سـفك دمـاء مـتواصل في الشـرق

 


 

 


هذه ليست المرة الاولي التي تسفك فيها السلطة الاجرامية دماء الابرياء, ولن تكون الاخيرة ان لم يتم اقتلاع النظام الفاجر من جزوره والرمي به في مزبلة التاريخ. فقد جاءت الانباء لتؤكد مرة اخري ان النظام قد ارتكب في يوم 20 من الشهر الجاري مجزرة دموية خارج اطار القانون ضد مواطنين ابرياء عزل بقتله مواطنين بدم بارد واحدهم طفل لم يتجاوز الخامسة عشر وتسبيب الاذي الجسيم لعشرات من رعاة بقر يسكنون منذ عقود في زرائب بضواحي مدينة القضارف التي يمدونها باللبن. وقامت السلطة بفرض الارهاب والتقتيل ونشر الآليات العسكرية وشرطة الطوارئ المدججة بالسلاح لفرض رحيل الرعاة بالقوة العسكرية من هذا الموقع الذي الفوه منذ عقود. فسادت حالة من التوتر والسخط وعدم الرضي  كل المدينة. الا ان السلطة الاجرامية وككل مرة تسعي لتبسيط الامر وتشير اليه كحادث عابر تم احتوائه, لتواصل مرة اخري قتل الابرياء وسفك الدماء في مكان آخر.
نعم انها ليست المرة الاولي التي تسفك فيها السلطة الاجرامية دماء الابرياء. ففي مارس 2008 قامت شرطة في كسلا  باطلاق النار علي المواطن سالم عاتق غنام واردته قتيلا لانها اشتبهت بانه يقوم بالتهريب. السلطة قامت بتصفيته دون ان تعرضه علي محاكمة عادلة, وكما هو معروف للجميع فان المتهم برئ حتي تثبت ادانته, الا ان الاجهزة الامنية اخذت القانون في يدها وتصفي وتقتل متي ما تريد.
وفي فبراير من هذا العام قامت الاجهزة الامنية بتصفية المواطن  ناصر جابر محمد في كسلا, ومرة اخري بررت السلطة جريمتها الشنيعة  بان المواطن يمارس التهريب.
سبق كل ذلك الاعتداء الوحشي علي ابناء البجا ببورتسودان عام 2006 حين قام الابطال بموكب سلمي يطالبون برفع التهميش عنهم وبالسلام والعيش الكريم في أرضهم. وقامت وسحقت السلطة ارواح العشرات من الابطال وسببت الاذي الجسيم للمئات منهم.
سفك الدماء يتواصل, فاين رجالات الشــرق الذين صعدوا علي اكتاف الشهداء؟
هم في القصر وفي الوزارات وفي الراحات والهفوت والملدات تائهون. انسان الشرق لا يهمهم طالما هم بالرفاهية ينعمون.
اين القيادات التقليدية؟ لقد روضت الانقاذ من روضت وابعدت من ابعدت وحاربت من حاربت.
لكن رغم هذا وذاك يجب علي الشرفاء من القيادات القبلية والاعيان ان يرفعوا صوتهم عاليا يدينون هذه الانتهاكات الصريحة. ان الانقاذ تتبع سياسة شعارها من لم يقتل بالرصاص فلنقتله بالمجاعات والسيول والامراض والالغام المنتشرة علي كل الحدود الشرقية بعد ان بلعت اموال الامم المتحدة المخصصة لهذا الغرض.
في الشرق تسفك الانقاذ ارواح المنتمين البجا دون غيرهم ثم تقول لا, نحن لا نستهدف البجا, نحن لسنا عنصريين. وفي دارفور وفي جنوب كردفان والنيا الازرق تبيد القبائل الافريقية دون غيرها وتدعي انها غير عنصرية. لكن ثبت لكل العالم بان السلطة الانقاذية تتبع سياسة الابادة للاثنيات الافريقية في كل ربوع السودان, وبرهت ممارساتها البشعة علي ذلك.
انها سلطة تمارس ابشع انواع العنصرية, انها  تنتهك حقوق الانسان علي اوسع نطاق, انها سلطة ادت الي تفتتيت الوطن, انها دولة فاسدة وفاشلة, انها دولة غير جديرة بالبقاء. فلذلك يؤيد الشرفاء من ابناء البجا  مبادئ تحالف الجبهة الثورية السودانية للاطاحة بهذا الحكم الفاسد  وبناء سودان التآخي والسلام والعدالة والمساواة والديموقراطية.



abuamnas@gmail.com

 

آراء