سودانية حلايب والعودة الى حضن الوطن المقدمة ومنهجية الدراسة المقدمة: تختلف العلاقات المصرية السودانية عن غيرها من العلاقات مع الدول المجاورة أو الصديقة لروابط التراحم والنسب والى حد الانصهار في بعض الأحيان ، ويصفها البعض بالأزلية والراسخة نظراً للمواقف المتعددة عند المحن فقد ظلت مصر تفتح أبوب العلم في جامعاتها ومدارسها لأرتال من أبناء السودان ، وظل السودان فيضاً لمصر بوفرة المياه وعُمقاً استراتيجياً عند المحن ففي عام 1967 كان السودان المأوى والملجأ للطائرات التي لم تطالها آلة الحرب الاسرائلية والمكان الآمن لدفعات من طلبة الكلية الحربية المصرية ، ناهيك عن المصالح المشتركة خاصةً في المناطق الحدودية المشتركة للتجارة البينية وهي مصدر رزق لآلاف من الناس.
الا أن هذه العلائق تظل من الهشاشة لتكون مرتعاً للسياسيين من البلدين لتنفيذ أجندة حزبية ضيقة أو مصالح شخصية وتتعرض لهزات قوية لدرجة الحساسية المُفرطة مع الغياب الكامل للعقلانية والرؤية الثاقبة لمصلحة الشعبين الشقيقين ، وتكررالمعاناة مع تكرار الحكومات وخاصةً العسكرية منها وتمتد للتدخلات في شؤون الغير بالاضافة للغياب المتعمد للندية في التعامل ، خاصةً من جانب الطرف المصري. ولعل أبرز هذه الخلافات كانت منذ استقلال السودان في 1/1/1956 في القضية التي أثارها السياسيون في مصر وهي قضية منطقة حلايب وشلاتين السودانية عام 1957 لتظل كالقنبلة الموقوتة يتلاعب بها السياسيون دون دراية لتنفجر لفترات متعددة وتظل كامنة لتنتظر جولة أخرى من الاستهتار السياسي على الرغم من أنها قضية محسومة فحلايب في أرض سودانية وبحرها وجوها داخل حدود السودان وظلت تحت الادارة السودانية الخالصة الى أن وجدت من يريد أن يعبث بمقدرات الشعوب واستقرارها وأمنها.
وفي دراستنا المتواضعة هذه رأينا أن نعرض القضية بالشفافية المطلقة والصدق والأمانة مسترشدين بالوثائق والخرائط والحقاق الدامغة وبمرجعية توثيقية تحصلنا عليها من تسريبات أمنية خاصةً بعد انهيار جهاز الأمن السوداني بعد انتفاضة 1985 وما استطاع الوطنيون من جهاز الأمن تجميعه والحفاظ عليها لتُغطي هذه الدرااسة النقاط التالية:.
1-امتداد الحدود السودانية مع الدول المجاورة ومنطقة حلايب الداخلة في العمق السوداني كحالة.
2- حلايب وشلاتين الموقع والسكان وامتداداتهم في الشمال السوداني وانتماءاتهم القبلية السودانية.
3- حلايب كقضية حدودية كرصيفاتها من المناطق الخلافية.وبداية الصراع بين البلدين.
4- الدفاع عن شرف الوطن بقيادة بطل النيل عبدالله خليل والدبلوماسية السودانية بالمهنية العالية بقيادة محمد أحمد المحجوب . 5- الانسحاب العسكري المصري عام 1958 وانتصار الارادة السودانية.
6- احتلال حلايب عام 1992 وعلاقة الاحتلال بمحاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك الفاشلة على أيدي ضعاف النفوس.والبطولة النادرة للواء طارق عمر أحمد الذي رفض الانسحاب رغم أوامر القيادة .
7- الترهل الدبلوماسي والعنفوان للشرف العسكري السوداني في شخص اللواء طارق عمر أحمد الحارس الأمين لمنطقة حلايب وشلاتين .
8- رائعة الاعلاميين في تناول القضية
أ- الدكتور فيصل عبدالرحمن علي طه في عرض قضية حلايب مع الترهل الدبلوماسي السوداني وغياب الاعلام السوداني.
ب- نفحات من اعلاميين سودانين من أصحاب القلم الحر وصمت الاعلام المسيس .
9- خلاصة الدراسة .------------------------------------------- منهجية الدراسة أما عن منهجية هذا البحث فسوف تعتمد على التحاليل والرؤى التحليلية والاستقرائية، وليس على اساس التركيز على المعلومات وجمعها وتوثيقها التي قد تخضع للمغالطات مع تحريف مسار التاريخ والتي تحتاج لمزيد من المعلومات والأدلة الدامغة ، خاصة لقضية كقضية حلايب والتي ظلت غائبة حتى عن أهلها ، وهو مجال مفتوح للراغبين الخوض فيه خاصةً طلاب الاعلام.
الفصل الاول 1-امتداد الحدود السودانية مع الدول المجاورة ومنطقة حلايب الداخلة في العمق السوداني كحالة.
الحدود بين كل دولة ودولة مجاورة تحكمها اتفاقيات ومواثيق من المفترض أن تلتزم بها كل دولة بعد أن تأخذ شرعيتها من الأمم المتحدة ، ولكن الوضع في السودان كغيره من دول المستعمرات يختلف تماما ، نظراً للتقسيمات والحدود التي رسمها الاستعمار في كل دولة والتي خلفت نزاعات وصراعات قادت أحيانا لحروب طاحنة فالحدود مع دولة جنوب السودان لا تزال تحمل في طياتها قنابل موقوتة سرعان ما تنفجر على طرفي الحدود بل تظل بعض المناطق عصية الحل والوصول لاتفاق بشأنها كقضية أبيي الغنية بالنفط وغيرها من مناطق التوتر على امتداد الحدود البرية حتى النيل الأبيض. أما في الشرق فلا تزال النزاعات على الأرض الصالحة للزراعة بين السودان وأثيوبيا مواقع للصراعات والنزاعات على الرغم من جنوح السودان على الدوام للتهدئة خاصة بعد تنازله عن مدينة جامبيلا التي كانت موقع صراع بين السودان وأثيوبيا ، فتنازل السودان طوعاً عنها لأثيوبيا في عهد الرئيس الأسبق اسماعيل الأزهري ضمن اتفاقية أعادت الهدوء الى المنطقة. ثم ننتقل الى الصراع لمنطقة أخرى في ولاية البحر الأحمر السودانية ليشتعل الصراع بين السودان ومصر على مثلث حلايب وشلاتين وتسكنها قبائل سودانية ( العبابدة والباشريين ) ، والتي كانت تدار حتى وقت قريب بإدارة سودانية ، حتى ان 95% من المصريين لم يسمعوا عنها لا في كتب التاريخ أو الجغرافيا اللهم إلا ما أضيف أخيراً في وسائل الإعلام بغرض تأجيج الصراع بين الدولتين. اما في الغرب فلا يزال الوضع مشتعلاً بين الجارتين تشاد وأفريقيا الوسطى على الرغم من ابرام الاتفاقيات البروتوكولية بينهما والسودان ، الا أن تداخل وتمازج القبائل يجعل الأمر صعباً لاستقرار المنطقة الحدودية ،وقد لعبت هذه الحدود دوراً كبيراً في تغيير الأنظمة أو زعزعتها عبر التاريخ المعاصر ، أما الحدود مع ليبيا فهي لُب المشاكل والقلاقل وسوف نتطرق بإسهاب عن هذه المشاكل الحدودية بالنسبة لمنطقة حلايب لاحقاً في هذه الدراسة . والحدود السودانية مع دول الجوار والتي تمتد الى (6780) كم يصععب و مراقبتها من الجانبين اللهم إلا من منطقة محدودة للعبور في الاتجاهين و يوضح الجدول التالي الدول الحدودية والمساحة بالكيلومترات مع كل دولة من دول الجوار :- المساحة بالكيلومترات الدولة 636 أرتيريا 727 أثيوبيا 448 أفريقيا الوسطى 1340 تشاد 383 ليبيا 1227 مصر 1973 جنوب السودان 6780 إجمالي طول الحدود
الفصل الثاني حلايب وشلاتين الموقع والسكان وامتداداتهم في الشمال السوداني وانتماءاتهم القبلية السودانية. وتتضمن الحدود مع مصر مثلث حلايب الذي يفصل السودان عن الحدود المصرية كونها منطقة للسودان. وتقع على البحر الأحمر ومساحتها 20,580 كم وتوجد بها ثلاث بلدات: مركز شلاتين يتميز بالثروة السمكية، وتضم في الجنوب الشرقي جبل علبة، وكذلك تتميز بخصوبة أراضيها التي تعتمد في ريها على كل من المياه الجوفية ومياه الأمطار. يوجد بمدينة شلاتين خمسة قرى ومدن: • قر أبو رماد: 125 كم جنوب مدينة شلاتين • قر حلايب: 165 كم جنوب مدينة شلاتين. • قررأس الحداربة: 22 كم جنوب قرية حلايب. • قر مرسى حميرة: 40 كم شمال شلاتين. أبرق: 90 كم غرب قرية مرسى حميرة. أما عن السكان فينتمون الى أثنية واحدة وهم قبائل ( البشاريين ، والحماداب ، والشتيرات والعبابدة والبجة وهي قبائل سودانية لها امتداداتها داخل الأراضي السودانية )
وظلت حلايب خلال فترة الاستعمار والفترة اللاحقة تحت الإدارة السودانية الخالصة . ثم كانت المنطقة محل خلاف من عام 1957 وتم حسمها لصالح السودان الا أنها كانت تثار لأسباب سياسية ومزاجية حسب رأي الحكام على الرغم من وجود الأدلة الدامغة على سودانية المنطقة.
حبث تنشر الأمم المتحدة على موقعها الرسمي منذ مارس 2012 خريطة لمصر بدون حلايب وشلاتين تحمل رقم 3795 (المراجعة الثالثة)، وخريطة أخرى للسودان رقم 4458 (المراجعةالثانية) تضم المنطقتين للسيادة السودانية، وهى الخرائط التي لم تقوم أى جهة مصرية باتخاذ موقف إزائها وخاصة وزارة خارجيتها أو بعثة مصر في الأمم المتحدة، والتي عمدت بعض الجهات الحكومية مثل الهيئة العامة للاستعلامات الي تجاهلها ووضع خريطة محررة باللغة العربية على أقسامها باللغة العربية.
وعلى الرغم من أن الخرائط القديمة منتشرة في كافة الأجهزة التوثيقية في بريطانيا كدولة احتلال وتركيا ودار الوثائق السودانية المرجع الوحيد الذي كان الزاد والمعين للمفاوضين لعودة طابا لمصر في نزاعها مع اسرائيل ،وفي كافة السفارات المصرية حول العالم والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة كما أوردنا وهي وثائق يمكن الرجوع اليها والاعتماد عليها بأحقية السودان لمنطقة حلايب وشلاتين ، الا أن الحكومة المصرية لجأت الى اعداد خرائط جديدة كالتي عرضتها بين لقاء الرئيسين البشير والسيسي كخلفية للاجتماع وبصورة غير عقلانية الأمر الذي أعاد لمشتشاري الحكومة المصرية ردود فعل عكسية في الداخل والخارج وخلى العرض من أي دلائل وصفات الا أنه نوع من الاثارة والفتنة وما هكذا يتم رسم الحدود والصورة كانت هزلية باخراج مصري.
الفصل الثالت حلايب كقضية حدودية كرصيفاتها من المناطق الخلافية.وبداية الصراع بين البلدين
لقد أصبحت منطقة حلايب قضية كغيرها من القضايا الحدودية العالقة كفشودة وأبيي وما خُفي أكبر وضرورة حسم الخلافات بصورة نهائية كالحدود المتداخلة على مدى حدود السودان وأمام هذا التردي الاقتصادي الذي وصل اليه السودان فلا بد أن تنال هذه القضايا الأولية في الحلول العاجلة بعد أن عاش شعبنا في طوفان الحروب الأهلية لعقود متتالية واهدار مقدراته في حالة استمراها فحسم الخلاف في قضية حلايب يتطلب الرؤية الصادقة لرسم حدود السودان مع الاعتراف بأحقية السودان على أراضية والاعتراف بسودانية حلايب وشلاتين ومن الممكن تحويل الحدود المشتركة الى مناطق تجارة بينية كما كانت في الماضي طابعها التراحم والتمازج بين كل دولة متاخمة للسودان فالصراخ والعويل لن يحل مشاكلنا أو يؤمن حدودنا المفتوحة ولا حرب الاغتيالات التي فجرت قضية حلايب التي كان ابطالها قادة الانقاذ ولا رد الفعل الخاطئ من الجانب المصري هي الطريق لحل قضية حلايب وليخضع ذوي النفوس الضعيفة للتحقيق والعقاب. على أساس المبدأ الذي لا تراجع عند بسودانية حلايب وشلاتين أرضاً وبحرا.
وهناك نقطة هامة يتطلب استفصائها جهداً من الاعلاميين السودانيين والباحثين الدارسين في مجالات التاريخ والسياسية فقد ذكر الخبير والقانوني الدولي الدكتور محمد أحمد سليمان الذي يشغل الآن مركزاً مرموقا في الأمم المتحدة أمام جمع من القانونين والشباب وكان في ضيافتي في الدوحة ،، ذكر نقطة تاريخية هامة خلال التفاوض بين السودان ومصر وكان حاضراً بوصفه مع الوفد السوداني أن الرئيس جمال عبدالناصر وجه كلامه للرئيس ابراهيم عبود الرئيس الأسبق للسودان ( بأنه يوافق على عودة حلايب وشلاتين للسودان بصفة دائمة للسودان مقابل موافقة السودان على بناء السد العالي في أسوان ) ولدهشة الحضارين بأن الدكتور سليمان قال بأن هذا التصريح من الرئيس عبدالناصر لم يدون) وقد تم بناء السد العالي وغمرت المياه وداي حلفا بمساكنها ونخيلها وزرعها وضرعها وتعرض سكانها للهجرة القسرية الى خشم القربة فهل من أيد أمينة تزيح الغبار عن هذه الواقعة التاريخية الهامة لتضاف كدليل على سودانية خلايب ؟ً يعلم الجميع أن الوقائع التاريخية لا بد أن تكون موثقة فاذا كانت هذه الواقعة لم تسجل من الجانب السوداني فمن المحتمل أن يكون قد سجلها الجانب المصري آنذاك مما يتطلب الرجوع للوثائق المصرية. كما أن هنالك ادعاء آخر بأن الحكومة السودانية عام 1958 كان لديها مشروع مع الحكومة الأمريكية لبناء قاعدة عسكرية في حلايب الأمر الذي أقلق الحكومة المصرية وحتى لو كانت هذه الواقعة صحيجة فهذا يؤكد بأنها أرض سودانية. تجدر الاشارة الى انه جمعتني ورشة عمل لمدة شهرين في المؤسسة العامة للبترول والمعادن بالمملكة العربية السعودية – ينبع بأحد أعضاء اللجنة وهو خبير في الشؤون الادارية وكان ضابطاً في الجيش الأمريكي وذكر أنه زار منطقة حلايب عام 1958 ضمن بعثة عسكرية وأخرى اسكشافية للتنقيب. وهو مجال للباحثين للتأكد من هذه الواقعة وحتى ان صحت فهي دليل على سودانية حلايب,
الفصل الرابع الدفاع عن شرف الوطن بقيادة بطل النيل عبدالله خليل والدبلوماسية السودانية بالمهنية العالية بقيادة محمد أحمد محجوب بدأت في شهر يناير عام 1958 الاستعدادات في السودان للانتخابات البرلمانية الثانية. فقرّرت مصر فجأةً ولأوّلِ مرّة إثارة مسألة مثلث حلايب في 29 يناير عام 1958. في ذلك اليوم أرسلت الحكومة المصرية مذكرةً تحتجّ فيها على نيّة السودان عقد انتخابات في منطقة حلايب باعتبار أنها تتبع لمصر بموجب اتفاقية الحكم الثنائي لعام 1899. وقامت مصر بإرسال فرقةٍ عسكريةٍ إلى منطقة حلايب بعد إرسال تلك المذكرة. وأعقبتْ مصرُ تلك المذكرة بمذكرةٍ أخرى في 9 فبراير عام 1958 تُعلن فيها نيّتها إجراء استفتاء الوحدة مع سوريا في تلك المنطقة أيضاً. أعلن السودان رسمياً في 13 فبراير عام 1958 رفضه التام للمذكرة المصرية وللاستفتاء الذي قرّرت مصر إجرائه في حلايب. وأعلن السودان أن المنطقة أراضي سودانية بمقتضى تعديلات اتفاقية الحكم الثنائي والتفاهمات التي تلتها، وبحكم الإجراءات العملية والإدارية التي قام بها السودان في المنطقة خلال فترة الحكم الثنائي وسنوات الحكم المدني الأول (وللفترة بين الأعوام 1902 وحتى عام 1958). بدليل أن الأدارة كانت سودانية.
غير أن حكومة السيد / عبد الله خليل (رئيس الوزراء آنذاك ) لم تكن تتحدّث بصوتٍ واحد في مسألة حلايب. فقد قرّر السيد رئيس الوزراء عبد الله خليل اتخاذ موقفٍ متشدّدٍ من القضية، بينما كان شركاؤه في الحكومة من حزب الشعب الديمقراطي يتحدثون عن العلاقة الوطيدة والأزلية مع مصر، وضرورة حلِّ الخلاف بالتفاوض و"تفويت الفرصة على الامبريالية العالمية والاستعمار" كما ظلّ قادة حزب الشعب الديمقراطي (الختمية ) يردّدوا وبصرّحان لوكالات الأنباء والصحف. وقام السيد الأزهري رئيس الحزب الوطني الحادي بإرسال رسالةٍ إلى الرئيس عبد الناصر لتأكيد علاقات الاخوّة بين البلدين وضرورة حل الخلاف بصورةٍ ودّية وأُسريّة. ولكن لزم الحزبُ الصمتَ.
إزاء هذا الارتباك في قضية حلايب داخل حزبي الحكومة السودانية قرّر السيد عبد الله خليل إرسال وزير خارجيته السيد محمد أحمد محجوب إلى القاهرة. في 18 فبراير عام 1958 ، فوصل السيد / المحجوب القاهرة. قابله نظيره المصري في المطار وأخبره أن الحكومة المصرية سوف تستضيفه في قصر الطاهرة. اعتذر المحجوب موضّحاً أن إقامته في القاهرة لن تطول. ويبدو ان المحجوب كان يعي جيداً أن كل صغيرة وكبيرة في قصر الطاهرة مرصودةٌ. ومن المؤكّد أن المحجوب تذكّر تجربة صديقه وزميله الوزير خضر حمد الذي وقع في شباك الأمن المصري عام 1955 عندما كان يقيم في قصر الطاهرة ضيفاً على الحكومة المصرية، وحاول عمل صورٍ من قصيدة الشاعر الأستاذ أحمد محمد صالح "إلى نجيب في عليائه." ورصدته المخابرات المصرية. والسودان كان على علاقة حميمة بمحمد نجيب باصوله السودانية .
التقى وزير الخارجية محمد أحمد محجوب بالرئيس جمال عبد الناصر منتصف نهار يوم 19 فبراير عام 1958. كان عبد الناصر ودوداً ومهذباً مع المحجوب، وظلّ يخاطبه خلال الاجتماع بـ "الأخ محجوب." عرض الرئيس عبد الناصر على السيد المحجوب مقترح ألّا تُجرى انتخاباتٌ سودانيةٌ أو استفتاءٌ مصريٌ في حلايب، وأن تناقش الدولتان مسألة حلايب بعد الانتخابات والاستفتاء. غير أن المحجوب رفض ذلك الحلَّ الوسط وأوضح للرئيس عبد الناصر تبعيّة حلايب للسودان دون شرطٍ أو قيد. تواصل اجتماع المحجوب مع الرئيس جمال عبد الناصر حتى نهاية ذلك اليوم، وفشل الطرفان في حلّ النزاع من خلال التفاوض. في حوالى الساعة الخامسة عصر ذلك اليوم أوضح السيد المحجوب للرئيس عبد الناصر أنه حاول الاتصال هاتفياً ببعثة السودان للأمم المتحدة في نيو يورك، لكن يبدو أن الأمن المصري يقف في طريق تلك المكالمة. ابتسم الرئيس عبد الناصر وسأل المحجوب إن كان لدى السودان الإمكانيات للتنصّت على المكالمات الهاتفية، وعرض عليه تدريب سودانيين في مصر للقيام بتلك المهمة. شكره المحجوب وأخبره أن السودان يملك تلك الإمكانيات ويقوم فعلاً، مثل مصر، بالتنصّت على المكالمات التي يعتقد أنها تهدّد أمنه.
أخذ الرئيسُ / عبدالناصر السيد/ المحجوب إلى مكتب مجاور وسلّمه سماعة الهاتف وهمّ بالخروج. غير أن المحجوب طلب منه البقاء قائلاً "سيخبرك رجال الأمن المصري بمضمون المكالمة لاحقاً فلماذا لا تسمعها أنت بنفسك مباشرةً مني الآن؟" بعد قليلٍ من التردّد بقي الرئيس عبد الناصر في نفس المكتب مع السيد المحجوب.
رفع المحجوب سماعة الهاتف وعندما تمّ توصيله بالمندوب الدائم للسودان في الأمم المتحدة في نيو يورك ذكر المحجوب في تلك المكالمة كلمةً واحدةً فقط باللغة الانجليزية وهي:
Release وترجمتها "إطلق." ثم أعاد المحجوب السماعة إلى مكانها وسط دهشة الرئيس عبد الناصر. بعدها بقليلٍ غادر المحجوب قصر القبة إلى سفارة السودان بالقاهرة ثم إلى منزل السفير، ومنها صباح اليوم التالي إلى الخرطوم. وهكذا انتهت زيارة المحجوب إلى القاهرة بالفشل التام في حسم نزاع حلايب ودياً وسلمياً. ووضح فشل الزيارة في عدم اشتمالها على دعوة العشاء التقليدية من مصر ورئيسها ووزير خارجيتها للسيد وزير خارجية السودان الذي كان في زيارة رسمية للقاهرة، والذي كان يُفترض أن ينزل في ضيافة الحكومة المصرية في قصر الطاهرة. غير أن ذلك الاجتماع كان من الاجتماعات المصرية السودانية القليلة التي اتسمتْ بالندّية الكاملة بين طرفي الاجتماع، والاحترام التام للجانب السوداني من الجانب المصري. في 20 فبراير عام 1958 رفع السودان شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي في نيو يورك. كانت كلمة "إطلق" التي اشتملتها مكالمة السيد المحجوب الهاتفية لسفير السودان في نيو يورك كلمة سرٍّ اتفق المحجوب مع سفيره أنها تعني تسليم شكوى السودان ضد مصر بخصوص حلايب إلى مجلس الأمن الدولي إذا فشلت مفاوضاته مع الرئيس عبد الناصر. كان المحجوب يعرف أن مكالماته في القاهرة سيتمُّ التّنصّتَ عليها لذا احتاط لذلك الأمر. اجتمع مجلس الأمن في 21 فبراير عام 1958، ووقتها تراجعتْ مصر، بناءاً على بيانٍ تلاه مندوبها السيد عمر لطفي، عن قرارها بعقد الاستفتاء، وسمحتْ في نفس الوقت للسودان بإجراء انتخاباته في حلايب. كما أعلنت مصر سحب فرقتها العسكرية من المنطقة. عليه فقد قرّر مجلس الأمن حفظ شكوى السودان والاجتماع لاحقاً بناءاً على طلب أيٍ من الطرفين وموافقة أعضاء المجلس. كانت افتتاحيات الصحف السودانية ومنها الأيام الغراء بأن جيش جمال يغزو السودان وقبل الانسحاب المصري قال الرييس عبدالناصر قولته المشهورة بأن جيش مصر لن يقام لحرب السودان وانما للدفاع عنه وشعبه. وقد تمّ سحب الوحدة العسكرية المصرية بالكامل من حلايب، وبقيت الوحدة العسكرية السودانية هناك بمفردها كاملةً. وتمّ أيضاً إجراء الانتخابات السودانية في موعدها وفي كل أرجاء حلايب، ولم يتم إجراء الاستفتاء المصري هناك. وقد ظلّت حلايب سودانيةً وباعترافٍ مصريٍ كامل حتى عام 1992 حين قامت مصر باحتلالها، متنصّلةً عن كل وعودها والتزاماتها القانونية والأخلاقية وعلاقات الود والإخاء مع السودان.
الفصل الخامس - الانسحاب العسكري المصري عام 1958 وانتصار الارادة السودانية لماذا قرّرت مصر في 21 من شهر فبراير عام 1958 الانسحاب التام من حلايب؟ هناك احتمال لأربعة أسبابٍ لذلك الانسحاب: ( الرجوع لبحث الدكتور فيصل عبدالرحمن المشار اليه لاحقاً ) أولاً: كما ذكرنا من قبل فقد كان في ذهن الرئيس عبد الناصر ومستشاريه مشروع بناء السدِّ العالي وترحيل أهالي حلفا عندما قرّروا الانسحاب من حلايب في فبراير عام 1958. فلم يكن منطقياً ودبلوماسياً ولا عملياً أن تتمسّك مصر باحتلال حلايب وتطالب السودان بإغراق حلفا وقراها بعد ذلك من أجل قيام السدِّ العالي. عليه فقد قرّرت مصر النظر إلى الصورة الكبرى والانسحاب من حلايب على أمل مواصلة السودان لموافقته على قيام السدِّ العالي وإغراق مدينة حلفا و27 من القرى حولها و200,000 فدان من الأراضي الخصبة. وهذا بالضبط ما حدث عندما وقّعت حكومة الفريق إبراهيم عبود على اتفاقية مياه النيل في 8 نوفمبر عام 1959، ووافقت على إغراق منطقة وادي حلفا وقراها والترحيل القسري لحوالى خمسين ألف من النوبيين السودانيين.والهدف هو قيام السد العالي. بل إن مصر وافقت على ترحيل القُرى الأربعة (سره وفرس ودبيره وأرقين) التي كانت تقع شمال خط 22 شمال مع القرى السودانية الأخرى إلى منطقة خشم القربة، وليس مع النوبيين المصريين. وقد نسف ذلك الترحيل وموافقة مصر عليه إدعاء مصر بقدسية خط 22 شمال كفاصلٍ حدوديٍ بين البلدين. ثانياً: كانت مصر تخشى إنْ تمسّكتْ بموقفها من حلايب أن يعطي ذلك التمسّك كرتاً رابحاً يكسب به حزب الأمة الانتخابات البرلمانية ذلك الشهر على حساب حلفاء مصر في السودان - حزبي الشعب الديمقراطي والوطني الاتحادي. عليه فقد كان السبب الثاني هو مساعدة هذين الحليفين لمصر في الانتخابات. فحلم وحدة وادي النيل كان لا يزال حيّاً في أعماق عبد الناصر، خصوصاً بعد الوحدة مع سوريا، وهذان الحزبان كانا ما يزالان في ذلك الوقت أملَ مصر في تحقيق وحدة وادي النيل. ثالثاً: كان عبد الناصر ومستشاروه يعرفون جيداً ضعف الموقف القانوني والسياسي المصري تجاه حلايب، ويخشون أن يصدر قرارٌ من مجلس الأمن يطالب مصر بالانسحاب من حلايب كما كان متوقعاً. لذا فقد قرّر عبد الناصر استباق الأحداث وعدم إعطاء السودان أرضيّةً قانونيةً إضافيةً في نزاع حلايب. ويبدو أن مندوب مصر في مجلس الأمن قد أوضح لحكومته التعاطف الكبير في مجلس الأمن مع السودان في قضية حلايب، وحذّرها من نتيجة الاجتماع. رابعاً: كان الدخول في حربٍ مع السودان سيعني هزيمة كبيرة لمشروع وحلم عبد الناصر لتوحيد العالم العربي تحت قيادته. إذ كيف يعقل أن يتحدّث عبدالناصر عن وحدة العالم العربي وهو يدخل في حربٍ مع جاره وضدّ من يدّعي أنهم أشقاؤه وعمقه الأمني والاستراتيجي؟ أليست إسرائيل هي الجديرة بالحرب بدلاً من السودان، كما ظلّت إذاعة "صوتُ العرب من القاهرة" تكرّر كل مساءٍ في تلك السنوات؟ لهذه الأسباب انسحبت مصر من حلايب عام 1958. لكنها عادت لاحتلالها عام 1992، بعد عشرين عاماً من اكتمال السد العالي.
الفصل السادس احتلال حلايب وشلاتين عام 1992
ظلت حلايب وشلاتين تحت القيادة السودانية من الناحيتين الادارية والعسكرية حيث كانت قوة عسكرية سودانية رابطة في المنطقة وظلت الحدود كما كانت مفتوحة للتجارة البينية وأصبحت مصدر رزق لمئات من السودانيين والمصريين في طريق آمن بين حدود البلدين ، ومن مظاهر هذه التجارة سوق في مدينة بورسودان يسمى سوق حلايب ويقع خلف المستشفى وأنعش المنطقة والفنادق حوله. بل كان سبباً في انتعاش التجارة بين البلدين وفتحت الأفاق لمشاريع الطرق البرية التي شهدت النور بعد عقود تالية.
ثم كان للفعل الطائش لمجموعة من بعض قادة الانقاذ الذي حل وبالاً على بلادنا 28 عاماً وحتى الآن بمجموعة من ضعاف النفوس من السودانيين الذين أعلن عنهم الدكتور حسن الترابي ، والمصريون ومنهم مصطفى شعبان الذي شوهد في ميدان رابعة العدوية بعد أن فُتحت الأبواب والمخارج للناس للخروج وهو يزيد النار اشتعالا ثم يهرب وسط الزحام الى أن تم ان لقبض عليه متنكراً في الحدود الليبية ، وهذه المجموعة السودانية لا تزال تعتلي مقاعدها في الدولة رغم شهادة معلمهم الذي تنكروا اليه حسن عبدالله الترابي هذا الرجل الذي أودى بالبلاد نحو التهلكة بتدبيره وتخطيطه للانقاذ ومن حوله زبانية بيوت االأشباح ومراكز التعذيب الجسدي والقتل ليصبحح وحسب تقديره خلال شهادته على العصر في برنامج في قناة الجزيرة بادارة أحمد منصور أصبح شاهد ملك ، وهو المتستر على الجريمة خلال توليه قيادة الانقاذ وقد ذكرهم بالاسم آنذاك. ليشاركوا جميعهم في محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي استطاع شعبه البطل خلعه من منصبه بثورة الخامس العشرين من يناير في بطولة شعبية عملاقة وثورة تصحيحية في 30 يونيو .فكان من الطبيعي أن يأتي رد الفعل بطابع الهمجية والرعونة والتصرفات الطائشة من الجانب المصري فبدلاً من المطالبة بمحاكمة الجناة على فعلتهم الجبانة أعادت الحكومة المصرية احتلال منطقة حلايب وشلاتين بقوات عسكرية مدججة بالسلاح والعتاد امام أعين قادة الانقاذ وكأن الأمر لايهمهم عام 1992. والأدهى وأمر أن الاعلام المصري انساق وراء هذا الادعاء الباطل ، الأمر الذي أدى الى كشف الاعلاميين المصريين بعدم معرفتهم بالمنطقة من خلال عرض برامجهم بل كان العديد من المصريين في حيرة من هذا الادعاء لمنطقة لم يسمعوا عنها وما وجدوا لها خرائط أو مخطوطات خلال دراستهم التعلمية والأكاديمية .
الفصل السابع الترهل الدبلوماسي والعنفوان للشرف العسكري السوداني في شخص اللواء طارق عمر أحمد الحارس الأمين لمنطقة حلايب وشلاتين : ومن خلال هذا الخضم الهائل من مهاترات وتصرفات السياسيين تلوح في الأفق بشارة خير للعسكرية السودانية من نجم متألق هو من مدينة شمبات من الخرطوم بحري هذه المدينة الي كانت المُبادرة باحياء نار القرآن الكريم والفاتحة للخلاوي ومراكز الذكر للذاكرين صباح مساء وهذه المدينة التي تواصل خيرها كل صباح على العاصمة المثلثة بحري والخرطوم وأمدرمان بالخضروات والفواكه وتفيض للسودان كله بالشعراء والأدباء والفنانين والرياضيين. فينطلق النجم الذي أمنته بلادنا حامياً لمدينة حلايب رافعا راية اللواء الأبيض ويردد بقوة العسكر ( في الفؤاد ترعاه العناية من ضلوعي الوطن العزيز ) هو اللواء طارق عمر أحمد أطال الله عمره وولاه وأسرته بالصحة والعافية الذي رفض الانصياع لأوامر القيادة بالانسحاب من حلايب بعد احتلالها عام 1992 وظل متمسكاً بالارض وقال قولة مشهوره للقادة انذاك بانكم لاتاخذو التعليمات من الملكيه ويقصد بذلك مصطفي عثمان اسماعيل وكان وزيراً للخارجيه الذي باع القضيه. ولهذه الوقفة الشجاعة تم ابعاده الي السلاح الطبي مريض بالقرحه واخيرا اُبعد ملحق عسكري للعراق ولم يمكث كثيرا وابعد من القوات المسلحة التي زادها شرفاً وعزة. ألا يستحق هذا البطل التكريم منا اليوم وأن يكتب اسمه في لوحة من نور في مداخل مدينة حلايب السودانية بعد تحريرها؟
وليسطر اللواء طارق بأحرف من نور الشرف العسكري السوداني ، ويكشف المرض الذي أصاب الدبلوماسية السودانية في عهد الانقاذ في الترهل والتفريط في مقدرات البلاد واعتلاء ذوي الولاء لمراكز أحالوها للتفكك والانهيار كغيرها من مؤسسات الدولة الأخرى ، وفي نفس الوقت يعيد لشعب السودان مجده وتاريخه العسكري الشريف من قوة دفاع السودان وحتى القوات المسلحة السودانية وينادي بالرحمة لشهداء القوات المسلحة الذين بنوا ركائزها قبل وبعد خروج الاستعمار سليمان الخليفة وأحمد محمد وابراهيم عبود ، وكذلك الذين كانوا نجوما ساطعة في الحرب العالمية الثانية أمثال طلعت فريد وأحمد عبد الوهاب وزملائهم البررة ، وأولئك الذين أعادوا لها سيرتها الانضباطية العسكرية أمثال عبد الماجد حامد خليل وصطفى عثمان (جيش ) والذين سطروا بأحرف من نور بطولات بهزيمة ما يسمى بالارهاب اليوم في قلب الخرطوم العاصمة أمثال أحمد بادنين والذين شرفوا السودان بدمائهم وأرواحهم من جنود وضباط سودانيين هم جميعهم أحياء عند ربهم يُرزقون. فبشرى للقائد طارق بولائه لشعبه الصابر .
الفصل الثامن
حلايب والاعلام الحر :
ورائعة الدكتور فيصل عبدالرحمن علي طه في عرض قضية حلايب مع الترهل الدبلوماسي السوداني وغياب الاعلام السوداني
ولعل التحليل الضافي الذي أورده الدكتور فيصل عبدالرحمن على طه نشر في سودا نايل تاريخ 13/4/2016 والذي تضمن الوثائق المتعددة للاتفاقيات بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والرسائل المتلاحقة من الخارجية المصرية للامم المتحدة مع الغياب الكامل للدبلوماسية السودانية لما أصابها من ترهل بعد عزل وتشريد خيرة الدبلوماسيين السودانيين المهنيين والمتمرسين علماً وخبرة ، واعتلاء ذوى الولاء وهم في غياب كامل عن أبسط المعلوماتية الدبلوماسية فتوزعت الوظيفة التي تمثل ثراثاً خالداً من الدبلوماسيين السودانيين أمثال العملاقة محمد أحمد محجوب ومبارك زروق وأحمد خير ومنصور خالد ومن الرعيل الأول بناة صرح الدبلوماسية السودانية أمثال بشير البكري والحضري وجمال محمد أحمد وخليفة عباس وأقرانهم من العقد الفريد ، لتشتت في أيدي أطباء فشلوا أو عزلتهم المهنة أو بقايا زبانية بيوت الأشباح والتعذيب الجسدي والقتل والتشريد لأبناء السودان البررة. لتضيع القضية من أروقة العدالة الافليمية والدولية هذه الصروح الدولية التي اعتلاها سودانيين أكفاء يوماً ، أمثال القاضي المرموق محمد أحمد أبو رنات الذي كان عضواً في محكمة العدل الدولية في الخمسينات وبداية الستينيات.
فوجدت الدبلوماسية المصرية ضالتها في ترهل دبلوماسية الانقاذ لتمرح وتصدح في أروقة الأمم المتحدة وابرام الاتفاقيات الثنائية على حساب السودان.
حيث خلص الدكتور فيصل عبدالرحمن علي طه على الآتي : 1. أن إحداثيات خطوط الأساس المستقيمة التي نصَّ عليها قرار رئيس جمهورية مصر رقم 27 لسنة 1990 شملت ساحل حلايب وذلك عبر إحداثيات النقاط من 50 إلى 56. مما يعني أن مصر اعتبرت إقليم حلايب البري خاضعاً لسيادتها. فالمبدأ في القانون الدولي للبحار أن الدولة تحصل على منطقة بحرية بحكم سيادتها على الإقليم البري المواجه للبحر. فالأرض تسيطر على البحرية. .2- تحفظت مصر على خطوط الأساس المستقيمة التي أعلنتها المملكة العربية السعودية في عام 2010، وأعلنت مصر أنها ستتعامل مع خطوط الأساس السعودية المقابلة للساحل المصري شمال خط عرض 22 درجة الذي يمثل الحدود الجنوبية لمصر – بما لا يمس بالموقف المصري في المباحثات الجارية بين البلدين لتعيين الحدود البحريةز
3 . كما ذكرنا فقد جاء في بيان مجلس الوزراء المصري أن لجنة تعيين الحدود البحرية السعودية – المصرية اعتمدت في عملها على قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 27 لسنة 1990 الذي فصَّلنا بيانه في الفقرة أعلاه. 4. إن التفسير الواضح لما تقدم أن تعيين الحدود البحرية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر شمل منطقة حلايب البحرية مما يعني الاعتراف بالسيادة المصرية على إقليم حلايب. وسيظل هذا التفسير قائماً إلى أن يتم التثبُّت بعد الاطلاع على نص الاتفاق والخرائط الملحقة به من أنه ليس في هذه الوثائق ما يمس صراحةً أو ضمناً مطالبة السودان بالسيادة على إقليم حلايب البري أو يعتدي على منطقته البحرية. (والمقال جدير بالاطلاع)
الفصل التاسع نفحات أخرى من اعلاميين سودانيين من أصحاب القلم الحر وصمت الاعلام المسيس
وفي صحبفة سودانايل بتاريخ 11/4/2016 اتحفنا الكاتب حسن الحسن بمقاله ( حلايب في ضوء عودة جزيرة تيران من مصر للسعودية اذ يقول : هذا الجدل الذي احدثته مطالبات المملكة بجزيرتيها كان لابد ان يستعيد إلى الأذهان قضية حلايب وشلاتين من جديد وهي قضية تماثل في وقائعها التاريخية قضية الجزر السعودية لكن لسان حال القاهرة وموقفها في هذا الموضوع تجاه السودان ينطبق عليه قول المتنبي. لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مالُ فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ فالقاهرة وفق علمائها من أساتذة التاريخ ممن علقوا على قضية الجزر السعودية وحقها السيادي عليها أشاروا إلى أن قضية حلايب تختلف لكونها أرض مصرية حسب زعمهم كانت أمانة عند السودان ثم استردوها " بالقوة "
والجزر السعودية كانت أمانة عند مصر فمن حق السعودية استردادها وهو منطق تبريري لإجازة حق السعودية فرض سيادتها على الجزر لاعتبارات عديدة وفي نفس الوقت إغلاق الباب تماما امام أي حديث حول سودانية حلايب وقد افاض الاعلام المصري في هذا الجانب .وللأسف الشديد فإن فرض الأمر الواقع بوضع يد مصر على حلايب بالقوة وبرامج التمصير على الأرض والمواطنين منذ التسعينات وحتى اليوم تجعل من الصعب جدا أن تعود حلايب إلى حضن الوطن أو حتى لتصبح منطقة مشتركة للتكامل والتعاون بين البلدين في ظل ظروف السودان الحالية وطبيعة وتركيبة النظام الحالي . وهناك عدة عوامل تؤيد ذلك أهمها ضعف النظام الحالي وعجزه أمام تحقيق وفاق وطني شامل يوقف النزاعات والحروب بل واستمراره في التصعيد العسكري في مناطق النزاع سواء في دارفور او جنوب كردفان او النيل الأزرق. نظرة الشك والريبة من قبل النظام المصري تجاه النظام السوداني رغم التصريحات والوعود والاتفاقات الثنائية بدليل رفض مصر حتى الآن تطبيق اتفاقية الحريات الأربع لدواع أمنية كما تقول . التطورات الإقليمية فرغم مشاركة السودان في عاصفة الحزم بقوات مشاة على الأرض ودعمه اللامحدود للمملكة ورغم تحفظ مصر على المشاركة الفعلية في عاصفة الحزم إلا أن السعودية اختارت مصر لمشروعاتها الاقتصادية الضخمة وجسورها القارية وهي بالتالي ستكون الأقرب سياسيا لمصر ولمساندتها . غير ان أهم هذه العوامل هو تقاعس النظام السوداني نفسه من الناحية العملية عن اتخاذ أي مواقف جادة مع مصر لمناقشة ملف حلايب لأسباب ذاتية تتعلق به وباستمراريته بل أنه يسوق المبررات لتبريد المطالب ويعول على الزمن الذي ليس هو بالتأكيد في صالح السودان علما بان مصر ترفض أي نقاش في موضوع حلايب مع الحكومة السودانية باعتبارها ارض مصرية.
ثانياً :الاستاذ مصطفي عبده داوؤد في تعليقه لمقاله ( حلايب ) في صحيفة سودا نايل تاريخ 20/4/2016 نداء لأهل الكهف ليتيقظوا من نوم عميق بالتصريحات التي هي أشبه بالفقاقيع من قادة الانقاذ مشيراً لمقال سابق عام 2013 إسترداده فسيفعله الجيل القادم لا محاله. مسترسلاً ( عندما صادر النظام الحالي الممتلكات المصرية في عام1992 من جامعات ومدارس وأندية ومقرات الري المصري كان رد فعل حسن مبارك إحتلال حلايب عسكريا وبعد محاولة إغتياله في 1995 كان رد فعله إعلان حلايب مصرية . فكيف تصرف النظام مجرد تصريحات (لا نفرط في ذرة من تراب الوطن) فكان الأجدي والأصوب هو إيقاف الحرب الأهلية في الجنوب وسحب الجيش والتوجه به إلى حلايب وحشده على الحدود وإحياء الشكوي الموجودة في مجلس الأمن كما فعل الراحل عبدالله خليل في عام1958 ولكنهم كانوا مشغولون بجمع الغنايم وكل جهدهم موجه للتمكين لذا لم يعيروا إهتماما إلى الأرض المحتله وأصبحت التصريحات موسميه ولدرء خيبتهم وجبنهم يضللون الشعب مثل إستحداث دائرة جغرافية باسم حلايب جنوب خط عرض 22شمال وكان المسجلون في انتخابات2010خمس الف ناخب فقط .وايضا يوجد معتمد معين ثم يقولون حلايب ليس شمال خط 22 فهي منطقة كبيرة ؟! يا للنفاق.
الأدهي والأمر هو تصريح سفير المملكة العربية السعودية بمصر (إن حلايب مصرية كان يديرها السودانيون ) كان على السفير على الأقل أن يجامل البشير الذي قال امن السعوديه قبل امن السودان ويصرح تصريحا دبلوما سيا (حلوا النزاع بالحوار ولا يحق له التصريح مطلقا ).
اما شفع المؤتمر الوطني الذين يتفننون في شكل اللحية عندما يظهرون في القنوات يدلون بمعلومات مستقاه من الإخوان المسلمين ومن القنوات المؤيده لهم ويبثونها كأنها حقيقة مثل (المدروسون المصريون يرفضون الذهاب إلى حلايب!) وهل المدراس مغلقة منذ الإحتلال 1992؟ ومثال آخر المتظاهرون المصريون يهتفون حلايب سودانية ! هل انتم في حاجة لمن يؤكد لكم سودانيتهم ومن عناصر ضد الإنسانية والحياة ناهيك عن الأرض فيا للخيبه ويا للعار والجرأة الفائقة لبث الجهل والموستفذ لعقول مشاهديهم . إن حصر النزاع بحلايب وشلاتين ناسين نتوء حلفا لن ينجحوا ولن يكسبوا القضية إطلاقا فالحق في النتوء أبلج .
ثالثاً تم نشر مقالين لكاتب هذه الدراسة عام 2015 بعنوان حلايب بين النزاعات والعودة لحضن الوطن وآخر عن الصراع عبر الخرائط وتأكيد سودانية خلايب.( اسماعيل شمس الدين ) صفحة الرأي صحيفة سودانايل الالكترونية أما كاتب هذه الورقة البحثية المتواضعة كما ذكرنا فقد تناول القضية من خلال مقالات تم نشرها كالتالي : 1-مقال تم نشره في صحبفة سودا نايل الالكترونية تاريخ جاء فيه : لقد أصبحت منطقة حلايب قضية كغيرها من القضايا الحدودية العالقة كفشودة وأبيي وما خُفي أكبر وحسم الخلافات بصورة نهائية كالحدود المتداخلة على مدى حدود السودان وأمام هذا التردي الاقتصادي الذي وصل اليه السودان فلا بد أن تنال هذه القضايا الأولية في الحلول العاجلة بعد أن عاش شعبنا في طوفان الحروب الأهلية لعقود متتالية واهدار مقدراته في حالة استمراها فحسم الخلاف في قضية حلايب يتطلب الرؤية الصادقة لرسم حدود السودان وتحويل الحدود المشتركة الى مناطق تجارة بينية كما كانت في الماضي طابعها التراحم والتمازج بين كل دولة متاخمة للسودان فالصراخ والعويل لن يحل مشاكلنا أو يؤمن حدودنا المفتوحة ولا حرب الاغتيالات التي فجرت قضية حلايب من الجانب المصري هي الطريق لحل قضية حلايب وليخضع ذوي النفوس الضعيفة للتحقيق والعقاب. وكلمة حق تُقال ،، في حق السيد رئيس الجمهورية عمر البشير فقد بادر بارتداء زي مثلث حلايب بالسديري والملحفة في بياض قلوب أهل المنطقة يوم غادر للقاء الرئيس مبارك بالأمس ، وحمل لواء أحقية حلايب للسودان عند اللقاء مع السيسي في زيارته للقاهرة ، فهو فعل ذلك ، فماذا فعل الآخرون من أركان حزبه وأركان المعارضة غير التصريحات المتضاربة الي طابعها الخذلان وكان الأجدر له يوم وضعت الرئاسة المصرية خريطة مصرية عليها حلايب في تصريحات طابعها التردد. ولعل أبرز هذه التصريحات في قول موسي محمد أحمد مساعد الرئيس السوداني يوم الثلاثاء 9 أبريل بأن منطقة مثلث (حلايب) المتنازع عليها مع مصر، هي "منطقة سودانية وستظل سودانية.. ويمكن أن تتحول إلى منطقة تكامل، إذا أمنت القاهرة على أنها أرض سودانية، وفي حال تعذر الحل في سياق العلاقات الثنائية لا بأس من نقل الملف إلى التحكيم الدولي.. وعلى الجانب المصري الإتيان بوثائقه كما سنأتي بما يثبت أن حلايب سودانية"، وهى التصريحات التي أعادها مرة أخرى يوم 11 أبريل وفي مؤتمر صحفي، وتصريح د. وليد سيد رئيس مكتب حزب المؤتمر السودانى بالقاهرة لبرنامج في الميدان على قناة التحرير يوم 14 أبريل بأنه ""معلوم أن كل مصرى يرى أن حلايب مصرية، وكل سودانى يرى أن حلايب سودانية".، وتصريحات حسن عبدالقادر هلال وزير البيئة السوداني خلال مشاركته في مؤتمر التغيير المناخى العالمى بالإسكندرية بأن حلايب وشلاتين هي "أرض مشتركة مصرية سودانية تحت إدارة سودانية .. وأن هناك مشروعات بيئية كبرى بحلايب وشلاتين وعلى شواطئ البحر الأحمر سوف تبدأ هذا العام فى الفترة من 2013 – 2015 تحت إشراف الإدارة السودانية".ونحن اليوم في عام 2016 ومصر تبني وتعمر داخل حلايب وشلاتين. الا أن جميع هذه التصريحات تظل مزاجية ولن تخدم القضية فا لخرائط يمكن رسمها بالمداد والقلم ولكن الثابت يكمن في الاتفاقيات الموثقة والمستندة على وثائق دامغة وهي البداية للباحاثين والأكادميين لازالة الغبار عنها حتى لا تصبح كالرسم بالكلمات فالخرطيتين التاليتين احداهما مصرية وأخرى سودانية وهي رسالة لمراكز البحوث السودانية كما ذكرنا لتضع بصماتها الخيرة لعودة حلايب الى حضن الوطن السودان بالأدلة الدامغة.
ان قضية حلايب لن تحلها جلسات المتحاورين اليوم من خلال الحوار الوطني بل هي كغيرها من القضايا المصيرية التي تتطلب المشورة من ذوي الاختصاص من علماء السودان والمفكرين الذين تزخر بهم بلادنا داخل البلاد وخارجها وتقديم المشورة الصادقة باسانيدها الموثقة لأصحاب القرار لشعب السودان المتمثل في كل أحزابه وأطيافة لتكون الكلمة واحدة للاتفاق على سودانية حلايب وشلاتين وبالله الوفيق . 2-مقال آخر لنفس الباحث بعنوان الصراع عبر الخرائط وقضية وحلايب حالة : الخرائط بين الدول تحكمها اتفاقيات بين كل دولتين متجاورتين وتخضع للمواثيق القانونية و التوثيق من المنظمات الإقليمية والدولية و ، حتى في حالة نزاع وتسوية جديد فتخضع لنفس الإجراءات ، وعليه يتم تعديل الخرائط على ضوء هذه المواثيق والاتفاقيات الجديدة ونشرها في داخل كل دولة من الدولتين وعلى جميع دول العالم لتكون مرجعاً للمؤسسات الدولية والمؤسسات التعليمية ودور الوثائق المحلية والدولية. وهذه الثوابت ربما تكون غائبة عن الأجهزة المختصة التي قد تتقاعس عن القيام بهذه المهمة بقصد أو غير قصد أقول هذا وأمامي حالتين : ففي بداية السبعينات كنت موفداً للدراسات العليا في جمهورية الهند وفي لقاء في مكتب رئيس قسم الدراسات الأفريقية في جامعة دلهي لاحظت خارطة عن السودان المصري الانجليزي على الرغم من اهتماماته بأفريقيا وعلى الفور ذهبت للسفار السودانية وزودته بخارطة حديثة وهذا دليل على القصور على الرغم من أن السفارة أنداك كانت تحفل بالنشاط الملحوظ بقيادة الدبلوماسي حسن الأمين والدبلوماسي ايسايا ديدوت السفير السابق ورئيس المجلس التنفيذي بعد اتفاقية أديس أببا. صدر لي كتاب عن سد النهضة الإثيوبي وقد تضمن جميع أراء العلماء السودانيين وأراء جميع الاعلاميين المصريين والإثيوبيين وكذلك قادة الطلاب بغرض الحيادية وخلص على ضرورة بناء السد مع ضمان وفرة المياه لمصر والسودان ، وكان أن صودر الكتاب في مطار الخرطوم بسبب أن صفحة (8) فيها خريطة لم تتضمن مدينة حلايب والخريطة عن دول المنبع ودول المصب جنوب السودان والسودان ومصر وهذا يعني مجري النيل من بحير فكتوريا وبحيرة تانا ثم التقاء النيلين فرحلة الشمال والخريطة منقولة من المدونات ولم يتم اعدادها باليد فأين هؤلاء المختصون عن أعادة تعديل الخرائط وهل قاموا بنشر الخرائط التي توضح موقع حلايب داخل الحدود السودانية أم أنه رد فعل للصورة التي ظهرت في الاعلام عن استقبال السيد المشير عمر أحمد البشير في مصر وظهور حلايب داخل القطر المصري ؟ وعلى الرغم من طرح الحلول لإطلاق الكتاب الذي أرسلت الطبعة الأولى منه إهداء للأهل وذوي الاختصاص في السودان فكيف لنا أن نعالج أمورنا بردود الأفعال فقط دون خطوات ايجابيه لطرحها بعقلانية كما ورد في مقال تم نشره أمس في صحيفة سودا نايل لمعالجة القضية بالاستعداد للتحكيم بالوثائق .
هذه هي الخريطة التي أثارت المختصين وقرروا مصادرة الكتاب العلمي والأكاديمي وكان من الممكن للسادة المختصين الاطلاع على صفحة (162 من الكتاب التي ورد فيها سودانية مدينة حلايب أو على المقال المنشور باسمي في نفس اليوم في سودا نايل .
فكما ذكرت في مقال الأمس أهمية الرجوع لدار الوثائق وأهل العلم والمعرفة من علماء السودان في التاريخ والأنثروبولوجي والاجتماع للحصول على الثوابت والوثائق التي سوف تكون مرجعنا في التحكيم وليست الخطوات الارتجالية القائمة على ردود الأفعال ، و قد مدني اليوم أحد الخيريين مشكورا بخارطة مصرية قديمة تؤكد بسودانية حلايب كالتالية :
وتعتبر من الأدلة الدامغة واضافة بما نتوقعه من أهل العلم والمعرفة . أما عن الصورة التي جمعت الرئيسين البشير والسيسي فهي صورة عادية ولم تعد خصيصاً لهذا اللقاء بل معدة لاستقبال كافة قادة العالم ولو فيها مساس بالسودان لكن انسحب الرئيس وهذا دليل على المغالاة والسعي نحو القضايا الجانبية التي تنسينا على الدوام قضايانا المصيرية ولكن وضعها أصبح يمثل علامة مجردة من المصداقية للنظام المصري الحالي. مرة أخرى فضلاً لا أمراً أن تقوم الأجهزة المختصة بمراجعة الخرائط بمشاركة المؤسسات الأكاديمية ووزارة العدل ودار الوثائق المركزية ، والسؤال المطروح هل قامت الأجهزة بتوزيع خارطة لحلايب لطلاب المدارس والجامعات والمدونات الدولية وأجهزة الاعلام؟ والاعتراف بأوجه القصور الذي سيقودنا للصراط المستقيم وبالله التوفيق. رابعاً : أرشيف الصحافة السودانية في عليائها: حفلت الصحافة السودانية في أرشيفها العامر التي تميزت بالشفافية والمصداقية ويمكن الرجوع اليها والتي تناولت قضية حلايب بوطنية صادقة رحم الله الراحلين من قادتها وأدام الله عمر الذين يطالعوننا بكتاباتهم الثرة ، فجريدة الأيام بثالوثها الاعلامي بشير محمد سعيد ومحجوب محمد صالح ومحجوب عثمان كانت الرائدة عام 1958 وكذلك أبوالصحف أحمد يوسف هاشم في جريدة السودان الجديد وغيرهم من الكتاب الأحرار والذين تمثل كتاباتهم الاكادمية السودانية للصحافة الحرة والصادقة وهي دعو لطلاب الاعلام لينهلوا من هذا الفيض الدافق .
خلاصة الدراسة الوصول للحقيقة الثابتة بسودانية حلايب وشلاتين لقد أصبحت منطقة خلايب وشلاتين منطقة تحت الوصاية المصرية بانتزاع الادارة التي كانت حكراً على السودان لعقود ممتدة وحشدت فيها وحدات من الجيش المصري وهي على درجة من الاستعداد كأنما ستواجه العدو الاسرائيلي وقامت الحكومة المصرية بتوطين آلاف الأسر المصرية تحسباً لأي استفتاء قادم بل شرعت عن طريق برلمانها الموجه بأنها منطقة مصرية ( وهذا يعني انها لم تكن مصرية قبل قرار البرلمان ؟؟ ) وأحذت تغدق على المقيمين الخدمات السخية قي التعليم والصحة والمواد التمونية بالاضافة الى رسم الخرائط بصورة تحريفية التي تختلف عن االخرائط المدونة المصرية في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ووجدت من ترهل الدبلوماسية السودانية مرتعاً لتجول في الأروقة الدولية مع الضجيج الاعلامي المصري الموجه ببطلان الأدلة والبراهين وغياب الاعلام السوداني وغفلته في ونوم عميق مع القيادة السودانية الحالية وحرمان الناس من أبسط الحقوق المدنية بمافيها الحريات العامة ، ومع ذلك فان قضية حلايب أصبحت تمثل هدفاً لأهل السودان بعودتها لحضن الوطن خاصةً للمطلعين على الملاحم البطولية سياسيا بقيادة الرئيس الأسبق عبدالله خليل ( ودبلوماسياً بقيادة وزير الخارجية الأسبق المهندس والقانوني محمد أحمد محجوب والبطولات الفردية لابن شمبات اللواء طارق عمر أحمد وكتيبته التي نالت الشرف بالرفض عن الانسحاب من حلايب رغم الأوامر التي صدرت لهم). وبطولات رؤساء العشائر والقبائل في حلايب وشلاتين الذين تمسكوا بالثبات خلال مقابلاتهم المتكررة مع الاعلام المصري وكانو يتفاخرون بسودانيتهم رغم تحريف المذيعبن . الأمر الذي يدعونا لنخلص للنقاط التالية :-
أولاً : أن كافة الوثائق التي بين أيدينا من خلال هذه الدراسة والموجودة في دار الوثائق السودانية والوثائق الأخرى التي تحتاج لجهود الخبراء ضمن الوثائق البريطانية كونها دولة احتلال لمصر والسودان والوثائق العثمانية التركية تتضمن دليلاً قاطعاً على سودانية حلايب مع العلم أن المرجعبة التي استندت اليها مصر لاستعادة مدينة طابا من اسرائيل كانت دار الوثائق السودانية. ثانياً" أن كافة الخرائط المصرية القدمية قبل العام 1992 والتي كانت في أروقة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وكافة الجامعات والسفارات المصرية حول العام كانت خالية من منطقة حلايب .كما أن معظم سفارات مصر في الخارج تخنفظ بها أو في أرشيفها . ثالثاً : نقض العهود والعقود من الجانب المصري لن يُجدي ،خاصةً ان من بين آليات التفاوض بناء السد العالي وصرف النظر عن الخلاف حول حلايب كما وعد الرئيس جمال عبدالناصرة ، وقد كسبت مصر بناء السد العالي على حساب الأرض السودانية وتهجير أهلها وبالطبع لا رجعة عن المشروع وبالتالي لا رجعة عن الوعود.
رابعاً: السودان هو السودان وشعب السودان هو شعب السودان بكرمه ومباداراته السخية تجاه مصر وشعبها مهما اختلفت الحكومات والأنظمة في البلدين وليس ببعيد أحداث نكسة 1967 التي لم تجد فيها مصر موقعا كعمق استراتيجي الا السودان ، فتم نقل ما تبقى من طائرات حربية كأمانة تم ردها الى أرض السودان كما تم نقل الكلية الحربية المصرية الى وادي سيدنا أطراف أمدرمان لدفعات للاستعداد للمعركة القادمة وعندما أوصدت الأبواب في وجه القيادة المصرية من دول الاستكبار في الغرب وبعض الدول العربية كان الملاذ في أرض السودان ، بمؤتمر القمة العربي الذي أعاد للأمة العربية لحمتها وفتح عليها أبواب المساعدات هي ودول المواجهة خيراً مالياً كبيراً ،، ولا بد من الاشارة هنا الى نقطتين هامتين فلولا القيادة السودانية بقيادة الرئيس اسماعيل الأزهري والدبلوماسية السودانية بقيادة محمد أحمد محجوب لما نجح المؤتمر المتفرد بقراراته القوية التي كانت بداية الصمود ، والأمر الآخر عندما قررت الدول المانحة من دول الخليج والجزائر منح السودان نفس المبلغ الذي تقرر لدول المواجهة اعتلى المحجوب المنصة رافضاً ومبرراً أن السودان لا يقبل ثمن لجهوده وضيافة أشقائه وها هو السودان يا حكام مصر وأنتم تزرعون الشوك في حلايب وشلاتين. وها هوالسودان ياحكام اليوم وشعبه. خامساً : أن القضية الخلافية حول حلايب وشلاتين كانت نتيجة لردود أفعال طائشة من الجانبين السوداني والمصري ومن بعض الذين لا علم لهم بالسياسة وتاريخ ومسار الشعبين والسودان قادر على حسم أموره كما حدث في فترة قيادة عبدالله خليل وأن التلويح بقرارات برلمانية مصرية أو قرارات جمهورية مصرية أمر يخص مصر وحدها وعملية الخروج من مأزق تيران وتنازل مصر عنها لن يكون في مقابله الاصرار على التمسك بحلايب وشلاتين وما على الحكومة المصرية الا التراحع عن قراراتها واعادة الحق لأصحابه. والقبول بالتحكيم الدولي الذي تتهرب منه القيادة المصرية . . وخلاصة القول أن حلايب وشلاتين أرض سودانية وهو أمر لا يقبل الجدل من جانب السودانيين وفي رأينا أن القضية يصعب حلها من خلال المنظمات الاقليمية والدولية نظراً للظروف التي يمر بها السودان من وضع سياسيى قرر الابتعاد عن شعبه 28 عاما وتزيد بالاضافة لغياب الحريات العامة ، وكذلك لن تحلها المواجهة العسكرية التي سوف يكون وقودها ضحايا من الشعبين،، والحكام يعيشون في رغد ونعيم ، وبداية الحل في يد القيادة المصرية الحالية التي استطاعت انقاذ شعبها بثورة الثلاثين من يونيو استكمالاً لثورة الخامس والعشرون من يناير والحفاظ على بقعة مصرية غالية كادت أن تُباع أو تقع في أيدي الاسرائليين في سيناء وعلى الحدود اللليبية المصرية ،، وأن تعلم علم اليقين أن بُعدها الاستراتيجي طال الزمن أم قصر هو السودان وأن الشعب الوحيد الذي سوف يظل سنداً لها هو شعب السودان وربما يخال للبعض أن هذا ضرب من الخيال ولكنه الحقيقة التي لا بد تعترف بها القيادة المصرية والا فان الأوضاع سوف تكون كارثية وما عليها الا اعادة حلايب وشلاتين الى حضن الوطن السوداني.
الفهرس والمحتويات المقدمة ومنهجية الدراسة امتداد الحدود السودانية مع الدول المجاورة ومنطقة حلايب الداخلة في العمق السوداني كحالة الفصل الأول حلايب وشلاتين الموقع والسكان وامتداداتهم في الشمال السوداني وانتماءاتهم القبلية السودانية. الفصل الثاني
حلايب كقضية حدودية كرصيفاتها من المناطق الخلافية.وبداية الصراع بين البلدين
الفصل الثالث الدفاع عن شرف الوطن بقيادة بطل النيل عبدالله خليل والدبلوماسية السودانية بالمهنية العالية بقيادة محمد أحمد المحجوب .
الفصل الرابع الانسحاب العسكري المصري عام 1958 وانتصار الارادة السودانية. الفصل الخامس
- احتلال حلايب عام 1992 وعلاقة الاحتلال بمحاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك الفاشلة على أيدي ضعاف النفوس.والبطولة النادرة للواء طارق عمر أحمد الذي رفض الانسحاب رغم أوامر القيادة .
الفصل السادس الترهل الدبلوماسي والعنفوان للشرف العسكري السوداني في شخص اللواء طارق عمر أحمد الحارس الأمين لمنطقة حلايب وشلاتين . الفصل السابع رائعة الاعلاميين في تناول القضية وندرة الكتاب في الصحافة السودانية أ- الدكتور فيصل عبدالرحمن علي طه في عرض قضية حلايب مع الترهل الدبلوماسي السوداني وغياب الاعلام السوداني. الفصل الثامن نفحات أخرى من اعلاميين سودانين من أصحاب القلم الحر وصمت الاعلام المسيس . الفصل التاسع
وتضمنت رؤية الكاتب في القضية الخلاصة نبذة عن الكاتب
الهوامش والمراجع 1-المراجع معلومات من دار الوثائق السودانية أرشيف صحيفة سودانايل الالكترونية. مخطوطات ووثائق تم العثور عليها وتفضل بها الخيريين من العسكريين والأمنيين السودانيين. الديمقراطية في الميزان - محمد أحمد محجوب ديوان الشاعر أحمد محمد صالح. 2-الهوامش والاضافات *- أشرنا لارسال الطائرات الحربية المصرية التي لم تطالها الآلة العسكرية الاسرائيلية عام 1967 وظلت بالسودان حتى نهاية الحرب فاعادتها الحكومة السودانية لمصر كاملة . نفس الموقف كان أيام عاصفة الصحراء التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها على العراق فأرسلت الحكومة العراقية الطائرات الناجية لايران كأمانة الا أن ايران رفضت اعادتها للعراق بعد الحرب وهذا دليل على أصالة ونبل شعب السودان .
*-رفض السيد وزير الخارجية السوداني المنحة المقدمة لدول المواجهة من دول الخليج والجزائر وفاء لما قام به من رأب الصف العربي في مؤتمر القمة العربي الشهير بعد النكسة كتعويض يدل على أصالة السودانيين وكرمهم الفياض وربما لا يعرف أبناء مصر اليوم هذه الاشراقات . *- ما كان للقيادة الراشدة بالمملكة العربية السعودية أن تقبل بالزج بقضية حلايب ضمن اتفاقها مع مصر على جزيرة تيران وتمر الأيام وينظر القضاء اليوم ببطلان الاتفاق بتنازل مصر عن الجزيرة للسعودية.
*- تميزت المفاوضات بين الرئيس الراحل المقيم جمال عبدالناصر والراحل المقيم محمد أحمد محجوب صفعة المظلوم بشأن حلايب بالندية خاصةً من الجانب المصرى وهذا دليل على قوة الدبلوماسية السودانية.
*- قصيد نجيب في عليائه المشار اليها: والقصيدة للشاعر أحمد محمد صالح المعلم والأسناذ الأكاديمي الذي اعتلى منضب عضو مجلس السيادة بعد الاستقلال وهو منصب سيادي لرأس الدولة وكان شاعر النشيد الوطني السوداني وكان على رأس الرحبين بالرئيس عبدالناصر والزعماء العرب بقصيدته التي منها : مرحبا بالشموس من عبد شمس قد حللتم من داركم في الصميم يا بني عمنا ويا قادة الزحف أترضون صفعة المظلوم وقصيدة محمد نجيب في عليائه هي لمسة وفاء لقائد أحبه جميع السودانيين واعتبرها الأمن المصري آنذاك منشورات . ما كنت غداراً ولا خوانا كلا ولم تك يا نجيب جبانا يا صاحب القلب الكبير تحيةً من أمـةٍ أوليتهـا الإحسانا عرفتك منذ صباك حراً وافيا فوفت إليك و آمنت إيمانا أصبحت بعد القيد أبلغ حجة وأعز منزلة وأرفـع شـأنا إن طوقوك فطالمـا طوقتهم منناً كبارا في الزمان حسانا أو قيدوك فقد فككت قيودهم ووهبتهم حريةً وأمــــانا لو أنصفوا جعلوك في آماقهم وتخيروك لمجـــدهم عنوانا
تقع القصيدة في ثلاثةٍ وثلاثين بيتاً، ويختمها الشاعر بالبيتين الآتيين: ما حطموك وإنما قد حطموا أمل البلاد وصوتها الرنانـا هذا جزاء المحسنين وقلمــا تلقــى على إحسانك الإحسانــا. ولمعلومية القارئ ليس محمد نجيب وحده من أصول سودانية وانما الرئيس أنور السدات أصوله سودانية من أمه وكان يخاطب القادة السودانيين بالخال . أما الرئيس جمال عبدالناصر فقد كان ضمن قوة عسكرية بالسودان لمدة عام زمن الاستعمار والصور موجودة في متحف جمال عبد الناصر بالقاهرة لذا فان الحساسيات من صنع البشر مع بقاء العلاقات الوطيدة بين الشعبين السوداني والمصري .
صور لرؤساء الذين وردتهم الاشارة اليهم في البحث:
هذه الصورة يعشقها كل سوداني يوم رفع العلم أول يناير 1956 باعلان استقلال السوان الرئيس الراحل المقيم اسماعيل الأزهري والرئيس الراحل المقيم محمد أحمد محجوب
الرئيس الراحل المقيم عبد الله خليل صاحب الريادة في الدفاع عن حلايب
الرئيس الراحل المقيم جمال عبدالناصر الذي أحبه السودانيين وحملوه على الأعناق بعد النكسة وأعادة الهمة من جديد لاسترداد الأرض ( ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ) ومؤتمر القمة العربي الشهير بالخرطوم
الرئيس الراحل المقيم محمد نجيب بطل تقرير المصير للسودان واحبوه السودانيين باصوله السودانية وظلمته القيادة المصرية بعد تنحيه ولو لجأ للسودان لكان محل ترحيب ووقار
صورة لأبناء شرق السودان بما فيها حلايب ولن تجد له مثيلاً في مصر اللهم الا اذا تم تفصيله كما تم تفصيل الخرائط والمعلومات
نبذة عن الكاتب
• الاسم : إسماعيل عبدالحميد شمس الدين • الجنسية : سوداني • المؤهلات الأكاديمية : العلمية : دراسات عليا في الموارد البشرية والعلوم الإدارية وعلوم لإدارة البحرية في الهند والنرويج. • دورات علمية : في الإدارة والاعلام والقانون والحلول المتكاملة في نظام الموارد البشرية. • الخبرات العملية : ثلاثون عاماً خبرة عملية في وظائف قيادية في النقل النهري بالسودان والمؤسسة العامة للبترول والمعادن بالمملكة العربية السعودية وشبكة الجزيرة الفضائية في قطر ، والقطاع الخاص بالسودان. شركات الروبي ) • المشاركات : أستاذ ومحاضر مشارك في معهد الإدارة العامة في السودان ومركز تطوير الإدارة والكفاية الانتاجية بالسودان. • صدر له كتاب عن سد النهضة الإثيوبي عام 2014 • نشاطات اعلامية : مقالات أسبوعية في الصحافة السودانية والعربية في الشأن السوداني والشؤون العربية ولعل أهمها علي صفحات سودا نايل الالكترونية. لدية بحوث ودراسات سوف يتم نشرها قريباً عن انفصال دولة جنوب السودان واحتمال انشطارها وآخر عن القبائل الأفريقية ودورها في مستقبل القارة وآخر عن القبائل السودانية وغيرها من الدراسات. • عضوية رابطة الاعلاميين السودانيين في دولة قطر. • حاصل على شهادات تقدير من كافة المؤسسات التي عمل بها بالإضافة لمنظمات أهلية في دولة قطر.