عمق الكارثة السودانية

 


 

 

• عمق الكارثة السودانية الماثلة الآن ، والتى قذفت بالوطن فى أتون حرب لها من التداعيات الخطيرة مالم يخطر بعقل بشر .
• يتمثل فى تقاطعات، وتعقيدات بنيوية كبيرة وخطيرة, تمددت عبر حقب تكوين الدولة السودانية ، و بذرت بتربتنا الوطنية مايمكن أن نشبهه بأشجار من المسكيت الاجتماعى، و السَّلَم الاقتصادى، و اللبلاب والحسكنيت السياسى .
• و تكاثرت و تناسلت وتزاوجت و انتجت سلالات سودانية خالصة فعلت فعلها بحال الوطن حتى وصل للراهن المعاش
• وسكنت بين حناياها جراثيم قاتلة، حقنت سير الحياة السياسية ودوائرها الخبيثة منذ الاستقلال .
• وظل دوران حكومة مدنية ، انقلاب ،ثورة شعبية، يتمخض عنها حكومة مدنية، تلفظها الانقلابات العسكرية نتيجة لتفاعلات بنية الوطن الموبوءة بداء عضال .
• و قذفت دوره الحلقة الشريرة للانقلابات العسكرية على الحكومات المدنية الضعيفة باطولها امدا وأكثرها أثرا إنقلاب الإنقاذ .
• فاوصلتنا، متاهاته ، و سطوته المدمرة ، لحرب بنت حرام ينكر طرفاها إشعالها ،وهما ودوافعهم وروافعهم فى غيهم سادرون . كأنهم خشب مسندة ،(إِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُون) الايه ٤ من سورة المنافقون.
• و بإنقلاب الإنقاذ زاد أمر الوطن وبالا ،بتعقيده للمعقد عبر استراتيجيات أدلجة المؤسسات وبذر الانتماء العقدى والتغلغل كالسوس فى مفاصل الدولة وهياكل المجتمع ،.
• وإستعمال الجذر و العصى، بصورة ابعد ماتكون عن مقاصد الدين الحنيف المدعى , و دغدغة عواطف الشعب الدينية وابتكار ادوات التمكين الاقتصادى والأمنى والسياسى للحزب والمنتمين باسم الدين ..
• فصارت تضج بالهتاف الأجواء ..لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء ..
• وأحدث البون الشايع بين الفعل والادعاء والنظرية والتطبيق بعدا جديدا على عبثية تداعيات الأزمة الوطنية و تطور تعقيداتها ..
• فتكاثرت بذور المسكيت الاجتماعى بارض السودان الواسعة الممتدة ودخل حتى الزواج فى متاهات الشعبوية والمزايدات السياسية واستغلال كل شىء من مناسبات وساحات دينية واجتماعية حتى مناسبات الزواج دخلت معترك السعى لإضفاء شرعية مصنوعة عبر استغلال مناسبات الزواج الجماعى لاغراض الاستقطاب وجلب الحشود السياسىية .
• وهذه الممارسات ، وغيرها كثير ، كانت من الأمراض ،التى عمقت المقعدات الاجتماعية و أقعدت بتنمية البنية التحتية وكبلت حركة الاقتصاد المنتج .
• وما صاحب بناء أكبر مشروع بنية تحتية فى عهد الإنقاذ ، سد مروى ، من ممارسات شوفونية مريضة تمثلت فى تحمل الدولة لتكاليف زىارات مهولة بالطائرات و اللاندكروزات والباصات المستأجرة كانت حديث الناس يمثل تجسيدا لمآل حال وطن تركب اغراض السياسة وأمراض الإجتماع على ظهر إقتصاده المنهك ..(بئر معطلة وقصر مشيد )..
• وتم بعهد الإنقاذ نصب شراك الجذر و العصى ،من منصة سطوة السلطة والثروة، لمراكز الانتماء الشعبى الكبير ، مشايخ الطرق الصوفية والإدارات الأهلية، ,وفقراء الريف وأطراف المدن كمناجم حشد تسخر له الإمكانيات ، فتوالدت شرانق الفساد ، على حساب ارض بور ،ونيل ممدد جنازة ، ومناجم حقيقية بباطن أرض ولود ، وماء ربانى مجانى ينبت مزيدا من الاشواك ، على أرض مسطحة شبقة لزراع الرجال ،وآلات البذر و الحصاد، شغل الناس عنها كسب التصاديق الحكومية والمرابحات والمضاربات الوهمية و ارابيب العمل السياسى الفاسد.
• لذا ترك كثير من أهل الزراعة والإنتاج .هجير الحقول .إلى افياء التكييف بمكاتب النافذين ، وبرندات البنوك والمؤسسات ،يزرعون على الورق ،والأرض يباب ،و ينتجون فساد توالد تصاديق الامتيازات ليزيد شوك سَّلَم سهول البلد ، بممارسات سلم ومضاربات أسلمة الاقتصاد الصورية وتوابعها من وراقة و تجارعملة و انتاح وتهريب ذهب .
• والإدارة والإرادة غارقة فى مستنقع التماهى لأجل تمكين الذات والحزب عبر تسخير إمكانيات الدولة و الانغماس فى استغلالها الذى صنع مزيد من التعقيد وانبت مزيدا من الوغش .بدلا عن قمحا وثمرا متاح
• و صارت الدولة وسلطاتها التشريعية والتنفيذية وعلى رأسها الأجهزة الأمنية, والسلطة القضائية بقبضة تنظيم أوحد يمتلك زمام أمره أفراد وهذه هى السطوة المدمرة التى يتعاطى حصرم عقابيلها الوطن بعد أن مدت لسانها للثورة .والتى عجزت أن تتعامل مع تعقيدات الوضع فأتت الكبوات والكفوات .وما زال الكثيرين يخشون عشوش الدبابير أوكار سطوة التمكين وسرها الباتع .
• كنتيجة حتمية لما صنعته الانقاذ ، من قوات نظامية ، بذرت نطفتها نزوة حزب.. ودعم سريع ، قال عنه الرئيس البشير مفتخرا أن انشائه كان أفضل قرار اتخذه .
• لكنها خطيئة هيمنة أفراد على قرارات كارثية تتنزل ..ذات أهداف ذاتية (حمايتى) وتبصم عليها المجالس الصورية .
وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (الانعام الآية 123)

عادل محجوب على

adelmhjoubali49@gmail.com

 

آراء