رابطة دارفور العالمية
د. حسين أدم الحاج
7 January, 2009
7 January, 2009
"مقترح مشروع"
helhag@juno.com <mailto:helhag@juno.com>
د. حسين آدم الحاج
الولايات المتحدة الأمريكية
إستهلال:
كتبت هذا المقترح قبل أكثر من عام, وبالتحديد فى شهر سبتمبر من عام 2002م, أى قبل إنفجار الأوضاع الحالية فى دارفور, ويا ليت لو كان قد رأى النور والتنفيذ فى أو قبل ذلك الوقت إذ سيكون قد جعلنا فى موضع أفضل من أجل خدمة دارفور, خاصة فى هذه الظروف الآنية تحديداً, ثم عرضت نسخة منه على السيد أحمد إبراهيم دريج خلال زيارته لأمريكا فى شهر يناير من العام الماضى لكنى أمسكت عن نشره بإنتظار إلقاء المزيد من التبصر فيه والمراجعة وتجويد الفكرة, ونسبة لتسارع الأحداث فى دارفور من ناحية وبطء تحرك المثقفين من أبناء الإقليم للتفاعل الجاد مع ما يتم فى إقليمهم من ناحية أخرى فقد رأيت أنَّه من الأفضل طرح الموضوع برمته فما فات بعضه لا يترك جله, ولعلَّ عزاؤنا سيكون مبنياً على أساس العمل من الآن من أجل مستقبل أفضل لدارفور وأهله, ومهما غابت من أرواح عزيزة أو سالت من دماء غزيرة فلا بد من أن تنبت زهرة من بين ركام الحطام ورماد الحريق, وقد آن أوان المثقفين والمتعلمين وعموم أهل دارفور لرعاية تلك الزهرة لتتفتح فى نسمات فجر جديد وطقس منعش.
مقدمة حول طبيعة المشكلة التى تواجهها دارفور :
لقد ظلت دارفور وما قبل إستقلال السودان عرضة للجهل والتخلف والإهمال بسبب السياسات الإستعمارية المبرمجة التى رمت لكسر شوكة أهل دارفور التحررية وعدم تمكينهم من القيام مرة أخرى ككيان مستقل عطفا على تاريخهم السلطنى ودورهم المشهود فى قيام وبناء الدولة المهدية, وقد إستمرت تلك السياسات الرامية لتهميش الإقليم حين إتبعتها كل الحكومات الوطنية التى مرت على البلاد بعد الإستقلال والتى تبنت السياسات الإستعمارية نفسها وسارت على دربها فى تشديد القبضة الأمنية و العزوف عن دمج هذا الإقليم الغنى بإنسانه وموارده الطبيعية فى الكتلة القومية خاصة من نواحى توزيع الثروة وقسمة السلطة والتنمية الإجتماعية المتوازنة.
وإن كان ذلك كذلك فإنه يجب أيضا ألا يحجب ذلك ضرورة الإعتراف بالتقصير المخجل للمثقفين والمستنيرين من أبناء الإقليم فى النهوض والإلتزام بقضايا أهل دارفور تجاه البناء التنموى لإقليمهم والدفاع عن قضايا ومصالح مواطنيهم الذين ظلوا ينظرون إليهم بمثابة الأمل الوحيد المتبقى لديهم لنيل بعض حقوقهم فى نطاق القومية والدولة السودانية. ومهما يكن من دور هؤلاء المتعلمين والمستنيرين من أبناء دارفور تجاه إقليمهم وما قد يثور حول ذلك من جدل إلا أنه تبقى حقيقة مطلقة وهى أن الأوطان تبنيها بنوها وأنه كان بالإمكان تقديم أفضل مما كان, من جهة الإلتزام بقضايا أهل دارفور والدفاع عن حقوقهم, لو أن هؤلاء المثقفين ظلوا متحدين تحت راية واحدة وقيادة فاعلة من أجل دارفور وأهله. نعم تبقى "جبهة نهضة دارفور" إشراقة مضيئة وتجربة جديرة بالتأمل والدراسة لكنها سرعان ما إنطفأت ليست فقط بسبب رياح السياسات القومية الأمنية القابضة وإنما أيضا بسبب عدم إصرار أبناء دارفور على مواصلة المشوار والنضال فى سبيل ذلك. ولقد أعقبت تلك التجربة فرصٌ عدة كانت مواتية لتكوين إتحاد جامع وقوى لأبناء دارفور أبرزها تلك الملحمة البارزة فى مطلع الثمانينيات والتى أجبرت نظام النميرى للإذعان والرضوخ لمطلب أهل دارفور لإختيار أحد أبنائهم حاكماً عليهم, وإعلان دارفور إقليما مستقلا بذاته بدلا عن سياساته التى هدفت لتذويبه تحت ما أسماه بالإقليم الغربى, لقد تطور خلال تلك الفترة و ما بعدها تفاهما قويا ونادرا ما بين المثقفين والروابط الطلابية والأهالى على أمتداد دارفور وكأن لسان حالهم يقول "دعونا نتحد ونعمل سويا من أجل دارفور". كل تلك الفرص تلاشت سريعا ثم إنحدرت نحو درك سحيق خلال العقدين الأخيرين مع بروز أعراض خبيثة أخذت تتشكل حول مفاهيم عرقية وقبلية تتمددت تجاه تفكيك النسيج الإجتماعى والإثنى لإقليم دارفور, وبرغم المعالجات الأمنية المبتسرة على مستويات الحكومات المحلية والمركزية إلا أن الشاهد فى الأمر هو الغياب التام الذى سجله مثقفو دارفور تجاه تلك الأحداث السرطانية الخبيثة. إن مجتمع دارفور لا يفهمه إلا بنوه وإن تنمية وتطوير ذلك المجتمع يبقى رهن حقيقة أكيدة هى أن قيادة وإحداث التغيير الإيجابى يظل منوطا بالكادر الطليعى من السياسيين والمثقفين من أبناء هذا الإقليم فى إلتقاط القفاز والتشمير عن ساعد الجد.
من ناحية أخرى فإن مستقبل الدولة السودانية أخذت تتشكل من خلال منعطفات حادة وتحت ضباب كثيف لكن مهما تكن من نتائج محادثات السلام الجارية الآن وما ستتبعها من أطروحات توزيع الثروة وتقسيم السلطة إلا أن وضع دارفور إزاء ذلك سيبقى مبهما. أن ما ستترتب من نتائج وفيما يختص بأقاليم السودان المختلفة فأن التطورات السياسية على مستوى البلاد تشير إلى أن غالبية المناطق التى تعرف الآن بالمهمشة سوف تأخذ حقوقها كاملة وزيادة بل وتحت رعاية و إشراف دولى مباشر, فالجنوب مثلا هو المعنى أساسا بمبادئ تقسيم الثروة والسلطة لكن سيمتد ذلك كأمر واقع, وكما هو مشاهد, ليشمل مناطق جبال النوبة, منطقة أبيي, جنوب النيل الأزرق وحتى مناطق البجاة بشرق السودان, هذه المناطق المهمشة سوف تنال حقوقها كاملة وإزاء ذلك سيبقى وضع دارفور مفتوحا بل ومشوبا بالغبار بإعتباره جزءًا من الشمال السودانى خارج أطروحات مفاوضات السلام ولكنه فى نفس الوقت مسلوب الحقوق من السلطة المركزية السودانية وسوف لن تحصل على حقها العادل خاصة إذا إنتظر ذلك ليأتيه طوعا.
إن مثل هذه الرؤية الوخيمة وما سيترتب عليها من تبعات ستكون بلا شك كارثة على دارفور لأن مفهوم بناء الدولة إستنادا على النظام الإقليمى أو الفدرالى المقترح قد بدأت تتشكل, وإلى حد كبير على مبدأ "الحشاش يملا شبكتو" و "على عينك يا تاجر", شئنا أم أبينا, طالما إختفت إخلاقيات العدالة والمساواة فى قاموس السياسة المركزية السودانية.
بناء على ما تقدم, وإن كان لكل إقليم فى السودان حاليا ما يدافعون عن حقوقه وينتزعون له نصيبه من الثروة والسلطة سواء بواسطة القوى الدولية كما هو الحال مع الجنوب والمناطق المهمشة أو بواسطة قوى الدولة كما هو الحال بالنسبة لوسط و شمال السودان, فإن دارفور تبقى هى الإستثناء وتظل الوحيدة التى لا بواكى لها والسبب الرئيسى فى ذلك هو عدم وجود الوحدة الحقيقية و القيادة الفاعلة لأبنائه وغياب دورهم فى الدفاع عن مصالح أهليهم والتصدى لمحاولات السلب والقهر التى يتعرضون لها. ولذلك فإنه لا مناص من الإعتراف بأن مثقفى ومستنيرى دارفور يتحملون قدرا من هذا الوضع وأنه قد آن الأوان لجمع الصف وتكوين نوع من الوحدة أو القيادة يضم أبناء وبنات دارفور داخل وخارج السودان للعمل من أجل هدف واحد هو وحدة الكلمة وتنسيق النشاطات المختلفة خدمة لدارفور والنضال من أجل أهله.
إحساسا منى بعظم المشكلة التى تواجه دارفور ومستقبل أهلها, وكمتابع لصيق بأمورها, فقد رأيت هنا أن أطرح إقتراحا مصحوبا بتصور من أجل إنشاء تنظيم فاعل لأبناء دارفور يقوم على مبدأ منظمات المجتمع المدنى حيث يشمل ذلك كل ما ينتمى لدارفور أو يرتبط به من الإتحادات والروبط والجمعيات الخيرية وتنظيمات المجتمع المدنى الناشطة حالياً أو تلك التى ستنشأ لاحقاً داخل السودان وحول العالم. وإننى أفعل ذلك فسأستصحب خبراتي المتواضعة فى مجال روابط طلاب دارفور بالجامعات والمعاهد العليا السودانية وجمعيات أبناء دارفور الخيرية بالمملكة العربية السعودية إضافة إلى الدور الذى أقوم به الآن فى إنشاء رابطة أبناء دارفور بأمريكا الشمالية (الولايات المتحدة و كندا). كذلك أعتقد جازما بأنه لا مناص من الوحدة والأتحاد والعمل من أجل دارفور وإنسانه وإلا فسوف لن يرحمنا التاريخ أو نتصالح مع أنفسنا إن نحن تقاعسنا عن تحمل قدرنا فى هذا الزمن اللئيم.
وحقيقة فإن ما نهدف إليه فى هذه المرحلة هو إثارة النقاش مع بلورة مفاهيم عامة تساعدنا من صقل الفكرة والأخذ به إلى حيز التنفيذ خاصة, وكما نلاحظ لاحقاً, فإن هنالك الكثير من تجمعات أبناء دارفور منتشرة حول العالم وأخريات فى مرحلة البناء والتكوين مما يعضض من فكرة الوحدة وخلق القيادة الفاعلة الشيئ الذى إفتقدناه فى أحرج اللحظات التى تمر بها دارفور الآن.
رابطة دارفور العالمية
Darfur International Association
مقترح المشروع:
يرمى هذا المقترح إلى إنشاء تنظيم متعدد النشاط والأهداف على غرار الجمعيات الطوعية غير الربحية يعتمد منحى منظمات المجتمع المدنى ويقوم بتجميع كل روابط وإتحادات وجمعيات أبناء دارفور الخيرية ومنظماتهم المدنية المتخصصة داخل السودان وحول العالم تحت مظلة عريضة وقيادة تنسيقية واحدة لها القدرة على تنسيق نشاط وخدمات هذه المجموعات الموجهة نحو دارفور من ناحية, وتمتلك إمكانية التعبير عن هموم وأشواق أهل دارفور والدفاع عن قضاياهم وطرحها على كل المستويات المحلية والعالمية من ناحية أخرى, وبهذا المفهوم فإن مثل هذا التنظيم سيكون ذا طابع عالمى بحيث يشكل حضورا فى أى منطقة حول العالم توجد فيها مجموعة نشطة أو منظمة لأبناء دارفور.
الإسم المقترح: رابطة دارفورالعالمية Darfur International Association
(نظرا لتعدد مكونات مثل هذا التنظيم وتنوع نشاطاته فإن وصفه بصيغة "رابطة" قد يكون أكثر تناسبا بالقياس للصفات الأخرى المحتملة).
الشعار: وحدة, تنمية, عدالة. Unity, Development, Justice
وحدة: تعنى وحدة أهل دارفور بمختلف قبائلهم وطوائفهم وثقافاتهم ومناطقهم إنطلاقا من وحدة الدار والتاريخ والمصير المشترك فى إطار وحدة الدولة السودانية الحديثة.
تنمية: تعنى تنمية وتطوير أهل ومناطق دارفور فى كل المجالات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والعمل على تطوير وإستثمار الموارد الطبيعية المتوفرة والدفاع عن أهل دارفور فى الحصول على إقصى الفوائد من خلال دوران مواردهم فى الإقتصاد القومى السودانى والأسواق العالمية المحتملة خصوصاً مع دول الجوار.
عدالة: تعنى المساواة فى التعامل المركزى للدولة السودانية مع بقية أقاليم السودان الأخرى وعدم التفريط فى إنتزاع حقوق أهل دارفور فى كل المجالات خاصة فيما يختص بتوزيع الثروة وإقتسام السلطة وذلك عبر كل الوسائل السلمية المشروعة وإستخدام وسائل الضغط المتاحة.
تعريف رابطة دارفور العالمية:
رابطة دارفور العالمية عبارة عن منظمة طوعية غير ربحية ووحدة فى منظومة منظمات المجتمع المدنى العالمى يمثل غطاءا عالميا جامعا لروابط أبناء دارفور وجمعياتهم الخيرية ومنظماتهم المدنية المتخصصة فى كل أنحاء العالم وداخل السودان وذلك بغرض تنسيق برامج هذه المجموعات الناشطة من أجل دارفور, كل فى مجاله, والدفاع عن مصالح دارفور و حقوق أهله و التعبير عن همومهم وقضاياهم على كل المستويات السودانية وتصعيد الإحتجاجات والإلتماسات على المستوى العالمى إذا لزم الأمر, وهى بذلك تشكل أداة ضغط أضافية إلى القوي الأخرى من أجل الحصول والمحافظة على حقوق أهل دارفور. من ناحية أخرى وعالمياً فقد بدأت منظمات المجتمع المدنى فى النهوض لأخذ موقعها ككيانات تمتلك الشرعية فى التعبير عن تطلعات المجتمعات التى تنتمى إليها وتخدمها.
رابطة دارفور العالمية ليست تنظيما سياسيا ولا تساند أي حزب أو توالى أى تنظيم سياسى أو تتبنى أية مفاهيم قد تكون فيه أو قد ينشأ عنه ضرر لدارفور وأهله كما أنها لا تمارس السياسة وإنما تنحصر فلسفة نشاطها على الجانبين الخدمى والمطلبى بما يلبى طموحات أهل دارفور وتطلعاتهم. من ناحية أخرى فإن رابطة دارفور العالمية لا تمثل تنظيما قابضا للمجموعات المنضوية تحت لوائها إلا بقدر ما يختص بمسئولياتها المباشرة والتى يحددها مجلس الأمناء الذين يمكن أن يكونوا رؤساء اللجان التنفيذية للروابط والجمعيات والمنظمات المكونة لها والتى بدورها تظل تتمتع بإستقلالية كاملة فى تسييربرامجها وإدارة نشاطاتها الداخلية إلا فيما يتعلق بالبرامج الموجهة مباشرة نحو دارفور إذ أنه فى مثل هذه الحالات يجب إخطار اللجنة التنفيذية للرابطة بنوعية تلك البرامج وذلك من أجل التنسيق ومنعا للتضارب والإزدواجية مع برامج المجموعات الأخرى.
رابطة دارفور العالمية يديرها مجلس أمناء يمكن أن يتكون من رؤساء اللجان التنفيذية للفروع المكونة للرابطة كأعضاء ثابتين فى الأمانة العامة, بحكم مناصبهم. ويمثل مجلس الأمناء أعلى هيئة تشريعية وتنفيذية للرابطة العالمية ويحق لها تعيين وعزل اللجنة التنفيذية للرابطة العالمية وتحديد فترة دورتها و مدى إختصاصاتها وسبل تمويل أنشطتها وغيرها من المهام الإدارية, كما يحق لها مخاطبة الجهات المحلية والعالمية يمثلها شخصيتها الإعتبارية المسجلة قانونا فى بلد المنشأ.
لماذا صيغة المجتمع المدنى:
بناء على التصور أعلاه فأنه لا ينبغى لرابطة دارفور العالمية أن تسعى لتكون تنظيما جماهيريا عريضاً بالمعنى المتعارف عليه ذلك أن التجربة السودانية الحديثة فى تكوين الكتل الجماهيرية الكبيرة مثل الأحزاب السياسية والتنظيمات الإقليمية المغلقة ما عادت تجدى وأثبتت قلة فاعليتها للتمشى مع روح العصر ومواكبة المتغيرات السياسية والإجتماعية المتسارعة وحتى المجموعات الإقليمية التى ناضلت ونجحت فى أن تبقى على الساحة (مثل إتحاد جبال النوبة ومؤتمرالبجاة) ما كان لها أن تفعل ذلك لو لم تعيد صياغة أنفسها فى أشكال جديدة مبنية على صيغ المجتمع المدنى والجمعيات الطوعية غير الربحية. وعلى هذا الأساس فقد أخذت منظمات المجتمع المدنى فى التوسع والإنتشار تحت رعاية وأهتمام عالمى كقنوات شعبية مرنة لها القدرة على التغلغل والتفاعل مع هموم قواعد المجتمع (Grassroots) مستفيدة من إمكانية إستجابتها السريعة للمتغيرات وتفاعلها السريع مع حاجيات المجتمع بعيدا عن بروقراطية الحكومات البطيئة. وبناءاً على ما تقدم فإن تبنى هذه الصيغة لإنشاء رابطة دارفور العالمية قد يفتح مجالات أرحب لخدمة دارفور من نواحى عديدة أهمها الجانبين الخدمى والمطلبى/الإحتجاجى.
ميزات بناء الرابطة على خلفية منظمات المجتمع المدنى:
(1) سهولة عملية البناء وإختصارها للزمن لأن التعامل مع المجموعات المنظمة أجدى وأفضل من محاولة لملمة الوحدات الصغيرة المبعثرة.
(2) معظم قيادات تجمعات أبناء دارفور متمرسة فى العمل التنظيمى والأجتماعى العام ومن الذين نالوا قسطا راقياً من التعليم والتجربة العالمية المتنوعة وبالتالى فهم يشكلون رصيداً مهماً ليس للرابطة فقط إنما لدارفور كلها.
(3) منظمات المجتمع المدنى صارت لها إعترافا عالمياً وتتلقى دعماً مادياً ومعنوياً هائلاً من الدول المانحة والمنظمات العالمية كالأمم المتحدة وغيرها ويمكن إستقطاب ذلك من خلال قنوات الرابطة المعترف بها قانوناً.
(4) يمكن لهذه الرابطة الإستفادة من شخصيتها الإعتبارية وصفتها القانونية فى تمثيل شعب إقليم دارفور عالمياً فى مجالات الصداقة الشعبية والتبادل الشعبى والحصول على مقاعد تمثيل فى هيئات منظمات المجتمع المدنى العالمية مثل منظمة الأمم المتحدة والإتحادين الأوربى والأفريقى.
مكونات هيكل رابطة دارفورالعالمية:
المجموعات المكونة لرابطة دارفور العالمية يمكن أن تتمثل فى الآتى وتزيد عليها متى تبين ذلك:
(1) روابط أبناء دارفور بأمريكا الشمالية "الولايات المتحدة وكندا".
(2) جمعيات أبناء دارفور الخيرية خارج السودان (السعودية, الخليج, ليبيا, لبنان, أوروبا, ..ألخ).
(3) منظمات المجتمع المدنى لأبناء دارفور خارج السودان (بريطانيا, أمريكا, أستراليا).
(4) إتحادات أبناء دارفور حول العالم (بريطانيا, الخليج, الخ).
(5) منظمات المجتمع المدنى لأبناء دارفور داخل دارفور وبقية أنحاء السودان.
(6) اللجان الشعبية لتنمية دارفور ومثيلاتها داخل دارفور والسودان.
(7) روابط طلاب دارفور بالجامعات والمعاهد العليا السودانية.
إن كل وحدة من هذه التجمعات, سواء أكانت إتحاداً أم رابطة أم منظمة أومجمعية خيرية, تمثل فرعا قائما بذاته فى التنظيم الهيكلى للرابطة العالمية تقوم برسم و تنفيذ برامجها الداخلية بإستقلال تام عن المجموعات الأخرى, كل حسب ظروفها وإهتماماتها, لكنها فى مجملها تمثل الجسم الأساسى للرابطة العالمية. و من ناحية تنظيمية يمكن أن تندرج فروع كل منطقة جغرافية حول العالم فى كتل أو وحدات تنيسقية لتشاطاتها مكونة مجموعات إقليمية كبرى (Chapters) أو فروع إقليمية, تتمثل فى داخلها وتنسق فيما بينها مجموعة الروابط و التجمعات المحلية المتجانسة مثل مقترح "لجنة التنسيق العليا" التى تضطلع بمهمة التنسيق والبرمجة بين روابط أبناء دارفور بأمريكا الشمالية, وكذلك لجنة التنسيق لروابط طلاب دارفور بالجامعات والمعاهد العليا السودانية التى كانت موجودة فى الماضى لترتيب نشاطات هذه الروابط سواء أكانت فى الخرطوم أو خلال البرامج الصيفية. وعلى هذا الأساس, وعلى سبيل الإقتراح, يمكن أن تتمثل الرابطة العالمية فى الفروع الإقليمية التالية:
(1) فرع أمريكا الشمالية: North America Chapter
ويشمل روابط ومنظمات أبناء دارفور بالولايات المتحدة وكندا.
(2) فرع غرب أوروبا: Western Europe Chapter
و يشمل روابط ومنظمات أبناء دارفور بدول غرب أوروبا.
(3) فرع الشرق الأوسط: Middle East Chapter
و يشمل جمعيات أبناء دارفور الخيرية فى دول شبه الجزيرة العربية ولبنان.
(4) فرع شمال أفريقيا: North Africa Chapter
و يشمل جمعيات أبناء دارفور فى ليبيا ومصر.
(5) فرع السودان: Sudan Chapter
و يشمل روابط ومنظمات أبناء دارفور داخل دارفور وبقية أنحاء السودان.
نماذج من المجموعات التى يمكنها تكوين رابطة دارفور العالمية:
(أ-1) رابطة أبناء دارفور بأمريكا الشمالية "فرع الولايات المتحدة":
1- رابطة أبناء دارفور, فرعية نيويوك/نيوجيرسى, نيويوك, ولاية نيويورك
2- رابطة أبناء دارفور, فرعية جنوب الولايات المتحدة, بيرمنجهام, ولاية ألاباما
3- رابطة أبناء دارفور, فرعية تكساس/تينيسى, دالاس, ولاية تكساس
4- رابطة أبناء دارفور, فرعية أريزونا/آيداهو/يوتاه, فيونكس, ولاية أريزونا
5- رابطة أبناء دارفور, فرعية كلورادو, دنفر, ولاية كلورادو
6- رابطة أبناء دارفور, فرعية نبراسكا, لينكلن, ولاية نبراسكا
7- رابطة أبناء دارفور, فرعية آيوا, دى موين, ولاية آيوا
8- رابطة أبناء دارفور, فرعية منيسوتا/نورث داكوتا, روشستر, ولاية منيسوتا
9- رابطة أبناء دارفور, فرعية ريشموند, ولاية فرجينيا
10- رابطة أبناء دارفور, فرعية فلوريدا, نيو بورت ريتشى, ولاية فلوريدا
11- رابطة أبناء دارفور, فرعية شيكاغو, هانوفر بارك, ولاية إلينوى
12- رابطة أبناء دارفور, فرعية ميرى لاند, جلن بيرنى, ولاية ميرى لاند
13- رابطة أبناء دارفور, فرعية مين, بورتلاند, ولاية مين
14- رابطة أبناء دارفور, فرعية إنديانا, فورت وينتى, ولاية إنديانا
15- روابط قادمة: واشنطن العاصمة, نورث كارولاينا, متشجان, كانساس
(أ-2) رابطة أبناء دارفور بأمريكا الشمالية "فرع كندا":
1- رابطة أبناء دارفور, فرعية تورنتو, مقاطعة أونتاريو
2- رابطة أبناء دارفور, فرعية هاميلتون, مقاطعة أونتاريو
3- رابطة أبناء دارفور, فرعية كالقرى, مقاطعة ألبرتا
4- رابطة أبناء دارفور, فرعية فانكوفر, مقاطعة بريتش كولومبيا
(ب) إتحادات وروابط أبناء دارفور بأروبا:
1- الإتحاد العام لأبناء دارفور بالمملكة المتحدة وشمال إيرلندة
2- رابطة أبناء دارفور بفرنسا
3- رابطة أبناء دارفور بألمانيا
4- جمعية أبناء دارفور بالسويد
5- جمعيات وروابط تحت الإنشاء فى كل من هولندة, النرويج, الدنمارك, النمسا, تركيا.
(ت) جمعيات أبناء دارفور الخيرية خارج السودان:
1- جمعيات أبناء دارفور بالمملكة العربية السعودية
2- جمعيات أبناء دارفور بالإمارات العربية المتحدة
3- جمعيات أبناء دارفور بجمهورية مصر العربية
4- جمعيات أبناء دارفور بالجماهيرية العربية الليبية
5- جمعية أبناء دارفور بلبنان
6- جمعية أبناء دارفور باليمن
7- جمعية أبناء دارفور بسلطنة عمان
(ث) منظمات المجتمع المدنى لأبناء دارفور خارج السودان:
1- منظمة دارفور للإغاثة, لندن, المملكة المتحدة
2- منظمة دارفور للتنمية والسلام, ريشموند, الولايات المتحدة
3- منظمة أبناء دارفور فى الشتات (منظمة لحقوق الإنسان), تورنتو, كندا
4- منظمة دارفور لحقوق الإنسان, دنقر, الولايات المتحدة الأمريكية (تحت الإنشاء)
5- منظمة دارفور للتنمية والسلام, تورنتو, كندا (تحت الإنشاء)
(ج) روابط طلاب دارفور بالجامعات والمعاهد العليا السودانية:
تضم تجمع روابط طلاب دارفور بالجامعات والمعاهد العليا بالسودان أكثر من أربعين رابطة جغرافية وإثنية وجامعية لطلاب دارفور و يبلغ إجمالي عضويتها أكثر من سبعة وعشرون ألف طالب وطالبة بالجامعات والمعاهد العليا.
(ح) منظمات المجتمع المدنى لأبناء دارفور داخل السودان:
بعض التقديرات تشير إلى وجود أكثر من 70 جمعية طوعية غير ربحية عاملة فى دارفور فى مختلف المجالات الإنسانية والإغاثية والتنموية ومجالات الفنون والثقافة الشعبية والزحف الصحراوى وشئون المرأة والطفل والأمومة ومحو الأمية, وفى هذا السياق ذلك فقد تشكلت فى نهاية شهر سبتمبر من العام الماضى "شبكة دارفور للعمل الطوعي" تشتمل على أكثر من خمسين منظمة وأكملت تسجيلها رسمياً لتباشر عملها تحت إسم «دارفورنت», كما تكونت فى الفترة ذاتها "شبكة منظمات دارفور الطوعية للسلام والتنمية" وهى تهدف لخدمة إنسان دارفور في مجال درء الكوارث وإعادة التعمير والتنمية وتحقيق الأمن والإستقرار وإستقطاب الدعم الخارجي وتوفير المعلومات بالطرق العلمية.
(خ) اللجان الشعبية لتنمية دارفور:
أبرزها اللجنة الشعبية لتنمية دارفور بالخرطوم كما توجد هنالك جمعيات وروابط قبلية تعمل لتنمية مناطقها بالجهد الذاتى.
(د) المناطق الأخرى:
هنالك مناطق كثيرة حول العالم توجد بها تجمعات معتبرة لأبناء دارفور يمكن الإتصال بهم وتشجيعهم لتكوين روابط أو إتحادات, بعض هذه الأماكن مثل:
1- الهند
2- الباكستان
3- تشاد
4- أستراليا
5- دول أوروبا الشرقية
الغايات:
تهدف رابطة دارفور العالمية إلى إنشاء مظلة عالمية (Umbrella) تتمثل فيها كل مجموعات أبناء دارفور حول العالم من أجل:
(1) التنسيق بين مختلف المجموعات الناشطة لأبناء دارفور المنتشرة حول العالم لتحقيق الأهداف الخاصة والعامة فيما يتعلق بخدمة دارفور وأهله ومساعدتهم فى شتى المجالات التنموية والإغاثية والإنسانية والخدمية والإعلامية.
(2) تمثيل صوت مطلبى/أحتجاجى للدفاع عن مصالح أهل دارفور على المستويين السودانى والعالمى وإبراز قضاياهم الإنسانية والتنموية ومخاطبة السلطات السودانية والقوى العالمية بشأن تلك القضايا إذا لزم الأمر.
(3) تشكيل أداة ضغط تجاه الحكومة المركزية وقوى الدولة من أجل نيل حقوق أهل دارفور فى مواعين السلطة والثروة السودانية والإجتهاد فى إستقطاب الدعم العالمى من خلال التعامل الشفاف مع المنظمات العالمية والجهات المانحة فى مختلف المجالات.
(4) العمل على إستنهاض وتبصير أهل دارفور بضرورة الوحدة الأهلية والتعايش السلمى والتعاون من أجل تطوير مواردهم الطبيعية وإرثهم الثقافى وتعمير دارفور.
الأهداف:
(1) تجميع أبناء دارفور داخل السودان و حول العالم فى صعيد واحد من أجل تعزيز الإرتباط الثقافى والإجتماعى والمصير المشترك.
(2) تعميق الإرتباط الوجدانى وجذور الإنتماء لدارفور ومحاولة ترجمة هذا الإرتباط إلى واقع عملى ممثلا فى مبادرات الدعم المادى والمعنوى لتطوير مجتمع دارفور.
(3) إستغلال القدرات العلمية والخبرات المختلفة لأبناء دارفور حول العالم وتشجيعهم لتسخيرها من أجل مستقبل دارفور.
(4) التعبير عن هموم أهل دارفور وتبنى قضاياهم والتفاعل معهم.
البرامج والنشاطات المؤدية لترجمة الغايات وتحقيق الأهداف:
كما ورد أعلاه فإن رابطة دارفور العالمية ترتكز فى هيكلها البنائى على منظمات المجتمع المدنى المنتمية لدارفور ممثلة فى الروابط والإتحادات والجمعيات الخيرية والمنظمات المتخصصة, وعلى هذا الأساس فإن النشاط العام للرابطة يمكن أن ينقسم إلى قسمين رئيسيين:
(1) نشاط غير مباشر يتمثل فى النشاطات الداخلية للفروع والمناطق يقوم ببرمجتها وتنفيذها اللجان التنفيذية لهذه الفروع بإستقلالية تامة إلا بقدر ما يرد إليها من اللجنة التنفيذية للرابطة من متطلبات أو برامج.
(2) أما النوع الثانى من البرامج فهى برامج اللجنة العليا الموجهة بالأساس نحو دارفور متمثلة فى إستحداث وسائل وترتيب علاقات لإستقطاب الدعم الإغاثى والإنمائى والتعليمى إضافة إلى التعاون مع الحكومات الولائية المنتخبة بإقليم دارفورفى تنمية الإقليم ونشر ثقافة التعايش السلمى عبر التنمية المتوازنة والإحتكام إلى القانون. ومن ناحية أخرى يحق للرابطة لفت نظر الحكومة المركزية السودانية بضرورة الإهتمام بإقليم دارفور و تحديد أنصبته العادلة فى مواعين السلطة والثروة والتنمية الإجتماعية وفى حال تغاضى الحكومة المركزية عن مطالب أهل دارفور العادلة, مثل ما ظل يحدث منذ أستقلال السودان من عدم إعتبار و إحتقار, فإنه يحق للرابطة أستحداث كل الطرق والوسائل المشروعة لنيل حقوق دارفور وأهله ولو تطلب ذلك الأتصال بالقوى الدولية المهتمة بالشأن السودانى والتى لها نفوذ فى ترتيب الأمور المستقبلية فى السودان.
العضوية:
كما ورد سابقا فإن رابطة دارفور العالمية تستمد قاعدتها من تجمعات أبناء دارفور المنظمة متمثلة فى الروابط والإتحادات والمنظمات والجمعيات الخيرية داخل السودان وحول العالم وبناء على ذلك فإنها لا تتعامل مع الأفراد وإنما مع اللجان التنفيذية والإدارات الخاصة بهذه التجمعات كأعضاء فيها وفروع لها, وبهذا المفهوم فأن عضوية الأفراد فى الرابطة العالمية ستكون من خلال عضويتهم فى روابطهم وتجمعاتهم الفرعية.
كيفية إختيار وعمل اللجنة التنفيذية لرابطة دارفور العالمية:
رؤساء اللجان التنفيذية لتجمعات أبناء دارفور حول العالم يمثلون مجلس الأمناء لرابطة دارفور العالمية بحكم مناصبهم وعليه فإنهم ولجانهم التنفيذية مخولون لإختيار من يرونهم مؤهلين لإدارة مكاتب اللجنة التنفيذية للرابطة, من بينها الأمين العام, سواء أكان من بينهم أو من خارج الأمانة العامة. ونسبة لطبيعة النشاط الشبكى العالمى للرابطة فإن لجنته التنفيذية, ولظروف موضوعية, لابد من أن تنتهج نظام نشاط غير مركزى فى إطار شبكى(Networking) , أى بعبارة أخرى قد تتوزع مكاتبه حول العالم حسب أماكن إقامة الأشخاص شاغلى المناصب التنفيذية على أن يتم التواصل بينهم عن طريق الإنترنت أو الهاتف أو الإتصال المباشر إن أمكن ذلك, إن مثل هذا الوضع قد يتطلب أن تكون مكاتب اللجنة التنفيذية قليلة وفاعلة بقدر الإمكان, وعلى كل فإن هذه من القضايا التنظيمية التى يمكن تحديدهاعن طريق مجلس الأمناء أعلى سلطة فى الرابطة العالمية. لقد تمَّ وضع تصور وهيكلية رابطة أبناء دارفور بأمريكا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا) على هذه الرؤية وهى أن تتبنى العمل على نظام النشاط الشبكى نسبة لإتساع القارة الأمريكية وتباعد المناطق والمدن بحيث يستحيل تبنى نظام نشاط مركزى قابض, وعليه يمكن تطوير هذه التجربة لتطبيقها على نشاط شبكة دارفور العالمية.
فلسفة تعامل الرابطة العالمية مع الحكومة السودانية والسلطات المحلية بدارفور:
تظل علاقة التعامل بين رابطة دارفور العالمية والحكومة السودانية (أيٍِّ كانت) علاقة تناصحية/تخاطبية فى حدها الأقصى, مطلبية فى إطارها العام, وسلمية فى مسعاها من أجل الحصول والمحافظة على حقوق أهل دارفور فى الإطار القومى السودانى, وفى سبيل ذلك تنتهج الرابطة كل الوسائل القانونية والإعلامية المشروعة وتشكل مجموعة ضغط مع القوى الأخرى من أجل بلوغ الأهداف المعلنة. إذن فإن هذه الرابطة تقوم بدور رقابى حيال تعامل الحكومة المركزية السودانية تجاه أهل دارفور ومطالبهم المشروعة, وفى حال تجاوز الحكومة لتلك المطالب وعدم وفاءها رغم المناشدات والمطالبات فأن الرابطة سوف لن تتردد فى عرض تلك القضايا على المسرح العالمى. أن الحقيقة الواضحة هى أن الكثير من شئون الدولة السودانية ما عادت شأنا داخليا بل أضحت ذات أبعاد خارجية, وحتى إذا أفضت مفاوضات السلام الجارية الآن إلى حلول للمشكلة السودانية فإن الوجود الدولى سيكون حاضرا على الساحة بدعوى رعاية وتنفيذ الأتفاقيات المبرمة والتأكد من التطبيق الحرفى لبنودها, وعطفا على هذه الحقائق فإن مناشدة القوى الدولية لمساعدة إقليم دارفور فى ظروف الإحتقان السياسى والأزمات الإنسانية قد يكون شيئ لا بد منه خاصة إذا ما واصلت السلطة المركزية السودانية إهمالها وإستفزازاتها لأهل دارفور.
أما من حيث طبيعة العلاقة بين رابطة دارفور العالمية والسلطات المحلية المنتخبة جماهيرياً بإقليم دارفور فأنها يجب أن تكون أكثر ترابطاً من جهة التعاون والمشاركة فى رفع الضررعن كاهل أهل دارفور, وفى سبيل ذلك ولأسباب موضوعية فأن إيصال المساعدات أو طرح بعض البرامج مثلاً قد تحناج للتعاون مع القنوات الرسمية المحلية, فمثلاً إرسال مواد أو أجهزة طبية يحتاج حتماً إلى التنسيق مع السلطات الصحية المحلية. لكن بوجه عام يجب على الرابطة العالمية إن توثق علاقاتها دائماً بمنظمات المجتمع المدنى بدارفور والتعامل المباشر معها طالما أن هذه المنظمات نفسها تمثل جزءاً من قاعدتها فى المنطقة, ومن الضرورى كذلك أن تكون الرابطة على إتصال جيد وعلاقات وطيدة مع أعمدة المجتمع بدارفور مثل السلاطين والملوك والنظار والشراتى والعمد وشيوخ القبائل لما فى ذلك من نواحى أيجابية فى دعم التوجهات والبرامج السلمية والتعايش الإيجابى والتعاون بين القبائل, ويمكن للرابطة أن تستفيد من الحملات الصيفية للروابط الطلابية, وهم أيضاً جزء من قواعدها, فى دعم هذا المجال.
ما يجب عمله كخطوات تمهيدية لتنفيذ هذا المقترح:
1- إدارة حوار مفتوح مع كل التنظيمات الدارفورية فى المهجر وداخل السودان بغرض تطوير هذه الفكرة والبدء فى تطبيقه, ويكون من الأفضل أن يتم النقاش على صفحات الإنترنت لتعميم الفائدة وعرض مختلف الآراء من خلال منبر عالمى.
2- إعتبار ما ورد أعلاه من إقتراحات وآراء مجرد نقاط إنطلاق لشرح الفكرة وهى كلها قابلة للنقاش والإضافة والحذف والتعديل والإلغاء مع ضرورة ثبوت الفكرة.
3- تكوين سكرتارية مناسبة لتجميع الآراء والأفكار ووضع برنامج للتنفيذ ووضع مقترحات للوائح تنظيمية.
4- التخطيط لمؤتمر جامع لأبناء دارفور فى مكان مناسب فى العالم (مثل ألمانيا مثلاً) يحضره قيادات ومناديب روابط وإتحادات وجمعيات أبناء دارفور من داخل وخارج السودان للتفاكر وتكوين الرابطة العالمية ومناقشة وإجازة الدستور وتكوين المكاتب.
خاتمة:
ليس خافيا أن الظلم والتهميش الذان يتعرض لهما أهل دارفور من ناحية وغياب الصوت الذى يمثل ويدافع عن حقوقهم المشروعة على الساحتين المحلية والعالمية, لهو الدافع الرئيسى فى خلفية إعداد هذا المقترح, وفى أثناء التفكير والتأمل المبدئى فى كيفية خلق مثل ذلك الصوت القوى خطر لى فكرة الدعوة لتكوين تنظيم عريض لجماهير دارفور يستند على الحد الأدنى لقناعاتهم و يمكنه أن يعبر عن قضاياهم ويعكس القواسم المشتركة لإرثهم الثقافى والإجتماعى والتاريخى, وقد يبدو من أول وهلة أن مثل هذه الفكرة قد تجد ترحيباً من مختلف جماهير دارفور لكن واقع الأمور على الأرض هناك تدحض ذلك فى ظل النزاعات الإثنية والإستقطاب الحاد التان تعيشهما المنطقة حالياً, وعليه رأيت من الأفضل الجنوح إلى تحقيق الحد الأدنى وتجميع الكتل الجاهزة والمنظمة من أبناء دارفور تحت مظلة عريضة لا تنتقص من منظماتهم شيئاً بل تجعلهن شريكات مع أخواتهن فى التعبير والدفاع عن حقوق أهل دارفور العادلة فى ظل القومية السودانية. وإضافة على ذلك فأن مستقبل الحكم والإدارة فى السودان ستقوم على مبدأ الفدرالية وستكون لكل ولاية من ولايات السودان حق أختيار حكوماتها وتنمية مناطقها بصورة مباشرة لكن نجاح كل ذلك سيكون رهناً بإهتمام أبناء كل ولاية فى دعم ولايتهم والإضطلاع بإيجاد الحلول المناسبة لمساعدة أهاليهم فى كل المجالات الممكنة. من هنا تنبع أهمية الوحدة والإتحاد تحت شكل ما وهذه الصفحات ما هى إلا محاولة فى ذلك الإتجاه.