د. عبدالله الطيب ومشكلة جنوب السودان!!!

 


 

الطيب مصطفى
15 January, 2011

 

زفرات حرى

بعض الخاصة يعلمون أن للدكتور عبدالله الطيب رأياً حاداً حول مشكلة جنوب السودان منذ عقود من الزمان ويحفظ البعض لعالمنا الفذّ بعض الشعر غير المتداوَل أو المنشور حول قضية الجنوب شأنه شأن الكثيرين ممَّن أخفوا مشاعرهم وسكتوا عن إبرازها ذلك أن الحديث عن الانفصال في زمان مضى كان من المحرَّمات الوطنية إلى أن صدع رجال منبر السلام العادل برأيهم حتى قبل أن يكوِّنوا منبرهم بالرغم من أن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للنخب الجنوبية التي طالب بعضُها بالانفصال منذ الاستقلال بل قبل ذلك، ولعلَّ الناس يذكرون أن مؤتمر جوبا الذي رأسه السكرتير الإداري البريطاني جيمس روبرتسون عام 1947م كان قد طرح أمر الوحدة والانفصال على حضور من أبناء الجنوب وبالرغم من أن ما ظهر في مسرح الأحداث أن المؤتمر قد أقرّ الوحدة إلا أن السكرتير الإداري جيمس روبرتسون اعترف فيما بعد أنه زور نتيجة المؤتمر الذي كان يؤيد الانفصال لولا الرؤية البريطانية التي كانت قد أقرت الوحدة إمعاناً في النكاية بالشمال، ونرجو أن نتمكن نحن في منبر السلام العادل من رفع دعوى قضائية بعد أن أزاح الله عنا عبء الجنوب ضد بريطانيا نطالبها فيها بالتعويض عما لحق بالشمال من تدمير وخراب ودماء ودموع جراء تلك الوحدة اللعينة.
أعود لعبدالله الطيب لأقول إن مقالاً قصيراً خطّه يراع العمدة الحاج علي صالح لفت نظري واستوقفني فقد استطاع الرجل أن يستخلص من كتاب للأخ بروفيسور زكريا بشير إمام بعنوان «عبدالله الطيب ذلك البحر الزاخر» رأياً لعالمنا الجليل حول مشكلة الجنوب فقد حكى د. زكريا بشير أستاذ الفلسفة والفكر الإسلامي بالجامعات السودانية.. حكى عن ندوة أقامها وزير التعليم العالي بروف إبراهيم أحمد عمر عن العولمة في حضور عبدالله الطيب الذي تحدث عن مشكلة الجنوب وقال بالحرف الواحد: «مثلنا ومثل جنوب السودان مثل من يقبض على أذني مرفعين.. فهو لا يستطيع أن يفكه مخافة أن يفترسه»!! ثم قال عبدالله الطيب: «الرأي عندي أن نقول للدول الكبرى وخاصة أمريكا وبريطانيا وكذلك الأمم المتحدة تعالوا امسكوا مرفعينكم هذا وخلصونا منه»!!
د. زكريا لم يذكر السنة التي قال فيها عبدالله الطيب حديثه هذا ويبدو أنه في سنوات الإنقاذ الأولى في عقد التسعينات لكن رأي عبدالله الطيب حول مشكلة الجنوب سبق ذلك بكثير وليت المقربين من عبدالله الطيب وخاصة زوجته قريزلدا وتلميذه د. الحبر يوسف نور الدائم يطلعانا ويكشفان عن الأسباب التي دفعت الرجل لتبني هذا الرأي الذي أشعر بأنه سيكون مرتبطاً بالفوارق الثقافية كون عبدالله يهتم بهذا الجانب خاصة.
مما يحضرني أن السياسي الجنوبي المخضرم صاحب التاريخ الحافل بوث ديو كان قد قال داخل الجمعية التشريعية عام 1948م «لو كنتُ شماليًا لانتحرتُ» وكان ذلك قد أعقب مؤتمر جوبا الذي انعقد قبل نحو عام من ذلك التصريح الذي ينضح حقداً عنصرياً أعمى لا نزال نراه ماثلاً أمامنا.
يا له من تاريخ حافل بالصراع وليتنا استمعنا لرأي عبدالله الطيب منذ فجر الاستقلال!!
التعيس وخايب الرجا
لا أستغرب البتة أن يتحالف ياسر عرمان مجدداً خاصة في هذه الأيام مع أزرق طيبة.. الرجل الذي وشّح باقان أموم بشال الطريقة القادرية العركية واصطحبه إلى مُريدية الذين تحلقوا حوله وسمّاه بشيخ باقان وقام باقان عندها بالطواف بل والتمايل طرباً على أنغام «النوبا» الصوفية فقد ظل أزرق طيبة على علاقة وثيقة بالحزب الشيوعي السوداني منذ أيام الدراسة الجامعية وورد ذلك في الصحف السيارة التي أبرزت صوراً من مكاتباته مع «الرفيق» محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي بعد خروجه من مخبئه الاختياري، ومعلوم أن باقان في زيارته لأزرق طيبة كان قد عقد معه اجتماعاً مغلقاً جاء في محضره المنشور في بعض الصحف أن وجهتي نظر «الشيخين» تطابقتا وكوّنا لجنة لتنسيق المواقف!!
الخبر الجديد يقول إن الشيوعي المخضرم والقيادي بالحركة الشعبية عرمان والذي يطمع في أن يقود الحركة الشعبية في الشمال بعد الانفصال سواء باسمها الحالي أو باسم جديد من أجل العمل على إقامة مشروع السودان الجديد المعادي لله ورسوله.. إن عرمان كثف اجتماعاته بقيادات حزبية علمانية بغرض إقامة تحالف مع بعض الشخصيات والأحزاب وبالطبع ليس أقرب إليهم من الشيوعي الصوفي!!
يقول الخبر المنشور في جريدة الوطن إن «الشيخ» عبدالله أزرق طيبة عرض على عرمان فكرة إنشاء حزب يضم كذلك إدريس البنا عضو مجلس رأس الدولة السابق بالتعاون مع «الحزب الوطني الاتحادي الديمقراطي» وأن عرمان وافق مبدئياً وأن عرمان والبنا اتفقا على زيارة «الشيخ» أزرق طيبة الذي أتوقع كذلك هذه المرة أن يوشِّح عرمان بالشال الأخضر ويسميه شيخ عرمان ولست أدري ما إذا كان عرمان سيدخل المسجد إذا صادفت الزيارة وقت الصلاة وهل سيتوضأ أم «يصنقع ويدنقر» بدون وضوء وهل سيقرأ آية «بسم الله الرحمن الرحيم» التي اعترض على إيرادها في الدستور الانتقالي؟!
 

 

آراء