيفية و آليات إستلام السلطة و ممارسة الحكم ، لكي لا يحدث فراغ عندما تحين لحظة التغيير التاريخية الوشيكة بإذن الله و أمر الشعب.
و كمساهمة متواضعة في هذا الشأن، أقترح أدناه رؤية أو خطوطاً عريضة لمؤتمر مائدة مستديرة ثوري عاجل، آملاً أن تجد الفكرة تطويراً و تمتيناً مِن الشباب ،أصحاب الوجعة ، الذين ظلوا دون كلل يحملون أرواحهم في أكفهم دفاعاً عن الثورة ، و تطلعاً لغدٍ يحقق طموحاتهم و أحلامهم ، و كذلك من المخضرمين المؤمنين بالثورة ، الذين صقلتهم التجارب ، و يدركون بقبول و وعي تامين أن الثورة جاءت لعصر غيرعصرهم . و الرؤية المطروحة هي علي النحو التالي:-
أولاً:
الهدف الأساس هو خلق روح و تنظيم يتصف بالقومية و الثورية و المرونة الفكرية التي تستند علي عدم التمترس في الأطر التقليدية، و عدم إحتكار الرأي أو إدِّعَاء ألوصاية علي الأمة.
ثانياً:
أعتقد أن هناك حاجة لتكوين جبهة ثورية متماسكة و قومية التوجه، تستحدث ميثاقاً سياسياً جديداً و تطور وثيقة دستورية بديلة ، كما تضع إطاراً عاماً لمشروع وطني قابل للتنفيذ و محقق لآمال الأمة السودانية.
ثالثاً:
هناك حاجة عاجلة لعقد (مؤتمر مائدة مستديرة) لدراسة الواقع و تأطير المستقبل علي الأسس العامة التالية:-
١- تبادر بالدعوة للمؤتمر( المنسقية القومية للجان المقاومة) بصفتها جسماً قومياً مقبولاً أثبت وجوده الميداني و فعاليته الثورية و التنظيمية.
٢- توفر جامعة الخرطوم ،كمؤسسة قومية، المكان و التسهيلات اللوجستية و التأمين و الضيافة.
٣- يكون كل أعضاء المؤتمر شباب مِن أجيال ما بعد ثورة أكتوبر .
٤- تُقَدَّم دعوة المشاركة لكل التنظيمات السياسية و المجتمعية و المهنية التي وقَّعت بداية أو لاحقاً علي إعلان الحرية و التغيير .
٥- يتم تمثيل كل تنسيقيات المقاومة في العاصمة و الأقاليم.
٦-يُمَثَّل قدامى العسكريين و الشرطة و مفصولي الخدمة المدنية.
٧- يُمَثَّل ثوار الخارج .
رابعاً:
في ما يتعلق برئاسة و نوعية عضوية المؤتمر، أقترح الآتي :-
١- يرأس المؤتمر السيد/ الصادق سمل والد الشهيد عبد الرحمن ، ليس فقط كرمزية ثورية ، بل لشجاعته و إمكاناته الفكرية و التنظيمية ،و لما يُحظَى به من إحترام عام في المجتمع بشكل عام و بين الثوار بشكل خاص.
٢- تكون والدة الشهيد مطر نائبة للرئيس.
٣- ينتخب المؤتمرون مقررة أو مقرر للمؤتمر و يُقِرُّون هيئة سكرتارية مقتدرة.
٤- تكون أعمار كل المشاركين من ممثلي التنظيمات السياسية و المجتمعية دون الخمسين عاماً ، تأكيداً للروح الشبابية للثورة، و ليس جحوداً أو معاداة لأجيال ثورتي أكتوبر ١٩٦٤ و أبريل ١٩٨٥م الكرماء الأماجد.
٥- يقتصر تمثيل أي تنظيم أو جهة مشاركة علي شخصين فقط و يكونا مفوَّضين كتابة من الجهات أو التنظيمات التي يمثلونها كشرط و كإلتزام مسبق من تلك الجهات بالمخرجات و القرارات التي ستصدر من المؤتمر.
خامساً:
المدى الزمنى المقترح لإنعقاد المؤتمر و إصدار قراراته لا يتجاوز نهاية يناير ٢٠٢٢ م على أساس أن الكل في حالة جهوزية ثورية ، و أن إنهيار النظام الجد وشيك يجب أن لا يحدث في فراغ أو في ظل ربكة أو قصور فكري أو تنظيمي.
سادساً:
مطلوب من المؤتمر أن يخرج بالآتي:-
١- إعلان سياسي واضح المعاني و المعالم.
٢-وثيقة دستورية مُحْكَمَة الصياغة و مكتملة الرؤى، خالية من عيوب و إختلالات الوثيقة الحالية ، و تستحق أن تكون قانوناَ أعظم للفترة الإنتقالية لا يخضع للأهواء و المزايدات .
٣-لوائح تنظيمية عامة و خاصة.
٤-خريطة طريق للفترة الإنتقالية واضحة و عملية.
٥-تنظيم إداري ثوري يشمل:-
(أ)جهاز تنفيذي برئاسة محددة ، مقبولة و قادرة ، تنبع من داخل المؤتمر، و أمانة عامة ذات كفاءة إدارية و سياسية ينتخبها المؤتمرون.
(ب)مجلس مركزي قومي مرجعي.
(ج) أمانة عامة للجان الثورية لتنسيق عمل تلك اللجان علي نطاق الوطن .
سابعاً:
الخلاصة:-
أتمنى أن يجد المقترح مَن يطوِّروه أو يقدموا بديلاً أفضل، كما أتمنى أن يزيح المقترح عبء الحاضر المباشر عن كاهل الأحزاب و التنظيمات السياسية و المجتمعية الأخرى التي تحملت المسؤولية ، و لا تزال تتحملها ، لتستجمع أنفاسها ،و لتجد وقتاً أطول لتمتين و تنظيم نفسها ، و لتعبئة جماهيرها إستعداداً لإنتخابات حرة لا بد قادمة، طال الزمن أو قصر.
و الله و الوطن من وراء القصد.
بروفيسور
مهدي أمين التوم
26 ديسمبر 2021م
mahditom1941@yahoo.com
*****
لقد وصل الفِعل والتفعيل الثوري أسوار القصر الجمهوري .. إنها مرحلة جديدة تتطلب رؤى جديدة، و قلباً لصفحة سادت خلال الأعوام الثلاثة الماضية و لم تأتي أُوْكُلاً أو تشفي غليلاً .. إننا الآن في بداية مرحلة تستوجب الإستعداد الفكري والمؤسسي لتغيير وشيك لا يجب أن نتركه يضيع أو يتسرب من بين أيادينا و نحن نتعارك أو نتفرج !! أظن أن هناك حاجة لتفكير و تنظيم خارج أُطر الأجهزة و التكوينات القائمة ، مع كامل التقدير لما نجحت في القيام به، و التفهم لما عجزت عن تحقيقه لأسباب موضوعية أو ربما لظروف خارجة عن الإرادة ، لأننا حسب مجريات المد الثوري الماثل أمامنا على مدى ظرف زمني قصير جداً يفصلنا عن إستعادة السلطة المدنية كاملة من براثن العسكر الجاثمين علي صدورنا حالياً دون وجه حق أو سند دستوري، و من أطماع الفلول الذين لا يستحون من نتائج ثلاثينية الدمار و الإغتصاب ، و سرقات الموارد ، و تقزم مساحات الوطن.
إن الأوضاع التي تبدو ملامحها في أفق ليس ببعيد تتطلب توحيداً عقلانياً جديداً لقوى الثورة ، و تستدعي تحديثاً عملياً لمكوناتها ، و تصوراً مستحدثاً و عاجلاً لميثاق جديد ، و وضعاً لخريطة طريق عملية توضح كيفية و آليات إستلام السلطة و ممارسة الحكم ، لكي لا يحدث فراغ عندما تحين لحظة التغيير التاريخية الوشيكة بإذن الله و أمر الشعب.
و كمساهمة متواضعة في هذا الشأن، أقترح أدناه رؤية أو خطوطاً عريضة لمؤتمر مائدة مستديرة ثوري عاجل، آملاً أن تجد الفكرة تطويراً و تمتيناً مِن الشباب ،أصحاب الوجعة ، الذين ظلوا دون كلل يحملون أرواحهم في أكفهم دفاعاً عن الثورة ، و تطلعاً لغدٍ يحقق طموحاتهم و أحلامهم ، و كذلك من المخضرمين المؤمنين بالثورة ، الذين صقلتهم التجارب ، و يدركون بقبول و وعي تامين أن الثورة جاءت لعصر غيرعصرهم . و الرؤية المطروحة هي علي النحو التالي:-
أولاً:
الهدف الأساس هو خلق روح و تنظيم يتصف بالقومية و الثورية و المرونة الفكرية التي تستند علي عدم التمترس في الأطر التقليدية، و عدم إحتكار الرأي أو إدِّعَاء ألوصاية علي الأمة.
ثانياً:
أعتقد أن هناك حاجة لتكوين جبهة ثورية متماسكة و قومية التوجه، تستحدث ميثاقاً سياسياً جديداً و تطور وثيقة دستورية بديلة ، كما تضع إطاراً عاماً لمشروع وطني قابل للتنفيذ و محقق لآمال الأمة السودانية.
ثالثاً:
هناك حاجة عاجلة لعقد (مؤتمر مائدة مستديرة) لدراسة الواقع و تأطير المستقبل علي الأسس العامة التالية:-
١- تبادر بالدعوة للمؤتمر( المنسقية القومية للجان المقاومة) بصفتها جسماً قومياً مقبولاً أثبت وجوده الميداني و فعاليته الثورية و التنظيمية.
٢- توفر جامعة الخرطوم ،كمؤسسة قومية، المكان و التسهيلات اللوجستية و التأمين و الضيافة.
٣- يكون كل أعضاء المؤتمر شباب مِن أجيال ما بعد ثورة أكتوبر .
٤- تُقَدَّم دعوة المشاركة لكل التنظيمات السياسية و المجتمعية و المهنية التي وقَّعت بداية أو لاحقاً علي إعلان الحرية و التغيير .
٥- يتم تمثيل كل تنسيقيات المقاومة في العاصمة و الأقاليم.
٦-يُمَثَّل قدامى العسكريين و الشرطة و مفصولي الخدمة المدنية.
٧- يُمَثَّل ثوار الخارج .
رابعاً:
في ما يتعلق برئاسة و نوعية عضوية المؤتمر، أقترح الآتي :-
١- يرأس المؤتمر السيد/ الصادق سمل والد الشهيد عبد الرحمن ، ليس فقط كرمزية ثورية ، بل لشجاعته و إمكاناته الفكرية و التنظيمية ،و لما يُحظَى به من إحترام عام في المجتمع بشكل عام و بين الثوار بشكل خاص.
٢- تكون والدة الشهيد مطر نائبة للرئيس.
٣- ينتخب المؤتمرون مقررة أو مقرر للمؤتمر و يُقِرُّون هيئة سكرتارية مقتدرة.
٤- تكون أعمار كل المشاركين من ممثلي التنظيمات السياسية و المجتمعية دون الخمسين عاماً ، تأكيداً للروح الشبابية للثورة، و ليس جحوداً أو معاداة لأجيال ثورتي أكتوبر ١٩٦٤ و أبريل ١٩٨٥م الكرماء الأماجد.
٥- يقتصر تمثيل أي تنظيم أو جهة مشاركة علي شخصين فقط و يكونا مفوَّضين كتابة من الجهات أو التنظيمات التي يمثلونها كشرط و كإلتزام مسبق من تلك الجهات بالمخرجات و القرارات التي ستصدر من المؤتمر.
خامساً:
المدى الزمنى المقترح لإنعقاد المؤتمر و إصدار قراراته لا يتجاوز نهاية يناير ٢٠٢٢ م على أساس أن الكل في حالة جهوزية ثورية ، و أن إنهيار النظام الجد وشيك يجب أن لا يحدث في فراغ أو في ظل ربكة أو قصور فكري أو تنظيمي.
سادساً:
مطلوب من المؤتمر أن يخرج بالآتي:-
١- إعلان سياسي واضح المعاني و المعالم.
٢-وثيقة دستورية مُحْكَمَة الصياغة و مكتملة الرؤى، خالية من عيوب و إختلالات الوثيقة الحالية ، و تستحق أن تكون قانوناَ أعظم للفترة الإنتقالية لا يخضع للأهواء و المزايدات .
٣-لوائح تنظيمية عامة و خاصة.
٤-خريطة طريق للفترة الإنتقالية واضحة و عملية.
٥-تنظيم إداري ثوري يشمل:-
(أ)جهاز تنفيذي برئاسة محددة ، مقبولة و قادرة ، تنبع من داخل المؤتمر، و أمانة عامة ذات كفاءة إدارية و سياسية ينتخبها المؤتمرون.
(ب)مجلس مركزي قومي مرجعي.
(ج) أمانة عامة للجان الثورية لتنسيق عمل تلك اللجان علي نطاق الوطن .
سابعاً:
الخلاصة:-
أتمنى أن يجد المقترح مَن يطوِّروه أو يقدموا بديلاً أفضل، كما أتمنى أن يزيح المقترح عبء الحاضر المباشر عن كاهل الأحزاب و التنظيمات السياسية و المجتمعية الأخرى التي تحملت المسؤولية ، و لا تزال تتحملها ، لتستجمع أنفاسها ،و لتجد وقتاً أطول لتمتين و تنظيم نفسها ، و لتعبئة جماهيرها إستعداداً لإنتخابات حرة لا بد قادمة، طال الزمن أو قصر.
و الله و الوطن من وراء القصد.
بروفيسور
مهدي أمين التوم
26 ديسمبر 2021م
mahditom1941@yahoo.com