في الأيام الثلاثة لحكومة الرائد هاشم العطا, كانت هناك عدة محاولات من جهات مختلفة تحاول الوصول الى الحكم, لصالحها أو تصفية حسابات ماضية(1) وقابل المقدم/ الرشيد نورالدين وبصحبته اسحق محمد ابراهيم يوم 19 يوليو الرائد هاشم العطا وقال له الرشيد: من الصعوبة الانفراد بالسلطة ولابد من وضع أسس واتفاق لاصلاح المسيرة. وطلب العطا مهلة لمناقشة الموضوع ثم الرجوع اليه.
وكان الرشيد صادقاً في حديثه "تلى – لاحقاً – مأمون عوض ابوزيد في رئاسة جهاز الأمن القومي وعندما اشتدت وطأة الضغوط المصرية على نميري للإطاحة به, حيث لم يكن يخفي كرهه ومقته للمصريين, عينه نميري سفيراً في الصومال ثم المغرب. تقدم باستقالته لخلاف بينه ومنصور خالد الذي كان وزيراً للخارجية"(2) مستبقاً الاجراء الرئاسي! وقتل في حادث سير في المغرب!!
وقبل 19 يوليو عقد ضباط عدداً من الاجتماعات كانت تناقش أوضاع البلد وما يدور في الحكومة والطريق الى الاصلاح بالتفاهم. وكانت اجتماعات "مجموعة الرواد" تنعقد دائماً بمنزل الرشيد نورالدين وتكونت من: الرشيد ابوشامة, الرشيد نورالدين, ابوبكر محمد المبارك, الطاهر محمد عثمان يس, صلاح عبدالعال مبروك وآخرون "أعضاء تنظيم الضباط الأحرار المحظور" وكان تخطيط الرشيد نورالدين تولي القوات المسلحة السلطة لفترة انتقالية محددة بزمن والاشراف على مؤسسات الدولة.
بعد ذلك كان الرشيد نورالدين نشطاً ومتحركاً ومتصلاً بالقوات الضاربة في سلاح الطيران والمدرعات والمظلات والاشارة. وبعض الأحزاب السياسية وخاصة حزب الأمة فتم اعتقاله يوم 21 يوليو بالقصر الجمهوري مع مجموعة نميري(3) وقاد دبابته في الحركة المضادة. اذن: ان قيادة التحرك العسكري في 19 يوليو رفضت مبدأ توسيع قادة المشاركة على الرغم من أن كثير من الضباط الأحرار كانوا رافضين لهيمنة شريحة القوميين العرب وهي ذات نقطة الخلاف بينهم والحزب الشيوعي التي برزت في اجتماع عبدالخالق معهم يوم 20 يوليو.
تأمين الانقلاب "نجاح الانقلاب العسكري ليس في الاستيلاء على السلطة في وقت وجيز. نجاح الانقلاب هو في تأمين وتثبيت السلطة الجديدة على جميع أجهزة الدولة وجميع أقاليم البلد. وهي المرحلة الحرجة حيث يكون على الانقلابيين تحقيق هدف مزدوج: السيطرة على كامل أجهزة الدولة العسكرية والمدنية واستخدامها للسيطرة على كامل أرجاء البلد. وللتأمين مظهران: الأول: تثبيت الانقلاب بالقوة العسكرية على أرض الواقع. الثاني: تثبيته بالاعلام والسياسة والدبلوماسية بالتسريع في بسط النفوذ واعتماد منهج وقائي صارم يدرك أصحابه أن أي فراغ أو خلل يظهر في سلطتهم قد يغري الآخر بمقاومتها. وان أي مقاومة للانقلاب يمكن أن تقود الى مزيد من المقاومة. فاذا استمر مسلسل المقاومة فان الانقلاب سيفشل. وترسيخ وجود السلطة الجديدة في أذهان الناس من خلال مبادرات سياسية ودبلوماسية واعلامية تجعل التغيير الجديد مرغوباً. ومن الضروري: -فتح قنوات التفاوض مع كافة القوى السياسية والاجتماعية وطمأنتها ان الانقلاب يخدم مصلحتها من المسائل التي يهتم بها الانقلابيون. -فتح قنوات الاتصال مع سفارات الدول لكسب اعترافها وطمأنتها ان القادة الجدد يرغبون في حسن العلاقات معها. ومن المباديء العامة التي يجب أن تلتزم بها كل سلطة جديدة, تأمين السلطة في جبهة القوى الخارجية: الدول الكبرى ودول الجوار التي تتأثر مصالحها بشكل مباشر بطبيعة النظام الحاكم في دولهم وتتأثر بالتقلبات السياسية. فأي من الطرفين الدول الكبرى ودول الجوار تستطيع الاضرار بالقيادة الانقلابية الجديدة(4)
فما هو موقع التحرك العسكري في 19 يويو من (النجاح)؟ القاعدة: نجاح الانقلاب ليس في الاستيلاء على السلطة في وقت وجيز. نجاح الانقلاب هو في تأمين وتثبيت السلطة الجديدة. الضابط المنفذ/ عبدالعظيم عوض سرور أوضح: "لا اعتقد ان موضوع التأمين قد نوقش بالقدر المناسب أثناء التخطيط للانقلاب. أو في مرحلة ما قبل التنفيذ. ولم توضع خطة محددة لتأمين الانقلاب بعد نجاحه. ولم يكن التفكير في قيام انقلاب مضاد بالسرعة التي حدث بها في 22 يوليو وارداً. وانحصر التفكير في احتمال مقاومة الانقلاب أثناء التنفيذ". و "ان عدداً كبيراً من الضباط الناقمين على مايو لأسباب موضوعية وغير موضوعية, وبينهم الذين فصلتهم مايو لعدم الكفاءة أسرعوا بعد نجاح انقلابنا للقيادة العامة وسلاح المدرعات والحرس الجمهوري لإبداء مساندتهم للنظام الجديد وقد تكدسوا في مكاتب وقاعات القيادة العامة وكان منهم المقدم/ صلاح عبدالعال مبروك". فهل نستطيع أن نطلق على ما حدث يوم 19 يوليو انقلاباً عسكرياً بكل المواصفات والمقاييس بعد استبعاد وضع خطة لتأمين الانقلاب؟ واذا كان قادة التحرك العسكري في 19 يوليو لم يتصوروا أصلاً مقاومة "الانقلاب" بعد النجاح في الاستيلاء على السلطة فكيف يمكنهم مواجهة الجيوش التي احتشدت في الساحة يوم 22 يوليو 1971م؟ في عرضنا لساعة صفر التحرك العسكري, أشرنا أن أول تأجيل كان بسبب الأوضاع الذاتية و"تأمين السلطة بعد نجاح الانقلاب" التي أثارها النقيب/ عبدالرحمن مصطفى خليل والذي كان مهتماً بها بل وأعاد طرحها على القيادة العسكرية يوم 19 يوليو والتي كان ردها "مهمتنا"!! وبحسب العرض ووقائعه فان "النواة" قررت 19 يوليو دون افصاح منذ 27 يونيو 1971م أو قبل ذلك. ففي التاريخ المذكور تم تكليف مساعد المدرعات/ حسن عبدالسلام محمد والذي نشرت توثيقه لتجهيز كتيبة من الحرس الجمهوري بكورس مكثف على أن يكتمل التدريب يوم 10 يوليو وبحد أقصى يوم 14 يوليو "135 جندي" وبعد نهاية التدريب تم توزيعهم يوم 18 يوليو 71 على القيادة العامة والحرس الجمهوري. أنظر: ان الانقلاب الشيوعي "المفترض" كان مخترقاً من قبل ساعة الصفر بعدة شهور, فليست المخابرات المصرية وحدها التي خططت لاختراق الانقلاب المفترض أو اختطافه. "في بدايات 1971م حضر وفد عسكري برئاسة خالد حسن عباس الى الاتحاد السوفييتي ومن أعضائه عثمان حاج حسين ابوشيبة وكان المحامي أحمد سليمان وقتها سفير السودان بموسكو. ودعى السفير كل الضباط الذين كانوا في كورسات في الاتحاد السوفييتي الى حضور حفل. وفي الحفل تحدث المقدم/ ابوشيبة مع الملازم ميرغني محجوب وذكر له أن أحمد سليمان فاجأه بالقول أن لديه معلومات تفيد بأن الشيوعيين يعدون لاحداث انقلاب ويعتمدون في ذلك على قوات الحرس الجمهوري التي يقودها. وحضر أحمد سليمان بعد ذلك الى الخرطوم وأبلغ محي الدين صابر, وحذر نميري من الانقلاب الشيوعي بقيادة ابوشيبة. وقام اللواء خالد حسن عباس بمراقبة ابوشيبة لمدة شهر ونصف عندما صدر تقرير خالد الذي نفى عزم ابوشيبة أو أي شخص لصيق به القيام بأي عمل يعرض أمن الثورة للخطر(6) (لذلك كان يجب على نميري أن يهتم بالبلاغ عن الانقلاب صباح يوم 19 يوليو وحدث العكس)
تأمين الانقلاب/ التحرك العسكري الرائد/ م عبدالله ابراهيم الصافي ابان في مذكراته أن فكرة الانقلاب كان من المتصور انفاذها في العام 1972م وشرح الأسباب. كما كتب بشأن التأمين كالآتي(7) 1-"كان حجم القوات التي تم اعدادها لتنفيذ الانقلاب صغيرة. فقد اعتمدت الخطة على سلاح الحرس الجمهوري ومجموعات صغيرة من ضباط وجنود اللواء الأول مدرعات. فلم يكن في مقدور هذه القوات الصغيرة في الحجم والتسليح السيطرة على كل المناطق العسكرية بفعالية.. ثم من بعد نجاح الانقلاب لم يهتم باستقطاب واستعانة بقوات أخرى في المهام.. الحراسات والاجراءات التحوطية التأمينية". 2-"لم يتم اشراك عناصر من الاستخبارات العسكرية والتي تعتبر من العناصر المهمة جداً في نجاح وتأمين أي انقلاب. لا قبل الانقلاب ولا بعد النجاح في استلام السلطة بل تم حسابهم على أنهم عنصر معادي". وفي يوم 19 يوليو قابل كمال ابشر مدير الاستخبارات هاشم العطا وطلب اعفاءه من الاستخبارات ومن الخدمة لكن هاشم طلب منه الاستمرار مديراً للاستخبارات العسكرية لكنه اعتذر". 3-"لم تتم دراسة سليمة للموقف الدولي والاقليمي والمحلي في تقبل الانقلاب أو رفضه وبلا شك أن امريكا وأوروبا لن تسمح بقيام نظام شيوعي في وسط افريقيا". العميد/ م اسحق محمد ابراهيم: "كان هناك ضباط من سلاح الاشارة يتحدثون عن تحركات: صلاح عبدالعال وابراهيم احمد ابوزيد. ومن أسباب الفشل الرئيسية انه مافي زول مسئول عن أي حاجة يعني أنا قاعد في الاستخبارات وما عارف اي حاجة – لقيت واحد من الضباط مسئول عن الاستخبارات مقعدنو وهو ماليه دخل بالاستخبارات, المقدم صلاح فرج". "فشل انقلاب هاشم العطا يرجع لاسباب عسكرية مية في المية ناس هاشم مما جو لم ينتهبوا للنواحي العسكرية يعني مجرد ما الانقلاب نجح دخلوا طوالي في اجتماعات مع القوى السياسية واجتماعات مع جوزيف قرنق والشفيع. ناس داخله وطالعه.. تركوا موضوع تأمين الانقلاب ده تماماً.. يعني كان عندهم ثقة ان نظام نميري مكروه والضباط ما دايرنو. مع انه بالعكس الانطباع اللى كان عند كثيرين بأنه ناس هاشم جايين علشان يصفوا الرتب الكبيرة. والاشاعة اللى حامت بأنه أي ضابط من عميد فما فوق حيعدموهم ومن رائد وما فوق حيرفتوه وكده وبذلك كان الضباط غير مبالين يحصل شنو".. كل اللى ظهروا في القيادة العامة كانوا من الشيوعيين والنقابيين والحكاية دي خلت الجيش في الفترة دي يمور بالاشاعات..". "كنت في جهاز الأمن القومي ولما ناس هاشم حلوا جهاز الأمن القومي قالوا كل زول يمشي وحدته فأنا جيت راجع الاستخبارات وحلا لهذا الموضوع عينوني "مسئول الاستخبارات"(8) وعبارة "مافي زول مسئول عن أي حاجة" أوجزت الوضع التأميني للسلطة الجديدة, وبحسب الملازم عبدالله ابراهيم الصافي فانه لم تعجبه حالة التسيب في كثير من الوحدات فذهب الى قيادة الحرس الجمهوري لحسم الحالة ولكنه لم يجد المقدم ابوشيبة ووجد النقيب معاوية عبدالحي في القيادة العامة في اجتماع مع دفعته وحدثه عن ملاحظاته ومخاوفه لكن معاوية لم يعره انتباهاً وعبر عن غضبه بالقول بأن ليس هذا هو الوقت الملائم للاجتماعات. اعلان المقاومة أول اعلان لمقاومة سلطة 19 يوليو كان صباح يوم 22 يوليو في ذات توقيت مسيرة التأييد التي نظمها المجلس العام للنقابات بالمظاهرة المضادة والتي رفعت شعار "عائد عائد يا نميري" ونظمها المسرحون من جهاز الأمن القومي من الشيوعيين المنشقين والناصريين والتي لم يعتقل أحد بسببها وأدت مهمتها. هل كانت مجموعة يوليو وهي في حالتها التي عرضناها تملك أية قدرات لردع أي انقلاب مضاد؟ هل يمكن للقيادة التفكير في قتل ضباط أبرياء وهم خارج الجيوش المحتشدة؟ واذا كانت القيادة لم تفترض الانقلاب المضاد بعد نجاح الانقلاب ولم تناقشه في أية مرحلة فهل من المتصور اتخاذ قرار بالمذبحة عند الفشل غير الموضوع في الحسبان.. ولم يكن الانقلاب المضاد واحداً, كانت الساحة تمور بجيوش محتشدة في الساحة أضعفها جيش سلطة يوليو. الجيوش المحتشدة أولاً: التنظيمات في الساحة التي أشار اليها تقرير لجنة التحقيق "حسن علوب" تضمنت: 1-أحرار مايو 2-الجبهة العسكرية لحماية الاستقلال 3-الضباط والجنود الوطنيين 4-تنظيم الضباط الاحرار 5-قوات القيادة الغربية بضواحي الخرطوم وقيادتها في الخرطوم مع الاشارة لتنظيمات أخرى سرية كالقوميين العرب بحسب التقرير. ثانياً: من التنظيمات الأخرى التي أشار اليها تقرير لجنة التحقيق دون تسميتها: 6-تنظيم حركة ضباط الصف بالمدرعات 7-الخلايا السرية للقوميين العرب 8- تنظيم الزنوج الأحرار 9-تنظيم "حركة التحرير" باللواء الأول مدرعات 10-سرية القيادة الغربية بسلاح المظلات 11-كبار الضباط من التيار اليميني 12-ضباط الصف والجنود الوطنيين 13-تنظيم الزنوج الأحرار 14-الجبهة القومية السودانية وأحرار مايو تنظيم سري يرعاه/ أحمد عبدالحليم وكان اللواء خالد حسن عباس على علم بهذا التنظيم ويقوم بتشجيعه وهدفه حماية نظام الحكم "سلطة القوميين العرب" وضم كثيراً من الضباط المترقين من الصفوف والذين أسهموا في التحركات الأولى من خور عمر صباح 25 مايو. "ومن عضوية التنظيم: حمادة عبدالعظيم حمادة, كمال ابشر, صلاح عبدالعال وابوشيبة. وابعد عنه الشيوعيين وتم اختيار العضوية بالرتب وبالثقة. وضم قادة الأسلحة وكل الذين في مواقع مهمة"(9) وهناك تجمع أحرار مايو من ضباط صف وجنود بالمدرعات والمظلات والذي عمل منذ يوم 19 يوليو على ترتيب الانقلاب المضاد وعودة نميري.
تنظيم الجبهة الوطنية في بداية 1971م علمت مجموعة 19 يوليو ان تنظيم الجبهة الوطنية بسلاح المدرعات يرتب لانقلاب عسكري يقضي على الاشتراكيين والقوميين العرب. وتم اختراقهم للتنظيم وهو تنظيم قوي. وهو من الأسباب التي دفعت ضباط يوليو للتحرك المبكر لدرء الخطر(10) وهو التنظيم الذي أشار اليه هاشم العطا في تنويره يوم 20 يوليو في القيادة العامة وسمى سعد بحر/ أحمد محمد ابوالدهب. وبافادة/ سعد بحر فانه يوجد تنظيم عسكري للأحزاب لضباط الصف والجنود وتهاجم منشوراته الشيوعيين ومصر. -الخلايا السرية للقوميين العرب: من ضباط الصف والجنود تحت اشراف محمد عبدالحليم وهي التي تم امدادها بأجهزة اتصال "احضرت في طائرة احمد حمروش بافادة نميري". -تنظيم حركة التحرير باللواء الأول مدرعات: وضمت الى جانبها مجموعة من المظلات وكتيبة مشاة بقيادة يوسف عبدالباقي. -الجبهة العسكرية لحماية الاستقلال: وزعت منشورات في الجيش وهدفها معارضة التقارب مع مصر, وهو تنظيم تابع لحزب الأمة. -تنظيم الزنوج الأحرار: وأعد بيانه يوم 22 يوليو ولم يتمكن من اذاعته. -الضباط الأحرار: وهم في الحقيقة ضباط وضباط صف وجنود 19 يوليو. -قوات القيادة الغربية: التي أتت في ضواحي الخرطوم بحسب لجنة علوب, وقيادتها في الخرطوم والتي طلبت اللجنة الموافقة على بحث حالتها ولم تتلق رداً. ولا نعلم هل وجود سرية منها في سلاح المظلات بشمبات كان جزءاً من نشاطها. -ضباط الجبهة الوطنية: في القيادة العامة والذين قرروا تحركهم يوم الجمعة 23 يوليو وكانوا يعملون باستقلالية عن بقية التنظيمات حتى فاجأهم تحرك ضباط الصف والجنود يوم 22 يوليو. -كبار الضباط من التيار اليميني: الذين توزعوا ما بين القوميين العرب والشيوعيين. هذه هي الجيوش المحتشدة التي تعرفت عليها يوم 22 يوليو فأي منها ارتكبت جريمة مذبحة بيت الضيافة؟ ونواصل
المراجع والمصادر: 1-محمد المنير حمد 2-عثمان السيد/ حنان بدوي/25/8/2007م/ شوقي بدري 2-بكري الصائغ/ 14/4/2012م 3-محمد المنير حمد 4-كيف نصنع انقلاباً ناجحاً 5-عبدالرحمن مصطفى خليل 2001م 6-مقدم/م ميرغني محجوب/ الرائد/ م عبدالله ابراهيم الصافي "المذكرات" 7-عبدالله ابراهيم الصافي 8-يوليو اضاءات ووثائق – عبدالماجد بوب 9-نفس المصدر 10-عبدالله ابراهيم الصافي 11- كتاب : كيف تصنع إنقلاباً ناجحاً. للتواصل والمشاركة في هذا التوثيق الجماعي: موبايل 0126667742 واتساب 0117333006 بريد khogali17@yahoo.com /////////////////////